عزيمة غداء... الدعوة عامة

عزيمة غداء... الدعوة عامة

لم تمض أيام كثيرة على أقامة مأدبة غداء لأحد الضيوف القادمين إلينا من ما وراء الغربة ولأن عروبتنا وعاداتنا الأصيلة تقتضي أكرام الضيف أشترينا (كبش سمين) بعد أن تزاحمت في (جوالي) الصور فعندما تسند الأمر لمن يكون حريصا أكثر مما يجب ويخاف من اتخاذ القررات حتى لا يتعرض لانتقاد يعرضه للسخرية خصوصا أمام شخص سليط اللسان يغرق الطرف الآخر باسئلة لا حصر لها والبحث عن القبول والرضوان لا محاولة اثبات النفس وعلو الافكار وعلى ذكر التغييرات النفسية التي تبعث الأحراج والقلق والرهاب الأجتماعي أذكر أن أحد الاصدقاء كان يعاني من رهاب أجتماعي فنصحه البعض بالذهاب إلى البحر وحيدا والاستماع الى صوت الأمواج فما كان منه إلا أن أغمض عينيه ونسي أذنيه مفتوحاتان فأوجس خيفة من خطوات المارة وعاد مسرعا من حيث أتى وترك البحر يمسح آثار المارة من شطآنه بغرور... عودا على المأدبة أبشركم بأن (الذبيحة) لم تشترى أصلا لأننا تذكرنا أخيرا أن التجمعات محضورة بزمن كورنا فأستعنا ببرنامج مرئي وجعلناها ألكترونية ثم حفظت المبالغ وعاش كبشنا هنيئا يشكر الأقدار التي أبعدته عن شفرة سكين الذبح وتعافى صديقنا من الرهاب الكترونيا كذلك بعد ان أصبح غير مرئى ومباشر للآخرين فكسب ثقة كبيرة عبر البرامج الالكترونية وخسر رباطة جأشه في الواقع فأصبح تقنيا في علاقته وبررت بعض أفعاله بالكذب فالواقع اصدق شهادة من عصر الأنترنت ولعل أكثر المستفيدين من كرونا وحضره أحيانا أرباب الأسر بعد أن ألزموا هجر السهرات الليلية والتسكع من غير جدوى وتمزيق اوراق اللعب وأستبدال كل ذلك بالمجتمع الاسري الصغير عرفوا فيه قدر حواء وتعبها وسجنها المفروض عليها غصبا فلا نسمات جديدة تستشنقها و كأن البعض استجلب عاملة منزلية او مربية أطفال خطت شهادة عملها لحظة عقد الزواج عندها فقط أدرك البعض رجعيتهم وبعدهم عن تلمس مدارك الانسانية والسيرة المحمدية في التعامل فشكروا الجهات الرسمية على الحظر وعاشوا سعداء يظللهم حب ابدي.

ما كتب اعلاه مقال ساخر بقلمي
حمل بين طياته قضايا تؤرق البعض
أو نعانيها بمجتمعنا
أحببت من خلاله تسليط الضوء عليها
(الرجاء بعد استخلاصها من النص
تركها لتنام بهدوء
تجعل من سطورها مراجيح
يداعبها واقع نعيشه)

للمزيد من مواضيعي