رُسُـــلي إليها ... - الصفحة 3 - منتديات مدائن البوح
أنت غير مسجل في منتديات مدائن البوح . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
. .

... .. ..


آخر 10 مشاركات ما بين شعورين ..       رسالة إلى ...       رأيت فيما يرى النائم       ويتجدد اللقاء في حضرة القمر       عندما يهبط طائر الحرف       إبدأ بـ آخر حرف للي قبلك       سجل تواجدك في مدائن البوح بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم       بعثرة اليقين       ايام الجمعة فرحة الايام |       قلبـــي يقلكـ }} ,,, ~      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الأدبية > بوح الأرواح

بوح الأرواح

( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود

( يمنع المنقول )



رُسُـــلي إليها ...

( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود

( يمنع المنقول )


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-29-2020, 05:25 PM   #21


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : اليوم (06:56 AM)
 المشاركات : 43,619 [ + ]
 التقييم :  112595
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي الرسالة التاسعة عشر




19

أدمنتك. ومنذ أن شممت رائحة آفيونك الطاهر وأنا أتمرّد على فوانيسي السحرية، وأخرج مردتي كلهم؛ لأعلن أنهم رهن نداءاتك. ثمة مارد وحيد لا يمكنه تركي، والذهاب إليك وإن أشرتِ إليه، وناديته بكل الأصوات، واللغات، والإشارات.. إنه قلبي؛ أخاف أن يأتيك ولا يرجع، إليّ أو أملك التحكم به من بعدك؛ لا لشيء غير أنني أخشى أن لا أقرأ به بعضي، وقوتي وعجزي معك، وأكتب به، وأنظر إلى أماكن يستطيع مشاركتي بوجوده من موضعه الطبيعي داخل صدري المؤمن بتخليدك بيّ، مهما أدارت السنين وجه غيابك عنيّ!.
أنت امرأة لست بحاجة إلى مردة ليقّدموا لك خدماتك، ولا ليسهلوا لك عبور أشياءك؛ فحاجاتك الهامّة معلومة، وبسيطة، وطموحاتك لا تعدو قلب ينبض بك، ويضمك، ويشاركك نصف عرشك، ونصف سريرك، ويأكلك كحلوى لا تنتهي، وتأكليه كفرحٍ لا ينتن، أو يتعفن، ويبقى في حياتك كخمرٍ فرعوني!.
أيا امرأة: اعلمي أنّ قلبي يشربك كل مساء، إنه المارد الوحيد الذي يطيعك، وينتهي أمره إليك. فأمري ماردك النابض هذا متى شئتِ، وبأيّ شيءٍ أردتِ .. وانظري لأفعاله .. ولو بعد حينٍ من الغياب، أو الإياب؛ فإني رادّه إليك ولو بعد حين!.

جابر محمد مدخلي


 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
قديم 09-29-2020, 05:44 PM   #22


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : اليوم (06:56 AM)
 المشاركات : 43,619 [ + ]
 التقييم :  112595
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي الرسالة العشرون




20

اليوم سأبثك يا حبيبتي شكوىً لم أخبر بها أحد من قبل.
وحدك من سيحولها القلب إلى بئرٍ طاهرةٍ، لا علاقة لها بإخوة يوسف.
لقد شعرت للتو أنني سائح في أعظم متحفٍ بشريٍ، وروحاني.
كل الأعضاء التي فيه نادرة، وكل الأنفاس التي سجّلها البحث الطبيّ بحدود جسده هادئة.
أود أن أستبيحك –عذراً- هذا المساء بسرقة صمتك.. هذا التكوين الذي صممه الخالق في تفاصيلك الجذابة .. صوتك جذّاب لحدود التدحرج نحوك أكثر.
في يديّ الآن سبحة بيضاء، وعن يميني كوب ماءٍ مثلّج، ولحافيّ الذي أضعه على كتفيّ في محاولة لصد هجوم شظايا الثلج الخارجة من كل مكان كذلك الأبيض الشفّاف المنزوع من رئتي على هيئة أوكسجين ذهاب إليك مملوء بلهفاته عائد إليّ خاليّ الوفاض.
الغرفة ذات رائحة بيضاء غريبة. لا أعرف كيف ولا من أين تأتي الروائح البيضاء في منتصف الليل الأسود؟ أظنها رائحة إيمانٍ متشبّع برطوبة العطر الذابل في قارورة تجاوزتُ الخمسة أعوام في البحث والتنقيب عنها في محال العطور الوطنية والدوائية، والعالمية بغير جدوى؛ فثمة روائح لا يمكنها أن تُصنع إلا من الذاكرة. عندما تعلن شركات ومحال العطور العالمية إفلاسها وتوقف منتجاتها، نصبح -نحن- أكثر تضرراً منها: نفقد معها تواصلنا، ويخفُّ داخلنا شعور الخيبة، ليعلو مكانه أنين العابرين الأثرياء القادرين على شراء ألف قارورة لذاكرتهم، ودسّها في مستودعاتهم الثمينة.
لم أكن هذا المساء قادر على صد هذه الرائحة من التعلّق بي.
ألصقتها بكلتا يديّ، وفركتها أكثر من مرة في محاولة تشبه المجوسي الذي يقدح النار من صخرتين صامتتين ليجلس عابداً لها حتى تحرقه في الآخرة.
أو بدويّ هاجمه برد الصحراء، وجعله يتخبّط بحثاً عن مصدرٍ لإشعاع بدويٍّ قديم.
فركت ذاكرتي طويلاً، وأنا أشتعل داخلي على ضاغطٍ جماديّ لا يعي ولهيّ، وحنيني إلى مارد الرائحة المائي الذي يسكن داخله، ولا يقبل الخروج إلا بشروطه.
لم أجد فرصةً للذود عن مطالبي أيضاً .. فعندما يخرج لك ماردٌ من فانوس ذاكرتك تأكد أنك مهما طلبت سينفذ، ولكن كن قادراً في الأخير على تنفيذ طلبه الوحيد، وإلا لا تطلب المعجزات دفعة واحدة.
وكنت أنا أطلب معجزةً واحدةً لا سواها: أن أرجع طفلاً كي لا أشاهد قلبي منهكاً بهذه الطريقة، ولا معفّراً في ذاكرته، وأمجاد أنفّه الزاهدة عن كل الروائح المحيطة به.
وحدك رائحة هذا المساء. وتنمو رغبة اللجوء إلى صدرك، والانزواء بأعطاف جسدك كخيطٍ سكن قطعة قماشٍ مقدّسة وعُلِّق على أستار الكعبة إيذاناً ببدء شعيرة الطواف، وكقصيدةٍ جاهليةٍ نُظِمت على رخامٍ من ذهب، ولّفت بخيوطٍ فاخرةٍ لتعيش في مستودع الخلود.


جابر محمد مدخلي


 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
قديم 10-03-2020, 12:32 AM   #23


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : اليوم (06:56 AM)
 المشاركات : 43,619 [ + ]
 التقييم :  112595
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي الرسالة الحادية والعشرون




21

لا أشاهد فيّ سوى جسد من زجاج يخاف أن يتحطّم، ويخاف أن يزفّه الغبار لغير أرضه. أعلم أنني كشعرةٍ بيضاء في وجه شابٍّ أنيق، لم تغيّر صورته الجميلة بداية المشيب. وكرائحةٍ لا ترجو سوى جسدٍ يحفظها، ويحاول بناء قارورتها الجسدية داخلك.. جسدك الطاهر يصلح لأن يتحول تدريجياً إلى قارورة عِطري الخاص؛ فأنت تعشقين كونك قارورة تجد مخزناً يخلّدها ويأويها، ويصنع منها سهرات لمشاعر خاشعة.
ربما وجدتُ في نفسي متحفاً باريسياً لجوعك، وجوعي، وشهية أنوفنا التي لا تحاول شمّ شيءٍ أبعد من مسافة روحيها.
لتكوني جزءًا من لحظاتي، وتحاربي معي شيئاً من الغيب؛ ربما عرفنا من نحن؟ ولماذا جئنا لهذه المدينة الخاوية؟ وهذه الأرض الباردة التي تطالبنا بصناعة الدفء دوماً. جسدين منهكين تطالبهما الحياة بأكثر مما يملكون، وهما يطالبان الوجود بأقل ما يرغبون.
كيف يمكننا فك طلاسم هذا الجوع الحسيّ الضخم؟ وكيف يمكننا ترتيب جذعين يابسين: أعلاهما مثمر، وأسفلهما مغدق؟
ثمة خدوش طويلة في واقعنا ربما تؤذينا، وتضاعف الغبار على مرايانا؛ وعندها ينمو خوف طويل من عتمة المشاهد، وبؤس معرفة الطريق إلى أين يتجه؟ وإلى أيّ مصيرٍ يأخذنا؟
الفراغات الكبرى داخل أحوالنا صنعت منّا لقاء، وجعلتنا أرض بانتظار المطر.. فمتى تمطري أيتها السماء؟ وهل سيكبر المطر في غيابك يا حبيبتي؟

جابر محمد مدخلي


 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
قديم 10-03-2020, 12:36 AM   #24


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : اليوم (06:56 AM)
 المشاركات : 43,619 [ + ]
 التقييم :  112595
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي الرسالة الثانية والعشرون




22

لا ترهقيني صعودا. دعيني أملك منك ما يسمح به الحظ، وما يهبه القدر. دعينا نواجه معاً عابداً في داخلنا اسمه الإيمان، وزاهداً في صدرينا اسمه القلب، وعاشقاً في نبضاتنا اسمه الحُب.
- أكررها لك: لا ترهقيني صعودا .. وكفى.


جابر محمد مدخلي


 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
قديم 10-03-2020, 12:42 AM   #25


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : اليوم (06:56 AM)
 المشاركات : 43,619 [ + ]
 التقييم :  112595
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي الرسالة الثالثة والعشرون




23

ثمن الخشوع عبادة نزيهة خالية من الوسواس القهري، وثمن اللحظات الخالدة صراع مرير وحرب ضروس لكل مايهدد الخراب الجميل.
أتوقع بأنكِ خلال الأيام القادمة ستشعرين بطعم المطر، وسترقصين إيماناً برُسلي إليك. ولربما ستصنعين وردةً من الوله، وتعلقيها بصدرك الهادئ؛ علّها تبني به حديقة من أمل وتصلني منك رائحة الرضاع، ولهفة العائدين إلى صدورهم الأولى!.


جابر محمد مدخلي


 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
قديم 10-03-2020, 12:56 AM   #26


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : اليوم (06:56 AM)
 المشاركات : 43,619 [ + ]
 التقييم :  112595
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي الرسالة الرابعة والعشرون




24

يذبحني الظن معك، ويأسرني خوفك من كل الجهات. أصبحتُ أحمل رائحة شواء الليل على جسدي، فهل سمعتِ عن أحدٍ قبلي شواه الليل؟ وحوّله إلى وجبةٍ صالحةٍ للإلتهام.
وحدك يا أنثىً تذبح المسافات من صنعت منيّ ضباباً لا يُرى، وليل لا نجم في عليائه. تعاقبيني دوماً بوجه الخوف، وتجلديني في الصباح الخارج من قرص وجهك بإنكار الضوء، والتلبّد بلحافك الخافت.
تسلخني غفواتك، وأنفاسك الملتصقة بأنفاسي، وأنا أنتظرك اليوم على ذات الرصيف في امتحان الهاربين من الدراسة.
فهل رأيتِ هارباً من نافذة الصف المدرسي أثناء إجراء الاختبار يُعادُ له له امتحانه؟ أنا معك يُجرى ليّ أكثر من امتحانٍ في فصلٍ واحدٍ. ووحدها روحك نافذة لم أستطع الهروب منها حتى الآن. وقلبك المدرسة الكبرى التي لا تسمح إلا باللجوء إليه، وإلى فصوله العظيمة.
تناقشيني في خوفٍ مقسومٍ بيننا، وأجيبك على نفس القلق، وأشاطرك نصف الغيب. ماذا بقيَّ لنا ونحن نجري علينا صنوف الحسابات قبل البدء أصلاً؟
ثمة أشياء كبرى محشورة في صدورنا.
ثمة تغريدات لم تُقال، وربما لن تُقال بعد الآن؛ فعصفور قلبي انكسر منقاره منذ غيابك!.
نحن نتشارك الآن جسراً واحداً، ونعبر بأعيننا نصف النهر تاركين خلفنا ذاكرةً عشوائيةً، متخبطةً، ومنمقة بقليلٍ من دهان الاحتمالات المباغتة.

جابر محمد مدخلي


 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2020, 03:30 AM   #27


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : اليوم (06:56 AM)
 المشاركات : 43,619 [ + ]
 التقييم :  112595
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي الرسالة الخامسة والعشرون




25
صعُب على داخلي أن يميز بين أحزانه وأفراحه معك. لقد أصبح مثل وادٍ غير ذي زرعٍ عند قلبك المحرّم كل ما فيه يباس إلا بقايا حفر الحشرات النبيلة. تلك التي ادّخرت كل شيءٍ في حفرها بانتظار الشتاء. ألم أكن يوماً ما صالحاً لأن أتحول إلى حشرةٍ أليفة لأستطيع الدخول إلى حجرات قلبك؟ وأدّخر داخله كل الفصول الجميلة لأقدّمها لك جمعاء؟ أنت تمنحيني الشيء الذي لا أريده معك حتى الآن. هو ذاته الشيء الوحيد الذي لم أحيا لأجله أيضاً حتى الآن. ثمة أشياء توهب لا تكفي لسد احتياجي الخاص، ولا العام من الشعور بقيمة الذات، ولا بخشية الغيب. إمّا أن أقوم من مقامي لأجد عرشي كأنه هو، أو منكراً بين يديك، أو أمضي تاركاً داخلي عرشكِ كما هو، لم أمسسه بسوء، ولم أحاول الوصول إلى علمٍ من الكتاب لإحضاره قبل أن تقومين من مقامك. هناك ما يجعلني أسعل من قلبي طويلاً. هناك ما يشعرني بسوء في تماثلي للحياة، أو رؤية الطريق الواضح. لم أستطع الحصول على فاكهة التمييز بين الأصناف، ولا بين ما أشاء منك، ولا ما أستطيع أن أهبه لك حتى هذه اللحظة. غدوتُ مثل سنجاب بيده حبّة فول وحوله سبعة من إخوته، ويحبهم جميعاً ولا يعلم مع من يتقاسمها أولاً!.
أخشى عليَّ معك من كل شيء. وأولى هذه الأشياء أن ترفضين السكن معي في أحد أحيائي العشوائية القديمة. شأنك شأن امرأةٍ جديدة تحبُّ كل شيء خاصٍ بها، خالٍ من حكايات القدامى، والبؤساء، وحفريات الشوارع الخلفية الدائمة. أخشى أن لا تقبلين بنائي المتواضع، وتطالبين بإبادةٍ جماعية لجميع المساكين داخلي، وجميع السُكّان الأصليين فوق صدري، وإزهاق كل نفسٍ ترينها تأخذني إلى البعيد عنك إيماناً بقوله تعالى: "كل نفسٍ ذائقة الموت". أشمُّ فيك رائحة الطبيعة العظمى الطيّبة. ومع هذا أكاد أجزم برائحة استعبادك للأشياء، واحتواءك التام لخصوصياتك الخالية من التشارك، والتقاسم. أعلم أنه ليس بإمكاني التحول معك إلى مشعوذٍ هام، لأدخل إلى شرايينك وأجلس بها؛ لأتعرّف على حقائقك، وواقعك، وكل ما يجول بخاطرك؛ لن أرضى دور المشعوذين هذا؛ لأنني لن أقنعك بي إلا وأنا رجل طبيعي بكامل مشاعره العقلية، ذكر ** خالص من كل الشوائب المحرّمة.
ليس لديّ أدوار بطولية معك حتى الآن. كل ما أرغب فيه. الحصول على نكهتك، ولو بمقدار غرفةٍ واحدة، فقد استثنى الله تعالى: "إلا من غرف منه غرفة واحدة" وأظنك نهرٌ ضخم، لن أتجرّأ على الاغتراف منه، وإن حاولتُ سيكلفني ذلك كثيراً من الخيبات، وشيء من المآسي العِظام. فيما أنا أشعر الآن بكل عظمٍ فيك، وأسمع صوت أزيزه الطويل، الراغب في تلاصقه بي، والتحامه معي حتى الشغب الأخير. ركنك بعيد، ويديّ تقترب، وبكل مرةٍ تقترب أجدها أبعد مما وصلت إليه. أخاف أن تُبتر. عندها لن أرسمك إلا بلساني التي أخشى عليك من سماعها، والإنصات لصوتها الذي يحمل فيه الكثير من اللغات، والقليل من الاعترافات، ومخزون هائل من الإيمان بك حتى الآن.

جابر محمد مدخلي


 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2020, 03:35 AM   #28


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : اليوم (06:56 AM)
 المشاركات : 43,619 [ + ]
 التقييم :  112595
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي الرسالة السادسة والعشرون




26

منذ أن خُلِقت وبيني وبين نفسي ألف ميل، وبيني وبينك ميل واحد. في كل مرةٍ أقترب من نفسي أجدك تأخذين ميلاً إضافياً من عمري، وتهرولين به إلى حيثُ يرتفع رصيدي من الغيب، ويزيد تفاعلي مع عبادة الصمت. أخرجتُ صحيفة أحزاني وتركتها على يديك ممددة كإنارة ودليلٍ للثقافة ومضيتُ أُنشئ أسطورةً من ورقٍ لا علاقة لها بأحدٍ سواك، وأخرى من روح لا علاقة لها أيضاً بسواك. أعترف بأنني في واقعيّ أليف جداً، لا أُخيف حتى الهرّة. إنني أطمعها كل مساء من خشائش الأرض خوفاً عليَّ من نار السموم، وخوفاً عليها من الموت دفعةً واحدة؛ الموت دفعةً واحدة من الحرمان أمرٌ مؤسف، ومؤلم. لا أكاد أذكر جريمة قتلٍ بحياتي سوى واحدة. كانت قديمةً جداً وبعدها أصبحتُ أحتاط من أيّ نفسٍ بريئةٍ تقع في طريقي. تلك النفس كانت لنملةٍ وأنا أغتسل تحت الصنبور ساعتئذ كنت غارقاً بماءٍ من هدوء، فدهستها بقدميّ دون شعور مني ولا ذنب. وحده الماء من جعلها تهرول تحتي لأدوسها دون أدنى مسؤولية من ضميري. أيعقل لنفس داخلي أن تمارس قتلاً آخراً بعد أن تابت من هذا القتل الغير عمد؟ أظنني بريء من كل طقوس العقاب التي سأنزلها بي. كل الظروف التي وضعتني أمامك، وحدها من ستحتمل هذه الذنوب. فلا أعلم هل أستغفر من روحي التي هوت بين يديك دون مقدّمات؟ أم أنتظر عفوك وإحسانك لقلبي الذي لا يعرف أين يقف الآن؟ ولا لقلبك الذي لا ذنب له في هاوية الشعور ولا الوقوف بعرفات صدري. ماذا سنفعل للغيب القادم لصدورنا؟ من سنسأل عن مصيرنا الذي نجهله؟!


جابر محمد مدخلي


 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2020, 03:38 AM   #29


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : اليوم (06:56 AM)
 المشاركات : 43,619 [ + ]
 التقييم :  112595
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي الرسالة السابعة والعشرون




27

رغبتُ كثيراً في أشياء ممنوعة، وامتنعت عنها لأسبابٍ كنت أعيها، وكنتُ أؤمن بأنني لو لم أمتنع لأصبتُ بنقصٍ في مناعتي، وانقباضٍ في عضلة القلب السفلية التي تتحكم في إرسال المشاعر إلى الأعلى وتنفيذها. الآن قاومتك كثيراً، وآمنت بكل تفاصيل هذا الشعور أنك الممنوع الذي أرغبُ في الحصول على مغامرة معه على قدرٍ كافٍ من السلام، والخشوع. لستُ مانعاً نفسي منك، ولا من غيبوبتك. أعلم أنك غيبوبة من الصعب أن أفيق منها لو دخلتها، وروح داخلها أزقّة لا أعلم حتى الآن أهي وعرة؟ أم سهلة كحارةٍ أحفظها، وأسيرُ بها مغمض العينين؟!
أرغب بخوض غمار غيبوبتك العُليا، والسُفلى. فما الذي أبدأ به لأتمكن من الدخول إلى كهفك الأمين؟ وهل ما فعلته حتى الآن جزء من المطلوب؟



جابر محمد مدخلي


 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
قديم 10-05-2020, 03:40 AM   #30


الصورة الرمزية جابر محمد مدخلي
جابر محمد مدخلي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5
 تاريخ التسجيل :  Sep 2020
 أخر زيارة : اليوم (06:56 AM)
 المشاركات : 43,619 [ + ]
 التقييم :  112595
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~

لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي الرسالة الثامنة والعشرون




28

بلغتني رسالتك المتأخرة التي جاءت بعُمر رسالتي العشرين .. هل كنتُ بحاجة لأن أخاطبك داخلي وأنت تقرأين كل مساء بصمتٍ قاتلٍ، وقيدٍ جبّار يمنعك من إعانتي على إفراز أنيني، وإخراج مدخرات مشاعري إليك؟
- على أية حال: لا تخافي؛ فلن يكتشفك أحدٌ في سطوري، تأكدي من ذلك؛ فأنا رجلٌ مُخلص لمواثيقه، وحارسك في حضورك بقلبي الذي أخرجني منه وأسكن آخر مكاني. لا تخافي؛ اطمئني فلغتي كذلك وفية مثلي!.

جابر محمد مدخلي


 
 توقيع : جابر محمد مدخلي


إلهي منحتني نعمة الكلام ، إلهي فاجعل آخره الشهادة...


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 07:51 AM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة | ميدان عكاظ |



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 المنتدى حاصل على تصريح مدى الحياه
 دعم وتطوير الكثيري نت
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas