أبكي عليك أيها الإنسان

أبكي عليك أيها الإنسان

أتجول مع الإنسان في نهاره وليله وبالكاد أراه مبتسماً، بالكاد أراه سعيداً، بالكاد أراه مرتاحاً.

هل كُتب على الإنسان الهم والحزن والصراع للحصول على سعادة ما، تضفي عليه شيئا ًمن السكينة والطمأنينة، أم عليه أن يبقى على الدوام مرتدياً قناعه يخدع نفسه ومحيطه لكي يراه الآخرين في حُلة جديدة أو مزيفة يرتضيها له أخوه الإنسان. لاشك أننا نتعامل مع بعض بشيء من الحقيقة المزيفة والتي نسميها مجاملة وهي في حقيقتها ليس إنعكاسا ًعن ذواتنا، بل هي إنعكاس عن عذابنا الداخلي والذي سببه الإنسان(الجار،الصديق، الأخ، القريب،البعيد) الذين فقدوا ما يميزهم" الإنسانية والرحمة ":

الوجه يضحك بينما أبكي ولست تراني
صدري يضيقُ وداخلي ينهار كما البنيانِ
أهذا زماني أم تراني أني فقدت زماني
يا من تظن أنني أبكي من الحرمانِ إن الحقيقة أنني أبكي على الإنسانِ

بهذه السطور افتتح مقالي فربما رأى أحدكم غير ما أرى، وربما هون من القضية باعتبارها مسألة شكلية لا تقدم ولا تؤخر. لكنني أراها ذات شأن وأنظر إلى ما خلفها فأجده ذا مقصد، أشرتُ إلى بعضه في المقدمة ولعمري إن من الكلم ما أعز وأذل وقطع ووصل.

تصدمني كلمة الحرية المشاعة في بلادنا العربية، فأنت تراها كلمة تقال ولكن على أرض الواقع هي أبعد ما تكون عن الحرية وما تحمله من معنى.
تعلمتُ أن لا تبهرني أفكار الحرية الغائمة التي يتحدثون عنها والتي لا تفيد أمة تحتاج الى العلم والعمل والايمان الآن أكثر من ذي قبل.

قد تعلمتُ الآن وأدركتُ وأيقنتُ أن عالمنا مضطرب يسوده الشر والنزاع والمكايدة والسفاهة والطيش، ناهيك عن الصعوبات الجمة التي يكابدها الإنسان وهو يرسم طريقه إلى النور لكنه عبر حقل من الألغام، أصبح هناك فجوة كبيرة بين نحن وهم.. نحنُ من نكابد من الحياة أمرّها ومازلنا نضحي في سبيل حلم الإنسان وتحقيق طموحه ، ليس كله ، وإنما الحد الأدنى منه. لأننا ببساطة لا نستطيع أن نحقق الكل، مع أناس متسلطون جشعون يضحون بالإنسان وبكل غالي ورخيص في سبيل أطماعهم الشخصية.

فالذي بيننا وبينهم ليس القديم والجديد، ولا التأخر والتقدم، ولا الجمود والتحول، ولكن أخلاقنا وتجردهم منها.. يتكلم الألم فينا.. ونحتار ولا نجد لما يحدث تفسيراً ولا تأويلاً ، فمن كان في الأمس القريب مغموراً ولم يبدر منه ما يسيء ، تجده اليوم يتسلط على رقاب الناس ويمارس عليهم كل أساليب القهر وفرض الرأي لمصلحة من ولماذا وكيف ولمَ ..كلها أسئلة لا جواب عندي لها.

لم يعرف الإسلام الفصل أو التمييز بين طبقات المجتمع، ومزج في جوهره بين هذه وتلك مزجاً تاماً كاملاً لا غموض فيه، بل ركز على أهمية الإنسان واحترامه وعدم المساس بما يملك أو يفكر، وجاءت تعاليم الإسلام ترسم الحدود وتوضح الواجبات والمسؤوليات بحيث لا يطغى أحدُ على أحد ويعـرف كل واحد ما له وما عليه.

هناك معاني ما زلنا نطمح إليها هي الخير والحق والجمال، وهي ذاتها المعاني التي تجعل للحياة مكانة ومعنى.

سألتُ نفسي لماذا لا نزرع أرضاً للناس حباً ونحيا في سلام كالعبادِ؟
سألتُ نفسي لماذا يحاصر الإنسان أخوه الإنسان وهم في العزة والشدائد أخوة وأحباء؟
سألتُ نفسي لماذا تنزع الفرحة مني وممن حولي وأنت الإنسان؟
سألتُ نفسي ألم يحن الوقت لنبني مجداً وعلماً وعملاً بالإيمان؟
سألتُ نفسي كيف يكون لي حياة وأنت فيها الحاكم والجلاد والسجانِ؟
سألتُ نفسي لماذا نشعر بأننا لسنا أحراراً في أوطاننا وليس لإنسانيتنا احترام، إننـا في شـوق لكـي ننــال شــرف الاحتـــــرام الــذي يليــــق بنــــــا ؟
أبكي عليك أيها الإنسان. أبكي عليك أيها الإنسان !

للمزيد من مواضيعي

 

مصافحة أولى
ختم وتنبيه ومكافأة

الغيث ,الفيصل ,عبدالله الصقري و 3 آخرون معجبون بهذا

فرح ,سالم الزائدي ,النقاء

.

.

وهو فعلا يستحق البكاء عليه ..
وشرف الاحترام الذي سلبنا أرواحنا منه نحن من يعيده لذواتنا ..
نحن من نقلل من قيمة إنسانيتنا في حقدنا وغيرتنا وعدائنا ..

مقال يحمل في طيّاته الكثير ..
أبهرني أسلوبك في تناولك الفكرة والعرض ..
وكيف الختام بالتساؤلات ..

كاتب مقاليّ بامتياز ..

تجلّيت ..عميق إعجابي

الغيث ,عطاف المالكي ,الفيصل و 5 آخرون معجبون بهذا

عبدالله الصقري ,نبيل محمد ,فرح ,سالم الزائدي ,النقاء

ek:


هناك معاني ما زلنا نطمح إليها هي الخير والحق والجمال، وهي ذاتها المعاني التي تجعل للحياة مكانة ومعنى.

سألتُ نفسي لماذا لا نزرع أرضاً للناس حباً ونحيا في سلام كالعبادِ؟
سألتُ نفسي لماذا يحاصر الإنسان أخوه الإنسان وهم في العزة والشدائد أخوة وأحباء؟
سألتُ نفسي لماذا تنزع الفرحة مني وممن حولي وأنت الإنسان؟
سألتُ نفسي ألم يحن الوقت لنبني مجداً وعلماً وعملاً بالإيمان؟
سألتُ نفسي كيف يكون لي حياة وأنت فيها الحاكم والجلاد والسجانِ؟
سألتُ نفسي لماذا نشعر بأننا لسنا أحراراً في أوطاننا وليس لإنسانيتنا احترام، إننـا في شـوق لكـي ننــال شــرف الاحتـــــرام الــذي يليــــق بنــــــا ؟
أبكي عليك أيها الإنسان. أبكي عليك أيها الإنسان !


يالله يالله من إبداع الكتاب كا أنت

سالم الزائدي

قلم محبب لدينا والله
وإن كتب لا يكتب الا واقع نعيشه
واقع من قلب نقي طاهر
يروق لنا كل سطر فيه
بدايةً شدني العنوان
فكان المحتوى قطعة مُترفة الجمال
مكتنزة بالتفاصيل البصرية
سبحان من ألهم الإنسان ثم طوع له
تلك الأداة الصامتة من القلم بين أصابعه يدآ وحديث
فحين يكون لدينا الرغبة الملحة
في كتابة كل شئ تكن اللّحظة الآتية مثل بوح النفس
كشريط أفكار تَعنيه فوضاه
فالصور هنا واضحه المعالم
إيقاعك يؤثر بين النفوس
الله ما أجمل هذا الموضوع الذي يبقى مدى السنين
بحق أنت مختلف ومدهش أستاذي الكبير …….


شكرًا تتكاثر لروحك الجميلة هناااا

عطاف المالكي ,الفيصل ,عبدالله الصقري و 3 آخرون معجبون بهذا

نبيل محمد ,فرح ,سالم الزائدي

ايها الفاضل
يذهلني تسخيرك للفكر والحرف
لينصاعان لما تريد ويمتعنا بعد
حين من دهشه وتركيز وتفكر
لله درك ودر فكر انت دائر به
تقييمي + واحترامي

عبدالله الصقري ,عطاف المالكي ,الفيصل و 2 آخرون معجبون بهذا

النقاء ,نبيل محمد

ek:

وبالكاد أراه مبتسماً، بالكاد أراه سعيداً، بالكاد أراه مرتاحاً

نعم تلك غصة تخنقها بشدة

وتصاريف الزمان التي لا تفيض بها العيون

بل تسكبها على القلب فيلفح الخدودَ صقيعُ برودتها

أعباء يكتوي القلب بلهيب نارها

ودموع لا تجد لها مخرجا من الصدر فيستريح

تلك هموم أصبحت لا تغادرنا بل تسكننا فتحرقنا من

الداخل

بماذا أخبرك صديقي

وأنا أرا الدنيا من حولنا تسكب في غياهب الضياع

مزيدا من الحيرة

صمتها طويل ومخيف جدا

وعيناها شاردتان قد سُحِبَت منهما روح الحياة

لكن عزائنا أن القلب وعاء للإيمان واليقين

فمن وجد الله فماذا فقد

ومن فقد الله فماذا وجد؟

عطاف المالكي ,الفيصل ,عبدالله الصقري و 1 آخرون معجبون بهذا

النقاء

حرفُكَ رَبيعٌ فاتِنْ ..
كلمات تصل الي شغاف القلوب
وقلم متميز ينثر عطرة هنا وهناك
الإلهام لبُ الكتابة حقا ..
أروتني أحرفك حد الإكتفاء
لقلبك بياض لا ينتهي

عطاف المالكي ,الفيصل ,عبدالله الصقري و 2 آخرون معجبون بهذا

نبيل محمد ,النقاء

ek:


يقول الله تعالى (لقد خلقنا الانسان في كبد)
فالله سبحانه عندما خلق آدم وانزله من الجنه بسبب خطيئه
كان يعلم ان الانسان خلق مكابد وميزه بالفكر
فهو قادر على التميز بين الشر والخير والصالح والطالح ..وله حرية الاختيار واتخاذ قرار
لكننا في زمن ساد به الشر والمهالك ..وحكم القوي الضعيف واختلط الحابل بالنابل وضاعت المباديء والقيم والاخلاق ومخافة الله
فالالتزام بالدين اصبح مستهجن والانفلات غدى طبيعي ..ضاع الحياء من البشر واصبح القوي يقتل الضعيف
والرحمه انتزعت من قلوبنا ..فتأرجح الايمان فينا مع ان الله سبحانه ماخلقنا الا لنعبده ..وتهنا بسراديب دنيانا كلن يركض وراء احلامه وملذاته
اصبحنا مسلمين بالهويه وعاد الاسلام غريبا كما قال نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام: بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء .
وطغت قشور الحضاره الغربيه في بلادنا وعقولنا ..فاصبح الغرب والمسلمين يحاربون الاسلام دين الرحمه والانسانيه ..فاصبح الانسان بلا قيمه وبررت القسوه والوحشيه ب (الغايه تبرر الوسيله)بدون الرجوع الى الحرام والحلال ..وغابت مخافة الله فينا ب دياجير الظلام ..
فكيف لنا ان نتساءل عن حال الانسان والبشريه عامه وهذا حالنا وحال اسلامنا

عطاف المالكي ,إلهام ,الفيصل و 2 آخرون معجبون بهذا

عبدالله الصقري ,النقاء

ek:


كتبتَ بإنسانية من فكر حساس وعاطفة رهيفة,
فأقول:
لسنا مضطرين لنعيش حياة غيرنا بمتابعتهم ومراقبتهم واِنتظار الفرج منهم ولهم ليسعدونا, لدينا وجودنا وسعادتنا الداخلية نمارسها كما نحب وليس كما نتوقع أن يخلقها لنا غيرنا,
فإذا ذهبت إلى المشفى أعتقدت أن الكل مرضى, وإذا ذهبت للحديقة ظننت أن الكل يتمتع بحياته وبصحة وسلامة, فحيث تكون تشعر وتحس وتُفكّر, فغير تفكيرك تتغير,

عبدالله الصقري ,عطاف المالكي ,إلهام معجبون بهذا

نظن أن الفرد كلما غطى وحصل على احتياجاته، زرع الأرض حب وسلام وأخلاق
وفي الحقيقة الإنسان كائن معقد، كل شيء فيه معقد
قلبه وعقله وخياله وسلوكه، حتى بساطته معقدة

تقديري

عبدالله الصقري ,الفيصل معجبون بهذا