الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
فُيوضات
يقول : كثيرا ما كنت اختلي بنفسي ، وقد حددت يوم الجمعة موعدا أسير فيه في مناكب أرض بلدتي ، أهيم بوجهي في : الوديان ثم أعتلي الجبال لتكون لي هناك جلسة ووقفة تأمل أتأمل فيها ما حولي من : جبال و هاد و وديان وتلك الطيور التي تحلق فوقي ، وذاك الجاري من المياة التي تشق صدر الجبال متدفقة كالوديان ، أسبح حينها بفكري ، أغوص في ذاتي ونفسي ، وذاك الهدوء الذي من وقعه لا أسمع غير أنفاسا تترادف ، ولسانا يذكر الله ، وقلبا ينبض بحب الله . أترنم بذاك لأنسجم مع ترانيم الكون الذي يلهج بذكر الله " الذي لا نفقه تسبيحه " . الذي لا يفتر عن ذكر الله " من الذرة إلى المجرة " . عشت ذلك الحال لسنوات ، وقد انعكس ذاك على روحي ، ليهذب مني : عاداتي و عباداتي و سلوكي " كنت أعيش ذاك السلام الروحي الذاتي في أعظم صوره وجمال تجلياته " . مما زاد من قربي من الله بحيث : " أستشعر المقام وعظمته عندما أقف عند باب الله ، فأغيب بذاك عن عالم الشهود ، وكأن من في الكون نالهم الفناء ، لأبقى وحدي أناجي الحي القيوم . غير أن ذاك النعيم خفت ، وأفل نور سناه ! وخبت جذوته بعدما شغلتنا الحياة ! نعم ؛ أقولها هروبا من ملاحقة الملام ! وما ذاك في حقيقته إلا هروب للأمام ! وما هي إلا واحدة من تلكم " الشماعات " العديدة التي نعلق فيها : فشلنا تكاسلنا غفلتنا و تلك الخيبات ! يقول : كنت أعيش تلك الحياة أعيش مع جملة الناس بسكون وراحة بال، مهما تباينت فيهم الطباع وامتزجت طباعهم بذميم الخصال ، ونسمع منهم قبيح الكلام ، ونصادف من يستفزنا بسوء الفعال ! فعندما يأتينا الجاهل منهم ، يلفظ ما في قلبه ليلقيها في سمعي حينها : " في عمق محيط قلبي تتلاطم الأمواج بتلك التيارات ، والسطح يملأه السلام والاطمئنان " ! دعوني أصف لكم ما حقيقة ما يحصل في قلب ذلك الإنسان ؟! عندما تصل " أقوال وأفعال " ذاك المعتدي تحدث في قلبه جلبة ليثور القلب كالبركان ، ولكن بعد فترة يخمد ثوران ذلك البركان بعدما يطوقه ذ لك النور نور : الإخلاص و النقاء و الإيمان فقد جابه وقابل تلك الإساءة بذاك العفو والغفران ، لأن من كانت تلك حياتهم دوما مع الله لا تمازج وتخالط قلوبهم شهوة الإنتقام ، أو النزول إلى تلكم الدركات ! " فليس لديهم وقت لتلك المناكفات والحزازات " . وفي ذلك الموقف الذي حصل بين ذلك الأخوين ، تتجلى لي صورة من تلقى " تلك الضربات " ، فقد تلقاها وأتبعها بذكر الله ، كنت أسمعه يردد : " أستغفر الله " . " لا حول ولا قوة إلا بالله " . " أعوذ بالله من الشيطان " . فقد : كان يستعين بالله ليخلصه من ذاك الصراع الذي يموج في قلبه ، حتى غلب ذكر الله وسوسة ذلك الشيطان . " إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ " . في المحصلة : " من عاش في كنف الله وأدمن قربه ، ومناجاته ، والأنس به في جميع أحواله وأطواره ، وفي منشطه ومكرهه أتاه المدد الرباني ، واغترف من فيوضات كرامته ، وفضله ، ورحمته " . " ليكون بعدها عبدا ربانيا " " تلك جوائز من أخلص لله ليكون ظاهره كباطنه ، وليكون بذاك من خاصته الذين هم أهل ولايته " . من هنا نعرف معنى : دع الماء يسكن في داخلك" لتكون نتيجة ذلك ؟ نَرَ قمرا و نجوما تنعكس في كياننا . مُهاجر للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
02-27-2023, 08:28 AM | #2 |
|
رد: فُيوضات
من هنا نعرف معنى :
دع الماء يسكن في داخلك" لتكون نتيجة ذلك ؟ نَرَ قمرا و نجوما تنعكس في كياننا . موضوع قيم وثري جدا شكرًا مهاجر |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
02-27-2023, 10:37 AM | #4 |
|
رد: فُيوضات
.
. الله الله يا مهاجر وأنت كاتبٌ فيضٌ .. هذه الأفياض سامية المعاني .. راقية الفكر .. دمت نوراً وفخراً .. |
.
. يا بلسماً في الحب لك الروح ساخية دم سالماً يا قرّة قلبي بصحة وعافية #أبي |
03-08-2023, 04:09 PM | #7 |
|
رد: فُيوضات
رسولنا الكريم كان يجلس بجبل النور فترات كثيرة ليتفكر ويهدّيء نفسه
ويقال ان اول نزول للوحي عليه وهو بذلك الجبل وكذلك سيدتنا مريم صامت 3 أيام عن الكلام لذلك نستنتج ان الخلوة تفيد النفوس وليس لدي بحث بهذا المجال او معلومات اكثر اشكرك على الطرح المميز |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|