قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حلاوة اليتيم
حلاوة اليتيم
في الممر الكئيب قفل العم حمدان عائداً بخطًى متثاقلة استشعرتها الممرضة ميعاد ؛ فنادته بصوت رجاء أي مساعدة يا عمي؟ بالكاد سمع نداءها ؛ فاستدار بكامل جسده .. نعم ..جئت أعود صديقي الذي قيل لي أنه في غرفة رقم (10) ، فما وجدت إلا مريضا لا أعرفه ولا يألفني ، وآخر يحتضن الجدار ، يئن أنين المكلوم ويتنهد بأنفاس المكتوم ، يعطي للدنيا ظهره ويستقبل طلائع الأخرة بحضنه. استهلت أسارير ميعاد وكأنها تفرح بأبيها فرحاً للعم رضوان الذي لم يزره أحد منذ أمد ، .. لقد جئت في وقتك وهرولت للعم رضوان المكلوم تبشره بأن له زائر . ياعم رضوان لقد بعث الله لك ملاكاً ! العم رضوان وأنا في انتظاره . ميعاد : بل أقصد صديقا حميما لك. لم يأبه العم رضوان لقولها ؛ يائسا من أن يزوره أحد . ولكنها كررت له القول بلطف ، وأخذت تساعده على وضعية الجلوس . بينما تسمَّر العم حمدان مشدوها ؛ مما آل إليه حال صديقه البائس . فهمّ رضوان أن يهش لمقدم صديقه حمدان ولكن عضلات جسده لم تعد تساعده ؛ فتحدرت دموعه تعبر عن تحول الأحوال ، بعد أن كان وكان لم يعد إلا بقايا إنسان .ولكن حمدان انكب عليه تسح مدامعه ، يمسح دمعات صديقه ويحتضنه كما الطفل المفزوع المنهك ، ولا يمل تقبيله . حتى إذا استدفأا بلطف المشاعر وهدأت فرائصهما ، أشرق وجه النيران كلاهما نحو الأخر ، يتجاذبان قلائد الحديث ، وينتهبان بساط الذكرى بأجمل الذكريات . ثم لمح حمدان ما يشبه السوار على معصم رضوان فسأله: ومم هذا يا رضوان؟ تأملها رضوان ملياً ، ثم أجابت عيناه بالدموع ، فاعتذر له صديقه أن نكأ جرحاً قد واراه الزمن ، فقال له لا لا تعتذر ، ولكن نفسي لم تعد تحتمل ، ... هذا وسم مأساتي هذه (حلاوة اليتيم) ، فاتسعت عينا حمدان مستغربا !! فرد رضوان : كنت أخفي هذا السر كل سنوات حياتي تجلدا إلا عليك ، ولم تبق لي إلا ورقة الغلاف . إنَّ حلاوة اليتيم هذه تشكلت من جلدات متعددة في نفس الموضع ؛ وذلك عندما توفي والدي ، وماتت أمي في طفولتي البائسة ، فأخذني عمي لأعيش مع أولاده فتحملت الرعي عنهم ، وجلب الماء من البئر ، وكل يوم اثنين يطلب مني أن آتيه بحماره ؛ ليذهب إلى السوق ، وعلى غفلة مني يضربني بسوط الحمار ؛ فإذا أقبل من السوق تلقفه أولاده فرحين بحلاوة السوق ، وابتعدت خائفاً – قالها ونفسه تحشرج في صدره ، ولما هدأت نفسه نظر بأسى إلى صديقه حمدان : لقد كتب عليَ أن أعيش اليتم صغيرا وأعانيه كبيرا ، يا عزيزي إذا كبر الإنسان ورحل عنه أترابه ، جفاه واستهان به مجتمعه في المجالس والمشاركات ، وتنكرت له زوجته وتجاهله أولاده ، وها أنا أذبل في هذا المستشفى منذ أسابيع، لا رفيق ولا شقيق وتهدلت يداه وشخص بصره وبردت أعضاؤه. سارعت الممرضة ميعاد تهدئ من فاجعة حمدان على صديقه ، لكنها لم تستطع الفصل بين جسديهما ؛ لتلحق الروح بالروح ، فلم يستطيع هو أيضا أن يحتمل مزيدا من اليتم وحده . فيا معاشر المجتمعات رفقا بالأيتام صغاراً وكباراً !!! للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
آخر تعديل أبو حامد يوم
10-24-2024 في 09:43 PM.
|
10-24-2024, 10:08 PM | #2 |
|
رد: حلاوة اليتيم
هلا وغلا بفارس القصة المركز الخامس
تختم وترفع للتنبيهات ويمنح لك المكافأة تستاهل آكثر وآكثر وعودة تليق بسموك |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
10-24-2024, 10:22 PM | #3 |
|
رد: حلاوة اليتيم
ناقدنا الأدبي آلكبير
أبو حامد قصة محزنة ومؤثرة والله ياه اليتيم وشأنه عظيم هذا الذي فقط والديه وهم جنة الحياة وقد وصى الرسول صلى الله عليه وسلم باللطف بهم وحسن التعامل معهم لدموع اليتيم هيبة ورهبة، قادرة على هزّ الأرض التي تسقط عليها، فلا تدعوها تسقط. لم أرى في حياتي كالطفل اليتيم. يحمل في قلبه هذه الآهات والزفرات والأنين فعليك بالتفكير نحن في نعمة نعم في نعمة يا من تملك أماً وأباً. ما أجملها من نعمة. عندما يشاهد اليتيم كل أبٍ يداعب أبناءه يحس أنه فقد مشاعر الحب والحنان والعطف ولذلك رضاهم ولو بقطعة حلاوة تدخل السرور والفرح بقلوبهم أبو حامد حماك الله يا ذا القلب الحنون تستاهل كل خير وتقييم لك أحسنت وأبدعت بكل جوانب القصة شكراً لروحك الجميلة هنآ |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
10-25-2024, 01:15 AM | #4 |
|
رد: حلاوة اليتيم
.
. سأعود لجمالها وخالقك من يكتب مثلك بلغة دافئة حانية له آجلال يعظم سلمت الروح . |
|
10-25-2024, 08:55 PM | #5 | |
|
رد: حلاوة اليتيم
اقتباس:
نعم هذه القصة الفائزة بالمركز الخامس في مسابقة فرسان القصة وكم أنا سعيد بذلك وذلك أنها؛ نالت ذائقة القراء في الترشيح الأولي واجتازت فحص اللجنة ولهم التقدير وترشحت للتحليل من قبل الناقدة؛ عطاف المالكي وكم أن فخور بعرض نصي في منتدى الأدباء وكفى يا كثر حبى لهم |
|
|
10-26-2024, 07:19 PM | #6 | |
|
رد: حلاوة اليتيم
اقتباس:
أنا إن كتبت عن اليتيم فذا من صميم واجب الأديب واستشعاره لمسؤوليته الأدبية والمجتمعية والدينية فما موقف الأديب من أدلة الحث على العناية باليتيم وما استشعاره إن لم يرق لحال اليتيم ويواسيه وما قيمة الأدب إن لم يكن صوت كل أطياف المجتمع شكرا لكل المشاعر النبيلة |
|
|
10-28-2024, 10:34 AM | #7 |
|
رد: حلاوة اليتيم
أ. أبو حامد
قرأت نص ( حلاوة اليتيم ) في المسابقة، ولا زلت أذكره .. نص اجتماعي سلط الضوء على فئة معينة ( كبار السن ) وذلك الاهمال الذي يحصدونه بعد التقدم في العمر، وغياب الأهل / الأولاد / الأصدقاء .. والنتيجة وحدة ووحشة. حاولت تحقيق هذه الفكرة من خلال شخصيتان رئيسان وشخصية ثانوية ( الممرضة )، والتي أدت دورها بكل اقتدار، وحملت معها رسالة الرحمة من خلال ترجمة مشاعر السعادة لمجرد زيارة مريض لا تربطها معه سوى الرحمة، في رسالة من القاص لمعنى ( ملائكة الرحمة ) .. أهنئك الشخصية ( حمدان ) حمل معه فكرة التواد والتراحم بين الرفاق، في غياب الأهل.. فكان خير سفير لهذه الفكرة.. رغم أنني لست مع اختيار نهاية الوفاة له مع الشخصية الرئيسة ( رضوان ). اخترت سواراً كجسر عبور للسؤال من قبل الشخصية ( حمدان ) إلى الشخصية ( رضوان )، في إشارة موفقة لأثر هذا اليتم طوال هذه السنين على شخصية رضوان .. كنت موفقاً . الحبكة كانت بدايتها اخي عندما همت الشخصية رضوان في الحديث من خلال فلاش باك .. وبأن مجرد ( حلاوة ) في الطفولة وحالة الحرمان قد يبقى أثرها مدى الحياة .. ( هناك جروح لا تداويها الأيام، وإن فعلت فإنها تترك ندوباً في الروح لا تمحى ) .. المشكلة في هذا النص هي لحظة التنوير، جاءت سريعة.. بمعنى اختيار موقف واحد ( حلاوة اليتيم ) التي حرم منها، ثم الخروج من العقدة قبل التأزم، جعل لحظة التنوير تاتي سريعاً دونما ترك مجال للقارىء للبحث عن مخرج للشخصية في الطفولة، ولربما لو صعدت الحبكة من خلال مواقف أخرى قبل لحظة التنوير .. كان ليساهم في إظهارها، قبل الخاتمة .. النص حمل الفكرة التي جاءت بعد الختام هنا .. ( فيا معاشر المجتمعات رفقا بالأيتام صغاراً وكباراً !!! ) في مجال القص، نسمي هذه الجملة ( وقوف على المنبر ) / تلقين الفكرة للقارىء، وهذه نبتعد عنها، ونترك للقارىء حرية الخروج بالفكرة دونما تلقين. نص جميل يحمل قيماً اجتماعية حميدة، ويدعو إلى التكافل في الصغر والكبر .. وانا استمتعت بوقتي هنا سلم الفكر والبنان يا أبا حامد كل التحية |
فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين
|
10-28-2024, 12:47 PM | #8 |
|
رد: حلاوة اليتيم
بين أوراق
صفحاتك وجمال حروفك تهب نسمه لطيفة . مرحباً بحرفك الابيض مقامك غيوم نديه كل التحايا \مودتي |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المحافظة على مال اليتيم | مُغرَمه | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 3 | 11-08-2021 11:06 PM |