آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
"بقعة ضوء" ( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص") |
( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص")
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
قراءة في (من دموعه، تنبت حدائق الياسمين دموعه )أحمد حماد
في قصيدته المشهورة بلقيس، يرثي الشاعر نزار قباني زوجته ومعشوقته، ويتساءل متألما:
هل يولد الشعراء من رحم الشقاء؟ فهل الشقاء مصدر إلهام الشعر والسبيل المفضي حقا إلى الإبداع والتميز؟ مما لا شك فيه أن الإعجاب بكتابات الروائي كافكا، كان بسبب تمكنه من رسم معاناته ونظرته السوداوية للواقع بريشة جمالية فريدة، وأن شاعر تونس الكبير أبا القاسم الشابي أنشد للألم والدموع، فكتب لقصائده الخلود والشهرة رغم حياته القصيرة. في مقابل تلك النظرة الأقرب إلى التشاؤم والضياع، التي طبعت عددا لا بأس به من أدباء القرن العشرين، كان الأقدمون أشد تفائلا بالدموع، التي ارتبطت في الديانات السماوية بمفهوم التطهير، والرغبة في التوبة والخشوع، وفي الأساطير الوثنية القديمة عدت سببا في تحقق الآمال والأمنيات، فدموع شقيقة الإله بعل في بلاد الرافدين أعادته إلى الحياة، وفي مصر الفرعونية، أفاضت إزيس بثمرات عينيها نهر النيل، وأنقذت شقيقها الإله أوزوريس من مملكة الأموات. يستهل النص بعنوان مفاجئ، ويستدرج بثنائيته الغامضة والقائمة على المقابلة بين ضدين: الدموع المرتبطة غالبا بالحزن والألم، وحدائق الياسمين الدالة على كثرة السرور والبهجة. فكيف للدموع الممتزجة باللوعة والآلام أن تروي بساتين الفرحة؟ الياسمين نبتة زينة فاتنة، تتميز برائحتها القوية العطرة، وأزهارها البيضاء الصغيرة، وتعد رمزا للحب وقصص الغرام والعشق، وقد ألهمت كثيرا من الأدباء والشعراء، ومن أجمل ما قيل في هذا الصدد، قصيدة نزار قباني التي قال فيها: شكرا ..لطوق الياسمين وضحكت لي..وظننت أنك تعرفين معنى سوار الياسمين يأتي به رجل إليك فكيف للدموع المالحة اللاذعة أن تسقي وتنبت الزهور الحلوة المنظر والرائحة؟ إن الإنبات هو الإخراج من الأرض والنمو، ويأتي ليدل على التربية والنشأة، ومن ذلك قوله تعالى في سورة آل عمران: { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍۢ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا } ولا ريب أنه يستغرق مدة ليست بالقصيرة، فلنا أن نتخيل حجم المعاناة، وكمية الدموع المسالة، وحدة الآهات التي تحرق صدر صاحبها. لكن رماد الاحتراق يشرق منه الأمل، على شكل صورة فنية جميلة لشجرة تنبعث من الغبار الأسود العقيم، وتنشر التفاؤل في النفس المحترقة المحطمة. ومن خصائص الأشجار الرسوخ في الأرض، والعلو في السماء، ومهما تكالبت الشدة والمشقة، فإن الأمل متجذر ثابت، مادام هناك من يتعهده ويسهر على إذكائه بدموعه وأنين قلبه المتوجع. وتلك رؤية نجح النص في التعبير عنها أدبيا بإيجاز محمل بالعديد من الدلالات. وإذا كانت كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقًا صغيرًا يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود، كما جاء في رواية عائد إلى حيفا للأديب الفلسطيني غسان كنفاني، فإنها في النص تملك قدرة سحرية على أن تنبت حدائق غناء من زهور الياسمين، وأن تحول المعاناة إلى محفز للحياة وأمل تتصاعد أغصانه نحو السماء. للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
قراءة في (من دموعه، تنبت حدائق الياسمين دموعه )أحمد حماد
-||-
المصدر :
-||-
الكاتب :
الْياسَمِينْ
المصدر: منتديات مدائن البوح |
07-06-2024, 12:50 AM | #2 |
|
رد: قراءة في (من دموعه، تنبت حدائق الياسمين دموعه )أحمد حماد
.
. بوركت الجهود أختي الياسمين قراءة مذهلة وانتقاء النصوص تستحق سلمت الروح والمكافأة المستحقة |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قراءة الأديب أحمد حماد لقصة السؤال الخامس للمهندس | احمد حماد | "بقعة ضوء" | 8 | 06-24-2024 08:52 PM |
قراءة الكاتب أحمد حماد لنص فيض السماء | احمد حماد | "بقعة ضوء" | 16 | 05-20-2024 09:14 PM |