قطاف السنابل لـ زائر الفجر

ek:


أتيتُ ممحلقاً
في هذا الليلَ
أبحثُ عنَ ثُقبِ نجمة

وتجوبُ المعمورة
تَسبحُ في أفلاكِ الله
لتصنعَ هذهِ الحُلة
فتتهافتُ القصائد
لتَرتديها

عابد
يَستوجبُ الحنينُ
لهذا الحرفِ
وأنا الناسكُ
في محرابهِ
كُنت هنا
زائرُ الفجر

تلكَ الملامحُ
أتلوها ..
هو ذا وجهكِ
حاضرٌ بينَ السنابلِ

هو ذا شعركِ
يَهرولُ بينَ الحقول
يعبرُ مساراتِ الجداول

هو ذا وجهكِ شاحب
وجلُ من فزاعةِ الحقل
هيَ تلكَ شجرةَ التوتِ
التيَ أتخذتَ هيئة
شفتيكِ

هو ذا البئرُ
المتخذُ هيئةَ وجنتيكِ
.
.هي تلكَ نوافذُ
الدارَ القديمةَ
تُطلُ منها عينيكِ
هيَ تلكَ جُدران منزلنا
وألبومِ صورِ طفولتنا

هو ذاَ كوخَ الدجاجَ
حينَ لعبنا أولَ مرة
حينَ هربتِ منيِ وأختبأتِ
خلفَ الدجاجة


الله الله الله
يا وشاية
أنا عاشقُ لهذهِ اللغةِ
وعلىَ مساماتِ الذكريات
تَنبضُ نداءاتُ الحياة
تَبتهلُ الإنتشاءات
لتَنبثَق في أفقِ الُدجى
تلَك أبجدياتنا
حينَ تعانقُ وشايتكِ

كُنت هنا
زائرُ الفجر

ek:
أحُبكِ
وهجَ يُضيءُ غيري
وأنا النابضُ بهِ
في إنبلاجاتِ الفجر

أحُبكَ
كلمةُ أنتَ قائلها
وحفيفُ الشوقِ
يُشرقُ في مُعتقلاتي


أحبكَ كلمة
أنت قائلها لغيري
ولسعات الأنين
تتراشقُ حولَ
شهقاتي
أنى لها
أن تستحوذَ .. غيري

أحبكُ
كلمةُ تتجولَ
اطيافَ الإناث
تتجول كبذورِ نزواتِ
تَركضُ كالرغيفِ
في أفواهِ المساكين

حرف
في ثنايا حرفكَ
وطنُ يستنشقُ الدهشةِ
ويستنطقُ الألق

ek:

هذهِ الأصواتُ
تقطعُ مسافاتِ هائلةِ
في الهلاكاتِ المُحتمة
لا تتَوقفُ بمُعجزة
ولا بلعناتِ .. أو تعويذات

هذهِ الصيرورةُ
تَنجبُ أصواتاً رُضع
تَشربُ حليبها من مِنشار
لحتميةِ البقاءِ

مريم
تَمنيتُ لو أن هذا البؤسَ
لمَ يَزُل
رُبما كُنت سأصطادُ
من رأسكِ سمكة

للهِ درُكِ ما أعمقَ هذهِ الفلسفة

ek:
وتأتي البَنفسجُ
بلونِ الضوءِ الأزرقِ
تُجابهُ المطرَ
ترفرفُ علىَ
خطِ القلبِ الزَمني
تُشرعُ للكونَ
أناشيدَ الفرح
وتَستقيمُ
على حافةِ الأشياءِ
أبجدياتها
تتلونُ الدهشةِ
وتهطل

فاتنةُ أنتِ يالبنفسج
كُنا هنا
زائرُ الفجر

ek:
أعترفُ يا سَيدتيَ
أنيَ أحببتكِ
كما أحببتُ من قَبلكِ
ثلاثَ نساءِ
جَعلتُ منهنُ
أجملَ وأنقى النساءِ

أعترفُ يا َسيديتَي
أننيَ أُحبكِ بجُنونيَ
وتمرَدي وفُتونيَ
بشَريعتيَ وطقوسيَ

وأعترفُ يالغيث
أن نزالاتِ الأبجدية
أنتَ المُنتصرُ فيها
لا محالةَ
ونحنُ كشعبِ قارئ
نغنمُ أبجديتكَ
تلكَ الخزائنُ حقُ لنا
كُنت هنا
زائرُ الفجر

ek:
كان يجَبُ علي أن أعودَ لهذا البيان
أن أضعَ أحلامَ اللقاءاتِ جانباً
وأنزويَ أسفل هذا النص
كانَ يجبُ عليَ أن أتلصصَ
أن أتلفتَ شهقةِ ويسرة
وأناديَ
خُذي بيدَي للنورِ
كتلكَ الرغبةُ في الحُب
كانَ هذا النصُ كُتلةُ فزَعِ
يَسكبُ الغمامِ على أرواحِ
قاحلةِ تذروها الغيابات


مَريم
أنا فاشلٌ جداً
في المرورِ
حتى وإن غبتُ طويلاً
أرتبُ لحيتيَ ووجهي
أمام مرآةِ هذه الفاخرة
رُبما ذاتَ يومٍ أدعوكِ
لقدحِ بابونج
ونكتبُ روايةَ للجمالِ معاً

كُنت هنا
زائرُ الفجر

ek:

ها أنا في كلِّ الفصولِ
أتفَيَّأُ ظِلالَكِ البَهِيَّهْ

ها أنا في كُلِ
تعابيرِ وجهكِ
أتلونُ فصولكِ
أهيمُ في دَبيبِ
صوتكِ

أرتلُ أنغامَ
المطرِ علىَ وقعِ
خلخالكِ


وكأننيَ أنسجُ
من إبتهالاتِ الزهرِ
على شُرفتيكِ
صباحاتِي الشاردةُ
في زوايا الفجر

وكيفَ للسحر
أن يُرمىَ من أصابعكَ يا غيث
للهِ دركَ
وارفُ أنتَ
فأرفُق بنا

ek:

والضجيجُ
يشقُ طريقهُ نحوَ أحلامنا
يعلمُ من أينَ يدخلُ
للفكرة

يؤرشفُ
الصدىَ كغيماتٍ
على رئاتنا الثلاث

والنواحُ
يملكُ قيوداً
على الكلماتِ
نُشيرُ إليهم بسبابةِ
الحاءِ
يُجيبونَ بإبهام
الإختفاء


هدَيل
للهِ درُ هذا الحرف
مؤرخُ للقادمين
مؤرشفٌ للراحلين

كُنت هنا
زائرُ الفجر

ek:
ألفُ ميعادُ
يتلصصُ خلفَ إنبثاقاتِ النورِ
عندَ أنينِ الحسرةِ
وأمنياتِ الصوتِ

كيفَ يُلحنُ حكاياتنا
والشفةُ السُفليةُ
موشومةُ بشفقِ
من دِم

أوراق
كفاكَ أننا
لسنا غافلونَ
عن هذهِ الدهشة
كُنت هنا
زائرُ الفجر