بوح الأرواح ( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود ( يمنع المنقول ) |
( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-15-2023, 01:10 AM | #21 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
و بين رغبة ملحّة تحثني على الحديث, و أخرى مماثلة تحثني على الصمت, أجد نفسي على الحد الفاصل بين الأمس و اليوم, بين الذاكرة و النسيان, بين " كل شيء" و " لا شيء", بين " أنا" الراغبة بالحياة و " أنا" الراغبة عنها, و بين الرغبات الأربع؛ لا أملك من القول _ ارتجالاً_ سوى:
يا سامع الصوت ما للعين قد صمتت و الصمت جرمٌ عظيمٌ ليس يُغتفَرُ أتلو على الأمس من تلقاء نافلةٍ للقولِ من مـنزلٍ أجلو فيستتِرُ حياكَ حيّاكَ من قولٍ و من أثرٍ أبلغ سلامي و زدْ: طوبى لمن صبروا للهِ للهِ أمسٌ لا انقضى و لنا يوماً إلى أمسياتِ الأمس معتمرُ ذي الروح تأبى لغير قسيمها شغفاً و العمرُ يومٌ و يومٌ دونه القدرُ |
|
06-17-2023, 01:00 AM | #22 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
و إنـي لأشفق على الـممحاة الـتي تلازم يد الـحال قبل لسانـها, إذ إنّ للحال مقتضيات و حوائـج, حتـى يقضـي الله أمراً كان مفعولا.
|
|
06-28-2023, 11:19 PM | #23 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
أعود وقوفاً بمنازل الشعر, حيث التقت فتآلفت, و افترقت فما تخالفت, و انصرفت بغير وداع, معلقة على باب المشيئة الإلهية, خضوعاً لعزته, إقراراً بأمره, استكمالاً لما قُسمَ لنا من نصيب..
ما ودعت ببنان زانه علمٌ ناديت لا حملت رجلاك يا جملُ يا حادي العيس .. سامحك الله! كل عام و قلبك بخير يا صبية! |
|
07-08-2023, 09:49 PM | #24 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
على غير ما اعتادته مني الحروف من طور, ما عدت لأمحو ما كان منها, و إن هو ارتدى بكامل اليقين رداء الندم العميق, بل أتركه عبرة لي قبل أن يكون عبرة لعين عابرة, فالعبرة تصنع الحدث, و الحدث يرسم الطريق إلى المعلوم وجهة و مقصدا.
و الله العليم بخلقه, وصف الإنسان بالجحود, و ما كان الله ليظلم بشرا. لا وقت لدي لمحاربة طواحين الزمان و الأحلام سواء, و حتى لو ملكته فما أنا بفاعل, و لعلي حظيت بخاتمة خير من تلك التي حاول من خلالها "سيرفانتس" رثاء فارسه. |
|
07-08-2023, 09:56 PM | #25 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
براءٌ أنا مني أنا, أنا ها... هناك, ذلك المنتصر هزيمة على شرف عمر ضاع سرابا, أعلن انتمائي لي أنا, أنا ههنا المتسلح بقلب لا يعرف للسواد طريقا, بل يترك لممحاة الأيام أن تقوم بمهمتها المثلى, إعادة رسمٍ للقصيدة بما يليق بها و بدربها و مبتداها و منتهاها, تنزيهاً لها عن اتباع غواية الطرقات العابرة, تمسكاً بقيمة الرحلة و محطاتها و عابريها و المقيمين سواء.
|
|
07-08-2023, 10:48 PM | #26 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
الزمان 2007 المكان أحد المقهى في مدينة كراسنادار. كان بصحبة الأصدقاء يترددون على أحد المقاهي, يتسامرون ممضين من الوقت ما يجعلهم على قيد الشباب و أحلامه, و كان ممن يملكون هواية غناء " الكاراوكي" مع قدرته على تغيير صوته بما يتماشى مع صوت المغني, حتى أن صديقه_ مالك المقهى_ كان يرفض السماح له بالجلوس قبل أن يقطع له وعداً بغناء أغنيته المفضلة, و كان يفعل. ذات أمسية حاشدة؛ و كعادتهم تحلقوا حول طاولتهم المفضلة, و بدأت الأغاني تتوالى من قبل الحضور وسط تشجيع البقية, حتى جاءه صديقه_ صاحب المقهى_ وهو يرمقه ليذكره بحصته, فابتسم ملبياً, و نهض إلى منتصف المقهى ممسكاً بلفافة تبغٍ في إحدى يديه, و " المايكروفون" في اليد الأخرى, و الجميع ينظر إلى ما يكون من أمر هذا العربي, و لم يكمل الجملة الأولى حتى احتدم التصفيق, فاستمهل منتظراً حتى عاد الهدوء, ليعود من حيث البداية, أدى الأغنية كعادته, و حالما انتهى متجهاً تحو الطاولة أحسّ بيدٍ تمسك به, التفت فإذا بوجهٍ أنثوي جمع في تفاصيله حسن الأولين و اللاحقين, التصقت به و هي تمسك " مايكروفون" , و قد همست له: أتهديني أغنيتي المفضلة؟ لم يكن يعرفها, بل كانت المرة الأولى التي يراها في المكان, و كيف أفعل؟ سألها مبتسما, فأجابت؛ أن تشاركني الأغنية_ و من باب الصدفة كانت الأغنية من الأغاني التي كان يطلبها من صديقه " المغني" في أحد المقاهي, حيث كان يبدأ بأدائها بمجرد دخوله المقهى و جلوسه خلف الطاولة, فقد كان لها ذكرى خاصة في وجدانه_ رحب بها, و دون سابق تنسيق بدأ الثنائي بالغناء, و كأنما تدربا على هذا الثنائي لشهور طويلة, و بدأ الأمر بأغنية مشتركة ليتحول إلى أنفاسٍ تشق طريقها بغير إذن نحو تلك البقعة الصغيرة حجما و العظيمة أثرا, إنها حجرة القلب المخفية الواقعة على الحد الفاصل بين حجرات القلب الأربع, و هي حجرة بغير مكان, تدرك إحساساً دون العثور عليها, يسكنها الأوفياء عبوراً و إقامة سواء. يمر بنا أناس, لا نملك حين هبوب نسيم عطر ذكراهم إلا أن نبتسم بامتداد رئة الأمس شهيق امتنانٍ و اتساع رئة الغد زفير وعدٍ بلقاءٍ .. و إن بعد حين .. |
|
07-08-2023, 10:58 PM | #27 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
و من الأمس إلى اليوم, لوطني الثاني علي حق الانتماء, و هو الذي أكرمني باختياري لأكون من أصحاب الأرض مواطنة و حقوقا_ حيث و حين أدار الشقيق و صاحب صلة الدم ظهره تاركني لأوجاعي_ و هو جار الأمس و وطن اليوم, و إن كان لسورية نصيب الروح من الجسد فلتركيا نصيب القلب منه..
|
|
07-08-2023, 11:02 PM | #28 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
و إنها لنصيحة قد تكون ذات قيمة لعابرٍ غفل عنها:
أبلغ الصمت, ما كان صمتاً عن العتاب, فهو بلوغ مرحلة الوعي المطلق في مرتبة اليقين بأن الحديث مضيعة للشعور و هدر لطاقة القلب و تشويه لصورة يجب أن تبقى _ قدر الإمكان_ بهيئة تليق بها كأمس له مكانته في الوجدان. حافظوا على أمسكم _ على أقل تقدير_ حيث لا مكان للغد. |
|
07-29-2023, 10:38 PM | #29 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
في القول المأثور التركي:
" لفنجان القهوة في النفس مكانة تدوم 40 عاماً ". و إنها لمدعاة للاستغراب المتأبط دهشة الأمس و اليوم, هي حال بني البشر! |
|
07-29-2023, 11:03 PM | #30 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
مع ازدياد تعداد الأيام الدالة على الرقم المنصرم من مسيرة العمر, ترتفع عتبة تنبيه الألم النفسي, فتعدو الخيبات محطات عبور, نلقي عليها تحية الانتماء لأمس, نجزلها العطاء ذاكرةً لها قدرها, دون إغفال كونها ذاكرة نتابع مرورها ما بين حجرات القلب مرور المشهد المصور, دون أحقية المساس بأحداثه.
لن يستوعب حقيقة هذا الشعور سوى أولئك الذين زارهم المشيب. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
"""معارض مداد اليراع للتسوق والإستمتاع""" | مداد اليراع | قبس من نور | 8 | 09-17-2022 04:11 PM |
.. الأطباق والمشروبات " علينا " والإختيار " عليكم " .. | لبنى | مقهى المدائن | 41 | 03-25-2022 12:33 AM |
من بينها "محمد" و"عالية".. أكثر 10 أسماء مواليد انتشارا في أميركا | جيفارا | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 12 | 06-07-2021 01:05 PM |