ناي عصي الدمع

.
.
.
أخبريهم عن صفحة تتمزق به،
وقلم يقاوم بين أنامله لحظة اغتصاب..

كان هنا ومضى

.
.
.
أخبريهم عن الزمن والمسافة
عن فقدان الهُويَّة والملامح،ورحلة
البحث عن أنا في وريدك..

كان هنا ومضى

.
.
.
أخبريهم عن ولادة المستقبل المستحيل،
وعن حلم ينمو بصمت وينتظر
لحظة قد لا تكون ..

كان هنا ومضى

.
.
.
أخبريهم عن رجل وظِل امرأة
حملهما الواقع خارج رحم الحقيقة
ونطفًا من أماني خصَّبها المستحيل..

كان هنا ومضى

.
.
.
أخبريهم عن رجل تسلل من نافذة غربتي،
وسكن على وسادة وحدتي،
واتكأ ينفث حنينه فوق طاولتي
ولامسته ستائر أقفلتها ذات وجع!..

كان هنا ومضى

.
.
.
يسكن كل تفاصيلي فبين عيوني حركة لقلبه،
وفي نبضي صوته وعزفه، ويتكاثر بقلبي،
ويتخم عقلي وأنتحر برائحته...

كان هنا ومضى

.
.
.
حنينه لا يرحمه وغيابها يتواصل
ويتكثف على سماء روحه..

كان هنا ومضى

ذكرى معجب بهذا

.
.
.
الأيام تعبره وإياك أن تفعل تقتل كل
محاولاته وحنينه يقف على رأس شوقه
وبينهما يتلاشى رجل..

كان هنا ومضى

.
.
.
لا الصمت يبعثها بصورة
ولا المحاولة كفيلة بمساحة البوح
وينتصر على رسالتها
ليمارس حنينه على أثيرها..

كان هنا ومضى

.
.
.
الصمت يخرس المحاولة ويرحل
وقلبه مازال يتطفَّل على نقاله
بين حين وآخر ..

كان هنا ومضى