| |
» أقلامٌ تشدو في حب الوطن « | ||||||
|
آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
بوح الأرواح ( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود ( يمنع المنقول ) |
( بوحٌ تتسيّدُه أقلامكم الخاصّة في عزلة مقدّسة بعيدا عن الردود
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
على رائحة القهوة.
لا أعرف كيف اقنعها باني رجل أحمق، ولا أفهم ، لماذا هي مهتمة بأن لا أكون كذلك ؟! يقولون :" السيدات دائمًا يخبرنك الحقيقة عن نفسك "، فربما ما أحاول أن أقنعها به هو في حقيقة الأمر مجرد نوع من الابتزاز في الحصول على شيء داخل نفسي، أو قد يكون حيلة مسبقة. كان بيتر، هكذا أخبرتها لجذب كل انتباهها صدقا لا أعرف لماذا جاء ببالي اسم بيتر ولا أعرف لماذا بدأت بحكاية، أظن هناك ما هو أهم من حكاية بيتر قالت ما المهم ؟ قلت مزاجي ، الذي يعشق الخربشة على الصفحات، ذلك المزاج الذي يريد من القارئ أن ينتهي وهو يسأل نفسه ماذا يريد أن يقول هذا الأحمق. قالت لكنك لست بأحمق، وستكون كل تصرفاتك معي " كرجل نبيل" ولا أقبل بغير هذا. قلت كتبت فيك نثرا، ظهرت بملامح ضاحكة، قلت ماذا؟ قالت الطريق هذا أنت لا تجيد المشي فيه، قلت سأجرب، قالت هات لنسمع .. قلت : " متصوف أنا في أحزاني وأنا موجوع فيك يا صديقتي موجوع لقد مللت منك عبثًا بالطبشور على الأرصفة وحواف الجدران يبدو .. أنك تهرولين زورًا خلف وهمٍ، تتخذين منه مطية لكنه .. يطرحك أرضًا، ويُدميك همًا." قالت لماذا لم تقل حبيبتي يا لص الطباشير ؟ قلت الوجع من الصديقة أقل بؤسًا من ذلك الذي يأتي من حبيبة. قالت لنعد لحكاية بيتر،هل صحيح اسمه بيتر ؟ قلت لا ،اسمه اسماعيل، لكن سرد حكاية بهكذا اسم طويل الأمر ممل بالنسبة لي. الجانب المظلم ،لقد شردت بذهني مع تلك السيدة التي تحتضن حقيبتها، وهي تشبه كمن حصلت على رسالة مكتوبة من حبيب غاب عنها مدة طويلة، لذلك لا يمكننا العودة لقصة بيتر. سمعت رجل يتذمر من الفقر، إلى هنا والأمر أشبه ما يكون بالطبيعي، لكن ما حيرني هو استطراده في ذلك التذمر، بقوله (فقر ولا زوجة جميلة)، حينها فهمت القصد من بعض المقولات الداوجة كان حديث العابرين ،نحو الضفة الأخرى من العالم ،هكذا يكونون في مكان واحد مجتمعين ثم يغادرون ،بعضهم يحمل ذاكرة لتلك الأحاديث وبعضهم يتركها خلفه ما إن يسمع نداء طائرته، حتى أن بعضهم يترك وجبة الطعام الذي للتو قدمت له، وكأنه يغادر مسرح جريمة على عجل. أنا وهي لا نتشابه في شيء غير القهوة التي أصرت أن أكون ضيفها، ليست فاتنة في ملامحها، لكنها متمكنة في أن تجعلك منتبه لحديثها، حتي وإن كان بالنميمة. كانت البدايات حينما قالت ، كن في طمأنينة، ستقلع طائرتك في موعدها، لا أعرف كيف أدركت الحالة التي أنا فيها، هل للخوف رائحة، وهل للقلق تأثير على حركة أجسادنا ؟ قلت لها : (الطمأنينة فخ لرجل امتطى القلق منذ زمن بعيد). لا أعرف لما كنت على يقين أنها طبيبة نفسية أو شيء من هذا القبيل، وأنا مجرد حالة تعثرت بها وتريد أن تختبرها. أصعب ما يكون على النفس أن تكون واضح ومكشوف للشخص الآخر، لذلك كنت أحاول أن افقدها تسلسلها في فهم حالتي، بالابتسام قليلا مع كل رشفة من القهوة، حتى أنها سألت : هل هي لذيذة ؟ قلت لا، ولكنها مجانية. الحقيقية أنها واقعة معي في أمرين ، الأول أن دور البراءة في الرجل أكثر اقناعًا عندي من المرأة، فهي -المرأة بشكل عام- تقع تحت ضغط ( الكيد ) والأمر الآخر أني اتبنى فكرة " اخماد وهم لشخص ما، قد تكون له عواقب وخيمة ". لذلك سأرفع عنها البراءة واترك لها ( الوهم ). قلت: أنا في حيرة مع أولئك الذين يبحثون عن الحقيقة، فالحقائق أمر ممل إذا تعارضت مع الاستمرار في المتعة. سارت بي نحو منعطف حاد وخطير وحصلت على ما تريد بظني، حين سألت هل هناك امرأة ؟ قلت : ( نعم ). للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
09-22-2024, 11:07 AM | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: على رائحة القهوة.
،
مذاق تافه. "لا يمكنك أن تحمل مأساتك في حقيبة وترحل بها حيث تكون" لكنها لم تفهم ما قال، لذلك أمرت عمال التحميل بوضع كل الحقائب في مقصورتها في القطار المتجه من سان بطرسبرغ نحو باريس. كانت أربعينية من طبقة ارستقراطية، لكن ملامحها تدل أنها مليئة بالخيبات، بعكس سيدات القصور، التي نادرًا ما تظهر عليهن أي ملامح حقيقية تعكس الوضع الذي هنّ فيه، هنّ يعشن حسب رغبات القصر، لذلك دائمًا حياتهن لا تمثل حقيقة ما يمكن أن يكون واقعًا. بقيت كلماته عالقة في ذهنها، بعكس أنها فقدت ملامح الشخص الذي حدثها على عجل وهو يصعد القطار، حاولت أن تستجمع القطع الصغيرة من تفاصيل وجهه وقامته في ذاكرتها لعلها تصل للرجل الذي حدثها بذلك، عجزت ولكنها لم تفقد الأمل أن تقابله أثناء تجولها في صالات الطعم، وكان لها ما تريد في أول جولة للطعام، أكثر ما كان يشغل تفكيرها، سؤال يتكرر بداخلها، ما الذي يعرفه أو كيف عرف؟ ربما يكون ذلك الفضول الذي يقتلنا، أو الخوف من أن نكون مكشوفين بشكل لافت ، بدأت تعيش لحظات الحيرة، وهي من قرر أن تترك كل شيء خلفها، نعم في أحيان كثيرة من الأفضل أن نترك الأماكن التي تذكرنا بشيء، أي شيء حتى ولو كان جميلًا وفقدناه. انتظرت على طاولتها ولم تطلب الطعام، بقيت عالقة في النظر لذلك الغريب وهو قد بدأ يتناول طعامه، وذلك تأكيدًا لها أن أحد لن يحضر، ودليل على أنه ليس له رفقة، عندها تحركت نحو طاولته وسحبت الكرسي وبدون أن تحصل على إي موافقة اقتحمت عالمه الذي يعيشه في تلك اللحظات، كان يأكل بتلذذ وكأن الغد ليس له وجود في عالمه، الغد أو يمكن أن نسميه المجهول، ذلك الذي يخيفنا على مدار دقائق يومنا. لم تشغل بالها به، بل نادت النادل وطلبت منه قائمة الطعام، تأملتها بروية وطلبت نفس الأصناف التي يأكلها، وفي اعتقادها أنها ربما تحصل على تلك المتعة التي كانت ظاهرة بوضوح عليه وهو يتمتع بأكلها، وفي ذات الوقت هو لم يبادلها أي انتباه. حاولت أن تختبر صبرها في هذه الجو الصامت إلا من أصوات الملاعق والسكاكين، لكنها فشلت. القلق حالة قد تتطور وتصبح ألم حقيقي لها أثر على أجسادنا، وحينما أدرك هو ذلك وأن حركة جسدها أصبحت غير متزنة وهي تتناول طعامها، مد يده نحو طرف الصحن الذي أمامها وكأنه يحاول أن يخبرها أن صوت ارتطام الشوكة والسكين مرتفع إلى حد أكبر من اللازم، ثم بادرها بقوله" لا أحد يسافر بهذا الكم من الحقائب نحو مدينة لو خرجت بضعف هذه الحقائب هو أمر مقبول". دخلت في حالة استرخاء تام وتوقفت عن الطعام، كأن ما أخبرها به، قد ملأ جوفها. أحيانًا .. نقف على أطراف الحواف، ننتظر ما يدفعنا نحو السقوط ولو كانت نسمات خفيفة، وعادة السقوط يكون نحو الهاوية، فلا شيء يمكن أن يأتي منها ويدفعنا لنسقط نحو أماكن السلامة، هكذا يكون قانون الحواف، لذلك نكون دائمًا مستعدين للسقوط من أدنى سبب، لذلك الأمل في عدم وجود الأسباب يكون ضعيف جدًا. وبعفوية تامة وبدون أن ترفع رأسها من على الطبق الذي أمامها قالت" أصبحت امرأة، لا أحد يدعوها ، هناك شعور قاتل، هو كـ مذاق تافه .. هل يمكنك تخيل أن تكون جسد بمذاق تافه ؟
|
|
|