قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-03-2024, 08:30 PM | #11 |
|
رد: تورمالين.
7 العاشرة.. صباحًا هذا ما هو مقرر لانطلاق القطار نحو رحلته، وبينما أنا أتأمل في ثلاثة أماكن أتنقل ببصري لها، فتاة ذات بنطال ممزق ورجل من المتوقع جواربه ممزقة وسيدة أخوض معها بعض الحديث وتنشغل أحيانا باتصالاتها، كان الفضول يقتلني حين تبدأ حديثها مع الهاتف بالهمس، كنت أرغب في معرفة الطرف الآخر، كثير ما يراودني الفضول حول هذه المناظر مع السيدات خاصة، حينما تكون في السوق أو سيارتها أو تنتظر، وهي تتحدث في هاتفها، اسأل نفسي من هناك وخاصة إن لمحت في عينيها بريقًا، أعرف أن هناك شخص يعني لها الكثير، أما الهمس، فهذا شيء قاتل تمامًا، حتى أني أعيد ذكرياتي لأجد إن كنت في مرحلة زمنية من حياتي الطرف الآخر، وغالبًا لا أجد أي ذكرى قد أكون فيها. وأنا ذاهب مع نفسي وخيالاتها، أُعلن في الصالة عن تأخر موعد القطار ست ساعات، كانت كـ صدمة بالنسبة لي، أيضًا تم الإعلان عن إمكانية استرجاع التذاكر مع إضافة مالية عليها من شركة السكة الحديدة، غادر الكثير، فالناس هنا تخاف السير ليلًا، الظلام يجعلك عُرضة لكل شيء، حتى نفوسنا لمّا تتسلل لها الظلمة تكون منهارة خائفة، وتكون طريدة سهل الأنقاض عليها، الزيادة المالية لم تكن مجزية ليغادروا من أجلها، إنه الخوف، لكني لم ألاحظ أي تذمر على فتاة التورمالين. قالت قم لنأكل أي شيء، حاولت أن أدخلها في الزحام لألمسها، لكنها كانت أذكى من أن تقع فريسة حيلة، وحين استقرينا وطلبت الطعام ودفعت أنا، قالت لماذا عادة الرجال يدفعون للسيدات ؟ ثم استطردت قبل أن تجاوب، ما حصل من تأجيل مجرد حيلة غبية مكررة، حينما يكون هناك شخصية حكومية أو غني يريد أن يركب القطار وحاشيته أعدادها كبيرة يضطرون لعمل هذه الحركة حتى يحصلون على كبائن المغادرين، إنهم يستولون على كل شيء، هكذا هم الأقوياء في العالم، يحصلون على كل شيء، في وقت الضعفاء لا يحصلون على شيء البتة، بل يزداد طغيانهم بتفاخر بينهم البين من ممارسة ظلم وعبودية للآخرين بشكل أفضل؟! سننطلق في موعدنا مع قرف كبير أثناء الطريق حسب رغبة الشخصية المهمة، نحن الآن محكومين برغباته ومزاجه، ثم قالت الآن يمكن أن تُجاوب على سؤالي، لماذا تدفعون ؟ |
|
10-03-2024, 08:52 PM | #12 |
|
رد: تورمالين.
8 لماذا ندفع نحن ! لا أعلم أي فلسفة حول هذا الأمر غير أني ولدت وشاهدت والدي هو من يدفع كل شيء، ندفع للصديقات للحبيبات، ندفع أحيانًا ذوقًا وأحياناً مجاملة وأحيانًا تقدير، نحن نفتح الأبواب للسيدات نقدمهن في الدخول، نُزيح لهن الكراسي، نعم نفعل كل شيء لهن، لا أعلم هل هو من باب التقدير أم أنها عادة، أو نعتقد أننا نكسب قلوبهن بهذه الطريقة، حقيقة لم أفكر يومًا بهذه الطريقة أو أن الأمر لم يخطر ببالي، هي أمور رأيناها من وعينا على الحياة وكبرت معنا، هي أشياء لا يمكن الاستفسار عنها لأننا حسيًا متبلدين عنها، في كل العالم والطفل الذكر منذ صغره وثقافة أنت الرجل يرضعها من خلال والديه، لذلك فالرجل عليه فعل كل شيء. وأنا في الحديث ، كانت تلوح بيدها لسيدة مسنة تبيع الدخان، اشترت منها علبة وسألتني هل تدخن؟ قلت لا، رمتها نحوي وقالت احتفظ بها، وقالت هل لديك قدرة لتتجاوب معي بشكل قد يتجاوز رغباتك وخياراتك كـ تجربة نخوضها؟ قلت نعم، سارت بي نحو محل يبيع الملابس اشترت لي ملابس وطلبت مني أن أغير ملابسي كلها والبس ما اشترت، ففعلت حتى ملابسي الداخلية غيرتها بالذي اشترت، ثم سألتني ما الذي تملكه أنت الآن؟ قلت هاتف وحقيبة وملابس بداخلها وجزمة، أخذت هاتفي لتستبدله بهاتف أخرجته من حقيبتها، غير أنها وهي تفتش فيه وجدت أن آخر مكالمة، كانت بيني وبين والدتي، ابتسمت وأخرجت تنهيدة آآه يا يتيم العيد، منحتني الهاتف واحتفظت بهاتفي في حقيبتها، جردتني من نقودي، وقالت سنبيع حقيبتك وملابسك وسأحتفظ بنقودها وأنا من سيشتري لك كل شيء، في المحطة القادمة هناك وقت كافٍ لنخرج السوق نستبدال جزمتك، يجب أن أمتلك كل ما ترتدي وكل ما تملك، وهذا العطر احتفظ به لا تستخدمه إلا حين أطلب منك ذلك، كل شيء ملكي الآن فقط أنت تملك جسدك، أي شيء ترغبه من طعام أو غيره ستخبرني وأنا من سيدفع، لن تتراجع صحيح ؟ قلت لا أعلم.. لا أعلم إلى أي حد سأصمد وأنا في هذا الأمر، لكني أثق بك، أثق أنك لست محتالة لتختفي في أول محطة نقف عندها، وهذا ليس ذكاء منّي أو فراسة، كل ما في الأمر أن ثمن هاتفك الذي معي يساوي ضعفين أو ثلاثة لكل ما أخذتي منّي. كررتها مرة أخرى .. لن تتراجع صحيح ؟ قلصت المسافة التي تفصلنا واقتربت منها، وقلت تصدقين لم أنتبه أنك تلبسين نظارة طبية، قالت لكني لا البس نظارة طبية. |
التعديل الأخير تم بواسطة أنيموس ; 10-03-2024 الساعة 09:02 PM
|
10-03-2024, 08:59 PM | #13 |
|
رد: تورمالين.
9 حينما تدخل في حالة شك، دائمًا تحاول أن تبحث عن اليقين فيه، لكنها قد تكون مجازفة تعمق من شكوك، أحيانًا ولا أقول دائمًا، من الأفضل تجاهل بعض الأمور التي تصادفك في الحياة، البحث بعمق قد يجعلك تقف في محطات كان من الأجدر تجاوزها والسير مغمض العينين، دون مراقبة تفاصيلها، لأنك قد تجازف مرة أخرى وتبحث في تفاصيل التفاصيل. وقعت في فخ البحث عن الحقيقة وذهبت للمرأة التي تبيع التبغ وسألتها عن السيدة البيضاء التي اشترت منها الدخان هل تلبس نظارات؟ لكن الجواب كان صادمًا، حيث أخبرتني أني أنا من قمت بذلك ولا توجد سيدة بيضاء كانت معي، قلت ربما هي امرأة مسنة ولم تشاهد المنظر بدقة أو تريد أن تتخلص منّي بسهولة، لذلك ذهبت لبائع الملابس الذي اشترت منه الملابس الذي ارتديها، حينما قدمت له توقع أني أريد أن استبدل المقاس، لكني سألته عن السيدة البيضاء التي دفعت النقود، قال نعم يتذكرها، لكنه لا يتذكر تفاصيل النظارة، بظني كانت تراقبني وحين عدت وجلست معها حول الطاولة التي تجمعنا، سألتني الآن، هل ألبس نظارة طبية؟ قلت لا ، لكني قبل أن أذهب كنت ترتدينها. مشكلتي الآن أكبر من نظارة، إنها المرأة بائعة التبغ، تقول لا يوجد سيدة بيضاء على هذه الطاولة، ما الذي جعلها تقول هكذا، أو هي بالفعل لا تراك، بمعنى أنك قد تكونين موجودة عند البعض وغير موجودة عند البعض، بائع الملابس يتذكرك، ستكون مأساة حقيقة لو أن من في الصالة انقسم على رؤيتك، سيكون الأمر ساخرًا بشكل حقيقي، حتى أني أفكر أني التقط صورة معك من الهاتف، لكن مخاوفي تمنعني من هكذا مخاطرة أن لا تظهري على الشاشة، كما هو حاصل في الأفلام، أو ما يحاولون دسه لنا في فكرة أن الكاميرا لا تلقط من يعيشون في العالم الآخر، بدأت اشك هل أنتِ حقيقة أم من صنع خيالي؟ هل يكفي أن أصافحك وأتحسس جسدك لأثبت أنك حقيقة؟!، أيضًا من يصنع أمرًا في مخيلته بكل تأكيد سوف يشعر به. فتحت حقيبتها وأخرجت نظارتها ولبستها، وقالت بالفعل كنت قد ارتديتها وأنت مشغول بوضع العطر والدخان في حقيبتك، وأنكرت وجودها، حتى بدأت بالبحث عن حقيقتها خلعتها من جديد، أما امرأة التبغ، هي هنا منذ خمس سنوات ودائمًا أكرمها، وأقنعتها أني سيدة غير مرئية. بالمال تستطيع أن تشتري كل شيء، إنه القوة الحقيقة التي تحرك العالم، تسقط الحقيقة أمام المال، أنا أتنقل في هذا المكان منذ فترة طويلة |
التعديل الأخير تم بواسطة أنيموس ; 10-03-2024 الساعة 09:02 PM
|
10-03-2024, 09:00 PM | #14 |
|
رد: تورمالين.
10 صحيت على ضجيج وقطار متوقف، كانت الساعة الثانية ظهرًا، كنت مرهقًا لأنام كل هذه المدة من العاشرة والنصف حتى الآن، ذهبت إلى كبينتها، كانت بشكل مختلف تمامًا عن أول لقاء، ترتدي تيشرت طويل يصل إلى فوق الركبة بقليل. سألتها ما الذي حدث ؟ كان جوابها مختصر جدًا " لا أعلم " توقعت أنه تطلب العودة لمقصورتي، لكنها طلبت مني الدخول، طلبت منها ملابس من حقيبتي خاصة بالنوم، قالت أنت لا تملك غير الملابس التي ترتديها وزجاجة عطر وبكت دخان، حقيبتك مصادرة عندي حتى ننتهي من التجربة، أجلس وخبرني، هل هناك علاقة في نسبة الذكاء بين ارتفاع وهبوط مع لون بشرتنا؟ قلت بشكل منزعج هل من الممكن أن تركني عقلك قليلًا وتكوني امرأة سخيفة ؟! أنني مرهق ذهنيًا من الكم الهائل من المعلومات التي تتدفق منك، ضعي فاصلًا بين كل تدفق وتدفق، أحتاج شيء سخيف حتى لا تتداخل المعلومات، ثم أن رقبتي تؤلمني، قالت أجلس على الأرض سأعمل لها مساج خيف، جلست على الأرض بين رجليها وهي خلفي، كان هذه المرة عطرها مختلف عن ذلك الذي كنت بالكاد أشمه في صالة الانتظار، قلت لها عطر مختلف، قالت أنت رجل جيد في هذه الحاسة، نعم هذا حينما أتعطر لنفسي استخدمه، خاص بي فقط، لكنك تشاركني فيه الآن، لا أعلم هل أنا منزعجة أم لا، وقبل أن تستطرد، التفت لها التفافة خفيفة، قلنا شيء سخيف وسخيف جدًا، تلقيت صفعة على مؤخرة رأسي خفيفة مع شتيمة " وقح ". قالت.. عندما كنت طالبة في الإعدادية، كنت استغل طالب مهووس بي ، لا أعلم هل كان مهووسًا بصمتي وحركتي القليلة، أم يعتقد أني جميلة الصف؟! كان يأتي ويتحدث كثيرًا بدون توقف، يبدو من مظهره أنه من طبقة ماليًا ميسورة، فكرت أن أحتال علية بالتزام يومي قد يجعله لا يأتي ليسرد علي سخافاته، قلت له أنا أعشق ساندوتشات البوفيه الذي بجوار منزلنا لكن صاحبها يستغلني ويلزمني بشراء اثنين، فاضطر لشراء اثنين وهذا يذهب بجل مصروفي، ولأنه يعتقد أنه ذكي جدًا وشجاع جدًا وشهم جدًا، وجد الحل، أنه سيشتري مني واحد كل يوم، وهكذا كنت احضرها من المنزل وأبيع واحد، كان الأمر يدور بسرية تامة بيني وبينه، من هذه الحيلة بدأت تنطلق أفكاري التجارية، كانت لحظة وضوح في حياتي، ولحظة فارقة في أمور كثيرة أتت بعدها. حين بدأ القطار بالحركة، صفعت رقبتي من الخلف وقالت" نعيمًا " قم أذهب لكبينتك وخذ عطرك ودخانك، ولا تدخل علي مرة أخرى إلا وقد رششت منه ثلاثًا، ودخت سيجارة واحدة فقط. سألتها هل هذا من ضمن التجربة ؟ قالت بحزم أذهب. |
التعديل الأخير تم بواسطة أنيموس ; 10-03-2024 الساعة 09:09 PM
|
10-06-2024, 01:37 PM | #15 |
|
رد: تورمالين.
،
11 بدأت الظلمة تجتاح خطوط الضوء في أرجاء المكان بشكل تدريجي تفقد الرؤيا للأفق البعيد الذي تطالعه من نافذة الكبينة، كل شيء تحول لسواد عظيم، هناك فقط بعض الاضواء البعيدة بشكل خفيف أشاهدها خلال السير، وأظنها قرى وبلدات بعيدة ، أحاول أنظر للسماء للتمتع بمنظر الكم الهائل من النجوم المتزاحمة في فضاء الكون، جميل التأمل، لكن النظر من النافذة لا يمنحك المشهد الكامل ولا الراحة في المشاهدة لذلك لم استمر على هذه الوضعية بشكل مستمر، عدت إلى تمرير شريط ما حدث منذ لقاء السيدة البيضاء، احاول أن أكتشف أي شيء حولها وحول تجربتها التي دفعت من أجلها، أيضًا كانت لدي خطط زيارة كبينة الرجل الذي كان يلبس جوارب ممزقة افتش في جواربه للبحث عنها لكن الأمر يحتاج يوم أو أكثر حتى أتأكد انه اضطر لتغييرها أما الفتاة لا أظن أن هناك أي حل إلا تتبعها قد يظهر أي شيء أثناء انحناءة لها تبين ما تخفي خلف جنزها، كل هذه خطط مستقبلية لا أعرف هل أقوم بها أو أتركها إن حدث و أخبرتني عن حقيقة تلك الأشياء التي قالت عنها؟. قد يكون الفضول وقتها مسيطر عليّ بشكل كبير لكنه بدأ يختفي تدريجيًا، لكني لم أترك الأمر بمجمله. سرقني الوقت، نعم هذا هو اللفظ الصحيح، لقد سرقني وأنا تائه في أفكاري المتزاحمة المتخبطة بجدار الحيرة، كسرت الصمت الذي أنا فيها طرقات باب مقصورتي ، كانت هي تدعوني للعشاء، أخبرتها أن شهيتي للأكل مفقودة، إلا أنها اصرت بحكم معرفتها في سكة السفر هذه. تقول أن القطار لن يتوقف إلا في مدينة اسمها " تامباكوندا " وسوف نصلها قريب العصر غدًا، ثم ذكرتني أنه يجب أن التزم بالخطة سنذهب ونأكل وهي من تدفع، يجب أن نسير على خطوات التجربة بدون أن نحيد عن المسار. كان العشاء في عربات خصصت كـ بوفيه صغير فيه عدة طاولات، لا يوجد فيه زحام كبير فأغلب المسافرين يأتون بطعامهم ويأكلون داخل مقصوراتهم أو على كراسيهم في عربات المؤخرة. كانت تسير أمامي في الممرات، قلت غريبة أليس المفروض أن يمشي في الأمام الحلقة الأضعف، وغالبًا الحلقة الأضعف هو الشخص الذي يتم الدفع له؟؟ قالت وهي تبتسم أهجد يا غبي ما زلت أن السيدة في هذه التجربة لا يمكن أن أتنازل عن أنوثتي، صدقني ستستفيد كثيرًا. سحبت لها الكرسي لتجلس وحين استقريت قالت اختار، كانت هناك مجموعة من الصور معلقة على الجدار عبارة عن أطعمة يقدمونها، وجدتني أتأمل في أحدها بصمت، قالت ماذا؟ قلت أنا اشبه هذه الصورة، لكن واقعي يشبه الطعام الذي سيحضرونه أمامنا، قلت في أغلب المطاعم لا تتشابه الصورة مثل الذي يكون في الصحن، أظن ما في الصور يكون تحت تأثير المؤثرات والمحسنات وزاوية اللقطة والإضاءة .. الخ. أشياء كثيرة تجتمع لتخرج لك صورة طعام تراه أنه شيء فتان ولذيذ، لكنها مجرد صورة، والصور تكذب في كثير من الأحيان، أنا في واقعي قد أكون طعام بلا ملح أو بهارات أو بلا نهكة تمامًا. أيزعجك هذا الأمر أن أكون لا أشبه الصورة ؟. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|