بوح الأرواح ( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود ( يمنع المنقول ) |
( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-10-2024, 01:51 AM | #101 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
و كأن للوداع معنا علاقةٌ أبدية, حتى بات من تقاليدنا التي تنتمي إلينا, فرضاً لا اختيارا!
كم يحتمل هذا العمر من الوداع! "و تشتي عليّي و ما تشوفك عينيّي و أنا أركض وراك مدلك إيديّي و اندهلك انطرني حبيبي و ما تسمع"* |
|
07-10-2024, 02:03 AM | #102 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
و يحدث أن ألتقي و إياكِ بين نحيب أغنية و دمعها, فأعيد الاستماع إليها المرة تلو الأخرى بغير فاصل, و ما ذلك سوى لأطيل في عمر اللقاء, و إن على شرف أغنية وداعية.
قلتها لك ذات حزن : خلقت بعض المواعيد لتكون مؤجلة, تموت في الحضور لتحيا في الغياب. |
|
07-10-2024, 02:24 AM | #103 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
على أية حال, ما الذي يمكن إضافته إلى ما سبق! سيبقى الحزن حزناً و الفرح فرحاً و اللقاء لقاءً و الغيابُ غياباً, و سيبقى ساعي البريد برفقة رسائله متطوعاً ينقل ما خف حمله و عظم أثره من المشاعر بين الناس, يلتقون في مكان ما و زمان ما, و يفترقون في أماكن و أخرى و أزمنة أخرى, و لن يغير أحد مجرى الحياة و سننها, و هو الذي لم يستطع أن يقي نفسه من حمى الأمس, حيث تصارع خلايا روحه لننتمي للغد! |
|
07-11-2024, 02:24 AM | #104 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
Наверное, безумие думать, что люди достаточно лояльны, чтобы хранить о тебе память, даже если это всего лишь мимолетная ностальгия, ибо воспоминания разбегаются, и ничего не остается, кроме остатков имен, покрытых пылью забвения. превращая черты тех остатков тех имен в россыпь, портящую фоновую живопись их дней, от которых надо избавиться |
|
07-12-2024, 04:15 AM | #105 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
لئِنْ نشدَتْكَ عن حالي لئِنْ نشدَتْكَ عن حالي فحالي / على رُسلِ القصيد بذي ارتجالِ فمن أمسٍ بلا أمسٍ بشعرٍ / و في نثرٍ كصدرٍ من نِصالِ هي الأيام يا صاح اتباعاً / فما يغنيكَ صبرٌ عن وصالِ تهيم الروح من تلقاء وجدٍ / بأطلال الديار شغلنَ بالي إليها الروحَ قبل الشعرِ أزجي / طوافاً دون نازلة الليالي و ما تاه الحنينُ و ليس عنّا / على الإردافِ قهرٌ للرجالِ و لكن دوننا لله قولٌ / و ما شاءَ الإلهُ فبامتثالِ و ما غير الدعاء دعاء قلب / فيبدل موعداً حالاً بحالِ مرتجل زهير حنيضل 12/07/2024 |
|
07-13-2024, 01:50 AM | #106 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
علي آل طلال:
سامحك الله يا عزيز القلب! أكتب هنا, حيث لردي صبغة قد لا تناسب " قبس من ضوء", فقد أثرت بحرفك ذاكرتي و ما أكثر ما فيها من ورق و حكايا! -------------- سقى الله أيام الطفولة, حين كان أهلي لا يجدون عناءً في البحث عني عند اختفائي من حولهم, فمخبأي معروف, حيث كنت أهرول مستغلاً انشغالهم عني لأرتمي على الأرض أمام مكتبة أبي, و أخرج ما تقع عليه عيني من الكتب و أفرشها أمامي و أنا أتأملها, فمن ماكبث إلى هامليت إلى أوتيللو إلى إلى تاجر البندقة إلى الملك لير إلى عمدة كاستربريدج إلى الكوميديا الإلهية إلى سكارليت ليتر إلى الحرب و السلام إلى الجريمة و العقاب إلى قصص تشيخوف مروراً بثلاثية نجيب محفوظ تعريجاً على تاريخ الأدب العربي.. طفلاً بالكاد بلغ العاشرة من عمره, و قد قرأ بنهم من الكتب ما يتجاوز عدد سنين عمره بأضعاف مضاعفة, وجدت في الورق ملاذاً يغني عن الساحات و اللعب, و كلما وقعت عيني على كتاب بورق يميل للصفرة, كان يراودني السؤال: كم يداً لامست الكتاب و كم عيناً تصفحته و كم قلباً قرأه! أيام الدراسة الجامعية, كان سوق الأحد في المدينة يعج بكبار السن ممن ضاقت بهم الحال _بعد انهيار الاتحاد السوفياتي_ فكانوا يضطرون لبيع مقتنياتهم الثمينة سداً لحاجاتهم, و كنت أدخل السوق من حيث كان يجلس باعة الكتب. ذات يوم_ و كعادتي_ دخلت إلى السوق فاستوقفني مشهدٌ لا يفارق مخيلتي, حيث كان رجلٌ بملامح يعلوها الوقار و النعمة, يجلس مطأطئاً رأسه محدقاً فيما اصطف أمامه من الكتب التي يعرضها للبيع, اقتربت منه و ألقيت التحية و سألته إن كان لا يمانع من الجلوس بالقرب, فرحب بغير أن ينظر إليّ.. جلست بقربه و أنا أتأمله تارةً, و تارةً أتأمل تلك الكتب بعناوينها العظيمة و صفرة ورقها التي تدل على أنها كنز عظيم, يصعب الحصول عليه في كل آن, و بقيت أكثر من خمس دقائق متأملاً و هو صامت لا يعيرني أي اهتمام.. لم تبيع هذه النفائس يا عم؟ لم يجبني, بل أخرج من جيبه علبة سجائر و أشعل واحدة, و راح ينفث دخانها و كأنه ينفث جوابه على سؤالي مصحوباً بشرود العينين و صمت السنين.. أدركت _ هنا_ حماقة سؤالي و حلم هذا الرجل, فسارعت معتذراً محاولاً الإيضاح, أني إنما سألت عن السبب لكونها من النفائس و التي لربما لن يقدرها مرتادو سوق كهذا, و إن كان لابد من بيعها ففي مكان آخر, حيث من يدرك قيمتها! ابتسم الرجل, و نظر إلي _للمرة الأولى_ بعد انقضاء ما يزيد على عشر دقائق من جلوسي بقربه و ثرثرتي؛ تلك الأماكن يا بني مخصصة لطبقة معينة من الناس, هم كالطبل المجوف, تغلفهم ألوانهم, فلا أنا مرحب بي و لا هم عندي بمرحب بهم, أفترش الأرض_ هنا_ فيأتيني رزقي بما تيسر بما يكفي لصون قيمتي الإنسانية, أو بالأحرى ما تبقى منها.. لم أستطع الرد, فقد شعرت بما كان من مرارة في حديث الرجل و اكتفيت بالصمت, حيث وقعت عيني على مجموعة شعرية لبوشكين, فسألته إن كان بإمكاني شراءها, فأشار إلي بيده نحو الكتاب بما يعني أن خذه.. هممت لأدفع له الثمن فرفض! لا أقبل يا عم, فلو أن كل عابر أخذ كتاباً و مضى لعدت إلى بيتك بغير كتب و بغير رزق! يا بني, خذ الكتاب, و لكني سأشترط عليك أن: لا تفتحه في اليوم الأول مهما دفعك الفضول إلى ذلك, بل أبقه مغلقاً و تأمله فحسب ثم لك أن تشتم رائحة ورقه, و حاول أن تحاور تلك الرائحة التي ستخبرك عمّا كان من أمرها و عين قارئ و فضولي سواء.. لك في اليوم الثاني أن تقرأ الكتاب, شريطة ألا تقرأ أكثر من عشر ورقات في اليوم.. حين تنتهي من الكتاب, عد إلي؛ فلدي سؤال لك, سألقيه عليك في وقته. كان الرجل وقوراً بما يكفي ليجعلني أبتلع لساني دون أدنى محاولة مني للنقاش مسلماً بما قال. مضت الأيام, و قد نفذت تعاليم الرجل كما أملاها عليّ, فعدت إليه بشغف لأعرف ما يخبئه لي من سؤال. بعد إلقاء التحية, و بينما أهم بالحديث, عاجلني بقوله: كن صبوراً, فما استعجل إلا خائب, و أشعل لفافة تبغ و هو يرمقني بعين ثاقبة لا يرف لها جفن, حتى تملكني شيء من القلق, فقد كان مهيب الملامح و النظرات و أنا شابٌ لم يتجاوز العشرين من عمره.. قل لي بصدق, الآن و بعد أن قرأت الكتاب, فهل تجد في نفسك حاجة للرجوع إليه؟ هنا, بدأت أتلمس ملامح الطريق إلى ما كان يرمي إليه الرجل من تعاليم فيما يخص الكتاب: يا عم, نشأت في بيت لرائحة الورق فيه غلبة على كل الروائح, فهو عطر الصباح و المساء, و لم أكمل العاشرة من عمري حتى قرأت لتولستوي و تشيخوف و غوركي! نشأت علاقة صداقة بيني و بين الرجل, و دعاني إلى بيته و أطلعني على مكتبته التي لا أجد وصفاً يليق بأصالتها و غناها, حتى فاجأني يوماً بقوله: أريد أن أئتمنك على حياتي؟ فزعت لقوله, مسارعاً مجيباً: ما الخطب يا عم, هل أنت مريض أو هناك ما يؤرقك؟ إنما حياتي بين هذه الأوراق يا بني, جمعت هذه الكتب بشغف كبير, و لا أريدها أن تضيع في يد غير مؤتمنة, و قد وجدت في يدك مأمنا لها, فهي هدية لك بعد موتي و قد أوصيت بها لك! تملكني شعور مفزع مفرح, فهو يجمع بين الدهشة و الألم و السعادة, شعور يجعل الدمعة تتجمد في العين, لا تدري أمن حزن تسيل أم من عاطفة صرفة أم من فرح! بعد تأمل لم يدم طويلاً: اعذرني يا عم, لا أستطيع قبول وصيتك, فبيتك بها أولى, و لا أريد لحياتك الورقية أن تغترب عنك, فمآلي إلى بلادي البعيدة, و الورق يحن لأهليه, و لا أريد له أن يتجرع مرارة الفقد مرتين, مرة برحيلك و أخرى برحيله عن بيت لك في كل زاوية فيه ذكرى و بقايا من الأنفاس. توفي الرجل بعد ما يقارب السنة, و بقيت أتردد إلى منزله, حيث زوجته و ثلاثة من أبنائه, أحبس الدمعة في قلبي قبل عيني كلما حاولت أن تزور بلحظها تلك المكتبة. أكثر ما يؤلمني, أن مكتبة أبي و ما زدت عليها من كتب, باتت في ذمة التاريخ, حيث أعملت " داعش" فيها فساداً و حرقاً و تمزيقا! و تبقى الكتب في الصدور بما سلبوا الورق. |
التعديل الأخير تم بواسطة و لَـرُبَّـمَـا ..! ; 07-13-2024 الساعة 03:25 AM
|
07-16-2024, 01:40 AM | #107 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
خلعتُك من دمي خلع الثيابِ و ما خلف النوافذ من حديثٍ / خلا صمتٍ ينوب عن العتابِ فما شئتُ الحديثَ حديثَ قلبٍ / فأمسٌ في تفاصيلِ الغيابِ فما أطرقتُ من أسفٍ لحالٍ / و ما استكفيتُ من أدب الجوابِ هي الدنيا بأحوالٍ تبدّتْ / و حال المرء من حال الدرابِ و لولا أن يعابَ القصدُ مني / لأردفتُ القصائدَ بالركابِ دعِ الأيامَ حلاً و ارتحالاً / فما أغنيتَ بعداً باقترابِ و لستَ بعادلٍ عمّا اقترفنا / جراحاً للجراحِ بذي انتدابِ مضيتَ مقلباً نسياً بنسيٍّ / و تطرقُ كلّ بابٍ دون بابي فَمَـرُّكَ في وصالٍ مرّ طيفٍ / و في هجرٍ كأضواء السرابِ محوتُ حروفَ شعري كلّ شعرٍ / عنيتُ بهِ درابَكَ و اغترابي فما أرسلتَ من شوقٍ بريداً / خلعتُك من دمي خلع الثيابِ إليك اليوم عنّي من حنينٍ / فمثلك في ذهابٍ كالإيابِ فما أشهى الحياة بغير أمسٍ/ كذوبٍ في عقابٍ و الثوابِ أتاكَ حديث نافذتي جليّاً / بنسيانٍ ينوبُ عن الحسابِ زهير حنيضل 16/07/2024 |
|
07-23-2024, 01:01 AM | #108 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
عبوراً هي الحياة, ما بين المحطات و الأماكن و المواطن, و ما نحن إلا عابرو سبيل, تذكرنا الطرق و تنسانا الوجوه, و تلك دورة حياتية لا جديد فيها و لا تجديد..
أردت أن أختم " ما بين ربما و التفاصيل" بأغنية لها في الوجدان مكانة ترتبط بحشد غفير من ذكريات الأمس, الأمس الجميل الذي لم تقربه يد النسيان. |
|
11-08-2024, 03:59 AM | #109 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
و ما نحن إلا عابرو سبيل, نرتدي ذاكرة تدّعي النسيان, نهش بها على تفاصيل المسير, ابتسامة ذات نسيانٍ و شهيقاً يمتد على اتساع العمر ذات ذاكرة, مختزلةٌ هي أحقية السؤال عن ماهيّة ذلك الشهيق, ضمن قائمة محدودة, بهوية غير قابلة للتعريف, كونها تخضع عمراً لمد و جزر ثنائية" الذاكرة و النسيان".
و الثنائيات في الحياة كثيرة, صراعاً أبدياً بين الخير و الشر, بين الأمانة و الخيانة, و الوفاء و الغدر... و الخير في السر بعظيم أجر, و الشر في العلن بعظيم إثم, فالصدقة في الخفاء _أمراً إلهياً_ لسلامة صفاء النية, و المعصية بغير جهرٍ _أمراً إلهياً_ لتقليل وطأة الذنب و ما يترتب عليه من عقاب, فالتوبة باب لا يُردّ في وجه راغب, بيد أن للناس ذاكرة لا تنسى, تشكل جداراً عظيماً بين العاصي و التوبة, و أبشع ذاكرة؛ تلك التي يُجبر المرء على حملها في ضلوعه, حين يكون شاهداً_ ولربما طرفاً متأذياً بشكل مباشر_ على تكرار المعصية جهراً بغير حياء! و للقلب ذاكرة لا تنسى, أحاطت بالحسن و الخبيث سواء, و لكل حقه من التكريم و النفور, فطوبى لمن أحسن لنفسه فردعها, و لا عزاء لمن أساء لنفسه فاتبع هواها. |
|
11-12-2024, 02:46 AM | #110 |
|
رد: ما بين "ربّما" و التّفاصيل
للندم مواقيت تحكم على صلاحيته, و لنا في شرعة الله العزيز الحليم خير قدوة, و قد أتانا علم الكافرين يوم يقولون " ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل" فلا يقبل ندمهم لمعرفة الله بهم و بما في صدورهم و قد جاءهم الحق فعرفوه فاستكبروا و أنكروه, ليصل الأمر بهم إلى مرحلة الندم الأخير الذي لا ينفع إذ يقول أحدهم " يا ليتني كنت ترابا"!
و في حياتنا , نحن _بني البشر, و " بني هنا منصوبة على الاختصاص"_ نمر بالندم باختلاف دوافعه و عواقبه, و للمواقيت الكلمة الفصل في صلاحية الندم من عدمه, كأن يندم أحدهم على عقوق والديه إنما بعد وفاتهما, أو أن يندم أحدنا على شبابه بعد أن قضى و ولى. حاولوا أن تندموا _ في أوانه و ميقاته_ فالندم في تمام أوانه؛ شعور جميل _ على مرارته_ يغسل القلب و الروح معاً. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 0 والزوار 4) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
"""معارض مداد اليراع للتسوق والإستمتاع""" | مداد اليراع | قبس من نور | 8 | 09-17-2022 04:11 PM |
.. الأطباق والمشروبات " علينا " والإختيار " عليكم " .. | لبنى | مقهى المدائن | 41 | 03-25-2022 12:33 AM |
من بينها "محمد" و"عالية".. أكثر 10 أسماء مواليد انتشارا في أميركا | جيفارا | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 12 | 06-07-2021 01:05 PM |