آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
الكلِم الطيب (درر إسلامية) رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا |
رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-17-2024, 07:37 AM | #281 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( السب والشتم )
|
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-20-2024, 08:21 AM | #282 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
السب والشتم
السَّبُّ والشَّتمُ لغةً واصطِلاحًا السَّبُّ لغةً: السَّبُّ: مصدَرُ سبَّ يسُبُّ سبًّا وسِبابًا: إذا شتَمه. والسَّبُّ: الشَّتمُ، وهو نِسبةُ الإنسانِ إلى عَيبٍ ما. والتَّسابُّ: التَّشاتُمُ والتَّقاطُعُ. ورجُلٌ مِسَبٍّ، بكَسرِ الميمِ: كثيرُ السِّبابِ. ويُقالُ: صار هذا الأمرُ سُبَّةً عليه، بالضَّمِّ، أي: عارًا يُسَبُّ به. ورجُلٌ سُبَّةٌ، أي: يسُبُّه النَّاسُ، وسُبَبةٌ، أي: يسُبُّ النَّاسَ . الشَّتمُ لغةً: الشَّتمُ: مصدَرُ شتَمَه يشتِمُه شَتمًا: سبَّه. والشَّتمُ: السَّبُّ، والاسمُ: الشَّتيمةُ. والتَّشاتُمُ: التَّسابُّ. والمُشاتَمةُ: المُسابَّةُ، ورجُلٌ شتَّامةٌ: كثيرُ الشَّتمِ . السَّبُّ اصطِلاحًا: عرَّفه ابنُ تيميَّةَ بأنَّه: (الكلامُ الذي يُقصَدُ به الانتِقاصُ والاستِخفافُ، وهو ما يُفهَمُ منه السَّبُّ في عُقولِ النَّاسِ على اختِلافِ اعتِقاداتِهم، كاللَّعنِ والتَّقبيحِ ونَحوِه) . وقال السُّيوطيُّ: (السَّبُّ: شَتمُ الإنسانِ والتَّكلُّمُ في عِرضِه بما يَعيبُه) . وقال المُناويُّ: (السَّبُّ: الشَّتمُ الوَجيعُ) . وقال الدُّسوقيُّ: (السَّبُّ: هو الشَّتمُ، وهو كُلُّ كلامٍ قَبيحٍ) . وقال البَكريُّ الدِّمياطيُّ: (هو مُشافَهةُ الغَيرِ بما يكرَهُ وإن لم يكنْ فيه حَدٌّ، كـ: يا أحمَقُ، يا ظالِمُ) . الشَّتمُ اصطِلاحًا: الشَّتمُ: ذِكرُ مساوِئِ الإنسانِ على وَجهِ الازدِراءِ مُواجَهةً . وقال المُناويُّ: (الشَّتمُ: وَصفُ الغَيرِ بما فيه نَقصٌ وإزراءٌ) . الفَرقُ بَينَ السَّبِّ والشَّتمِ وغَيرِهما مِن الصِّفاتِ - الفَرقُ بَينَ السَّبِّ والشَّتمِ: لا فَرقَ بَينَ السَّبِّ والشَّتمِ عندَ أكثَرِ اللُّغويِّينَ، غَيرَ أنَّ أبا هِلالٍ العَسكَريَّ فرَّق بَينَهما فَرقًا دقيقًا، فقال: (الشَّتمُ تقبيحُ أمرِ المشتومِ بالقولِ، وأصلُه مِن الشَّتَامةِ، وهو قُبحُ الوَجهِ، ورجُلٌ شَتيمٌ: قبيحُ الوَجهِ، وسُمِّي الأسدُ شَتيمًا لقُبحِ مَنظَرِه، والسَّبُّ: هو الإطنابُ في الشَّتمِ والإطالةُ فيه، واشتِقاقُه مِن السِّبِّ، وهي الشُّقَّةُ الطَّويلةُ، ويُقالُ لها: سَبيبٌ أيضًا، وسَبيبُ الفرسِ شَعرُ ذَنَبِه، سُمِّي بذلك لطولِه، خِلافَ العُرْفِ، والسِّبُّ: العِمامةُ الطَّويلةُ، فهذا هو الأصلُ، فإن استُعمِل في غَيرِ ذلك فهو توسُّعٌ) . - الفَرقُ بَينَ السَّبِّ والشَّتمِ واللَّعنِ: أنَّ اللَّعنَ هو الدُّعاءُ على الرَّجلِ بالبَعَدِ، وأمَّا الشَّتمُ والسَّبُّ فهو تقبيحُ الإنسانِ وتعييبُه وإزراؤُه، غَيرَ أنَّ اللَّعنَ أبلَغُ في القُبحِ مِن السَّبِّ المُطلَقِ . - الفَرقُ بَينَ السَّبِّ والشَّتمِ والهِجاءِ: الصِّلةُ بَينَ الهِجاءِ والسَّبِّ والشَّتمِ: أنَّ الهِجاءَ يكونُ بالشِّعرِ، والسَّبُّ والشَّتمُ أعَمُّ منه . - الفَرقُ بَينَ السَّبِّ والشَّتمِ والقَذفِ: القَذفُ هو الرَّميُ بالزِّنا بغَيرِ حقٍّ، وهو مِن تعييبِ الإنسانِ وتنقيصِه بغَيرِ حقٍّ، وذلك سبٌّ وشَتمٌ له، فالقَذفُ داخِلٌ تحتَ السَّبِّ والشَّتمِ، وجِنسٌ مِن أجناسِهما، غَيرَ أنَّه شَتمٌ وسبٌّ خاصٌّ بالعِرضِ . - الفَرقُ بَينَ السَّبِّ والشَّتمِ والغِيبةِ: الغِيبةُ: ذِكرُ مساوِئِ الإنسانِ على وَجهِ الازدِراءِ في غَيبتِه وهي فيه، فإن لم تكنْ فيه فبُهتانٌ، وإن واجَهه فهو سبٌّ وشَتمٌ . ذم السب والشتم والتحذير منهما أ- مِن القرآنِ الكريمِ 1- قال تعالى يحُثُّ عِبادَه على أن تنطِقَ ألسنتُهم بالكلامِ الحَسنِ الذي يُضادُّ السَّبَّ والشَّتمَ ونَحوَهما ممَّا يكونُ مِن مساوِئِ الأقوالِ: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة: 83] . (ومِن القولِ الحَسنِ أمرُهم بالمعروفِ، ونَهيُهم عن المُنكَرِ، وتعليمُهم العِلمَ، وبَذلُ السَّلامِ، والبَشاشةُ، وغَيرُ ذلك مِن كُلِّ كلامٍ طيِّبٍ، ولمَّا كان الإنسانُ لا يسَعُ النَّاسَ بمالِه أُمِر بأمرٍ يقدِرُ به على الإحسانِ إلى كُلِّ مخلوقٍ، وهو الإحسانُ بالقولِ، فيكونُ في ضِمنِ ذلك النَّهيُ عن الكلامِ القبيحِ للنَّاسِ حتَّى للكُفَّارِ؛ ولهذا قال تعالى: وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت: 46] ، ومِن أدبِ الإنسانِ الذي أدَّب اللهُ به عِبادَه أن يكونَ الإنسانُ نَزيهًا في أقوالِه وأفعالِه، غَيرَ فاحِشٍ ولا بَذيءٍ، ولا شاتِمٍ ولا مُخاصِمٍ، بل يكونُ حَسنَ الخُلقِ، واسِعَ الحِلمِ، مُجامِلًا لكُلِّ أحدٍ، صبورًا على ما ينالُه مِن أذى الخَلقِ؛ امتِثالًا لأمرِ اللهِ، ورجاءً لثوابِه) . 2- وقال تعالى مُحذِّرًا مِن إيذاءِ المُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ، ومُشدِّدًا على عاقِبةِ ذلك، ولا شكَّ أنَّ سبَّهم وشَتمَهم إيذاءٌ لهم: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب: 58] . (أي: والذين يَرتكِبونَ في حقِّ المُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ ما يُؤذيهم في أعراضِهم أو في أنفُسِهم أو في غَيرِ ذلك ممَّا يتعلَّقُ بهم، دونَ أن يكونَ المُؤمِنونَ أو المُؤمِناتُ قد فعَلوا ما يوجِبُ أذاهم فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا، أي: فقد ارتكَبوا إثمًا شَنيعًا، وفِعلًا قبيحًا، وذَنبًا ظاهِرًا بيِّنًا؛ بسببِ إيذائِهم للمُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ) . 3- وقال تعالى مُحذِّرًا مِن الأقوالِ القبيحةِ التي تكونُ سببًا لنَزَغاتِ الشَّياطينِ، كالسَّبِّ والشَّتمِ وما يجري مَجراهما: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا [الإسراء: 53] ، أي: وقلْ -يا رسولَ اللهِ- آمِرًا عِبادي المُؤمِنينَ بأن يقولَ بعضُهم لبعضٍ في مُحاوَراتِهم ومُخاطَباتِهم الكلامَ الأحسَنَ؛ مِن الكلماتِ الطَّيِّبةِ اللَّيِّنةِ اللَّطيفةِ، التي هي أحسَنُ ممَّا سِواها إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ، أي: قلْ لهم يقولوا التي هي أحسَنُ؛ لأنَّ الشَّيطانَ البعيدَ مِن الرَّحمةِ وكُلِّ خيرٍ يقومُ بالإفسادِ بَينَهم، وتهييجِ العَداواتِ والشُّرورِ، مِن المُخاصَمةِ والمُقاتَلةِ وغَيرِ ذلك إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا، أي: إنَّ الشَّيطانَ ينزَغُ بَينَهم؛ لأنَّه كان لآدَمَ وذُرِّيَّتِه عَدوًّا مُظهِرًا لشِدَّةِ عَداوتِه، مِن حينِ امتِناعِه مِن السُّجودِ لآدَمَ وحَسدِه له حتَّى أخرَجه مِن الجنَّةِ . 4- وقال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات: 10] . (فإذا كان المُؤمِنونَ إخوةً أُمِروا فيما بَينَهم بما يوجِبُ تآلُفَ القُلوبِ واجتِماعَها، ونُهوا عمَّا يوجِبُ تنافُرَ القُلوبِ واختِلافَها...، وأيضًا: فإنَّ الأخَ مِن شأنِه أن يوصِلَ إلى أخيه النَّفعَ، ويكُفَّ عنه الضَّررَ) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-20-2024, 08:26 AM | #283 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – السب والشتم
ذم السب والشتم والتحذير منهما ب- مِن السُّنَّةِ النَّبويَّةِ 1- عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((سِبابُ المُسلِمِ فُسوقٌ، وقِتالُه كُفرٌ)) . قال القاضي عِياضٌ: (قولُه: «سِبابُ المُسلِمِ فُسوقٌ»: أي خُروجٌ عن الطَّاعةِ وواجبِ الشَّرعِ) . وقال القَسطَلَّانيُّ: (شَتمُ المُسلِمِ والتَّكلُّمُ في عِرضِه بما يَعيبُه ويُؤلِمُه: فُسوقٌ، أي: فُجورٌ وخُروجٌ عن الحقِّ) . وقال القُرطُبيُّ: (قولُه: «سِبابُ المُسلِمِ فُسوقٌ»، أي: خُروجٌ عن الذي يجِبُ مِن احتِرامِ المُسلِمِ، وحُرمةِ عِرضِه وسبِّه) . 2- وعن أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((المُستَبَّانِ ما قالا فعلى البادِئِ، ما لم يعتَدِ المظلومُ)) . قال النَّوَويُّ: (معناه: أنَّ إثمَ السِّبابِ الواقِعِ مِن اثنَينِ مُختَصٌّ بالبادِئِ منهما كُلُّه، إلَّا أن يتجاوَزَ الثَّاني قَدرَ الانتِصارِ، فيقولَ للبادِئِ أكثَرَ ممَّا قال له) . 3- وعن شَكَلِ بنِ حُمَيدٍ رضِي اللهُ عنه قال: ((أتَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ، علِّمْني تَعوُّذًا أتعوَّذُ به، قال: فأخَذ بكفِّي، فقال: قلْ: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن شرِّ سَمعي، ومِن شرِّ بَصري، ومِن شرِّ لِساني، ومِن شرِّ قَلبي، ومِن شرِّ مَنيِّي)) . قال العَينيُّ: (شرُّ اللِّسانِ: أن يتكلَّمَ بما لا يجوزُ) . 4- وعن عِياضِ بنِ حِمارٍ رضِيَ اللهُ عنه، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((المُستَبَّانِ شَيطانانِ، يتَهاتَرانِ ويتَكاذَبانِ)) . قال المُناويُّ: (أي: كُلٌّ منهما يتسقَّطُ صاحِبَه وينتقِصُه، مِن الهَترِ، وهو الباطِلُ مِن القولِ) . 5- وعن عبدِ اللهِ رضِي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ليس المُؤمِنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحِشِ ولا البَذيءِ)) . الطَّعنُ: السَّبُّ؛ يُقالُ: طعَن في عِرضِه، أي: سبَّه، واللَّعَّانُ: اسمُ فاعِلٍ للمُبالَغةِ بزِنةِ فعَّالٍ، أي: كثيرُ اللَّعنِ، ومفهومُ الزِّيادةِ غَيرُ مُرادٍ؛ فإنَّ اللَّعنَ مُحرَّمٌ قليلُه وكثيرُه، والبَذيءُ: فَعيلٌ مِن البَذاءِ، وهو الكلامُ القبيحُ، والحديثُ إخبارٌ بأنَّه ليس مِن صِفاتِ المُؤمِنِ الكامِلِ الإيمانِ السَّبُّ واللَّعنُ . 6- وعن أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: أتَدرونَ ما المُفلِسُ؟، قالوا: المُفلِسُ فينا مَن لا دِرهَمَ له ولا مَتاعَ، فقال: إنَّ المُفلِسَ مِن أمَّتي يأتي يومَ القِيامةِ بصلاةٍ، وصيامٍ، وزكاةٍ، ويأتي قد شتَم هذا، وقذَف هذا، وأكَل مالَ هذا، وسفَك دمَ هذا، وضرَب هذا، فيُعطى هذا مِن حَسَناتِه، وهذا مِن حَسَناتِه، فإن فَنِيَت حَسَناتُه قَبلَ أن يُقضى ما عليه أُخِذ مِن خَطاياهم، فطُرِحَت عليه، ثُمَّ طُرِح في النَّارِ)) . 7- وعن المعرورِ بنِ سُوَيدٍ قال: ((مرَرْنا بأبي ذَرٍّ بالرَّبذةِ وعليه بُردٌ، وعلى غُلامِه مِثلُه، فقلْنا: يا أبا ذَرٍّ، لو جمعْتَ بَينَهما كانت حُلَّةً! فقال: إنَّه كان بَيني وبَينَ رجُلٍ مِن إخواني كلامٌ، وكانت أمُّه أعجَميَّةً، فعيَّرْتُه بأمِّه، فشكاني إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلَقيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: يا أبا ذَرٍّ، إنَّك امرُؤٌ فيك جاهِليَّةٌ!، قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، مَن سبَّ الرِّجالَ سبُّوا أباه وأمَّه، قال: يا أبا ذَرٍّ، إنَّك امرُؤٌ فيك جاهِليَّةٌ، هم إخوانُكم، جعَلهم اللهُ تحتَ أيديكم، فأطعِموهم ممَّا تأكُلونَ، وألبِسوهم ممَّا تلبَسونَ، ولا تُكلِّفوهم ما يَغلِبُهم؛ فإن كلَّفْتُموهم فأعينوهم)) . قال النَّوَويُّ: («فيك جاهِليَّةٌ»، أي: هذا التَّعييرُ مِن أخلاقِ الجاهِليَّةِ؛ ففيك خُلقٌ مِن أخلاقِهم، وينبَغي للمُسلِمِ ألَّا يكونَ فيه شيءٌ مِن أخلاقِهم؛ ففيه النَّهيُ عن التَّعييرِ، وتنقيصِ الآباءِ والأمَّهاتِ، وأنَّه مِن أخلاقِ الجاهِليَّةِ، قولُه: «قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، مَن سبَّ الرِّجالَ سبُّوا أباه وأمَّه»، معنى كلامِ أبي ذَرٍّ الاعتِذارُ عن سبِّه أمَّ ذلك الإنسانِ، يعني: أنَّه سبَّني، ومَن سبَّ إنسانًا سبَّ ذلك الإنسانُ أبا السَّابِّ وأمَّه، فأنكَر عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقال: هذا مِن أخلاقِ الجاهِليَّةِ، وإنَّما يُباحُ للمسبوبِ أن يسُبَّ السَّابَّ نَفسَه بقَدرِ ما سبَّه، ولا يتعرَّضَ لأبيه ولا لأمِّه) . ج- مِن أقوالِ السَّلفِ والعُلَماءِ 1- قال الزِّبْرِقانُ بنُ بَدرٍ: (خَصلتانِ كبيرتانِ في امرِئِ السُّوءِ: شِدَّةُ السَّبِّ، وكثرةُ اللِّطامِ) . 2- وقال بعضُ الحُكَماءِ: (ما استبَّ رجُلانِ إلَّا غلَب ألأَمُهما) . 3- وقال الأحنَفُ بنُ قَيسٍ: (ألا أُخبِرُكم بأدوَأِ الدَّاءِ؟ الخُلقُ الدَّنيءُ، واللِّسانُ البَذيءُ) . 4- وكان مُحمَّدُ بنُ عليٍّ الباقِرُ يقولُ: (قبيحُ الكلامِ سِلاحُ اللِّئامِ) . 5- وقال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (واللهِ ما يحِلُّ لك أن تُؤذِيَ كلبًا ولا خِنزيرًا بغَيرِ حقٍّ، فكيف تُؤذي مُسلِمًا؟!) . 6- وقال ابنُ حبَّانَ: (لا يجِبُ على العاقِلِ أن يُكافِئَ الشَّرَّ بمِثلِه، وأن يتَّخِذَ اللَّعنَ والشَّتمَ على عدُوِّه سِلاحًا؛ إذ لا يُستعانُ على العَدوِّ بمِثلِ إصلاحِ العُيوبِ، وتحصينِ العَوراتِ حتَّى لا يجِدَ العَدوُّ إليه سبيلًا) . 7- وقال أبو حامِدٍ الغَزاليُّ: (الفُحشُ والسَّبُّ وبَذاءةُ اللِّسانِ مذمومٌ ومَنهيٌّ عنه، ومصدَرُه الخُبثُ واللُّؤمُ) . 8- وقال النَّوَويُّ: (مِن الألفاظِ المذمومةِ المُستعمَلةِ في العادةِ قولُه لمَن يُخاصِمُه: يا حِمارُ، يا تيسُ، يا كلبُ، ونَحوُ ذلك، فهذا قبيحٌ لوَجهَينِ: أحدُهما: أنَّه كَذِبٌ، والآخَرُ: أنَّه إيذاءٌ) . آثارُ السَّبِّ والشَّتمِ 1- وُقوعُ العَداوةِ والبَغضاءِ، وفَسادُ ذاتِ البَينِ. 2- تعريضُ السَّابِّ نَفسَه للسَّبِّ والشَّتمِ. 3- يُؤدِّي إلى تنافُرِ القُلوبِ واختِلافِها. 4- قد يُؤدِّي إلى مَفسَدةٍ كبيرةٍ؛ فسبُّ الكافِرِ والفاسِقِ قد يُؤدِّي إلى سبِّ اللهِ سبحانَه أو سبِّ دينِه. 5- إيذاءُ المشتومِ، وشُعورُه بالألمِ النَّفسيِّ. 6- تُولِّدُ الرَّغبةَ في الانتِقامِ والثَّأرِ، وقد يحصُلُ معَهما التَّعدِّي والتَّجاوُزُ، وقد يصِلُ الأمرُ إلى القَتلِ. عن وائِلٍ رضِي اللهُ عنه قال: ((إنِّي لقاعِدٌ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ جاء رجُلٌ يقودُ آخَرَ بنِسْعةٍ ، فقال: يا رسولَ اللهِ، هذا قتَل أخي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أقتَلْتَه؟، فقال: إنَّه لو لم يعترِفْ أقمْتُ عليه البيِّنةَ، قال: نعَم قتَلْتُه، قال: كيف قتَلْتَه؟ قال: كنْتُ أنا وهو نختبِطُ مِن شَجرةٍ، فسبَّني، فأغضَبني، فضرَبْتُه بالفأسِ على قَرنِه ، فقتَلْتُه...، الحديثَ)) . 7- استِحقاقُ السَّابِّ والشاتِمِ للعُقوبةِ المُترتِّبةِ على سبِّه وشَتمِه في الدُّنيا والآخِرةِ. 8- بُغضُ اللهِ سبحانَه له؛ فاللهُ سبحانَه لا يُحِبُّ الفاحِشَ السَّبَّابَ. أقسامُ السَّبِّ والشَّتمِ السَّبُّ والشَّتمُ إمَّا أن يكونَ سبًّا وشَتمًا في حقِّ اللهِ سبحانَه، أو سبًّا وشَتمًا لغَيرِ اللهِ، وهذا الأخيرُ إمَّا أن يكونَ سَبًّا وشَتمًا لآدَميٍّ أو غَيرِ آدَميٍّ؛ فالآدَميُّ يدخُلُ فيه الأنبِياءُ والصَّحابةُ، وأهلُ العِلمِ والوالِدانِ، وسائِرُ النَّاسِ على اختِلافِ منازِلِهم وحُرمتِهم مِن السَّبِّ والشَّتمِ، وغَيرُ الآدَميِّ يدخُلُ فيه المُعَظَّمُ، كالدِّينِ، والملائِكةِ، وكُتبِ اللهِ سبحانَه المُنزَّلةِ، وكُتبِ العِلمِ التي تحوي كلامَ اللهِ وكلامَ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كما يدخُلُ فيه غَيرُ ذلك مِن الجَمادِ والحَيَوانِ. ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-20-2024, 08:29 AM | #284 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – السب والشتم
دَرَجاتُ السَّبِّ والشَّتمِ يُمكِنُ تقسيمُ دَرَجاتِ السَّبِّ والشَّتمِ بالنِّسبةِ لِما يترتَّبُ عليها في الدُّنيا مِن أحكامٍ إلى ثلاثِ دَرَجاتٍ: الأولى: سبٌّ فيه الحدُّ، كسبِّ اللهِ تعالى، أو سبِّ دينِه، أو سبِّ نبيٍّ مِن أنبيائِه، أو سبِّ مَلَكٍ مِن ملائِكتِه، أو قَذفِ مُحصَنٍ بالزِّنا، ويكونُ الحدُّ بَينَ القَتلِ والجَلدِ. الثَّانيةُ: سبٌّ فيه التَّعزيرُ، ويكونُ في جِنايةٍ ليست بموجِبةٍ للحدِّ، بأن قال: يا كافِرُ، أو يا فاسِقُ، أو يا فاجِرُ، أو يا حِمارُ، يا كلبُ، ونَحوُ ذلك، ويكونُ التَّعزيرُ على قَدرِ الجِنايةِ. الثَّالثةُ: سبٌّ لا يقتضي تعزيرًا، كسبِّ الوالِدِ وَلدَه . مظاهِرُ وصُورُ السَّبِّ والشَّتمِ 1-سبُّ وشَتمُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو مِن أشنَعِ صُورِ السَّبِّ والشَّتمِ، يُخرِجُ فاعِلَه مِن الإسلامِ، ويكونُ مُستحِقًّا للقَتلِ عُقوبةً له على ذلك. عن ابنِ عبَّاسٍ رضِي اللهُ عنهما: ((أنَّ أعمى كانت له أمُّ وَلدٍ تشتِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتقَعُ فيه، فيَنهاها فلا تَنتهي، ويزجُرُها فلا تنزجِرُ، قال: فلمَّا كانت ذاتَ ليلةٍ جعَلَت تقَعُ في النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتشتِمُه، فأخَذ المِغوَلَ فوضَعه في بَطنِها، واتَّكأ عليها، فقتَلها، فوقَع بَينَ رِجلَيها طفلٌ، فلطَّخَت ما هناك بالدَّمِ ، فلمَّا أصبَح ذُكِر ذلك لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فجمَع النَّاسَ، فقال: أنشُدُ اللهَ رجُلًا فعَل ما فعَل، لي عليه حقٌّ إلَّا قام، فقام الأعمى يتخطَّى النَّاسَ وهو يَتزلزَلُ حتَّى قعَد بَينَ يدَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: يا رسولَ اللهِ، أنا صاحِبُها، كانت تشتِمُك وتقعُ فيك، فأنهاها فلا تَنتهي، وأزجُرُها فلا تنزجِرُ، ولي منها ابنانِ مِثلُ اللُّؤلُؤتَينِ، وكانت بي رفيقةً، فلمَّا كان البارِحةَ جعَلَت تشتِمُك وتقعُ فيك، فأخذْتُ المِغوَلَ فوضَعْتُه في بَطنِها، واتَّكأْتُ عليها حتَّى قتَلْتُها، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ألا اشهَدوا أنَّ دَمَها هَدَرٌ)) . قال القاضي عِياضٌ: (أجمعَتِ الأمَّةُ على قَتلِ مُتنقِّصِه مِن المُسلِمينَ وسابِّه، وكذلك حُكِي عن غَيرِ واحِدٍ الإجماعُ على قَتلِه وتكفيرِه) . وعن عليٍّ رضِي اللهُ عنه: (أنَّ يهوديَّةً كانت تشتِمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتقعُ فيه، فخنَقها رجُلٌ حتَّى ماتت، فأبطَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَمَها) . قال المُظهِريُّ: (وإنَّما أبطَل صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَمَها لكونِها أبطلَت ذِمَّتَها لشَتمِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وصارت حربيَّةً بذلك، وفيه دليلٌ على أنَّ الذِّمِّيَّ إذا لم يكُفَّ لِسانَه عن اللهِ تعالى ورسولِه ودينِه، فهو حَربيٌّ مُباحُ الدَّمِ) . 2- سبُّ صَحابةِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وشَتمُهم، أو سبُّ بعضِهم، وقد نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن سبِّهم؛ فعن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رضِي اللهُ عنه قال: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَسُبُّوا أصحابي؛ فلو أنَّ أحدَكم أنفَق مِثلَ أحُدٍ ذَهبًا ما بلَغ مُدَّ أحدِهم ولا نَصيفَه ) . قال النَّوَويُّ: (اعلَمْ أنَّ سبَّ الصَّحابةِ رضِي اللهُ عنهم حرامٌ مِن فواحِشِ المُحرَّماتِ؛ سواءٌ مَن لابَسَ الفِتَنَ منهم وغَيرُه؛ لأنَّهم مُجتهِدونَ في تلك الحُروبِ مُتأوِّلونَ...) . 3-سبُّ العُلَماءِ والفُقَهاءِ والطَّعنُ فيهم، وإطلاقُ اللِّسانِ فيهم إيذاءً وتشويهًا، وقد رفَع اللهُ سبحانَه شأنَ العِلمِ والعُلَماءِ، وعظَّم حُرمتَهم، ولم يُساوِ بَينَهم وبَينَ غَيرِهم، فهم حَفَظةُ الشَّريعةِ، وحُماةُ العِلمِ؛ فينبغي توقيرُهم وتبجيلُهم، وصونُ اللِّسانِ عن الوَقيعةِ فيهم. قال تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر: 9] . قال ابنُ عساكِرَ: (واعلَمْ يا أخي -وفَّقنا اللهُ وإيَّاك لمرضاتِه، وجعَلَنا ممَّن يَخشاه ويتَّقيه حقَّ تُقاتِه- أنَّ لُحومَ العُلَماءِ رحمةُ اللهِ عليهم مسمومةٌ، وعادةُ اللهِ في هَتكِ أستارِ مُنتقِصيهم معلومةٌ؛ لأنَّ الوَقيعةَ فيهم بما هم منه بُرآءُ أمرُه عظيمٌ، والتَّناوُلَ لأعراضِهم بالزُّورِ والافتِراءِ مَرتَعٌ وخيمٌ، والاختِلاقَ على مَن اختاره اللهُ منهم لِنَعشِ العِلمِ خُلقٌ ذَميمٌ) . وقال أيضًا: (كُلُّ مَن أطلَق لِسانَه في العُلَماءِ بالثَّلبِ بلاه اللهُ عزَّ وجلَّ قَبلَ موتِه بموتِ القلبِ) . 4- سبُّ والِدَيِ الإنسانِ المُسلِمِ أو أحدِهما، وهذا النَّوعُ مِن السَّبِّ مِن أكبَرِ الكبائِرِ، ويُعرِّضُ فيه الإنسانُ نَفسَه ووالِدَيه للسَّبِّ والتَّنقُّصِ، بل كأنَّه هو مَن سبَّهما ولعَنهما، وقد حذَّر منه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تحذيرًا شديدًا؛ فعن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رضِي اللهُ عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ مِن أكبَرِ الكبائِرِ أن يلعَنَ الرَّجلُ والِدَيه، قيل: يا رسولَ اللهِ، وكيف يلعَنُ الرَّجلُ والِدَيه؟! قال: يسُبُّ الرَّجلُ أبا الرَّجلِ، فيسُبُّ أباه، ويسُبُّ أمَّه)) . قال ابنُ المُلقِّنِ: (هذا الحديثُ أصلٌ في قَطعِ الذَّرائِعِ، وأنَّ مَن آل فِعلُه إلى مُحرَّمٍ وإن لم يقصِدْ، فهو كمَن قصَده وتعمَّده في الإثمِ؛ ألا ترى أنَّه عليه السَّلامُ نهى أن يلعَنَ الرَّجلُ والِدَيه، فكان ظاهِرُه تولِّيَ اللَّعنِ، فلمَّا أخبَر أنَّه إذا سبَّ أبا الرَّجلِ فسبَّ الرَّجلُ أباه وأمَّه كان كمَن تولَّى ذلك بنَفسِه، وكان ما آل إليه فِعلُه أنَّه كلَعنِه في المعنى؛ لأنَّه كان سببَه) . 5- سبُّ وليِّ الأمرِ أو الحاكِمِ؛ ففي سبِّ وُلاةِ الأمورِ فَتحُ بابِ شرٍّ وفِتنةٍ، وقد يُفضي لشُرورٍ أكبَرَ، وإذا كان السَّبُّ مُحرَّمًا لآحادِ النَّاسِ فهو في حقِّ الحاكِمِ أعظَمُ؛ لمكانتِه التي ينبغي مُراعاتُها. قال ابنُ فرحونَ: (مَن تكلَّم بكلمةٍ لغَيرِ موجِبٍ في أميرٍ مِن أمَراءِ المُسلِمينَ لزِمَته العُقوبةُ الشَّديدةُ) . 6- سبُّ المُسلِمِ الذي ظاهِرُه العدالةُ، وشَتمُه بالألفاظِ القبيحةِ، وقد عدَّه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فِسقًا مِن فاعِلِه، وجاء النَّهيُ عنه، والتَّشديدُ في حُرمتِه، وعن عليٍّ رضِي اللهُ عنه: أنَّه سُئِل عن قولِ الرَّجلِ للرَّجلِ: يا فاسِقُ، يا خَبيثُ، قال: (هنَّ فواحِشُ فيهن تعزيرٌ، وليس فيهن حَدٌّ) . وعن إبراهيمَ النَّخَغيِّ قال: (كانوا يقولونَ: إذا قال الرَّجلُ للرَّجلِ: يا حمارُ، يا كلبُ، يا خِنزيرُ، قال اللهُ له يومَ القِيامةِ: أتراني خلَقْتُ كلبًا أو حمارًا أو خِنزيرًا؟!) . قال النَّوَويُّ: (ومِن الألفاظِ الموجِبةِ للتَّعزيرِ قولُه لغَيرِه: يا فاسِقُ، يا كافِرُ، يا فاجِرُ، يا شقِيُّ، يا كلبُ، يا حمارُ، يا تيسُ، يا رافِضيُّ، يا خَبيثُ، يا كذَّابُ، يا خائِنُ، يا قَرْنانُ، يا قوَّادُ، يا دَيُّوثُ) . 7- سبُّ المُسلِمِ العاصي؛ فإنَّ كُرهَ معصيتِه لا يعني جَوازَ سبِّه، كما أنَّ سبَّه والدُّعاءَ عليه قد يكونُ عونًا للشَّيطانِ عليه، وقد يزيدُ مِن جُرأتِه على المعاصي، والمعصيةُ لا يسلَمُ منها أحدٌ؛ فلا يكونُ عِلاجُها بسبِّ صاحِبِها، عن أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه: ((أُتِي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم برجُلٍ قد شرِب، قال: اضرِبوه، قال أبو هُرَيرةَ: فمنَّا الضَّارِبُ بيدِه، والضَّارِبُ بنَعلِه، والضَّارِبُ بثوبِه، فلمَّا انصرَف قال بعضُ القومِ: أخزاك اللهُ! قال: لا تقولوا هكذا، لا تُعينوا عليه الشَّيطانَ)) . قال البَيضاويُّ: («لا تُعينوا عليه الشَّيطانَ»، أي: بنَحوِ هذا الدُّعاءِ؛ فإنَّه تعالى إذا أخزاه استَحوذَ عليه الشَّيطانُ، أو لأنَّه إذا سمِع منكم ذلك أيِس مِن رحمةِ اللهِ، وانهمَك في المعاصي، أو حمَله اللَّجاجُ والغَضبُ على الإصرارِ، فيصيرُ الدُّعاءُ وُصلةً ومَعونةً في إغوائِه وتسويلِه) . وعن بُرَيدةَ رضِي اللهُ عنه: ((أنَّ ماعِزَ بنَ مالِكٍ الأسلَميَّ أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي قد ظلمْتُ نَفسي وزنَيتُ، وإنِّي أريدُ أن تُطهِّرَني، فردَّه، فلمَّا كان مِن الغَدِ أتاه، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي قد زنَيتُ، فردَّه الثَّانيةَ، فأرسَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى قومِه، فقال: أتعلَمونَ بعَقلِه بأسًا تُنكِرونَ منه شيئًا؟ فقالوا: ما نعلَمُه إلَّا وفي العقلِ مِن صالِحينا فيما نرى، فأتاه الثَّالثةَ، فأرسَل إليهم أيضًا، فسأل عنه، فأخبَروه أنَّه لا بأسَ به ولا بعَقلِه، فلمَّا كان الرَّابِعةَ حُفِر له حُفرةٌ، ثُمَّ أمَر به فرُجِم، قال، فجاءت الغامِديَّةُ، فقالت: يا رسولَ اللهِ، إنِّي قد زنَيتُ فطهِّرْني، وإنَّه ردَّها، فلمَّا كان الغَدُ قالت: يا رسولَ اللهِ، لِمَ ترَدُّني؟ لعلَّك أن ترُدَّني كما رددْتَ ماعِزًا! فواللهِ إنِّي لحُبلى، قال: إمَّا لا فاذهَبي حتَّى تلِدي، فلمَّا ولَدَت أتَته بالصَّبيِّ في خِرقةٍ، قالت: هذا قد ولَدْتُه، قال: اذهَبي فأرضِعيه حتَّى تفطِميه، فلمَّا فطمَتْه أتَته بالصَّبيِّ في يدِه كِسرةُ خُبزٍ، فقالت: هذا يا نَبيَّ اللهِ قد فطَمْتُه، وقد أكَل الطَّعامَ، فدفَع الصَّبيَّ إلى رجُلٍ مِن المُسلِمينَ، ثُمَّ أمَر بها، فحُفِر لها إلى صَدرِها، وأمَر النَّاسَ فرجَموها، فيُقبِلُ خالِدُ بنُ الوليدِ بحجرٍ، فرمى رأسَها، فتنضَّحَ الدَّمُ على وَجهِ خالِدٍ، فسبَّها، فسمِع نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سبَّه إيَّاها، فقال: مهلًا يا خالِدُ، فوالذي نَفسي بيدِه لقد تابَت توبةً لو تابها صاحِبُ مَكْسٍ لغُفِرَ له!، ثُمَّ أمَر بها، فصلَّى عليها، ودُفِنَت)) . 8-سبُّ الأمواتِ؛ عن عائِشةَ رضِي اللهُ عنها قالت: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تسُبُّوا الأمواتَ؛ فإنَّهم قد أفضَوا إلى ما قدَّموا)) . وقولُه: ((لا تسُبُّوا الأمواتَ)) النَّهيُ فيه للتَّحريمِ، وعلَّل النَّهيَ بقولِه: ((فإنَّهم قد أفضَوا))، أي: وصَلوا ((إلى ما قدَّموا))، مِن عَملِهم خيرًا كان أو شرًّا؛ إذ لا فائِدةَ في سبِّهم. والحديثُ في سبِّ أمواتِ المُسلِمينَ، فيحرُمُ سبُّهم لغَيرِ مصلحةٍ شرعيَّةٍ؛ كالتَّحذيرِ مِن الاقتِداءِ بصاحِبِ بِدعةٍ في بِدعتِه، أو بفاسِقٍ في فِسقِه، ونَحوِ ذلك ممَّا كان الميِّتُ مُتلبِّسًا به، وكجَرحِ رُواةِ الحديثِ؛ لأنَّ أحكامَ الشَّرعِ مَبنيَّةٌ عليه. أمَّا الكافِرُ فلا حُرمةَ له، إلَّا إذا كان في سبِّه إيذاءٌ للأحياءِ مِن أقارِبِه، فلا يُسَبُّ، وأمَّا إذا لم يكنْ هناك ضَررٌ فإنَّه لا حُرمةَ له؛ فعن المُغيرةِ بنِ شُعبةَ رضِي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تسُبُّوا الأمواتَ؛ فتُؤذوا الأحياءَ)) . قال ابنُ رَشيدٍ: (إنَّ سبَّ الكافِرِ يحرُمُ إذا تأذَّى به الحيُّ المُسلِمُ، ويحِلُّ إذا لم يحصُلْ به الأذيَّةُ) . وقيل: يجوزُ سبُّ أمواتِ الكُفَّارِ عُمومًا، وأمَّا المُعيَّنُ منهم فلا يجوزُ سبُّه؛ لاحتِمالِ أنَّه مات مُسلِمًا، إلَّا أن يكونَ ممَّن نصَّ الشَّارِعُ على موتِه كافِرًا، كأبي لَهبٍ وأبي جَهلٍ. وقيل: الحديثُ ظاهِرُه العُمومُ للمُسلِمِ والكافِرِ، وقولُه: قد أفضَوا إلى ما قدَّموا، علَّةٌ عامَّةٌ للفريقَينِ معناها أنَّه لا فائِدةَ تحتَ سبِّهم والتَّفكُّهِ بأعراضِهم . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-20-2024, 08:32 AM | #285 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع السب والشتم
مظاهر وصور السب والشتم 9-سبُّ الدِّيكِ، وهو الحيوانُ المعروفُ؛ فقد نهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن سبِّه؛ لأنَّه يوقِظُ للصَّلاةِ، فيستفيدُ منه الإنسانُ الخيرَ، عن زيدِ بنِ خالِدٍ رضِي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تسُبُّوا الدِّيكَ؛ فإنَّه يوقِظُ للصَّلاةِ)) . وفي هذا دليلٌ على أنَّ كُلَّ مَن استُفيد منه خيرٌ لا ينبغي أن يُسَبَّ، ولا يُستَهانُ به، بل حقُّه الإكرامُ والشُّكرُ، وإيقاظُه للصَّلاةِ أنَّ اللهَ تعالى ألهَمه بالصِّياحِ عندَ الأسحارِ وعندَ طُلوعِ الفَجرِ وعندَ سائِرِ أوقاتِ الصَّلاةِ، وهذا مِن عَظمةِ شأنِ الصَّلاةِ؛ حيثُ جُعِلَت الحَيواناتُ التي لا تعقِلُ تدُلُّ على وَقتِها . 10-سبُّ الرِّيحِ؛ فقد نهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن ذلك؛ فالرِّيحُ مأمورةٌ مِن اللهِ سبحانَه، ويُخشى مِن سبِّها الاعتِراضُ على ما قضى سبحانَه وقدَّر، وكذلك هو مِن جِنسِ مسبَّةِ الدَّهرِ، وقد ورَد النَّهيُ عن سبِّه أيضًا. عن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ رضِي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تسُبُّوا الرِّيحَ، فإذا رأَيتُم ما تكرَهونَ فقولوا: اللَّهمَّ إنَّا نسألُك مِن خيرِ هذه الرِّيحِ وخيرِ ما فيها وخيرِ ما أُمِرَت به، ونعوذُ بك مِن شرِّ هذه الرِّيحِ وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أُمِرَت به)) . قال الشَّافِعيُّ: (لا ينبغي شَتمُ الرِّيحِ؛ فإنَّها خَلقٌ مُطيعٌ للهِ، وجُندٌ مِن جُنودِه، يجعَلُها رحمةً إذا شاء، ونَقمةً إذا شاء) . 11- سبُّ الدَّهرِ؛ عن أبي هُرَيرةَ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا تسُبُّوا الدَّهرَ؛ فإنَّ اللهَ هو الدَّهرُ)) . وعن أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((قال اللهُ عزَّ وجلَّ: يُؤذيني ابنُ آدَمَ، يسُبُّ الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ؛ بيدي الأمرُ، أُقلِّبُ اللَّيلَ والنَّهارَ)) . عن أبي هُرَيرةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((قال اللهُ عزَّ وجلَّ: يُؤذيني ابنُ آدَمَ؛ يقولُ: يا خَيبةَ الدَّهرِ، فلا يقولَنَّ أحدُكم: يا خَيبةَ الدَّهرِ؛ فإنِّي أنا الدَّهرُ، أُقلِّبُ ليلَه ونهارَه، فإذا شئْتُ قبَضْتُهما)) . وفي روايةٍ: ((ولا تقولوا: خَيبةُ الدَّهرِ؛ فإنَّ اللهَ هو الدَّهرُ)) . قال ابنُ حَجرٍ: (ومعنى النَّهيِ عن سبِّ الدَّهرِ أنَّ مَن اعتقَد أنَّه الفاعِلُ للمكروهِ فسبَّه، أخطَأ؛ فإنَّ اللهَ هو الفاعِلُ، فإذا سبَبْتُم مَن أنزَل ذلك بكم رجَع السَّبُّ إلى اللهِ) . 12- سبُّ الحُمَّى؛ عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَل على أمِّ السَّائِبِ أو أمِّ المُسيَّبِ، فقال: ما لكِ يا أمَّ السَّائِبِ أو يا أمَّ المُسيَّبِ تُزَفزِفينَ؟ قالت: الحُمَّى، لا بارَك اللهُ فيها، فقال: لا تسُبِّي الحُمَّى؛ فإنَّها تُذهِبُ خَطايا بَني آدَمَ كما يُذهِبُ الكِيرُ خَبثَ الحديدِ)) . 13- السِّبابُ على سبيلِ المُزاحِ، وكان يُقالُ: (السِّبابُ مُزاحُ النَّوْكى . أسبابُ الوُقوعِ في السَّبِّ والشَّتمِ 1- ضَعفُ الوازِعِ الدِّينيِّ، وعَدمُ الامتِثالِ لأوامِرِ الشَّرعِ الدَّاعيةِ إلى الأقوالِ الحَسنةِ واجتِنبابِ الأقوالِ القبيحةِ التي منها السَّبُّ والشَّتمُ. 2- إهمالُ النَّظرِ في عواقِبِ السَّبِّ والشَّتمِ الدُّنيويَّةِ والأخرَويَّةِ. 3- الغَضبُ الذي قد يحمِلُ الإنسانَ على قولِ ما لا ينبغي. 4- الثَّأرُ للنَّفسِ، والانتِصارُ لها. 5- اعتيادُ مُخالَطةِ الفُسَّاقِ ومَن يعتادونَ السِّبابَ، ولا يُراعونَ ما يصدُرُ منهم مِن أقوالٍ؛ فالمرءُ على دينِ خليلِه، والصَّاحِبُ ساحِبٌ. الوسائِلُ المُعينةُ على تَركِ السَّبِّ والشَّتمِ 1- أن يعلَمَ أنَّ اللهَ سبحانَه نهى عن السَّبِّ والشَّتمِ، وحذَّر منهما، فيحرِصَ على اجتِنابِ ما نهى اللهُ سبحانَه عنه. 2- أن يعلَمَ أنَّ كُلَّ ما يقولُ مُحصًى عليه، وسيُسألُ عنه يومَ القِيامةِ، نظَر بعضُ السَّلفِ إلى رجُلٍ يسُبُّ آخَرَ في كلامٍ جرى بَينَهما، فقال: يا هذا، إنَّك تُملي على حافِظَيك كتابًا، فانظُرْ ما تقولُ . 2- أن يعلَمَ أنَّ السَّبَّ مِفتاحُ الشَّرِّ وبابُ الفُحشِ مِن القولِ، والمُؤمِنُ ينبَغي أن يصونَ لِسانَه عنه. 3- أن يعلَمَ أنَّه بسبِّه وشَتمِه لغَيرِه يُعرِّضُ نَفسَه للسَّبِّ والشَّتمِ، فيُجازى بمِثلِ ما قال مِن القولِ القبيحِ، والعاقِلُ لا يُحِبُّ لنَفسِه ذلك، يُروى أنَّ عَمرَو بنَ كُلثومٍ لمَّا حضَرَته الوَفاةُ -وقد أتَت عليه خمسونَ ومائةُ سنةٍ- جمَع بَنيه، فقال: (يا بَنيَّ، قد بلغْتُ مِن العُمرِ ما لم يبلُغْه أحدٌ مِن آبائي، ولا بُدَّ أن ينزِلَ بي ما نزَل بهم مِن الموتِ، وإنِّي واللهِ ما عيَّرْتُ أحدًا بشيءٍ إلَّا عُيِّرْتُ بمِثلِه؛ إن كان حقًّا فحقًّا، وإن كان باطِلًا فباطِلًا. ومَن سبَّ سُبَّ؛ فكُفُّوا عن الشَّتمِ؛ فإنَّه أسلَمُ لكم، وأحسِنوا جِوارَكم يَحسُنْ ثَناؤُكم) . 4- أن يعلَمَ المسبوبُ أنَّ تَركَ الرَّدِّ على السَّابِّ بسبٍّ مِثلِه مَدعاةٌ لكفِّه عن سبِّه؛ رُوِي عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِه تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أنَّه إذا أذاك إنسانٌ وشتَمك ونسَبك إلى القبيحِ، تقولُ له: إن كنْتَ صادِقًا فغفَر اللهُ لي، وإن كنْتَ كاذِبًا فغفَر اللهُ لك . 5- أن يعلَمَ أنَّ الأخَ مِن شأنِه أن يوصِلَ إلى أخيه النَّفعَ، ويكُفَّ عنه الضَّررَ، والسَّبُّ والشَّتمُ ضَررٌ مُؤكَّدٌ، فيحرِصَ ألَّا يوصِلَ إلى أخيه منه شيئًا. 6- أن ينظُرَ في عواقِبِ سبِّه وشَتمِه، ويعلَمَ أنَّه ولو كان حامِلُه على السَّبِّ الغَيرةَ على محارِمِ اللهِ ربَّما أدَّى السَّبُّ لمُنكَرٍ أعظَمَ، فيتفطَّنُ لذلك. 7- أن يعلَمَ أنَّ إثمَ السَّبِّ يقعُ على مَن سبَّ أوَّلًا، فيحرِصَ ألَّا يبدَأَ بسبِّ أحدٍ أو شَتمِه. 8- أن يعلَمَ أنَّ عَفوَه وصَفحَه وتَركَه الانتِصارَ ممَّن سبَّه وشَتمَه تسامُحًا أعظَمُ لأجرِه عندَ اللهِ. 9- أن ينظُرَ في سِيَرِ الأنبِياءِ والصَّالِحينَ، ويتأمَّلَ حِلمَهم وصَبرَهم معَ ما تعرَّضوا له مِن السَّبِّ والشَّتمِ وأنواعِ الأذى كافَّةً، فيجعَلَهم قُدوةً له. ومِن ذلك: - عن الأصمَعيِّ قال: بلَغني أنَّ رجُلًا قال لآخَرَ: واللهِ لئن قلْتَ واحِدةً لتسمعَنَّ عَشرًا، فقال له الآخَرُ: لكنَّك إن قلْتَ عَشرًا لم تسمَعْ واحِدةً! قال: وبلَغني أنَّ رجُلًا شتَم عُمرَ بنَ ذَرٍّ، فقال له: يا هذا، لا تُغرِقْ في شَتمِنا، ودَعْ للصُّلحِ مَوضِعًا؛ فإنِّي أمَتُّ مُشاتَمةَ الرِّجالِ صغيرًا، ولن أحييَها كبيرًا، وإنِّي لا أكافِئُ مَن عصى اللهَ فيَّ بأكثَرَ مِن أن أُطيعَ اللهَ فيه) . - وشتَم رجُلٌ الشَّعبيَّ، فقال له: إن كنْتَ صادِقًا فغفَر اللهُ لي، وإن كنْتَ كاذِبًا فغفَر اللهُ لك . - وقيل: إنَّ الأحنَفَ سبَّه رجُلٌ وهو يُماشيه في الطَّريقِ، فلمَّا قرُب مِن المنزِلِ وقَف الأحنَفُ، وقال له: يا هذا، إن كان قد بقِي معَك شيءٌ فهاتِ، وقُلْه هاهنا؛ فإنِّي أخافُ أن يسمَعَك فِتيانُ الحيِّ فيُؤذوك، ونحن لا نُحبُّ الانتِصارَ لأنفُسِنا . - وقال سعيدُ بنُ العاصِ: (ما شاتَمْتُ أحدًا مذْ كنْتُ رجُلًا؛ لأنِّي لا أشاتِمُ إلَّا أحدَ رجُلَينِ: إمَّا كريمٌ فأنا أحَقُّ أن أحتمِلَه، وإمَّا لئيمٌ فأنا أَولى أن أرفَعَ نَفسَه عنه) . - وعن المُثنَّى بنِ الصَّبَّاحِ قال: (لبِث وَهبُ بنُ مُنبِّهٍ أربعينَ سنةً لم يسُبَّ شيئًا فيه الرُّوحُ) . - وقال عاصِمُ بنُ أبي النَّجودِ: (ما سمعْتُ أبا وائِلٍ سبَّ إنسانًا قطُّ ولا بَهيمةً) . - وذكَروا في ترجمةِ النَّوَويِّ أنَّه كان غزيرَ الدَّمعةِ، كثيرَ الصَّمتِ، حافِظًا لِسانَه أشَدَّ الحِفظِ، غاضًّا للطَّرْفِ، طويلَ الفِكرةِ، حَسنَ الأخلاقِ جدًّا، إذا آذاه أحدٌ يقولُ له: يا مُبارَكَ الحالِ . 10- أن يسألَ اللهَ سبحانَه، ويَستعيذَ به مِن شرِّ اللِّسانِ وشرِّ آفاتِه. ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-20-2024, 08:37 AM | #286 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – السب والشتم
حُكمُ السَّبِّ والشَّتمِ وما يُباحُ منهما تحريمُ السَّبِّ والشَّتمِ مَحلُّ إجماعٍ بَينَ عُلَماءِ المُسلِمينَ، وقد يصِلُ السَّبُّ بفاعِلِه للكُفرِ إن كان سبًّا للهِ تعالى أو لرُسلِه أو لدينِه أو للصَّحابةِ ، وقد ذكَروا في الكبائِرِ سبَّ المُسلِمِ والاستِطالةَ في عِرضِه، وتسبُّبَ الإنسانِ في لعنِ أو شَتمِ والِدَيه، وقد يكونُ السَّبُّ مكروهًا كسبِّ الحُمَّى، وقد يكونُ خِلافَ الأَولى؛ وذلك إذا سبَّ المشتومُ شاتِمَه بقَدْرِ ما سبَّه به عندَ بعضِ الفُقَهاءِ، وأمَّا ما يُباحُ مِن السَّبِّ فنَحوُ سبِّ الأشرارِ، وسبِّ السَّابِّ بقَدرِ ما سبَّ به عندَ أكثَرِ الفُقَهاءِ . أخطاءٌ شائِعةٌ حولَ السَّبِّ والشَّتمِ 1- أن يظُنَّ أنَّ سبَّ الباطِلِ وأتباعِه جائِزٌ بإطلاقٍ، فإذا أفضى ذلك إلى مَفسَدةٍ مُنِع منه؛ فاللهُ تعالى يقولُ: وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بَغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام: 108] . قال الزَّمَخشَريُّ: (فإن قلْتَ: سبُّ الآلهةِ الباطِلةِ حقٌّ وطاعةٌ، فكيف صحَّ النَّهيُ عنه، وإنَّما يصِحُّ النَّهيُ عن المعاصي؟ قلْتُ: رُبَّ طاعةٍ عُلِم أنَّها تكونُ مَفسَدةً، فتخرُجُ عن أن تكونَ طاعةً، فيجِبُ النَّهيُ عنها؛ لأنَّها مَعصيةٌ لا لأنَّها طاعةٌ، كالنَّهيِ عن المُنكَرِ هو مِن أجَلِّ الطَّاعاتِ، فإذا عُلِم أنَّه يُؤدِّي إلى زيادةِ الشَّرِّ انقلَب معصيةً، ووجَب النَّهيُ عن ذلك النَّهيِ كما يجِبُ النَّهيُ عن المُنكَرِ) . وقال الطَّاهِرُ بنُ عاشورٍ: (ووَجهُ النَّهيِ عن سبِّ أصنامِهم هو أنَّ السَّبَّ لا تترتَّبُ عليه مَصلحةٌ دينيَّةٌ؛ لأنَّ المقصودَ مِن الدَّعوةِ هو الاستِدلالُ على إبطالِ الشِّركِ، وإظهارُ استِحالةِ أن تكونَ الأصنامُ شُرَكاءَ للهِ تعالى، فذلك هو الذي يتميَّزُ به الحقُّ عن الباطِلِ، وينهَضُ به المُحِقُّ، ولا يستطيعُه المُبطِلُ، فأمَّا السَّبُّ فإنَّه مقدورٌ للمُحِقِّ وللمُبطِلِ، فيظهَرُ بمظهَرِ التَّساوي بَينَهما، وربَّما استطاع المُبطِلُ بوقاحتِه وفُحشِه ما لا يستطيعُه المُحِقُّ، فيلوحُ للنَّاسِ أنَّه تغلَّب على المُحِقِّ، على أنَّ سبَّ آلهتِهم لمَّا كان يحمي غَيظَهم ويزيدُ تصلُّبَهم قد عاد مُنافيًا لمُرادِ اللهِ مِن الدَّعوةِ) . 2- لكُلِّ مقامٍ مقالٌ؛ ففي مقامِ الدَّعوةِ ينبغي إلانةُ القولِ وتَركُ الشِّدَّةِ والسَّبِّ والتَّعنيفِ، فمِن الخطأِ استِخدامُ هذه الوسائِلِ في مقامِ الدَّعوةِ إلى اللهِ تعالى؛ فقد قال اللهُ سبحانَه لموسى وهارونَ عليهما السَّلامُ: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه: 43-44] ، فيُستحَبُّ إلانةُ القولِ للظَّالِمِ عندَ وَعظِه؛ لعلَّه يرجِعُ، فإذا كان موسى أُمِر بأن يقولَ لفِرعونَ قولًا ليِّنًا، فمَن دونَه أحرى بأن يقتَديَ بذلك في خِطابِه، وأمْرِه بالمعروفِ في كلامِه، وقد قال اللهُ تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة: 83] ، والدَّعوةُ إلى اللهِ كذلك يجِبُ أن تكونَ بالرِّفقِ واللِّينِ، لا بالقَسوةِ والشِّدَّةِ والعُنفِ . مسائِلُ مُتفرِّقةٌ - هل يجوزُ القِصاصُ في السَّبِّ والشَّتمِ؟ قال النَّوَويُّ: (لا يجوزُ للمسبوبِ أن ينتصِرَ إلَّا بمِثلِ ما سبَّه ما لم يكنْ كذِبًا أو قَذفًا أو سبًّا لأسلافِه، فمِن صُورِ المُباحِ أن ينتصِرَ: بـ «يا ظالِمُ، يا أحمَقُ، أو جافي»، أو نَحوِ ذلك؛ لأنَّه لا يكادُ أحدٌ ينفَكُّ مِن هذه الأوصافِ، قالوا: وإذا انتصَر المسبوبُ استوفى ظُلامتَه، وبرِئ الأوَّلُ مِن حقِّه، وبقِي عليه إثمُ الابتِداءِ أو الإثمُ المُستحَقُّ للهِ تعالى، وقيل: يرتفِعُ عنه جميعُ الإثمِ بالانتِصارِ منه، ويكونُ معنى «على البادِئِ»، أي: عليه اللَّومُ والذَّمُّ لا الإثمُ) . وقال أبو حامِدٍ الغَزاليُّ: (اعلَمْ أنَّ كُلَّ ظُلمٍ صدَر مِن شخصٍ فلا يجوزُ مُقابَلتُه بمِثلِه، فلا تجوزُ مُقابَلةُ الغِيبةِ بالغِيبةِ، ولا مُقابَلةُ التَّجسُّسِ بالتَّجسُّسِ، ولا السَّبِّ بالسَّبِّ، وكذلك سائِرُ المعاصي، وإنَّما القِصاصُ والغَرامةُ على قَدرِ ما ورَد الشَّرعُ به...، وأمَّا السَّبُّ فلا يُقابَلُ بمِثلِه، وقال قومٌ: تجوزُ المُقابَلةُ بما لا كذِبَ فيه، وإنَّما نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن مُقابَلةِ التَّعييرِ بمِثلِه نَهيَ تنزيهٍ، والأفضَلُ تَركُه، ولكنَّه لا يُعصى به) . - قولُ: هذا يومُ نَحسٍ، وأمثالِ ذلك إضافةُ النَّحسِ إلى الأيَّامِ ونَحوِ ذلك فيه تفصيلٌ؛ فإذا كان المُرادُ به مُجرَّدَ الخبرِ فلا بأسَ بذلك، ولا يدخُلُ في سبِّ الدَّهرِ المَنهيِّ عنه، كما في قولِه تعالى: فِي أيَّامٍ نَحِسَاتٍ [فصلت: 16] ، وقولِه: إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ [القمر: 19]، وكما قال تعالى حِكايةً عن لوطٍ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ [هود: والتَّقبيحِ، لا بأسَ به؛ لأنَّ هذا خبرٌ، والخبرُ عن الواقِعِ حقٌّ، وأمَّا إذا كان المُرادُ العَيبَ والسَّبَّ فإنَّ ذلك لا يجوزُ.] ونظيرُ ذلك: إخبارُ المريضِ بما يجِدُ؛ فأحيانًا يسألُه الصاحِبُ: كيف أنت البارِحةَ؟ فيتشكَّى ويقولُ: واللهِ ما نِمْتُ البارِحةَ؛ آلامٌ في الرَّأسِ، في الرَّقبةِ، في الظَّهرِ، في البَطنِ، في الرِّجلَينِ، هذا إذا قاله على سبيلِ التَّشكِّي فلا يجوزُ؛ لأنَّه يُنافي الصَّبرَ، وإذا قاله على سبيلِ الإخبارِ فلا بأسَ به . - فائِدةٌ في سبِّ الكلبِ: قال التَّاجُ السُّبكيُّ: (كنْتُ جالِسًا بدِهليزِ دارِنا، فأقبَل كلبٌ، فقلْتُ له: اخسَأْ، كلبٌ ابنُ كلبٍ، فزجَرني والِدي، فقلْتُ له: أليس هو كلبٌ ابنُ كلبٍ؟ قال: شَرطُ الجوازِ عَدمُ قَصدِ التَّحقيرِ، فقلْتُ: هذه فائِدةٌ) . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-20-2024, 08:43 AM | #287 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
تابع – السب والشتم
ذم السب والشتم في واحة الادب أ- مِن الشِّعرِ 1- قال الشَّاعِرُ: أحِبُّ مكارِمَ الأخلاقِ جَهدي وأكرَهُ أن أعيبَ وأن أُعابا وأصفَحُ عن سِبابِ النَّاسِ حِلمًا وشرُّ النَّاسِ مَن يهوى السِّبابا 2- وقال أبو الأسوَدِ الدُّؤَليُّ: وإنِّي ليَثنيني عن الجَهلِ والخَنا وعن شَتمِ ذي القُربى خلائِقُ أربَعُ حياءٌ وإسلامٌ وتقوى وأنَّني كريمٌ ومِثلي قد يضُرُّ وينفَعُ 3- وقال المرَّارُ بنُ سعيدٍ: إذا شئْتَ يومًا أن تسودَ قبيلةً فبالحِلمِ سُدْ لا بالسَّفاهةِ والشَّتمِ 4- وأنشَد الأصمَعيُّ: وما شيءٌ أحَبُّ إلى لئيمٍ إذا شتَم الكريمَ مِن الجَوابِ مُتارَكةُ اللَّئيمِ بلا جَوابٍ أشَدُّ على اللَّئيمِ مِن السِّبابِ 5- وقال آخَرُ: وكم مِن لئيمٍ ودَّ أنِّي شتَمْتُه وإن كان شَتمي فيه صابٌ وعَلقَمُ ولَلكَفُّ عن شَتمِ اللَّئيمِ تكرُّمًا أضَرُّ له مِن شَتمِه حينَ يُشتَمُ 6- وقال الشَّاعِرُ: ولقد أمُرُّ على اللَّئيمِ يسُبُّني فمضَيتُ ثمَّتَ قلْتُ: لا يَعنيني 7- وقال آخَرُ: صَموتٌ في المجالِسِ غَيرُ عَيٍّ جديرٌ حينَ ينطِقُ بالصَّوابِ كثيرُ الحِلمِ لا طَبعٌ عيِيٌّ ولا فحَّاشةٌ نزِقُ السِّبابِ 8- وقال زُهَيرُ بنُ أبي سُلمى: ومَن يجعَلِ المعروفَ مِن دونِ عِرضِه يَفِرْهُ ومَن لا يتَّقِ الشَّتمَ يُشتَمِ 9- وقال حاتِمٌ الطَّائِيُّ: وما مِن شِيمتي شَتمُ ابنِ عمِّي وما أنا مُخلِفٌ مَن يَرتجيني وكِلْمةُ حاسِدٍ في غَيرِ جُرمٍ سمِعْتُ فقلْتُ مُرِّي فانفُذيني فعابوها عليَّ ولم تسُؤْني ولم يعرَقْ لها يومًا جَبيني وذو اللَّونَينِ يَلقاني طليقًا وليس إذا تغيَّب يأتَليني 10- وقال الشَّافِعيُّ: احفَظْ لِسانَك أيُّها الإنسانُ لا يلدَغنَّك إنَّه ثُعبانُ كم في المقابِرِ مِن قتيلِ لِسانِه كانت تَهابُ لِقاءَه الأقرانُ ب- مِن الأمثالِ والحِكَمِ 1- استقدَمَت رِحالتُه. يُقالُ ذلك للرَّجلِ يعجَلُ إلى صاحِبِه بالشَّتمِ وسوءِ القولِ. والرِّحالةُ: شيءٌ مِن الأدَمِ مُدوَّرٌ مُبطَّنٌ، يجعَلُه الفارِسُ تحتَه، وكانت للعربِ بمنزِلةِ السَّرجِ، وكانوا لا يعرِفونَ السُّروجَ، والسَّرجُ للفرسِ، وإنَّما هو سَرْكٌ. وإذا استقدَمَت رِحالةُ الفارِسِ فسَد رَكوبُه، فجُعِل ذلك مَثلًا لمَن فسَد قولُه، ويُروى (استقدَمَت راحِلتُه) . 2- سفيهٌ لم يجِدْ مُسافِهًا. قيل: المَثلُ للحَسنِ بنِ عليٍّ رضِي اللهُ عنهما، قاله لعَمرِو بنِ الزُّبَيرِ، وكان عَمرُو بنُ الزُّبَيرِ ذاهِبًا بنَفسِه شامِخًا بأنفِه، فكان إذا شتَمه إنسانٌ أعرَض عنه إعراضَ مَن لا يعبَأُ بالشَّتمِ، فشتَم عَمرٌو يومًا الحَسنَ بنَ عليٍّ رضِي اللهُ عنهما، فقال: (سفيهٌ لم يجِدْ مُسافِهًا)، وسكَت، فقال عَمرٌو: لِمَ سكتَّ؟ قال: لِما تسكُتُ له؛ يُريدُ أنَّ المُتناهيَ في الشَّرفِ ليس له مَن يُسابُّه، وإنَّما يتَسابُّ النُّظَراءُ. ومنه قولُ الشَّاعِرِ: لا تسُبَّنَّني فلسْتَ بسِبِّي إنَّ سِبِّي مِن الرِّجالِ الكريمُ 3-مَن باع بعِرضِه أنفَق (أي: مَن تعرَّض ليشتُمَه النَّاسُ وجَد الشَّتمَ له حاضِرًا، ومعنى أنفَق: وجَد نَفاقًا) . 4- جُرحُ اللِّسانِ كجُرحِ اليدِ. (أي: السَّبُّ يُؤثِّرُ في القلبِ كما يُؤثِّرُ الجِراحُ في الجِسمِ) . 5- ضرَّسوا فلانًا. أي: عضُّوه بالأضراسِ، وهو كِنايةٌ عن الشَّتمِ والذَّمِّ. قال الحُطَيئةُ: مَلُّوا قِراه وهرَّتهُ كِلابُهمُ وجرَّحوه بأنيابٍ وأضراسِ 6- لا يُحسِنُ التَّعريضَ إلَّا ثَلبًا. يعني: أنَّه سَفيهٌ يُصرِّحُ بمُشاتَمةِ النَّاسِ مِن غَيرِ كِنايةٍ ولا تعريضٍ، والثَّلبُ: الطَّعنُ في الأنسابِ وغَيرِها . 7- ومِن الأمثالِ المشهورةِ في الشَّتمِ أن يُقالَ: مَن سبَّك؟ فيُقالَ: الذي أبلَغَك . أي: إنَّ الذي واجَهك بالقبيحِ هو الذي سبَّك، ومنه قولُ الشَّاعِرِ: لَعَمرُك ما سبَّ الأميرَ عدُوُّه ولكنَّما سبَّ الأميرَ المُبلِّغُ وقال غَيرُه: مَن يُخبِّرْك بشَتمٍ عن أخٍ فهو الشَّاتِمُ لا مَن شتَمَك ذاك شيءٌ لم يُواجِهْك به إنَّما الذَّنبُ على مَن أعلَمك 8- أوسَعْتُهم سبًّا وأودَوا بالإبِلِ. أي: كثَّرْتُ سبَّهم فلم أدَعْ منه شيئًا. يُضرَبُ لمَن لم يكنْ عندَه إلَّا الكلامُ، فهو يتوعَّدُ، وليس على عدُوِّه ضَيرٌ غَيرُ الوعيدِ بلا إيقاعٍ. وحديثُه أنَّ رجُلًا مِن العربِ أُغيرَ على إبِلِه فأُخِذَت، فلمَّا توارَوا صَعِد أكَمةً، وجعَل يشتِمُهم، فلمَّا رجَع إلى قومِه سألوه عن مالِه، فقال: أوسَعْتُهم سبًّا وأودَوا بالإبِلِ. ويُقالُ: إنَّ أوَّلَ مَن قال ذلك كَعبُ بنُ زُهَيرِ بنِ أبي سُلمى، وذلك أنَّ الحارِثَ بنَ وَرقاءَ الصَّيداويَّ أغار على بَني عبدِ اللهِ بنِ غَطَفانَ، واستاق إبِلَ زُهَيرٍ وراعيَه، فقال زُهَيرٌ في ذلك قصيدةً يهجوهم فيها ويتهدَّدُهم، فلمَّا أكثَر مِن هِجائِهم وهُم لا يكترِثونَ قال له ابنُه كَعبٌ: (أوسَعْتَهم سبًّا وأودَوا بالإبِلِ)، أي: ليس عليهم مِن هِجائِك إيَّاهم كبيرُ ضَررٍ عندَ أنفُسِهم، وقد أودَوا بإبِلِك فأضرُّوا بك ! |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-20-2024, 08:44 AM | #288 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( سوء الجوار )
|
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
10-20-2024, 12:12 PM | #289 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
واصل ونحن نتابعك الأخ والكاتب الرائع البراء
وياليت تتناول موضوع عن الكذب المنتشر في المواقع والواقع و تذكر عواقبه الوخيمة .!! |
التعديل الأخير تم بواسطة عطاف المالكي ; 10-20-2024 الساعة 12:14 PM
|
10-24-2024, 05:57 AM | #290 |
|
رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )
سوء الجوار
سُوءُ الجِوارِ لُغةً واصطِلاحًا السُّوءُ لُغةً: أصلُ (سوء): يدُلُّ على القُبحِ؛ يُقالُ: ساء الشَّيءُ يسوءُ فهو سَيِّئٌ: إذا قَبُح. والسُّوءُ: الاسمُ الجامعُ للآفاتِ والدَّاءِ. والسُّوءُ: الفُجورُ والمُنكَرُ. ورجُلٌ أسوَأُ: أي: قبيحٌ، وامرأةٌ سَوآءُ: أي: قبيحةٌ؛ ولذلك سمِّيَت السَّيِّئةُ سَيِّئةً . الجِوارُ لُغةً: الجِوارُ: المجاورةُ، وجاوَر الرَّجُلُ مجاورةً وجِوارًا. وجارُك: الذي يجاوِرُك، والجَمعُ أجوارٌ، وجِيرةٌ، وجِيرانٌ . وقال الرَّاغِبُ: (الجارُ: من يَقرُبُ مَسكَنُه منك، وهو من الأسماءِ المتضايفةِ؛ فإنَّ الجارَ لا يكونُ جارًا لغيرِه إلَّا وذلك الغيرُ جارٌ له) . سُوءُ الجِوارِ اصطلاحًا: هو الإخلالُ بحُقوقِ الجارِ، والإتيانُ بما يسوءُه ويُلحِقُ به الأذى والضَّرَرَ. ذم سوء الجوار والتحذير منه أ- من القُرآنِ الكريمِ 1- قال تعالى موصيًا بالجارِ ومُنَوِّهًا بحقوقِه، ولا ريبَ أنَّ كَفَّ الإساءةِ منها: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا [النساء: 36] . قال القُرطبيُّ: (أمَّا الجارُ فقد أمر اللهُ تعالى بحِفظِه والقيامِ بحَقِّه والوَصاةِ برعي ذمَّتِه في كتابِه وعلى لسانِ نبيِّه؛ ألا تراه سُبحانه أكَّد ذِكْرَه بعدَ الوالِدَينِ والأقرَبينَ، فقال تعالى: وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى أي: القريبِ. وَالْجَارِ الْجُنُبِ أي: الغريبِ، قاله ابنُ عبَّاسٍ، وكذلك هو في اللُّغةِ. ومنه: فلانٌ أجنبيٌّ، وكذلك الجَنابةُ: البُعدُ) . 2- وقال تعالى في الزَّجرِ عن البُخلِ على الجارِ بالأشياءِ اليسيرةِ، وأنَّ ذلك ليس من صفاتِ المُؤمِنين: وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ [الماعون: 7] . قال السَّعديُّ: (وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ أي: يمنَعون إعطاءَ الشَّيءِ الذي لا يَضُرُّ إعطاؤُه على وَجهِ العاريَّةِ أو الهبةِ، كالإناءِ، والدَّلوِ، والفأسِ، ونحوِ ذلك ممَّا جرت العادةُ ببَذلِه والسَّماحةِ به) . وقال الرَّازيُّ: (من ذلك أن يلتَمِسَ جارُك أن يخبِزَ في تنُّورِك، أو يضَعَ متاعَه عِندَك يومًا أو نِصفَ يومٍ، وأصحابُ هذا القولِ قالوا: الماعونُ فاعولٌ من المَعْنِ، وهو الشَّيءُ القليلُ... وسُمِّيت الزَّكاةُ ماعونًا؛ لأنَّه يؤخَذُ من المالِ رُبعُ العُشرِ، فهو قليلٌ من كثيرٍ، ويُسَمَّى ما يُستعارُ في العُرفِ كالفأسِ والشَّفرةِ ماعونًا، وعلى هذا التَّقديرِ يكونُ معنى الآيةِ الزَّجرَ عن البُخلِ بهذه الأشياءِ القليلةِ؛ فإنَّ البُخلَ بها يكونُ في نهايةِ الدَّناءةِ والرَّكاكةِ، والمُنافِقون كانوا كذلك) . ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ 1- وعن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن كان يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلا يُؤذِ جارَه)) . فيه الأمرُ بكَفِّ أسبابِ الضَّرَرِ عن الجارِ . وقال ابنُ عُثَيمين: (الأذيَّةُ دونَ الضَّرَرِ، فإذا نهى عن الأذيَّةِ فالضَّرَرُ من بابِ أَولى) . 2- وعن أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((المُؤمِنُ مَن أَمِنَه النَّاسُ، والمُسلِمُ مَن سَلِم المُسلِمون مِن لِسانِه ويَدِه، والمهاجِرُ مَن هَجَر السُّوءَ، والذي نفسي بيَدِه لا يدخُلُ عبدٌ الجنَّةَ لا يأمَنُ جارُه بوائِقَه)) . قال القاضي عياضٌ: (البوائِقُ: الغوائِلُ والدَّواهي، أي: مَن لا يُؤمَنُ شَرُّه ولا مَضَرَّتُه، ومَن كان بهذه الصِّفةِ من سوءِ الاعتقادِ للمُؤمِنِ، فكيف بالجارِ وترَبُّصِه به الدَّوائِرَ وتَسبيبِه له المضارَّ؟! فهو من العاصين المتوعَّدين بدُخولِ النَّارِ، وأنَّه لا يدخُلُ الجنَّةَ حتَّى يُعاقَبَ ويُجازى بفِعلِه، إلَّا أن يعفوَ اللهُ عنه، وهذا وعيدٌ شديدٌ، وفيه من تعظيمِ حَقِّ الجارِ ما فيه) . 3- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك من جارِ السُّوءِ في دارِ المُقامةِ؛ فإنَّ جارَ الباديةِ يتحَوَّلُ)) . قال المُناويُّ: («اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك من جارِ السُّوءِ» أي: مِن شَرِّه «في دارِ المُقامةِ» بضَمِّ الميمِ، أي: الوَطَنِ؛ فإنهَّ الشَّرُّ الدَّائِمُ والضَّرَرُ الملازمُ؛ «فإنَّ جارَ الباديةِ يتحَوَّلُ» فمُدَّتُه قصيرةٌ فلا يَعظُمُ الضَّرَرُ في تحمُّلِها) . (فإذا كان هذا سَيِّدَ الخَلقِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأكرَمَهم خُلُقًا، وأوسَعَهم حِلمًا، يستعيذُ باللهِ مِن جارِ السُّوءِ، فمَن دونَه من بابِ أَولى) . 4- وعن أبي هُرَيرةَ قال: جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يشكو جارَه، فقال: ((اذهَبْ فاصبِرْ، فأتاه مرَّتينِ أو ثلاثًا، فقال: اذهَبْ فاطرَحْ متاعَك في الطَّريقِ، فطرح متاعَه في الطَّريقِ، فجعَل النَّاسُ يسألونه فيُخبِرُهم خَبَرَه، فجعل النَّاسُ يَلعَنونه: فَعَل اللهُ به، وفَعَل وفَعَل، فجاء إليه جارُه فقال له: ارجِعْ، لا ترى مني شيئًا تكرهُه)) . قال ابنُ رسلانَ: («اذهَبْ فاطْرَحْ متاعَك» المتاعُ في اللُّغةِ: كُلُّ ما يُنتَفَعُ به من أثاثِ البيتِ ومَلبوسٍ ومطعومٍ «في الطَّريقِ» التي يمُرُّ النَّاسُ منها، والمرادُ: إذا أَمِن على متاعِه، أو يكونُ عِندَه من يحفَظُه. فذَهَب الرَّجُلُ «فطرح متاعَه في الطَّريقِ، فجعَل النَّاسُ يسألونَه» عن خبرِه «فيُخبِرُهم خَبَرَه، فجعل النَّاسُ يَلعَنونه» ويَدْعون عليه: «فَعَل اللهُ به وفَعَل»، فيه جوازُ الدُّعاءِ على من يتأذَّى منه النَّاسُ، ويكونُ جهرًا؛ ليكونَ تأديبًا له وزجرًا عن الأذى) . ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ 1- قال لُقمانُ لابنِه: (يا بُنَيَّ حَمَلْتُ الجَنْدَلَ والحديدَ، فلم أرَ شيئًا أثقَلَ من جارِ سُوءٍ) . 2- وعن عبدِ الرَّحمنِ بنِ القاسِمِ عن أبيه: أنَّ أبا بكرٍ مرَّ بعبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بكرٍ وهو يُماظُّ جارًا له، قال: (لا تُماظِّ جارَك؛ فإنَّ هذا يبقى، ويذهَبُ النَّاسُ) . 3- وقال عليُّ بنُ أبي طالِبٍ للعبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عنهما: (ما بَقِيَ من كرَمِ إخوانِك؟ قال: الإفضالُ إلى الإخوانِ، وتَركُ أذى الجيرانِ) . 4- وقال القاسِمُ بنُ سلامٍ: (أخبَرَني ابنُ الكَلبيِّ أنَّ النُّعمانَ بنَ المنذِرِ سأل الصَّقعَبَ بنَ عَمرٍو النَّهديَّ من حُكماءِ العَرَبِ: ما الدَّاءُ العَياءُ ؟ فقال: جارُ السُّوءِ الذي إن قاوَلْتَه بهَتَك ، وإن غِبتَ عنه سَبَعَك . 5- وقال ابنُ عبدِ البَرِّ: (كَدَرُ العَيشِ في ثلاثٍ: الجارِ السُّوءِ، والوَلَدِ العاقِّ، والمرأةِ السَّيِّئةِ الخُلُقِ) . 6- وقال أبو محمَّدِ بنُ أبي جَمرةَ: (حَدُّ الإحسانِ إلى الجارِ على ضَربيَنِ: إمَّا الإحسانُ إليه بأنواعِ ضُروبِ الإحسانِ، وإمَّا كَفُّ الأذى عنه على اختِلافِ أنواعِه، وكَفُّ الأذى عنه أشَدُّ وأبلغُ في حقيقةِ الإيمانِ... والإحسانُ إليه يكونُ بالوُجوهِ المحسوسةِ، مِثلُ الهَدِيَّةِ، وألَّا يمنَعَه غَرْزَ خَشَبةٍ في جدارِه إن احتاج إليها، وما هو في معنى ذلك، ويكونُ بالمعنويَّاتِ، مِثلُ إرادةِ الخيرِ له، والدُّعاءِ له بظَهرِ الغَيبِ وما في معناه، ومعاونتِه على شيءٍ إن احتاج إليه بقَدْرِ الجُهدِ بأيِّ نوعٍ كان ذلك من المحسوساتِ أو المعنويَّاتِ، كُلُّ ذلك على قَدْرِ طاقتِك بغيرِ ضَرَرٍ يَلحَقُ فيه للغَيرِ) . 7- وقال ابنُ حزمٍ: (مَن أساء إلى أهلِه وجيرانِه فهو أسقَطُهم، ومن كافأَ من أساء إليه منهم فهو مِثلُهم، ومَن لم يكافِئْهم بإساءتِهم فهو سَيِّدُهم وخيرُهم وأفضَلُهم) . 8- وقال الغزاليُّ: (يُمنُ المَسكَنِ: سَعَتُه، وحُسنُ جِوارِ أهلِه، وشُؤمُه: ضِيقُه، وسُوءُ جِوارِ أهلِه) . 9- وقال أبو البرَكاتِ بدرُ الدِّينِ محمَّد الغزيُّ ذاكِرًا بعضَ آدابِ العِشرةِ مع الجارِ: أن يأمَنَك جارُك في أسبابِه؛ في نفسِه ودينِه ومالِه ووَلَدِه، ولا تؤذيَه بلسانِك أيضًا، ولا تحسُدَه في شيءٍ من أحوالِه . ( يتبع ) |
نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا ! و ليتني ما أرضيت سواي ! على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات ! |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الأخلاق أرزاق | فاطمة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 14 | 07-16-2024 05:02 PM |
الأخلاق وهائب….!!!! | النقاء | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 12 | 02-25-2024 02:59 PM |
ربيع الأخلاق | بُشْرَى | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 4 | 05-15-2023 12:50 PM |
لنتصدق على فقراء الأخلاق. | رهيبة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 6 | 09-16-2022 10:57 PM |
الأخلاق وهائب | المهرة | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 5 | 03-16-2021 10:07 PM |