قطاف السنابل لعصي الدمع

لها
لا أعلم ما تبقى له بقلبك ، وما ابقت لك الريح من صوته
وهل ما زالت ذاكرتك تقف بنبضك المكسور في نافذته
يرقص فرحا به وأنت تحدثيه !
فتكتبيه أمانا لخوفك ، وسكينة لاضطراب نبضك ..
هل ستعودين لتلتقطي فاقة عينيك من
موج بحر ضربت به صدره
فماجت مشاعره وتصنع الثبات وأنت تحاولين
قطفه واقتطافه وظلام يدثر خوفه وفضيحة غرامه بك ..

لها
وإن كانت النهاية فقد بدأت وستبقى بداياته
تعيده لقُبلته وبرد أطرافك الذي نسيته
عالقا في يديه .
وغواية عطرك ، وصوتك للمرة الأولى
وأنت تدفعين إليه السلام دفعا
واطرافك ترتجف ورائحتك تنتفض
والحب يتنفسك ولا يصمت .
كم نبضة امسكتها ذلك المساء ..

لها
اتراك تذكرين الباب والسور
وصوت البكاء الذي كنت ترسلين !
وغيابه عنك وصومه منك
وعودته باكيا فصل الشتاء إليك ..
إن كنتِ نسيته يوما فما صنع الوفاء به لديك ..

يمام ..

لصوت حرفك نبض يبعث الحياة
ويقف فيه الحنين على أطراف أصابعه
يطاول حظه حتى يوازي جمال ما تعزفه روحك ..
لقلبك الأمان والسكينة .

غافلت سكينة فجره ونذرت كلها لنبضه ، واغلقت دونه الباب
ساعته تهزأ منه وهي عاكفة تلوعُ ما تبقى منه
ورسمته وطن العودة وملامح الربيع وثلج الشتاء.
عَبِثَ الحظ بأرقامه وعاد يقرأ اعترافاتها الملونة
والورق يسخر منها ومدادها يبكي وفائه
أرسلته غربةَ ألم ،واحتفلت برائحته وأمسى
سطرها مكسور في وريد مشاعرها
تواصل غيرته الركض يشعلها تعجبه المحترق في صدره
تعاكس مطلع روحه وكأنها أفاقت من سبات.
اغتربَ داخله وفقد ملامحه وضج كل شيء حوله .
تارة يمسك خيط القصيدة ، وأخرى يستجدي عطفها
يُقنع تعجبه المبتور الذي أرهق نبضه
وفتِّت كبده فغادرته الأمنية التي أرادها
يمضغه سهر الغياب يغير فيه نكهة الظلام
تلونت أزقة المدينة فأنكرته
وعاد غريبا بين أضلاعه يتأكد من ملامحه
في وجه مرآته
ويبحث عن فقده كيف ابتلعته
تلك المدينة وهي الوطن ..

بدرية العجمي

ينهمر هذا البوح ليتدفق في
أرواحنا فيشعلنا نبضا وشوقا
يقطفنا سكينة فنمارسه شغبا
يرسم في ملامحنا تفاصيل المدينة
وبكاء الأماكن .
هذا الحرف ينتشلنا من الصمت يضخ فينا
تمردَ الحرف وسلطان العاطفة.
نعود نجمع أرواحنا في حروفكم ..
دام هذا البياض وهذا الألق ..

كان هنا ومضى

هادي مهجري ..

التحدث عنها غيم يتجسد في راحتينا
يمطرنا بجنون نكتبه بلا عقل ..
وهي أوصتني بذلك قبل أن أكتبها ففعلت .
حرفك فقط للقراءة وتفاصيل الخيال ورحلته
علينا لكننا لا نعلم أي مدى سيقف فيه حظنا ..
متعة لا نهاية لها من السكر وحتى الارتواء ..
قد ننسى فيه أنفسنا هنا ونرحل ..
دمت جميلا وأنيقا لها ...

كان هنا ومضى

يزورها الطيف ، يذيب عتمة المسافة ،يشاركها
ايقاع الأماكن ونبض الشعور
فيموت البعد ( وأمل حياتي يا حب غالي )
تحضن فراغها فتغترفه حد
الانزواء به في ثقب الظلام ..
تلف يديها حول ظله ترقص على صوته
تختبر أنوثتها .. تبتسم وتضحك
ويتورد المساء في ملامحها
فيتنتشي وريدها
يسقط وقتها ذلك الفرح ، تخاف عليه أن يسرق ..
إني أشعر بالبرد فاحتضني
واحتويني مسافة تتمرد على العقل ..
لا أعلم كيف الصبر حين التقيك .

واجدة السواس ..

يعبرنا الحزن كغيرنا فيحرم البعض لغة التعبير
أو أختاره المه زاوية أخرى وكل يرسم
بشعوره ذلك الحزن الذي يذيبنا كما الشمع
لا ندرك احتراقنا به.
كل يلتقط ما يلامسه ويوغل في روحه
على قدر الشعور ليس نقصا بقية النص
لكنها فقط لمست الوتر الحزين فيه فانتزعها !
يتنوع الألم من رحيل وفراق ودمع يشهق
في وداع ويبقى العشق والحب يسمو بأهدافه
وروح صاحبها كما سمت بك هذه القراءة الأنيقة ..
شكرا لمرآة روحك النقية التي اتسع
افقها لهذا الالتقاط ..
لك حدائق الياسمين ..

كان هنا ومضى

تفعيلة غياب ، وشجن الانتظار يعزف على وتر
النبض يفتش غيم اللحظات الهاربة من سجن عينيه
يطارد فيها سراب العودة وهي تزداد بعدا..
ويعود الأمل يزرعها غيمة ..

علي المعشي

شكرا لهذا الغيم الذي نثر البهجة
في أرواحنا ووهبنا المطر ...
دمت جميلا يا صديقي ..

الدخول بتناقض العنوان كان أنيقا ..
فالسمو يتعارض مع الصورة
الذهنية للانحدار وهذا للإثارة الحسية
التي يهدف منها الكاتب لجذب انتباه القارىء ..
عنوان رائع .. اشتعل الغياب باغصان الحنين
فاحرق النبض والتهم الصمت والهدوء
لتترك التساؤلات العميقة أثرها في نفس
الكاتب في تحمل غياب محبوبه والمبالغة
التي كانت في غيابه ..

أهلا وسهلا بك وسن
حضورا وغيابا يحضرك ..

كان هنا ومضى

الغدر مؤلم ويترك أثره بالأرواح النقية والصادقة
وصياغته برمزية عميقة تدل على تمكن الكاتب
وتمرسه في تطويع الحرف وصياغته ليخدم قضاياه
التي يطرحها ..
ولست في سياق التعريف بمعرف كبير كصديقي الغيث
فهو أشهر من علم على نار ..
وكلنا يتعلم وينهل من معينه العذب فهو مركز
ثقافي متنقل ...
ادام الله فيك هذا الجمال..

كان هنا ومضى

يعطش نبضه ، ويختنق صمته ، ويمني
نفسه أنشودة المطر.
جوع مسافته يقضم سنابله ، يستمطر غيم
اللحظة وجود حظه .
يرتوي ظلامه بطيفها ونهرب به خلوة تريدها
تقدحها أشواقها
تتكثف آهاتها تسقطها دمعا .
تناديه فيحضنها صداه ليتك هنا جواري .
تعض أصابع لحظتها كيف انتهت
وسرقها عطش كبير .
تنتقل به سكينة نبض وقهوة مزاجها المجنون .
تتجاوز فصولها الشاحبة وانغام موتها .
تتأرجح في نبضه
تنوء بثقل الغياب ودمعة شوق تطال السحاب
فيأتي صداه ليزرع كل الهضاب ..
تغني المرايا فترقص أحلامها .
فيسكنها السكون ويزهر فجر الربيع
على فستانها
وتغفو الثلوج على مرآتها.
تفتش في صوته دفئها .

بشرى

لهذا الحرف سكون وسكينة
نسج رؤيته الذهنية بمفردات بيضاء
ولغة فرح كبيرة ..
حرف ممتع من الحالة وحتى الخروج بسلام
لروحك بياض لا ينتهي ..

كان هنا ومضى

من يَحكمُ قسوتها التي تهشم
قلبه ونبضه ،يحترق بها وتحرقه
وإن تجاوز بها خياله لم تعتقها
حقيقته يتنفسها الموت .
ولا رحمة من خيال ينشدها ...
كلما سكن الحنين بضلعه أيقظ الشوق وصورها
خلاياه النائمة فيبقى بها
( سهران لوحدي أناجي طيفك الساري ) .
فإذا أنتفضت كرامته
القهما ( أصون كرامتي من قبل حبي لأن النفس
عندي فوق قلبي ) ..
وبين هذا وذاك تعلقت وعلقت روحه ..

كراميل نور

جمعتي الحلاوة والنور وليس بعد ذلك شيء
ممتن لك حد الصمت .,
كان هنا ومضى

ليتها تعلم
أني اعتكفت في دهشتي
وأن تعجبها الذي غرزته
بصدري ما زال ينزف !
وصمت يديها الباردتين
عالق بحزني .
ومازال الذهول يلف تفاصيلي
واكذب ظني وتشطرني الحقيقة .


ليتها تعلم
أنه اتسع فضاءً ، وأمتد
أرضاً وسماء ..
يستوعب صمتها وصخبها وتناقضاتها
والصدمات تتعاقب على نبضه
يرسمها قصيدة وينشدها للغيم ..
ولها ما يفوق الخيال .


ليتها تعلم
ما فعل الغياب به والفقد
يلازمه صمتا وبوحا والغيم
يمارسه وجدا وشوقا ..
فتكون له خيال ممتد
ونبض يتنفس ورائحة
تنبت من جسده .


ليتها تعلم
ما ورثته من وجع لقلبه
فصمتها ناطق ، وبوحها عاشق
وأحبني كما تفعل ورائحة العطر
وأشواق اكتضت في وريدي
تنازع صبري .
وأنا اغفو وافيق على جسد
يتبخر وكبرياء مكسور.
أوجعته حضورا وقتلته غيابا ..
وكلاهما كان له ذلك الموت ..
يتنفس الصبح بصدري لكن لا رائحة له.


هادي مدخلي
حرفك يرفع سقف الخيال لما لانهاية .
عبق يمتد وينتشر في أرواحنا فيجعلنا
نتنفس الحياة..


كان هنا ومضى