صُحف متطايرة

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جابر محمد مدخلي

غرسوا في أوردتنا قرابتهم واستمعنا لمشاعرنا تجاههم. الوطن قطعة واحدة حين نتزوجها تغدو الروح كتربةٍ صالحةٍ للبذور والسقي. لم يكن حظها مع هذا الرجل إلا كصفوان عليه تراب. لا أحد يتمزق في سبيل الوصول إلى وطن يأويه ويحتويه بما أن الوصول إليه عبر امرأةٍ أعطت منها عمراً كي تعيش حياة مشروعة. ولكنه لم يكن رجلاً ولا وطناً ولا تربةً صالحةً للري، والبذر.
أولئك الذين يقتلون حكاية الوطن هم في الأصل موتى أرادوا فرصةً للحياة على حساب الآخرين.
لا يعلم المرء أمام هذه الحكاية التي شكلها الواقع، وتأذت بها روح واقعيةً أمنت وآمنت واطمأنت واستكانت لقلبٍ منحها عاطفة مغلفة من أجل أن يتغلف بها، وينضوي تحتها، ويصبح جزءًا لا يتجزأ من هويتها.
ليت الوطن يعلم القلوب أنه نابض مثلهم، يجب عليه ألا يؤذي من أحضره إليه، ومنحه إياه، وجعله موطنه.
ألم يقل مجنون ليلى:
"أمر على الديار ديار ليلى * أقبل ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفنا قلبي* ولكن حب من سكن الديار"

لو كان هذا القلب حاز على هذا الوطن بأكمله أنثاه، وترابه، وبذوره، وغرسه، وسقياه.. لاعتبره بأكمله وطناً وليس سبيلاً أو جسراً إلى جواز سفرٍ هو الأهم من كل شيء.


وصفك وسردك أ. الياسمين
يعيد للأذهان كل الحكايا المشابهة التي يمارسها العشاق بحثاً عن هوية لهم لا لقلوبهم، ولا لأعمارهم، ولا لمصائرهم. الحُب ميثاق خاص بين الله والمحبين قبل أن يكون سببًا للحصول على نعمٍ مصاحبة لهذا الحُب.

وهو خان ميثاق رب العالمين
بدلا من أن يحملها تاجا على رأسه
في الوقت الذي قبلت به وهو لاشيء..
لكن للأسف عندما أصبح له كيان ووطن
تخلى عنها، والله عز وجل لا يضيع حق مظلوم
كانت النتيجة أنه عاد كما كان.
لا وطن ( زوجة) ولا حتى وطن ( كيان)..

أخي الجميل القاص جابر محمد مدخلي ..
نزولك إلى صُحفي المتطايرة تشريف لي ..
و تحليلك أياها زادها إضاءة ...
أعجبني منطقك في قراءتها
و إحاطتك بخباياها ….
وكم رحت ترشقني بذا و ذاك من جميل القراءة
والنبش عن أسراري ككاتبة للقص…
‎لك حدسك الجميل و لك أسلوبك …
و أتشرف بقلمك و تحليلك ...
تحية من القلب ..

جابر محمد مدخلي معجب بهذا