ننتظر تسجيلك هـنـا


❆ جدائل الغيم ❆
                        .


آخر 10 مشاركات مَا لا تعرفوه عني ..!       كلمة وضدها       فكرة       أنا والقمر .. ليلة 15       إلى عشّاق الألغاز.. فقط ..       أغنية كفاك هجراً       نازل في خيمة بعيدة       الكشكول..       ،، إنه بتوقيت       ،، ليس عبثــــــا!      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الأدبية > قناديـلُ الحكايــــا

قناديـلُ الحكايــــا

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )



الكرسوع ( رواية )

يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..

( يمنع المنقول )


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-2021, 03:51 AM   #91


الصورة الرمزية الغيث
الغيث متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : اليوم (08:31 PM)
 المشاركات : 314,890 [ + ]
 التقييم :  821757
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )






*
الكرسوع





بعد تناول الطعام في منزل القماش تقدم ( أحمد المطوع ) مؤذن المسجد وقال للكرسوع :
ـــــ اسمع يا محمود .. باسمي وباسم الجميع ونيابة عنهم نطلب منك الموافقة على العودة لجيزان وطلب نقل عملك هنا ؛ لتكون بين أهلك ومحبيك .
ــــــ إن شاء الله يا شيخ أحمد .
في المساء خرج الكرسوع مع صديقه محبوب في نزهة على أنحاء الحارة وهاله التغيرات التي حصلت :
ـــــــ أوووف يا محبوب .. إيش هذا .. فين البيوت إللي كانت هنا .. وجزء من السوق انشال كمان .. يا الله .. هنا كان بيت .... وهنا بيت .... وهنا دكان ....
ـــــــ ههههه .. هذي ساحة النهضة .. نزعت البلدية ملكيات كل البيوت والدكاكين اللي كانت هنا ؛ لصالح المشروع .
ـــــــ ومتى حصل هذا الموضوع ؟
ــــــ في منتصف عام 1394 ه .. وهذا شارع النهضة يربط بين شارع فيصل وطريق الملك عبد العزيز من جهة إدارة الجمارك القديمة ، وشوف ذاك الشارع الثاني اسمه شارع الملك سعود يربط بين شارع فيصل والشارع المؤدي للمحناط .
ــــــ يا اللاااااه .
ثم واصلا النزهة بسيارة محبوب المستعملة فعرجا على حي ( الجبل ) ، وشاهد الكرسوع المباني الجديدة التي أنشئت فيهما وحول ( المضريبة ) ، وأخذ يسأل عن حارة ( الكُدوة ) ولم يتعرف على معاملها وحدودها ، فقال له صديقة محبوب لقد تداخلت مع حارة الجبل ، والجبل الأحمر وأصبحت حيا واحدا ، ثم تقدما نحو الجنوب الشرقي فشاهد ( العشيماء ) وقد بدأت بعض المباني في الظهور ، بعد أن كانت عبارة عن أراض رملية فضاء ، حيث قامت البلدية بتخطيطها وتوزيعها على السكان ، وأثناء النزهة سأل الكرسوع صديقه محبوب عن الحسيبي وماذا جرى له ، فأجابه :
ــــــ يا محمود .. الحسيبي عَمَته الدنيا عن الحق .. تصدِّق في يوم خرج من الصباح عشان يتفقد بعض مصالحه وعياله كلهم راحوا لمدارسهم ، ما فيه إلا زوجته وابنه الكبير في البيت .. فجأة ولَّعَتْ نار في الأخشاب اللي في مستودعه وزوجته وابنه الكبير راقدين فوق .. وامتدت النيران للسقوف الشعبية فانهار السكن بمن فيه وسط النيران .
ـــــــ لا إله إلا الله .
ــــــ طيب وعبده أنتل ؟
ــــــ هذا معلول الجسد من أول وأنت تدري به .. لكن زادت عليه العلل والسكر والضغط حتى صار مثل ما شفتاه .
ــــــ لا حول ولا قوة إلا بالله .
وفي اليوم الثالث بعد أن أنهى الكرسوع كل أشغاله تقدم إلى محبوب بطلب يد ابنته ( أماني ) لإسماعيل .


يتبع .... الفصل الحادي عشر والأخير

***

الغيث
حصري للمدائن






 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
قديم 09-11-2021, 05:02 AM   #92


الصورة الرمزية الغيث
الغيث متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : اليوم (08:31 PM)
 المشاركات : 314,890 [ + ]
 التقييم :  821757
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )






*
الكرسوع




الفصل الحادي عشر والأخير


عاد الكرسوع إلى مدينة جدة يمارس حياته الطبيعية ، والتحق إسماعيل بوظيفة في إحدى الشركات العاملة هناك ، وفي بداية عام 1402 ه نزل الكرسوع إلى جيزان بصحبة ابن أخته إسماعيل ، وأقام الكرسوع وصديقه محبوب احتفالا كبيرا ؛ بمناسبة زواج إسماعيل من ( أماني ) ، دعيا إليه لفيفا من الأهل والأصدقاء والجيران ووجهاء المدينة ، وبعضا من الأصدقاء في الحجاز ، ثم سافر الكرسوع بصحبة العروسين إلى جدة .
وفي عام 1405 ه صدرت موافقة سلاح الحدود بنقل عمل الكرسوع إلى جيزان ، عاد محمود وحيدا ؛ ليستقر في حارته القديمة مجددا ويباشر عمله في خفر السواحل بجيزان ، كانت تلك الفترة شديدة الوقع عليه ، فقد تأقلم على حياة الحجاز ويجد صعوبة في تأقلمه مع وضعه الجديد في جيزان مرة أخرى ، خاصة وأن تلك الذكريات المؤلمة لا تفارقه ، فكلما لاحت على فكره أحس بالوحدة والغربة ، أضف إلى ذلك ما يجده من تنذر البعض وتهكمهم عليه ؛ بسبب لهجته الحجازية التي اكتسبها أثناء معيشته هناك ، غير أن صديقه محبوبا لم يتركه ، حيث كان يقوم بزيارته وتفقد أحواله باستمرار ، ويأخذه في الكثير من الأحيان في نزهة حول المدينة ، كما أن الشيخ أحمد المطوع كان ـــــ أيضا ـــــ يقوم بزيارته وتفقد أحواله فيتسامران معا ، ويتبادلان الأحاديث حول أحوال الحارة والمدينة وذكريات جلسات الكرويت ، ويترحمان على العم حامد القماش عميد الجلسة ، وعلى كل من رحل عن دنياهما ، حيث تبدل الحال وتغيرت الأوضاع ، فلم يعد هناك ( كرويت ) ولا جلسات ، ومعظم كل من كانوا يديرون تلك الجلسات قد انشغلوا بحياتهم وأسرهم وأبنائهم ومتطلبات الحياة الحديثة .
كان الكرسوع ومحبوب كثيرا ما يخرجان للنزهة والتعرف على الأحياء الجديدة في المدينة ، ويشاهدان الشوارع الحديثة التي شقت بها ، والمراكز والمحلات التجارية التي افتتحت ، ومرت الأيام وتتابعت الشهور والكرسوع يمضي وقته بين العمل وممارسة بعض هواياته القديمة مثل : النجارة ، والخروج إلى البحر مساء ؛ لاصطياد أسماك ( السيجان ) على ضوء أتريكه القديم الذي يعمل بالكيروسن ، وفي بعض الأحيان يقوم بالعزف على الربابة التي أحضرها معه من الحجاز ويردد معها أهازيج المزمار والينبعاوي ، وكلما تذكر والدته وأمينة وريحانة استجابت له دموعه وأحزانه ، في تلك الأثناء تجددت محاولات مسكة مرة أخرى ؛ حيث وجدت الفرصة مواتية لها للانقضاض عليه ، لا سيما وأنه قد أصبح وحيدا ومحتاجا إلى من يملأ عليه حياته ، لكن محبوب حين أحسن بذلك قطع الخط عليها ، حيث اصطحب معه الشيخ أحمد في زيارة عاجلة للكرسوع :
ــــــ أخونا وحبيبنا محمود ..يعلم الله أننا نحبك مثل أنفسنا .. وأنك أخ عزيز وغالي علينا .. والعشرة التي بيننا تشهد بذلك .
ــــــ عارف والله .. فأنت يا محبوب عيني اليمنى .. وأنت يا شيخ أحمد عيني الأخرى .. وأنا والله اعتبركم أخوة وأكثر .. ولكم معزة كبيرة في قلبي .
ـــــ بس اليوم جيناك لحاجة مهمة .
ـــــ خير يا رب .. إيش هي ؟


يتبع .....

***

الغيث
حصري للمدائن






 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
قديم 09-11-2021, 05:05 AM   #93


الصورة الرمزية الغيث
الغيث متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : اليوم (08:31 PM)
 المشاركات : 314,890 [ + ]
 التقييم :  821757
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )






*
الكرسوع





ــــــ يا محمود احنا خايفين عليك من هذي الوِحدة .. وما نبغى الشياطين تلف من حولك .
ــــــ شياطين !!
ـــــ أيوه .. نقصد مسكة واللي مثلها .
ــــــ أها .. لا لا تخافو .. بعيد عليها .. وأنا صاحي لها وواخذ بالي منها كويس .
ــــــ برضه هذا ما يمنع إنك تسمع اللي بنقوله لك .
ـــــــ هات !!
ــــــ أنت دحين عمرك خمسة وأربعين سنة .. يعني كبرت ومحتاج اللي يعيش معك ويملي عليك حياتك ويونسك .. وتسعد معاه .
ــــــ هههه .. يعني تبغون تزوجوني !!
ــــــ أيييوه .. بالضبط .
ــــــ بعدين تعالوا .. إيش يعني خمس وأربعين سنة .. أنا ما زلت شباب .. إيش تحسبوني شيَّبت وصرت قحم مثلكم .
ــــــ ههههه حاسب لكلامك يا محمود .. احنا برضه شباب أكثر منك .
ـــــــ من فين شباب .. أنت يا محبوب بعد كم شهر راح تكون جد والشيخ أحمد قد سبقك .
ــــــ ههههه .. لا تبالغ يا محمود .. يمكن محبوب أكبر منك شوي بس .. وهذي أماني تراها بنته البكر لأنه تزوج بدري .. يعني عاده جاهل .. أنا اعترف إني أكبر منكم بسنتين أو ثلاث بس مش قحم .
ـــــــ ههههه .. إلَّا قحومة ونص .
ــــــ طيب خلاص قحومة قحومة .. المهم لا تتهرب من الموضوع .
ــــــ أي موضوع ؟
ـــــــ محموووود .. الزواج .
ــــــ ياجماعة صعب والله .. بعد العمر ذا .. وبعدين من هي هذي اللي راح ترضي بي بعد ما تشوهت سمعتي .
ـــــــ يا محمود .. الناس كلها عارفة إنك مثل البفتة البيضاء .. أنت أعزم وتوكل على الله وما لك شغل .. احنا بنتصرف .
ـــــــ يا جماعة فكونا من هذي السيرة الله يرحم والديكم .
ــــــ والله ما نسيبك حتى توافق .
ــــــ يا جماعة حتى لو وافقت .. إيش باقي في العمر .. وبعدين عيال وتربية ومدارس وشغلانة .. لا لا شيلو هذي الفكرة من عقولكم .. يكفيني ولدي إسماعيل وبنتي أماني والأحفاد اللي حيجوا منهم .


يتبع ....

***

الغيث
حصري للمدائن






 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
قديم 09-11-2021, 05:07 AM   #94


الصورة الرمزية الغيث
الغيث متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : اليوم (08:31 PM)
 المشاركات : 314,890 [ + ]
 التقييم :  821757
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )






*
الكرسوع





تكررت الجلسات بين الثلاثة ، واستمر إلحاح الصديقين محبوب وأحمد المطوع على الكرسوع بفكرة الزواج ، وفي إحداها عرضا عليه ابنة العطار ( رجب ) :
ــــــ إيش رأيك يا محمود في ( شمعة ) بنت العطار رجب .. بنت خلوقة ومتزنة ومحافظة .. ولا يعلى عليها .
ــــــ أها .. هذي اللي توفي زوجها في حادث انقلاب على طريق صبيا .
ــــــ أيوه .. وتراها ما خلَّفت منه .. واحنا نراها مناسبة لك جدا .
ـــــــ بس .
ــــــ بس إيش يا محمود .. خلاص أعقلها وتوكَّل .
وتحت إصرار الصديقين وافق الكرسوع على زواجه من شمعة ، حيث قام بالاستعداد لذلك بترميم منزله وإضافة بعض الملحقات الضرورية له ، وتم عقد القران بينهما ، فيما قام الصديقان محبوب والشيخ أحمد بدعوة كثير من الأصدقاء ووجهاء الحارة والمدينة وبعض أصدقاء الكرسوع في الحجاز ، وأُقيم حفل رائع بهذه المناسبة تخلله الكثير من الرقص الجازاني الشعبي مثل : العرضة والسيف والمعشى والعزاوي وغيرها .
عاش الكرسوع مع زوجته شمعة حياة السعادة والهناء واستقرت حياته كثيرا ، وحيث أن زوجته من الفتيات الملتزمات فقد بان تأثيرها الحميد عليه ، فأقلع عن التدخين ، وحافظ على الصلوات مع جماعة المسجد ، وظهرت على ملامحه علامات الوقار .
تتابعت الأيام وظهرت بشائر الحمل على زوجته شمعة وسط فرحة ومباركة الأصدقاء :
ــــــ ألف مبروك يا كرسوع .
ــــــ الله يبارك فيكم يا أحباب .. وقولوا الله يتممه بخير ويخرج إلى هذي الحياة .
ــــــ إن شاء الله تحصِّل كرسوع صغير .
ــــــ ههههه .. ويمكن تجي كرسوعة .
ــــــ إيش ناوي تسمي يا كرسوع ؟
ــــــ إذا كانت بنت ( ريحانة ) .
ــــــ وإن كان ولد ؟
ــــــ نخلي أمه هي اللي تسميه .
وتمت مدة الحمل ، ومنَّ الله على الكرسوع بمولود جميل فرح به أشد الفرح ، ثم أقام مأدبة غذاء للأصدقاء قائلا لهم :
ـــــ اسمعوا يا أحبابي جميعا .. اليوم أعترف لكم إني صرت قحم مثلكم ههههه .. ومن هنا ورايح أبغى الجميع يناديني بالعم محمود بدلا من الكرسوع .. الكرسوع خلاص بنخليه لولدي لما يكبر شوية .. ها أيش رايكم ؟ .
ــــــ موافقين كلنا يا عم محمود هههههه .
ــــــ حاجة ثانية نسيت أقولها لكم .
ــــــ قول يا قحم .
تروني خطبت بنت محبوب اللي بتيجي إن شاء الله لولدي .
ـــــ ههههه بس هذي لسا في علم الغيب يا قحم ! .
ــــــ إن شاء الله يا محبوب تجيك بنت بعد ولدي وتكون خطيبته .
ــــــ طيب إن شاء الله .
ــــــ وعد يا محبوب .
ـــــ وعد بحول الله .


يتبع ....

***

الغيث
حصري للمدائن






 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
قديم 09-11-2021, 05:09 AM   #95


الصورة الرمزية الغيث
الغيث متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : اليوم (08:31 PM)
 المشاركات : 314,890 [ + ]
 التقييم :  821757
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )






*
الكرسوع





مرت الأيام والعم محمود يعيش حياته الجديدة مع زوجته وابنهما ، حيث رباه تربية حسنة ، وسهر على راحته ، وتابع مراحل نموه وهو لا تسعه الفرحة بمقدمه ، موفرا له كل ما يتمناه .
عاشت شمعة مع زوجها محمود عيشة هنيئة كانت كثيرا ما تحمد الله وتشكره على هذه النعمة التي أنعم الله بها عليها ، وتدعوه في صلاتها بأن يبارك لها في هذا الزوج المخلص وفي ابنها الوحيد ، الذي نما وترعرع في كنف أبويه ، ونشأ فتى صادقا أمينا مطيعا وبارا بوالديه ، اجتاز مراحل التعليم بتفوق ، وواصل دراسته الجامعية ، وتخرج منها بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى ، ومرت الأيام وتتابعت ورزق الله محبوبا بنتا جميلة أسماها ( هالة ) ، فتوطدت العلاقة بين الأسرتين أكثر من ذي قبل ، وكان محمود الذي بلغ السبعين من عمره يُذكِّر صديقه محبوب بالوعد ( خطوبة هالة من ولده ) عند كل زيارة .
كان محمود كلما صلى دعا ربه أن يمد في عمره حتى يرى ابنه قد استقر في وظيفته الرسمية ، وحياته الزوجية ، منتظرا الوقت المناسب ؛ ليتقدم بطلب خطبة هالة بنت محبوب لابنه الوحيد ، وكان كثيرا ما يفاتح زوجته شمعة بذلك الأمر ، ويحدثها عن أمنياته المتعددة لابنهم :
ــــــ والله يا شمعة لو الود ودي أزوجه اليوم قبل بكرة .
ــــــ وأنا مثلك يا محمود .. بس الوظايف يقولون إنها قليلة هذي الأيام .
ــــــ ترين أنا قادر أزوجه من اليوم .. بس المسألة لا زم يكون عنده وظيفة ، وراتب يصرف منه ويتحمل مسؤولية فتح بيت ، ممكن أنا أزوِّجه لكن لو مُت من فين بيصرف بعدين ؟ .
ــــــ الله يخليك لنا ويحفظك لولدك .. وتعيش وتشوف أحفادك .
ــــــ يا رب .
ـــــ طيب متى بتجي الوظايف حق الحكومة ؟ .
ـــــ علمي علمك .. يمكن تطول شوي .. لكن تدرين أنا بأروح ادوِّر له على وظيفة مؤقتة وأزوجه وأرتاح .. لحد ما تجي وظيفته الرسمية .
ـــــ وليش أنت مستعجل عليه ؟ .
ـــــ خايف يا شمعة .. خايف تتغطى عيوني قبل ما يتزوج .
شرع العم محمود وابنه يبحثان عن وظيفة مؤقتة إلى أن أكرمهما الله بوظيفة في منشأة خاصة مرموقة وبراتب جيد ، وفي نفس التخصص الذي تخرج عليه من الجامعة .
باشر ابن محمود وظيفته وبرع في عمله وأخلص فيه ، مما جعل صاحب العمل يعجب به ويزيد من مُرتَّبه ، بالإضافة إلى إعجاب زملائه وزميلاته في العمل ، وهنا تعرَّف على إحدى زميلاته التي تعمل معه في نفس المجال ، حيث أعجب بأخلاقها وفطنتها ونبوغها ، ثم تطورت بينهما علاقة الزمالة إلى علاقة عاطفية ، فأحبَّا بعضهما ، واتفقا على تتويج ذلك الحب بالزواج ، وبعد مرور سنة على الالتحاق بتلك الوظيفة فاتح العم محمود ابنه في مسألة الزواج :


يتبع ....

***

الغيث
حصري للمدائن






 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
قديم 09-11-2021, 05:11 AM   #96


الصورة الرمزية الغيث
الغيث متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : اليوم (08:31 PM)
 المشاركات : 314,890 [ + ]
 التقييم :  821757
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )






*
الكرسوع





ــــــ اسمع يا ولدي .. أنت الآن أصبحت رجل ولك وظيفة وراتب .. وتقدر تعتمد على نفسك في كل شيء .. ونفسي يا ولدي اطمئن عليك وأزوجك قبل ما أموت .
ــــــ بعيد الشر عليك يا أغلى أب في الدنيا .
ـــــ أبغى أخطب لك بنت عمك محبوب ( هالة ) وهذا وعد بيني وبينه من زمان .. وبعد شهرين يتم الزواج .
ـــــ بس يا بويه .
ــــــ بس إيش يا ولدي !!
ــــــ أقصد أنه بدري شوي على الزواج .
ــــــ لا بدري ولا يحزنون .. هذا الوقت وقته .
ــــــ لكن ...
ــــــ لكن إيش يا ولد !!
ــــــ شوف يا بويه .. تدري إني بار بك ولا أعصيك أبد .. لكن مسألة الزواج هذي تختلف شوي .
ــــــ تختلف كيف .. فهمني يا متعلم .
ــــــ أقصد أنه أنا اللي راح أتزوج .. ولازم أنا اللي أختار شريكة حياتي .. هذي حياة وعمر .
ــــــ عجييييب .. أفهم من كذا إنك ما تبغى ( هالة ) بنت عمك محبوب !! .
ــــــ يا بويه .. عمي محبوب على عيني وراسي .. وأنا أعتبره في مقامك .. بس ...
ــــــ أها .. يعني عينك على وحدة ثانية غيرها .. صح ! .
ــــــ بصراحة أيوه .. أنا معجب بوحدة زميلتي في الشغل .. ومتفاهمين على كل شيء .
ــــــ عجييييب .. ومن هي هذي الوحدة يا سبع البرمبة .
ــــــ أشواق بنت الحسيبي .
ـــــ إيش تقول .. بنت الحسيبي .. لا وألف لا .
ـــــ لكن يا بويه .
ـــــ ولا لكن ولا حاجة .. قلت لا يعني لا .. إلا هذي البنت .. عجيب والله ما بقي إلا بنت الحسيبي تتزوجها .. نسيت أبوها وأفعاله وإيش سواه في أبوك !
ــــــ يا بويه .. الرجال قد تاب .. وقد مات .. والبنت مالها ذنب في اللي حصل .
ـــــ أنا قلت تتزوج هالة يعني تتزوج هالة .. أيوه تتزوجها ورجلك فوق رقبتك .
ـــــ يا بويه ما يصير كذا .
وهنا دخل الشيطان بينهما وشد الخصام بين إصرار الأب على الزواج من هالة بنت محبوب ورفض الابن الزواج من أصله ، إلى أن تدخَّلت شمعة ؛ لتحث زوجها على تلبية رغبة ابنها ممن يريدها ، لكن محمود فقد أعصابه وتملكه الغضب فأخذ يصيح ويشتم ويهدد ويتوعد وثارت ثوائره ودخل في خصام حاد مع زوجته :
ــــــ اسمعي يا شمعة .. أنت لا تتدخلي .. لازم كلامي هو اللي يمشي في هذا البيت وبس .. واللي مش عاجبه يشرب من البحر .
ــــــ يا محمود .. الدنيا أخذ وعطاء .. ولازم تفكر في مصلحة ولدك بدون انفعال .
ــــــ خلاص دام المسألة كذا أنا سايب لكم البيت .. أتصرفي إنتي وولدك زي ما يعجبكم .. بس يكون في علمكم ما أبغى أشوف رقعة وجوهكم لا إنتي ولا ولدك .. لا في حياة ولا في موت .


يتبع ....

***

الغيث
حصري للمدائن






 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
قديم 09-11-2021, 05:13 AM   #97


الصورة الرمزية الغيث
الغيث متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : اليوم (08:31 PM)
 المشاركات : 314,890 [ + ]
 التقييم :  821757
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )






*
الكرسوع





خرج العم محمود غاضبا من المنزل وذهب إلى البحر وهناك مكث ساعة كاملة ، ثم قرر استئجار منزل صغير يعيش فيه بمفرده ، هاجرا زوجته وابنه الوحيد ، أما ولده فقد صرف النظر عن فكرة الزواج نهائيا ، وانصب تفكيره في إنهاء هذا الخصام مع والده ، وقد ألقت تلك الأحداث بظلالها على إتقانه وانضباطه في عمله ، مما جعله يدخل في خلافات مستمرة مع صاحب العمل ؛ حيث قدم على إثر ذلك استقالته ، ثم جمع مالديه من رواتب وفتح مقرا خاصا به .
تتابعت الأيام ووصل خبر الخصام إلى محبوب ، وحاول التدخل لحل تلك الخلافات لكنه لم يفلح ؛ بسبب تعنت صديقه محمود ، وتصلب عقليته الشتائية ، وفي ذات مساء أخذ محبوب صديقه محمود في نزهة بسيارته على أرجاء المدينة ؛ ليعرفه على المخططات الجديدة في البلد : الشاطئ ، مخططات ( 5 ) و ( 6 ) ، مباني المدينة الجامعية ( جامعة جازان ) ـــــ في بداية إنشائها ــــ مستغلا تلك الفرصة لفتح الحديث مع محمود :
ــــــ يا محمود يا حبيبي .. ما فيه داعي توصل الأمور إلى هذا الحد .. والزواج قسمة ونصيب .. ويمكن بنتي مش من نصيب ولدك .
ــــــ محبوب أنا وعدتك وأنت وعدتني .. وطلبت بنتك هالة من قبل ما تخلق .. صح ولا لا ؟
ــــــ أيوه صح .. بس كل عصر وله ظروفه .
ــــــ يعني عاجبك ولد مفعوص زي هذا يتحداني ويمشي كلامه عليَّ .
ــــــ يا محمود .. المسألة مش كذا .. إحنا جيل وعيالنا جيل .. وكل جيل له طريقته وتفكيره .. ومش ولدك بس .. دحين كلهم لازم الواحد هو اللي يختار شريكة حياته بنفسه .
ــــــ لكن .
ــــــ ولا لكن ولا حاجة .. خليه يختار اللي يبغاها ويحبها قلبه .. وزوِّجه وخليه يعيش حياته .
ــــــ طيب وبنتك .. ووعدي لك .
ـــــ نصيبها عند الله .. وبعدين إيش درَّاك لو وافق ولدك على بنتي مش يمكن هي ما توافق عليه .
ــــــ عجييييب !
ــــــ مش أقولك أنه جيل جديد وله تفكيره وطريقته الخاصة به .
صمت العم محمود ، وترجَّل من سيارة صديقه وهو غارق في بحور من التفكير ، وبات ليلته تلك قلقا مكتئبا متفكرا في الأيام القادمة ، وما تحمله في ثناياها من أمور وما تخبئه من أقدار ، متصورا أن يموت وهو بعيد عن أسرته ، وكيف سيكون مصير زوجته وابنه من بعد فراقه ، ولم ينم إلا في ساعة متأخرة .


يتبع ....

***

الغيث
حصري للمدائن






 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
قديم 09-11-2021, 05:16 AM   #98


الصورة الرمزية الغيث
الغيث متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : اليوم (08:31 PM)
 المشاركات : 314,890 [ + ]
 التقييم :  821757
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )






*
الكرسوع





في العيادة خرج العم محمود من استرخائه وارتحالاته على صوت الممرضة تدعوه للدخول :
ـــــ يلا يا عم .. جا دورك .. الدكتور ماجد مستنيك .
قام العم محمود متحاملا على نفسه من طول مدة الجلوس ، مهيِّئا من هندامه ، متعاهدا عمامته متجها صوب العيادة ، وما أن رآه الدكتور ماجد قادما ؛ حتى هب من فوق كرسيه ، راكضا نحوه مُقبِّلا يديه وركبتيه وهو يقول :
ــــــ الكرسوع بشحمه ولحمه في عيادتي .. وأنا من بدري أقول إيش هذا النور اللي مالي العيادة اليوم !
ــــــ يا واد بلاش البكش حقك هذا .. قلنا الكرسوع خلاص انتهى .
وهنا ارتمى الدكتور ماجد في أحضانه وهو يقول :
ـــــ أنا في حلم يا بويه ولا في علم .. ستظل أبي صاحب القلب الكبير .. وستبقى الكرسوع صاحب المواقف النبيلة التي لن تنسى .
ــــــ يلا يا ماجد .. شيل بدلة الدكترة حقتك هذي .. ويلا نروح البيت ونصالح أمك ونحتفل بغدوة معتبرة .. وبعد العشاء أشيل عمك محبوب وبعض الأصدقاء ونروح نخطب لك أشواق بنت الحسيبي من أخوها الأكبر .


انتهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــت

***

الغيث
حصري للمدائن

ترقبوا روايتي الثانية






 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
قديم 09-11-2021, 10:33 AM   #99


الصورة الرمزية إلهام
إلهام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 419
 تاريخ التسجيل :  Jun 2021
 أخر زيارة : 11-16-2023 (05:00 PM)
 المشاركات : 64,379 [ + ]
 التقييم :  449420
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Black


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )



لعل بعض الحقائق لابد من تجرّعها بنكهتها وإن غلبها المرار
عانى كثير الكرسوع والحمدلله ابتسمت له الحياة في النهاية، ربما لأنه رضي بكل ماقاساه
ابتسمت كثير لألفاظ لم أسمعها منذ زمن مثل كلمة "طربال"
ومنذ زمن لم أسمع "آه ياحلو يبا يا مسليني ياللي بنار الهجر كاويني"

حكاية جميلة فيها كثير من العبر بسرد عفوي محبب
ولغة رصينة تجر القرارئ تباعاً دونما انقطاع أنفاس الصورة
تحقق عنصر التشويق للمزيد حتى نقطة النهاية
شكراً بحجم السماء، واعلم أنك انشغلت كثير الأيام التي مضت بالمضافة ومواضيع بالمدائن
تمنيت لو أن وقتها لم يطول هكذا


 

رد مع اقتباس
قديم 09-11-2021, 05:38 PM   #100


الصورة الرمزية الغيث
الغيث متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 395
 تاريخ التسجيل :  May 2021
 أخر زيارة : اليوم (08:31 PM)
 المشاركات : 314,890 [ + ]
 التقييم :  821757
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: الكرسوع ( رواية )



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إلهام مشاهدة المشاركة
لعل بعض الحقائق لابد من تجرّعها بنكهتها وإن غلبها المرار
عانى كثير الكرسوع والحمدلله ابتسمت له الحياة في النهاية، ربما لأنه رضي بكل ماقاساه
ابتسمت كثير لألفاظ لم أسمعها منذ زمن مثل كلمة "طربال"
ومنذ زمن لم أسمع "آه ياحلو يبا يا مسليني ياللي بنار الهجر كاويني"

حكاية جميلة فيها كثير من العبر بسرد عفوي محبب
ولغة رصينة تجر القرارئ تباعاً دونما انقطاع أنفاس الصورة
تحقق عنصر التشويق للمزيد حتى نقطة النهاية
شكراً بحجم السماء، واعلم أنك انشغلت كثير الأيام التي مضت بالمضافة ومواضيع بالمدائن
تمنيت لو أن وقتها لم يطول هكذا
مرحبا إلهام
وكم أنا سعيد بقراءتك للرواية وتعليقك الختامي عليها
نعم .. الرواية تجسد قصة حقيقية حدثت في زمنها بشخوص حقيقة
غير شخوص الرواية وهذا معروف
وبما أنها حدثت في حقبة زمنية معينة فلابد أن تكون كل الأحداث مرتبطة زمنيا
بتلك الفترة مع ما رافقها من أدوات وألفاظ وعبارات وأهازيج تجسد تلك الفترة
بارك الله بعمرك يا رائعتنا إلهام
وأسعدك في الدارين
لك خالص شكري وتقديري
ولروحك الجمال .


 
 توقيع : الغيث

علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« مشهد | ميوع »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 09:13 PM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas