| |
» أقلامٌ تشدو في حب الوطن « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
قبس من نور ( إبحار رأي، ومقال تسكبه حروفكم ) ( يمنع المنقول ) |
( إبحار رأي، ومقال تسكبه حروفكم )
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
سلسلة***سيكولوجيا***(أغلال الفقد)......الجزء الثالث.....
احتضنتها وقلت لها : لماذا تبكين ؟ أشارت إلى الجدار الذي وضعته بين مجسم والدها ومجسم قبر أمها وقالت : لكن ( بابا ) هكذا سيموت . لم أفهم ماذا تقصد . و راودتني بعض التساؤلات . هل والدها مريض ؟ ام أنها تخشى أن يتركها كما تركتها والدتها ؟ ولكني لم أطرح عليها أي من تساؤلاتي . حتى لا تؤدي بنا هذه التساؤلات إلى منحنى اخر غير الواقع الذي تعيشه هذه الطفلة المسكينة .
وكان يجب أن أتابع تسلسل أفكارها . كما تشعر بها هي . لا أن أملي عليها شيئاً أخر بتساؤلاتي . قلت لها إن والدك مازال واقفاً هنا . لماذا تظنين أنه سيموت ؟ أجابتني : هو قال ذلك . قلت لها هل تسمحين أن تخبريني ماذا قال أبوك ؟ قالت : لقد سمعته يخبر أمي أنه لن يتركها أبداً إلى أن يموت ألمني جداً حديثها . لكني تماسكت حتى أكسب ثقتها . وتخبرني بالمزيد . قلت لها مشيرةً إلى المجسمات ماذا تقترحين أن نفعل ؟ فقالت : أزيحي الجدار حتى لا يموت ( بابا )ويتركني وحدي . لم أدري ماذا أفعل . فما يجري بحياة هذه الطفلة البريئة شل تفكيري . غير أني تقريباً فهمت كل شيء . أزحت المكعبات التي تفصل الوالد عن القبر . وقلت لها :أهكذا أفضل ؟ أبتسمت * ميس *ابتسامة تأسر الألباب .وقلت بكل نعومة : نعم أفضل . أكملنا نشاطنا بصنع المجسمات . وكان الصغار مستمتعون شاركتهم تشكيل أفكارهم . بصورة جماعية وتعاونية . محاولةً دمج * ميس * وجعلها تشارك رفاقها . لكنها كانت مترددة . تركب قطعتين أو ثلاث ثم تقوم بفكها . وكأنها لا تعرف ماذا تريد . أجل فهذه الصغيرة مقيدة وبشكل محكم بأغلال و قيود للأسف من صنع والدها . الذي و دون أن يعي قام بتقييدها وتكبيلها عند نقطة مفصلية في حياتهم . ألا وهي موت والدتها .مصوراً لها أنه بموت أمها كل شيء قد توقف . وجعل حياتها تنحصر في هذا المشهد فقط ومن المؤكد بأن حديثه أمام قبر زوجته عن الموت قد وضعها في دائرة مغلقة . لا ترى من خلالها في هذا العالم سوى الموت وأسوار المدافن وحجارة القبور . مدمراً بذلك عالم طفلته تدريجياً . مما أفقدها الثقة في قدرتها على الحركة بعفوية كباقي الأطفال . وألزمها بإنتظار المساعدة غير مدرك بأن ذلك الأمر يجعلها سهلة الانقياد . قد تسلم نفسها لأي كان .إن هذا الحال خطير جداً فهو لا محالة سيتفاقم . فهذا العالم لا يرحم . وإن أستمرت حياتها على هذا النمط . سوف تتوالد وتتكاثر الأشكالات في طريقها . ولا أحد يدري إلى أي حد قد تصل .ولابد من معالجتها قبل فوات الأوان . انتهى وقتي مع الصغار ذلك اليوم .إنصرف الجميع . وإنصرفت لترتيب خطة أحاول من خلالها معالجة حالة * ميس * أول شيء تبادر إلى ذهني هو كيف أتواصل مع والد * ميس * الذي كما أخبرتني الأخصائية لا يتقبل أن يتدخل أحد بأمور إبنته الخاصة . وكانت أفضل طريقة هي كتابة رسالة للوالد .ولجعل رسالتي تثير فضوله و أضمن أن يقرأها . فكرت و فكرت كثيراً بكلمات مناسبة وقوية أُلفت بها إنتباهه . في البداية فرت من رأسي كل الكلمات . ثم خطرت لي فكرة بإستخدام رسم * ميس * بالأمس . فبحثت عن الرسم بين أوراقي . نظرت ملياً للرسم . محاولةً أن أستوحي منه عباراتي : " سيدي الفاضل السلام عليكم تأمل جيداً هذا الرسم . وأعد النظر فيه مائة مرة . وتصور أن إبنتك تعيش هنا . وأن هذه الحدود هي عالمها الوحيد الذي تحيا به طوال الوقت نعم إنه عالمها الوحيد . الموت ولا شيء غير الموت . عليك أن تقف هنا وتطيل الوقوف . وعليك أن تعيد النظر بالطريقة التي تتصرف بها إبنتك . لماذا تخاف الحركة بمفردها ؟ لماذا لاتركض و لا تلعب كباقي الصغار ؟ لماذا هي شاردة الذهن ؟ ولا تهتم بما يجري من حولها ؟ و أمور كثيرة في تصرفات إبنتك عليك ان تضع عندها علامة إستفهام . إن إبنتك في خطر لا يجب أن تستهين به . وختاماً..... سأطرح عليك سؤالاً....أيرضيك أن تعيش إبنتك مقيدة بالموت ؟ أنني أعرف جوابك عن سؤالي....وسأنتظر منك المبادرة لأجل * ميس * سلامي واحترامي " ذهبت إلى المكتب الإجتماعي وأطلعتهم على فحوى رسالتي . وطلبت الموافقة عليها وختمها تحسباً لأي ردة فعل من والد * ميس * أعطيت الورقة ل *ميس * وطلبت منها أن تعطيها لوالدها عندما يصلون للبيت . كانت خطتي لأعادة تأهيل الطفلة اليتيمة جاهزة بذهني . لكن خوفي كان منصباً على رد والدها . وليس أمامي إلا أن أنتظر رده . إنظموا إلي في الجزء الأخير بإذن الله تعالى من هذه القصة ليكون لنا نقاش متبادل حول مبادرتي . بخصوص هذه الحالة . للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
سلسلة***سيكولوجيا***(أغلال الفقد)......الجزء الثالث.....
-||-
المصدر :
-||-
الكاتب :
تحت ظلال الزيزفون
المصدر: منتديات مدائن البوح |
06-17-2023, 08:16 AM | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: سلسلة***سيكولوجيا***(أغلال الفقد)......الجزء الثالث.....
لا شيء لدي يمكن اِضافته عدا أن عملك هذا جبار ولا يلفت نظر ممن لم يملكوا حس إنساني عالي, فهذا مجهود شخصي بحت لأن الواقع يقول لا أهتمام بالحالات النفسية للطفل من ضمن اِهتمامات التعليم, التركيز فقط على "اعطي مادتك" وكثّر الله خيرك, والاخصائي الإجتماعي جُل عمله محصور في الإنذارات وتسجيل مُخالفات,
|
|
|