خِراف ليست من القطيع (نص صوتي)

خِراف ليست من القطيع (نص صوتي)

https://vocaroo.com/14JLovhSuWQg



؛

،

داخل عقلك، هناك دائمًا فكرة ضائعة، لا يمكن الوصول لها مالم تكن هناك صدمة قوية نقع تحت وطأتها تظهرها بشكل واضح، أحيانًا قد تكون هي لحظة الوضوح لدي الإنسان، والتي قد يدركها مبكرًا، وقد تأتي في وقت متأخر، وكُثر لا يحالفهم الحظ للوصول لها.

كنت دائمًا اسمع كثير من الهمس، أكثر ما كان يصعب عليّ فهمه تلك العبارة التي لم تكن همسًا، في الداخل على طاولة الطعام في الخارج أثناء القيادة، إنها تتحدث عن خِراف، اسمعها بتثاقل لسان صاحبها " هذه الخِراف ليست من قطيعي" بنظرات تتقابل، بعضها يقتلها الشك وأخرى يجتاحها إثم الخطيئة، هناك من يصنع اليقين، وهناك من يتقبل الأمر كـ حقيقة، برغم أني على اعتقاد أن الكون مجرد حالة غازية، كل الأشياء مجرد كذب، حتى أنا مجرد كذِبة، أو ربما عقابًا.

الفضول، الحيرة، الشك، كلها اشياء تقتلني لا أعرف من يُعاقب من، حتى أني لا أعرف من راعي القطيع، أو من يمتلك القطيع، الأمور متداخلة عندي، ولا أملك القوة لقفز السور، لا زلت مجرد اسم مع مجموعة اسماء، يشبه ذلك، كشف السجناء حين يتم تحضيرهم في نهاية النهار.

أكثر الاشياء غربة، حين تسمع أحدهم يطرح على نفسه سؤالًا ويجاوب عليه
- هل كان يلبس نظارة ؟
- لا اتذكر أنه كان يلبس نظارة

الأمر كان محزنًا، أتذكر أحاديث الطاولة المتكررة، العيون، النظرات التي كنت اعتقد أنها متبادلة، عندها أدركت أن كل ما كنت اعتقد حقيقة، وأن كل ما نشاهده ليس من ضمن تلك الحقيقة، حتى الأشياء المتناثرة على الطاولة، والتي أخبرونا أنها كانت بحوزته، الحقيقة الوحيدة فيها هي النظارة، لأنه لم يكن يلبس نظارة.

الامر كـ حالنا ونحن نبحث عن شيء، مفتاح، قلم، أو أي شيء آخر، وهو بيدنا أو أمامنا، كثير منّا مرّ بهذه الحالة التي تنتهي بعتب يُصاحبه ابتسامة، نعم نحن نعاتب أنفسنا في كثير من الأحيان كـ ملامة، هنا قد يختلف الأمر نوعًا ما، لأننا في الغالب نكون شاردِ الذهن، ذلك يشبه أن تشاهد صورة لمنظر طبيعي على ساحل، تصف كل ما فيه، لكنك لا تشاهد البحر، لأنك تخاف منه، دائمًا يزورك في مناماتك، كـ شيء تغرق


------------
صوت : الزميلة مدى
بيروت 16-أبريل

للمزيد من مواضيعي

 

صوتية جميلة
لاتخلو من الاثارة ( واثارة الجدل ) وصراع المتناقضات
ختم وتنبيهات والمكافأة المستحقة
لي عودة للرد اللائق

هادي علي مدخلي ,الْياسَمِينْ ,‏يَمَامْ.! ,سارة معجبون بهذا

مقالة مميزة بها ابعاد كثيرة
قد يراها المار سهلة او مجرد كلمات
ولكن عند الوقوف عند كل جزئية ستجد
انك تغوص ببحور حيرة رسمها
المجتمع لنا كأفراد وجماعات
اتعلم اسوء ما يحسه الانسان بهذه الحياة هو عدم تواجده بجهة او عدم انتمائه لشيئ ليس لان هذا جيد ولكن نحن كبشر نفتقد للامان ونحتاج الى جماعة لنقوى بها
شدتني جملة خراف ليست من القطيع واقع ارفضه ولا اتقيله فنحن بالنهاية لسنا خراف او هذا ما نعتقده ترسيخ فكرة اننا خراف واننا خارجين عن القطيع فكرة مجحفة بحقنا كبشر فالخراف لا تتكلم لا تشكو تعلف لتكبر وتذبح لتؤكل اذن الفكره من البداية خاطئة وزراعتها بداخلنا تؤكد اننا شعوب لا نسود بل يساد علينا وهذا من المفاهيم التي زرعها الاحتلال للشعوب قبل ان تغادر لنبق تحت سيطرتهم لو اننا نلاحظ لا نجد الغرب يستخدمون كلمه خراف وقطيع بل يميلون الى الذئاب حتى بعرضهم للافلام والمسلسلات هذه الاستعارة تستخدم ولم يستخدموها عرضيا بل عن سبق اصرار فالذئاب قطيع قوي ولا جماعه تخرج عنه فهم دائما ضمن دائرة القوة المطلقه والسياده المطلقة

سلمت الانامل كاتبنا المبدع
لك بكل مقام مقال وهنا حط رحالك
لتروينا من حسن مقالك
دمت بود

الْياسَمِينْ ,‏يَمَامْ.! ,الروآد ,المهندس ,سارة ,البراء معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراء

صوتية جميلة
لاتخلو من الاثارة ( واثارة الجدل ) وصراع المتناقضات
ختم وتنبيهات والمكافأة المستحقة
لي عودة للرد اللائق

أشكر كرم عزيزي البراء

ودائما في انتظار عودتك


تحية

الْياسَمِينْ ,‏يَمَامْ.! معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوري

مقالة مميزة بها ابعاد كثيرة
قد يراها المار سهلة او مجرد كلمات
ولكن عند الوقوف عند كل جزئية ستجد
انك تغوص ببحور حيرة رسمها
المجتمع لنا كأفراد وجماعات
اتعلم اسوء ما يحسه الانسان بهذه الحياة هو عدم تواجده بجهة او عدم انتمائه لشيئ ليس لان هذا جيد ولكن نحن كبشر نفتقد للامان ونحتاج الى جماعة لنقوى بها
شدتني جملة خراف ليست من القطيع واقع ارفضه ولا اتقيله فنحن بالنهاية لسنا خراف او هذا ما نعتقده ترسيخ فكرة اننا خراف واننا خارجين عن القطيع فكرة مجحفة بحقنا كبشر فالخراف لا تتكلم لا تشكو تعلف لتكبر وتذبح لتؤكل اذن الفكره من البداية خاطئة وزراعتها بداخلنا تؤكد اننا شعوب لا نسود بل يساد علينا وهذا من المفاهيم التي زرعها الاحتلال للشعوب قبل ان تغادر لنبق تحت سيطرتهم لو اننا نلاحظ لا نجد الغرب يستخدمون كلمه خراف وقطيع بل يميلون الى الذئاب حتى بعرضهم للافلام والمسلسلات هذه الاستعارة تستخدم ولم يستخدموها عرضيا بل عن سبق اصرار فالذئاب قطيع قوي ولا جماعه تخرج عنه فهم دائما ضمن دائرة القوة المطلقه والسياده المطلقة

سلمت الانامل كاتبنا المبدع
لك بكل مقام مقال وهنا حط رحالك
لتروينا من حسن مقالك
دمت بود

مرحبا د. جوري
راق لي تعمقك في النص
وجميلة هي الزاوية التي انطلقت منها نظرتك

كامل احترامي وتقديري.

الْياسَمِينْ ,‏يَمَامْ.! معجبون بهذا

أنيموس والجمالُ في سطورك يجوس
قرأتها عينا وسمعتها أذنا بصوت زميلتك
وتالله قد شككتُ بأن كل شيء حولي كذبة
ورحلت بعد قرأتها أبحث عن اليقين
فأين ترى سأجد هذا اليقين
في خراف ليست من القطيع أم في أقنعة
مصبوغة بألوان العصر تغطي وجه الحقيقة
أم في نظارة سوداء خلفها عين لا ندري أمبصرة
هي أم لا
سأترك نقاطا هنا ريثما نستطيع القبض
على اليقين .
مودتي والورد

الْياسَمِينْ ,‏يَمَامْ.! ,أنيموس معجبون بهذا

أ. آنيموس

قرأت المقال ..
وأود ان أشكر أ. جودي على مساعدتي في فهم الغرض الفني.
استخدام شخصية لطرح زاوية رؤيا المجتمع ( القطيع / الخراف ) لفئة تعتقد بأحقية وجودها وحريتها الفكرية.

مقال عميق، احتاج أكثر من قراءة ..
سلم الفكر والبنان
كل التحية

الْياسَمِينْ ,‏يَمَامْ.! ,جوري معجبون بهذا

.

آخ كم نفتقد لمثل هكذا نص ..
ممتنه لك فقد قلبتي ساعتي الرمليه

الْياسَمِينْ ,‏يَمَامْ.! معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة

أنيموس والجمالُ في سطورك يجوس
قرأتها عينا وسمعتها أذنا بصوت زميلتك
وتالله قد شككتُ بأن كل شيء حولي كذبة
ورحلت بعد قرأتها أبحث عن اليقين
فأين ترى سأجد هذا اليقين
في خراف ليست من القطيع أم في أقنعة
مصبوغة بألوان العصر تغطي وجه الحقيقة
أم في نظارة سوداء خلفها عين لا ندري أمبصرة
هي أم لا
سأترك نقاطا هنا ريثما نستطيع القبض
على اليقين .
مودتي والورد

طالما كنت رجل شحيح في عطاء الورد
ودائما أدخل هنا منذ قدومي وبيدي وردة أو بوكيه ورد
قرأت ردك أمس وأبهرني اندماجك في النص
وقلت ستكون لها،

سيدة سارة


ود مع كثير من الامتنان

الْياسَمِينْ ,‏يَمَامْ.! ,سارة معجبون بهذا

جميل النص ويعجني القلم عندما يكتب بهذه الإحترافية
مبدع وكفى

الْياسَمِينْ ,‏يَمَامْ.! معجبون بهذا