قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بوابة الخروج ..
بوابة الخروج ..🍃 بقلم / علي معشي على أريكة مخملية تتوسط سيدات الحفل الساهر، تفوح رائحة عطرها المسائي الفاتن في أرجاء المكان ، تتكئ بطريقة تنم عن كبرياء متصنع ، وفي كل مرة تعيد وشاحها الحريري إلى مكانه فوق تلال الغواية كلما أشاح عنها قليلاً تحو ما انحدر من جسدها الذي تتباهى به كامرأة لعوب ، يهمس خلخالها الذهبي بهسهسة رقيقة كلما ندت أناملها نحو حلقاته المتدلية على قدمها اللؤلؤي، تتلمس تلك الحلقات بينما تضع رجلاً على رجل وتقلب عينيها في أعين الغاديات والرائحات كأنما تدل برونقها المختلف عن بقية الغانيات ، تلمع فصوص حقيبتها الثمينة تحت الأضواء الساطعة ، ويبرق أحمر شفاهها ببعض حبيبات فوسفورية اللون متناهية الصغر. رصعته بها قبيل وصولها إلى قاعة الحفل . ترمقها الأعين شذراً وتلوكها الألسن لواذاً استهحان كبير تطلقه تنهدات الضيفات والمضيفات لا أحد يعرفها ، يظن أهل العروسين أنها من ضيوف إحدى العائلتين ، فيمسكن عن محادثتها خشية أن تعكر صفو حفلهن البهيج . فجأة ارتفع صوت الزغاريد وخفتت الإنارة المتوهجة في القاعة قليلاً ، وبدأت موسيقى خاصة تأخذ مكانها عبر مكبرات الصوت . توجهت الأنظار نحو السلم المنحدر من أعلى القاعة وعلى جانبيه أرتال من الورود بألواتها المختلفة التي تزين حوافه وأطلقت بقعة ضوء تشبه إطلالة القمر على بحر قرمزي اللون ، سلطت على العروسين تحت وابل من التصفيق والتصفير ، حيث بدأت زفتهما على وقع خطواتهما الملكية الهادئة . وقفت الفتاة الحسناء ترقب المشهد متحينة لالتفاتة من العريس الذي ألقى إليها بورقة طلاقها منذ شهر واحد فقط ، وكأنما تريد أن تلفت انتباهه إلى جمالها الفاتن الذي تخلى عنه وذهب ، تريد أن توصل له رسالة مفادها أنها قوية ولن تبقى حبيسة الدار تندب حظها كما تفعل الكثير من النساء بل لقد تحدت ذاتها ومشاعرها وهزمت كل الحواجز وحضرت بكامل أناقتها لتغيظه في ليلة فرحه . كان ذلك الحديث الداخلي يتردد بينها وبين نفسها في تلك اللحظات التي تقف بين الحشود ليس لها غاية إلا ما حدثت به نفسها ولا تكاد تسقط نظرها عن درجات السلم المحتشد بالفرح والسرور على العروسين . لم تسر الأمور كما خططت لها أبداً ، فلم يكن يشغل العريس شيءٌ سوى يد عروسه التي يتشبث بها بقوة لينسى كل لحظة سوداء قضاها في تجربته السابقة مع تلك المفتونة بنفسها ، المغرورة بجمالها ، والتي لا ترى الناس من حولها إلا عبيداً ينفذون أوامرها أو يهرعون لخدمتها . مضى العروسان نحو المنصة الرئيسية وسط هالة من السعادة الغامرة والفرحة العارمة ، بينما ذهبت تبحث عن بوابة الخروج . للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|