يوم أمس, 01:16 AM
|
|
التهادي
سلسلة الاخلاق الاسلامية / التهادي
يقول الشاعر :إنّ الهديّة حلوةٌ ... كالسّحر يختلب القلوبا تدني البعيد عن الهوى ... حتى تصيّره قريبا
الهدية وما أدراكم ما الهدية خاصة بين الأزواج فكم كان لها أثر السحر فى إزالة خلافات وتقريب وجهات النظر ومحو اى شقاق .
بل وأنقذت البعض من طلاق مؤكد والعياذ بالله .وكم لعبت دوراً فعالاً بين الأصدقاء عندما يتهادوا فبها يشعر المرء بالتقدير والإهتمام .وكم ساهمت الهدايا قديماً فى ترابط الجيران وتوادهم .ونتذكر جميعاً فى الأعياد والمناسبات الدينية الجميلة كشهر رمضان المعظم
عندما كان جارك يطرق عليك الباب حاملاً طبقاً من الطعام أو مخبوزات العيد .وبالطبع كانت الهدايا يتم تبادلها بنوع من الحب والسرور والمودة .وكانت الهدية من الوالد أو الوالدة لها شكل آخر فكم كنا نسعد بها وأى سعادة فمن منا لم يحتفظ بأول ساعة من أبيه ومن منا لم يحتفظ ببعض اللعب من أمه .
والهدية ليست فى قيمتها المادية على الإطلاق ولكنها تحمل قيمة معنوية أسمى وتحمل رسائل الحب بين الناس كما جاء فى الحديث النبوى الشريف تهادوا تحابوا " حديث حسن وقد تكون هديتك غالية الثمن ولكنها تخلوا من المشاعر الطيبة والحب فى الله .
ونحن نعانى هذه الأيام من البذخ الشديد فى شراء الهدايا والتفنن فى طرق تقديمها مما يجعل الأمر سفهاً واضحاً .كما لا يصح قبول الهدية من أشخاص لا نعرفهم أو يتم تأويل الرشاوى على إنها هدايا ونبرر ذلك ب " تهادوا تحابوا " !!!والحلال بين والحرام بين والمؤمن كيس فطن يستطيع الحكم على الأمور وتمييزها .ومما يلفت النظر هذه الأيام ظاهرة غريبة دخيلة على مجتمعنا الإسلامى ألا وهى ظاهرة إنتظار رد الهدية وهنا تفقد الهدية معناها الأصيل الذى دعى إليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من كونها سبيل المحبة وطريق المودة .وأصبحت الهدية فى هذه الحالة مفتقدة لمعانى الخير والرغبة فى نشر المحبة كإفشاء السلام بين الناس .وأغلب الناس إلا من رحم ربى قد يطلبون الرد بشكل صريح وهنا أصبحوا من أصحاب المن والأذى والعياذ بالله .فقد يكون مستلم الهدية غير قادر على الرد أو تعثرت حالته .فلا يليق هذا الخلق على الإطلاق .وخلاصة القول يجب أن نخلص النية لله عز وجل عند التهادى رغبة فى نشر المودة بيننا وبين المسلمين .وليس شرطاً أن تكون هدية مادية باهظة الثمن ولكنها من الممكن أن تكون هدية معنوية تساوى كنوز الأرض كرسالة دعوية ترقق قلوب قاسية أو كلمة تنزل برداً وسلاماً على صدر مبتلى ... إلخ وهديتى لكم جميعاً هى دعوة إليكم بظهر الغيب بأن يظلنا الله بظله يوم لا ظل إلا ظله وأن يرزقنا وإياكم الحسنى وزيادة .اللهم آمين
أقوال فى التهادى :
من القرآن الكريم : وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً (البقرة 4
من السنة المطهرة : أجيبوا الداعي و لا تردوا الهدية و لا تضربوا المسلمين )
الراوي : عبدالله بن مسعود رضى الله تعالى عنه
المحدث : أحمد شاكر
المصدر : مسند أحمد الصفحة أو الرقم : 5/322
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
السلف الصالح :
رويت في السنّة المشهورة البركة أن الهدية في الأخوان مشتركة ابن عباد
للهدايا من القلوب مكانٌ وحقيقٌ بحبّها الإنسان أحد الحكماء
ما استرضى الغضبان، ولا استعطف السلطان، ولا سلبت السخائم، ولا دفعت المغارم، ولا استميل المحبوب، ولا توقى المحذور بمثل الهدية الفضل بن سهل
من وهب هبة لغير ذي رحم فله أن يرجع ما لم يثبه سعيد بن المسيب
ثلاثة أشياء تدل على عقول أربابها : الكتاب يدل على عقل كاتبه، والرسول يدل على عقل مرسله، والهدية يدل عقل مهديها عبد الملك بن مروان
|
|
|
للمزيد من مواضيعي
|