سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
كسِرّ مرّ بجوارك.
؛ نحن عالقون في هوياتنا. هناك أشياء يمكنها أن تبقيك عالقًا في محيط، وبرغم أن هناك خيار مطروح للذهاب لبر الأمان إلا أن البقاء هناك، يحمل نوعًا من متعة، معها قد نكون مثقلين بكثير مما نعتقد أنه إثم الخطيئة، ذلك الإثم العالق بنا ولا نريد أن نتخلص منه. بعض أحاديث الهمس تُحدث قُرًبا، تصنع ما لا نستطيع أن نقوم به لو كنًا واضحين في الضوء، أن نعيش في ظلالنا قد يكون مفيدًا، هذا يشعرنا أن لا أحد يتبعنا أو يتعقب ما نفعل، كثير من الناس يروق لهم أن يعيشوا على هامش صفحات كتاب، مع أن قدراتهم لا منتهية، لأن يكونوا أبطالاً في وسط كثير من الأحدث، إلا أن تفضيلاتهم لجوانب في الحياة لا يمكن مساومتهم عليها، لسان حالهم دائمًا : "الأمر لا يستحق" بالفعل هو لا يستحق مجازفات قد تكون عبثية أو قد لا تكون محسوبة بالقدر الكافي. طالما تركت الأحاديث بلا نهايات، ذلك يجعل منها حدث لابد أن يستمر، كما أني مؤمن أن الوصول لحد الكفاية هو من أتعس الأمور في العلاقات ويجعلها تنتهي على عجل، دائمًا كن أو كوني بلا كفاية، المزيد والمزيد، يجعلك تبحث في الأعماق عن شيء يبهر ويدهش شريكك. قطعًا هي لا تشبه الريح، أو خيوط الضوء المنبثقة من خلال السُحب المتراكمة في يوم كان ماطرًا، أحاول أن اتجنب فخ التشبيه، لأنه يعني أن هناك أصل وهناك نسخ أو مجرد نسخة، لذلك وصلت أنها كالسحر، أو هي كسرّ مرّ بجوارك والتصق بك، بعض الأسرار لا يمكن أن نبوح بها، تبقى عالقة معنا، حتى نرحل. يبدو أني ارتبك حين أرغب في الحديث عنها بكل تفاصيلها، وكأني أفضح ذلك السر العالق بجسدي، تخيل أنك تحمل سرًا لم يخبرك به أحد. نفقد عاداتنا أو لنقل بشكل محدد تلك الأشياء التي كنّا عليها في المحيط الذي عادة نتواجد فيه، وخاصة أماكن العمل، هناك يراقبون بشدة، ويعرفون كثير من تفاصيلنا بتفوق على أنفسنا. لذلك حين قلتِ "أنت تتدفق داخلي بدون حصص معينة، بل تنسكب سكبًا بلا قياس". قلت كل ما في الأمر أنني أشبه مشكلة، وأنت فتاة عالقة في هويتها، تواجه مشكلة، ومن يواجهون المشاكل عادة يكونوا واضحين. ستكونين واضحة، ستنتبهين أنك تفعلين أشياء، لم يحدث أن قمت بها، وممكن أن يصل الأمر عكس، تمامًا لأشياء كنت تقومين بها. أول مشاكلك لو كنت سيدة غير مهتمة بحمل هاتفها، ستكونين السيدة التي تنظر لشاشة هاتفها كل دقيقة، ولو كنت معلمة لا تخرج جوالها من حقيبتها أثناء الحصة، سيذهب نظرك بين حين وأخر على حقيبتك، ستكون هناك رغبة قوية للفضول في تفقده، قد تقاومين وقد تفشلين، عندها ستكونين واضحة، هكذا نحن، كما قلت سابقًا حين نكون في مشكلة نكون واضحين للآخر. هويتنا هي تلك المصيدة أو هو فخ بغراء، ذلك الذي يتنزع جزء منا حين نحاول الخلاص منه، نخرج منه غير كاملين، هناك قطعة منّا تركناها هناك، قد لا يكون الأمر برغبتنا، ولكن هو استبداد هويتنا، هي واقع لا يمكن الخلاص منه بسهولة، معها دائمًا نترك شيئا من روحنا هناك، ودئمًا نحاول أن ننتزعه، لكن البعض لديه قدرة في بناء الجزء المفقود ولو على مرحلة طويلة نوعًا ما، هذا يعني أن فكرة بناء مقاومة متأصل بداخله، يعتقد أن الحصول على الأشياء لا يمكن أن يكون ترفًا تمنحه لك الحياة بدون مقابل، فكل شيء قابل للشراء وكل شيء قابل للكسر، ودائمًا في كل قانون ثغرة، لكن أكثر الأشياء مأساوية، هم أولئك الذين يعودون بأجسادهم للمصيدة، ويعيدون لصق أجسادهم بالجزء الموجود هناك، وهناك يشعرون بالاكتمال، وهذا قد يرضيهم بشكل كبير. اخبرتني ذات يوم أنها تتفهم لو كنت أريدها كملهمة. حقيقة وقتها أنكرت ذلك، وبالفعل لم يكن الأمر حينها كما اعتقدت أو كما هي قالت، لكن بمرور الأيام، تبادرت لذهني أن ردي قد يكون محبطًا لها، - أقصد انكاري للأمر في أن تكون ملهمة - وأنها كانت محقة، فعادة نحن نقول "هذا إلهام رباني" لا أفكر أن أضعها في مقارنة، لكن الواقع "أننا لا شيء بدون القصص والحكايات" ، وهي بالفعل حكاياتي، اذًا (أنا شيء). للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
( اذكر ثلاثة أشياء بجوارك ) | نبوءة حب | مقهى المدائن | 41 | 04-15-2022 09:06 AM |