عُشب الرسائل / لون النارنج الخالد ..

.

أيها الشتاء قد تأخرت كثيراً !..


إلى تلك التي تسرق مني قلمي عند الكتابة ، وتأتيني بـ الحرف ببغته ، تسرق انفاسي الملتهبة ..
كـ عربون .. كـ دين .. ومن ثم تعيده لي في بداية الشتاء .
ما لي على إعصاركِ حيلة ، استكان برهة وغدى أبلغ عاصفة ..!

النقاء معجب بهذا

.

وتبدأ قصص الفصول نزقة ..
أصفق لأدفئ يدي من برد الانتظار ، وأشيائنا تتجمد حد الذوبان !..
يتبرعم الحب ربيعاً ، وسرعان ما يوبخنا ، كوننا أينعنا في غير موسمنا ، ليتساقط كفاكهة فاسدة ، ونلملم ما تبقى من أسف !..

النقاء معجب بهذا

.

واصغي
للآتي الأكثر
واسمعي نبض الوقت
المتحدر من شُرفات الليلك
يرخي الروح على الأثواب
تمهلي قبل أن ينطفئ
القنديل على الأعتاب
وتسمعي صوت العتمة
من الميزاب ..
ما أنا إلا نداء بعمق غيابكِ
تغريني لهفتي
في قاع المعاني المتيمة
فأعود إليكِ صدى
منحوت للغد ..

لا تأتِ ..
فالغياب مكتمل العدد
وهاكِ قبلة على شفة الغياب ..

النقاء معجب بهذا

.
رأيت كذبة تطوف " إننا في البُعد أجمل " ..!

النقاء معجب بهذا

.


نؤدى بعض فروض قديمة ، ثم نسلك طريق الضياع إلى العودة ، وبعدها
سأذهب إلى حيث أضاعني الحنين ذات شتاء .. وأضعته صيفاً .
لم يكن في حسبان ذاكرة الليالي ، أن غد أي إنسان يجئ وفق
تقاسيم وجهه حال الفرح ، ولكن تداع الخطوة قبل أن تلامس أرجل
الذات أرض الحقيقة ، يكون لحرارة الصدق وهجاً ، يجعل من ذلك
الوهج ترياقاً لوجع قد سرى حينا .
فجر الصباحات حينما يحمل دعاشاً على غير عادة الربيع ، يستبشر محبي
تلك البراح ، بأن ياسمينهم قد يهبهم عبقاً يصلح لمئات السنين ، فيحل
محل الآهة تنهيدة بطعم الانتصار ، الانتصار لمجدولات العشق الذى
تهافتت عليه فكرة الانهزام ، أن تقف على أرصفة المنى وتمنح
المارة بعض تلك الأزاهر .
تلك سمة لم يتوفق في اقتنائها ، أصحاب الأشكال المنقوشة
بالسماحة ، نحِنٌ إلى تلك العوالم ، ونكتب بمرارة الحرمان لليالينا التي
أنكأت فينا جراح الأمسيات .
عندما تعانق الأطياف رمس الذكريات ، توقظ الحنين ويطبق على
أنفاس السلوى فيرغمها على التلاشي ، ويهدر دماء السلوان
ليتسلل إلى مهد الروح ، ويسكن النبض رويداً .. رويداً ..
حتي يعلن استباحه أرض النسيان .
كل الذين مارسوا الغياب ، وتبادلوا عقوق المكان جهراً ،
لابد أنهم سيعودون لأقرأ عليهم الحروف المنسية ،
داخل هذا النبض وسيتسع المكان .

النقاء معجب بهذا

.
حدثيني عن الأشجار التي لا تنام قبل عودة عصافيرها ، وعن العصافير
التي تموت بالسماء قبل أن تجد أشجارها ..
حدثيني عن الأيام التي تمشي وتمشي ولا تتوقف ، وهي تستنزف
سر الرغبات الهاربة ..

أقبل عينيكِ وأدعوكِ نجمة ،
وأغدو ابتهالاً يشرع للصباح الوافد أعماقي ..

النقاء معجب بهذا

.
لم أكن أعلم كيف أمكنني النوم في سبات القصائد ، بينما يورق الحرف للفوارس الذين أتوا من زمن التعب .. والذكريات السبيئة ..!
وأنا الموج الذي لا يظمأ لملامسة الضفة ، وإن تبخرت في رحيل المسافات ،
سأشرئب أعناق البحار وأعتلي نحو السحاب ..
اذيقيني من علقم الصدود ترياقاً .. لأهيم بكِ مطراً على أرض الرجوع .

.
تطول قائمة الليل وأنا اصارع صدر الشمال ..!
إلى تلك التي منحت لها قلبي زورقاً وخاطت له من ضلوعها أشرعة ، لا تبتأسي كوني
مصاب بعقم الكتابة ، فأنا منتشي فرحاً بهروبي من سجن المفردات ..
فكل الذين نادمتهم رحلوا باكراً ، وذاكرتي متسخة بهم لا تريد أن تتطهر ،
كلما مر بها العمر ازدادت اتساخ !..
يا تُرى أولئك الراحلين كفنتهم أحلامهم لترحل معهم ، أم أسقطت عبوديتها منهم ،
لتزيد أرصدة أرواح مكتظة ، ومبذرة بأحلام ليست لها ؟!..
أتتشرد الأحلام حين يتمها .. حقاً لم أرى حلماً يرتاد ملجأ ..؟!
قد كانت لي أماني معهم ملمعة ببريق الضحكات ، وها هي أمامي مصابة بصدأ الانتظار !..
وأحلامي وقحة تصافح صباحاً آتى دوني ، ثم تأتيني مساءاً تحتضنني بشراهة ..!
عذرا إن حرضت عليكِ حزناً لئيم ، فالحزن سمات الأحاسيس المرهفة ،
والفرح شعورها الشاذ !..
وأنا مخنوق بهوائهم ، فأغلقي تلك النوافذ ، ودعيني في سجنٍ من زجاج ،
فإن في القيد اتساع ، ومساحات الرمل به شاسعة لدفنهم أحياء .

عندما نغيب .. أوصوا الحروف أن تعتني بنا .. قد كنا نقاطٍ عليها ..
لـ تحنيط الماضي مسخاً عربيد ..!