سوبر مان

سوبر مان

ذهبتُ مع بعض الجيران والزملاء لخِطبة إحدى فتيات المدينة لشاب معروف لدينا ، كان ذلك الشاب يرافقنا بكل أناقته جريا على مبدأ الجيل الجديد ( ذهاب الخاطب مع الوفد المكلف ) ، رحب بنا والد الفتاة ، وقَبِل خطوبة ذلك الفتى على ابنته ، ولم يتفوه بأي شرط تعجيزي من الشروط التي يمليها والد المخطوبة على أهل الخاطب .
كنتُ ــــ شخصيا ـــــ أتوقع أن تُرَد هذه الخطوبة ؛ بسبب ( عرَجَة ) بسيطة يعاني منها ذلك الفتى في قدمه اليسرى ؛ لما درجت عليه بعض الأسر من رد من به عاهة حتى وإن كانت بسيطة جدا ، لكن الحقيقة أن أهل الفتاة كانوا من الناس الذين يشرون الرجال ولا ينظرون إلى الشكل والأناقة.
تم الزواج ، وعاش الفتى مع زوجته سنة كاملة في هدوء وسكينة ، غير أن الشيطان نفث في حياتهما فدبت الخلافات الأسرية بينهما ، كانت الفتاة من ذوات الوزن العالي ، وكان الفتى كثيرا ما يجرح مشاعرها بهذه المسألة ، فتقوم هي بالرد عليه بــــ ( الأعرج ) ، ذلك ما فهمته منهما عندما تدخلنا لحل تلك الخلافات .
أعرف هذا الفتى منذ أن كان صغيرا ، كان وحيد أبيه وأمه ، قاما بتدليله كثيرا ، لبيا له كل ما يريد ، جميع طلباته مجابة ؛ ولذا نشأ هكذا أهوجا وغير واقعي ، من خلال زياراتي المتكررة لأبيه كنت أشاهده غارقا في مجلات الأطفال المصورة التي تهتم بالمغامرات الوهمية ويصدقها الصغار مثل : سوبرمان ، الوطواط ، الرجل العنكبوت ، وغيرها ، ثم ما لبثتْ أن تحولت إلى أفلام متحركة ( كارتون ) تم دبلجتها باللغة العربية ، تحدثتُ مرارا مع والده بأن ينتبه لابنه ولا يتركه هكذا يتأثر بما يقرأ ويشاهد من تلك العنتريات الكذابة ، وذات يوم غلبت شقاوة الولد على نفسه فما كان منه إلا أن لبس فوطة جدته العجوز وربطها حول عنقه ( كرداء سوبرمان ) ، ثم صعد أعلى سقف مطبخهم الشعبي ورمى بنفسه فوق أرضية الحوش فانكسرت ساقه ، وقد لازمته بسبب هذا الحادث عرجة بسيطة حتى كبر .
كنتُ ـــــ دائما ـــــ ما أوضح لصديقي ـــــ والد الفتى ـــــ خطورة هذه المجلات والأفلام المتحركة ، وما تبعها من أفلام العنف الافتراضية على عقلية الصغار ، وأنها قد تؤدي بهم إلى ارتكاب حوادث كبيرة في حق أنفسهم ، وخاصة ما استجد منها ، سواء كانت على هيئة رسوم متحركة مرئية تعرض على شاشات التلفزة أو تلك المغامرات الافتراضية الحديثة ، فجميعها تشكل خطرا على عقلية الصغار ومداركهم ، وإن كانت تعد من الأشياء المسلية والمشجعة على حب المطالعة إلا أن ضررها أبلغ من نفعها ، ولا يغيب عنا المسلسل الأمريكي الشهير ( ستيف أوستن ) أو ما يعرف بــــ ( رجل الستة ملايين دولار ) The six million dollar man والذي عرض على شاشات التلفزة العالمية ومنها التلفزيون السعودي ، ما بين عامي 1973 ـــــ 1978 م وما نتج عن مشاهدته من حوادث للصغار ، إذ قام بعضهم بتقليد تلك القوى الخارقة الذي يتمتع بها ( ستيف ) ، والتي تساعده في مكافحة الأشرار والجواسيس ، فيستطيع الهبوط من ارتفاعات عالية جدا ، والعدو بسرعة خيالية ، وثني الحديد ، وتحطيم المركبات ، وكسر الأبواب الحديدية العملاقة المغلقة ، والرؤية البعيدة جدا بعينيه التلسكوبيتين ، فأصيب حينها بعض الأطفال بإصابات بليغة نتيجة لتقليد تلك المشاهد .
تم حل تلك الخلافات بين الفتى وزوجته ، وعادت المياه إلى مجاريها ، ومنَّ الله عليهما بمولود جميل يشبه والده ، وحين ذهبنا ؛ لنبارك له سألناه : ماذا نويت أن تسمي ابنك ، فأجابنا : ( سوبرمان ) .

***
الغيث
حصري

للمزيد من مواضيعي

 

يتقمص الطفل شخصيته المفضلة ويقلدها في
سلوكياتها وارتداء ملابسها
ولا ينفك أن يعلن للجميع أنه "سبايدرمان"، أو أنها
سندريلا
فكثيرا ما يعتمد صناع الأفلام على ترشيح صفات
الجاذبية والقوة والفكاهة
والذكاء والسلوك الاجتماعي للاختيار فيما بينها كأسباب
لتلك التفضيلات
الفاضل الغيث
قصة حينما نقرؤها نشعر بأنها من قصص العباقرة
نستشف منها حكمة العقلاء ، وثقافة الحكماء ، وعظم
تجربتهم ...
قصة فيها الكثير من العبر والعظات
ونسأل الله العافية
الختم
وللتنبيه
ومكافأة المنتدى

الغيث ,بُشْرَى معجبون بهذا

ومكاني هناااا


بطير وارجع لك ياشاعرنا الراقي الغالي

الغيث ,بُشْرَى ,نبيل محمد معجبون بهذا

سسلّمتٍ كفوفك لٍـ‘ طيب الجًــهدٍد وً مُــمَّيَّز آلعًــطًـآءٍ
لا حرمنا آلله جميلٍ بًصًـمًـآأتٍكٍ وً ‘ رًوآئع مٌــجٍهُوُدًآتٍك‘
احٍترأميٍ لـكً

الغيث ,بُشْرَى معجبون بهذا

.

.


لن يحيد عن خياله ..
ولن ينعدل حاله ..
سيورّث ابنه شطحات فكره ..
ويأتينا بسوبرمان زمانه ..

وتعاد الكرّة مرة أخرى ..

تعجبني طريقة السرد عميدنا
فيك من اللغة والأساليب التي ترتقي للفن القصصي بإتقان

نبض وارف

دام نورك وبهجته

كل التقدير

الغيث معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل محمد

يتقمص الطفل شخصيته المفضلة ويقلدها في
سلوكياتها وارتداء ملابسها
ولا ينفك أن يعلن للجميع أنه "سبايدرمان"، أو أنها
سندريلا
فكثيرا ما يعتمد صناع الأفلام على ترشيح صفات
الجاذبية والقوة والفكاهة
والذكاء والسلوك الاجتماعي للاختيار فيما بينها كأسباب
لتلك التفضيلات
الفاضل الغيث
قصة حينما نقرؤها نشعر بأنها من قصص العباقرة
نستشف منها حكمة العقلاء ، وثقافة الحكماء ، وعظم
تجربتهم ...
قصة فيها الكثير من العبر والعظات
ونسأل الله العافية
الختم
وللتنبيه
ومكافأة المنتدى

أهلا بك اخي نبيل
نعم كما قلت
يعتمد صناع الأفلام المتحركة حديثا
والمجلات المصورة قديما على ملكة الأطفال في التقليد
وهي ملكة متأصلة فيهم بحكم السن
ومن صفات النفس الطفولية
وهنا كثيرا ما تقع المخاطر من هذا التقليد
فالطفل لا يدرك أن كل ذلك إنما حركات سينمائية وخدع وفبركات
فيدفعه الفضول والشوق في تقليد ذلك
شكرا يحجم السماء لحضور الجميل وتفاعلك الأجمل
سعدت بك فأسعدك الرحمن
لروحك الجمال كله

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النقاء

ومكاني هناااا


بطير وارجع لك ياشاعرنا الراقي الغالي

أهلا بك يالنقاء
وحضور وارف منك
وفي انتظار عودتك الجميلة

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السمو الانثوي

سسلّمتٍ كفوفك لٍـ‘ طيب الجًــهدٍد وً مُــمَّيَّز آلعًــطًـآءٍ
لا حرمنا آلله جميلٍ بًصًـمًـآأتٍكٍ وً ‘ رًوآئع مٌــجٍهُوُدًآتٍك‘
احٍترأميٍ لـكً

سلمتِ يالسمو
وسعدت برسوكِ هنا في إحدى موانئي
مخرت البحر وأتيت
فكانت زيارة مصحوبة بالجمال
لروحك الزهر والعطر

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بُشْرَى

.

.


لن يحيد عن خياله ..
ولن ينعدل حاله ..
سيورّث ابنه شطحات فكره ..
ويأتينا بسوبرمان زمانه ..

وتعاد الكرّة مرة أخرى ..

تعجبني طريقة السرد عميدنا
فيك من اللغة والأساليب التي ترتقي للفن القصصي بإتقان

نبض وارف

دام نورك وبهجته

كل التقدير

ههههه اهلا بجوهرتنا بشرى
عندك حق
سيورث السوبرمان الصغير نفس شطحاته
ويستر الله من هذا الصغير مدري ايش بسوي في روحه
أسعدتني قراءتك الرائعة للقصة
فأنت تمتلكين ملكة عميقة في التأويل والتحليل
أهنيك على هذه الذائقة الراقية
لروحك جمال الزهر
ونسيم المطر

بُشْرَى معجب بهذا

رفعني نصّكِ نحو غيمة

اشتقت للغفو عليها منذ زمن

الغيث معجب بهذا