آخر 10 مشاركات |
روابط تهمك | القرآن الكريم | الصوتيات | الفلاشات | الألعاب | الفوتوشوب | اليوتيوب | الزخرفة | قروب | الطقس | مــركز التحميل | لا باب يحجبنا عنك | تنسيق البيانات |
|
"بقعة ضوء" ( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص") |
( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص")
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
قراءة بُشْرَى لنص القصّة ( صفقة عادلة ) للكاتب المهندس
.
. صفقة عادلـــــة القصّة التي حازت على المرتبة الأولى في فعاليـــــــــــة فرسان القصة أتشرف وبكل فخـــــــــر أن أرى نفسي في قراءتها المتواضعـــــــة الأدب الذي ينبثق من بين أناملك مهندسنا لهو عظيم ، عميق ، يضاهي الدرر أدبٌ قصصي داهشٌ للقارئ ..ماتعٌ للروح ، حريٌّ به أن يُقْرَأ ويدّرس أبدأ قراءتي : العنوان : (صفقة عادلة ) جاء العنوان علامة لغوية فارقة يتسلّحُ بها الكاتب من أجل جذب القارئ . حين نقرأ العنوان نقف على عتبة النصّ . لا شكّ أن المهندس يمتلك مفتاح بوابة نصوصه القصصية . العنوان جاء على بُعد لغويّ إنسانيَ . أحدث فينا الشوق للمضيّ في التفاصيل العميقة . تحضرُ تساؤلات لاهثة لاهبة ماذا تعني الصفقة ؟ وهل خرجت عن معناها المالوف ؟ أم وظفّها الكاتب في مواطن القصّة بما يعكس ذكاءه ؟ العادلة تبعث الطمأنينة في نفس القارئ ( نهاية المطاف سيكون العدل قائماً ) . فكرة القصّة : هي فكرة مستمدة من الواقع ، جاءت سلسة واضحة وبنفس الوقت معقدة من حيث أحداثها المتصاعدة ، الفكرة بناها الكاتب على أحداث قويّة أبرزت عمقها وأسلوبه السهل الممتنع ، تظهر وكأنها مألوفة ،لكنذها في الحقيقة محبوكة بطريقة محترفة فيها الابهار . تتحدث عن واقع الزوجة التي تعاني من معاملة الزوج السيئة ،فتبحث عن طريق الخلاص ، بشتّى الطرق ،النتيجة أن تبتعد عن الواقع الذي يتسبب لها وجعا وندما يوما بعد يوم . الخلاص من زوج ناقمٍ حاقد على كل أنثى ، عقدته في الحياة الخيانة والتي تركت في نفسه الكراهية لكل أنثى وإن كانت بريئة . الشخوص : انتقاء الشخوص لم يكن عفوياً بل جاء في حكمة بالغة ، يعكس وعي الكاتب ( المهندس ) أنّ الشخوص من اركان القصة الأساسية والفاعلة من اجل صناعة الحدث . الاصطفاء جاء من باب الخبرة الواعية والتي تتمثل في فكر الكاتب في الأسماء المختارة لهم : لميس : الأنثى الناعمة الملمس بمعنى الرّقة . حازم : من الحزم في الأصل هي صفة إيجابية لكن هنا جاء بمعنى الشدّة . عادل : من العدل ( اسم المحامي وهو عادلٌ في صنيعه . منى : من الأمنية وما تطمح إليه النفس من الرغبات ( الصديقة المخلصة التي أعطتها خيط الأمل ) الشخصيات الرئيسة جاءت كما يلي : الشخصية الرئيسة هي ( لميس ) والتي يدور محور القصة حولها ، الفتاة الشابة الجميلة ذات العلم المتميز والقبول الاجتماعي عند الكادر التعليمي ، بمعنى أنها فتاة يتمناها أي رجل ، علم وجمال وخلق . -شخصية الزوج ( حازم ) الشخصية الثرية التي يحمل في داخله عقدة نفسية نتيجة لتجربة سيئة مرّ فيها وعلى أساسها كانت معاملته السيئة لزوجته لميس رغم أنّها أخذته عن حبّ بعدما ضاع حلمها بين يديه . -شخصية المحامي ( عادل ) العدالة القضائية وحنكة الحل كانت في أدائه وخبرته وإنسانيته ، في مجال القضاء والمحاكم . الشخصيات الثانوية تمثلت في : *السكرتيرة *الصديقة المخلصة منى * شخصية الصديق ( صديق عادل ) ، فهي شخصية أدت دورها في اقناع حازم بفصل جواز السفر، وأقنعت القارىء بأن حازم في أيد أمينة . * الطفلة ذات الثلاث سنوات ( كانت بمثابة العقبة في طريق قرار لميس في الهروب والانفصال ) تبرز هنا عاطفة الأمومة والتضحية . على هامش هذا المصير : واقع كل أمومة تضحّي من أجل أبنائها بمعنى تصبر على الألم والإهانة والذل ، لا أن تترك أبناءها لغيرها وتنفصل عنهم . وهناك صنفٌ يسلك طريق المحاكم والطرق الوعرة والعاثرة من الأمهات ليطالبن بأبنائهن عن طريق القضاء ، خلاصاً مما هنّ فيه . الشخصيات متكاملة ذات أدوار محوريّة في القصّة ،سواء كانت رئيسة أم ثانوية . الزمن : جاء الزمن في مراحل السرد وتسلسل الأحداث بشكل مرتب ، _عمرُ الزواج كان خمسة سنوات _عمر الطفلة ( ثلاث سنوات ) _شهر : جاء تكرار الزمن شهر في موضعين الموضع الأول : بداية السرد ( قبل شهر... (أخبرتكِ مراراً وتكراراً ... إن أردتِ العودة إلى أهلكِ، فدونكِ الباب، لكن ... وحدكِ! تفهمين؟ ) الموضع الثاني : شهر الانتظار مابين عقد الصفقة مع الشركة ومابين صدور جواز السفر للطفلة . لعبة القانون في نجاة لميس من واقع حياتها ، ونجاتها مع طفلتها شهر من انتظار حازم لتحقيق حلمه كلاهما ينتظر بعد شهر الانتقال لحياة مختلفة بواقعها وحلمها وإن اختلفت الدوافع لكن تبرز الحاجة الإنسانية ( عند لميس الاستقرار والأمان والتخلص من الخوف والقلق ) الحاجة البشرية عند زوجها ( هي طبعه الأنانية والطمع في نفسه ) مشكلتك بأنك لا تطالع الصحف يا حازم، والأمر لم يتجاوز سوى إعلان في صحيفة، وزيارة للسفارة، وصورة شخصية، واستخراج بدل فاقد بعد دفع الغرامة والرسوم .. وانتظار شهر كامل ). _ ساعات اللقاء في الفندق ( الساعة الخامسة ، الساعة التاسعة ...) المكان : ميدان المكان في القصة جاء عاكساً لنا خبرة الكاتب في الأماكن المذكورة في القصة والتي يرتادها رجال الأعمال مثال : - تايوان تمثل أكبر اقتصاد ومصنع لرقائق الحواسيب المتطورة في العالم بمعنى مدينة متقدمة في مجال الاتصالات . والمدينة التي فيها المطار اسمها فعلاً ( تاويوان ) ( معلومة حقيقة اكتسبتها من القصة ) -كندا البلد الذي يحتضن كل من يبحث عن ملجأ وهنا هو بلد لميس الأصلي الذي عاشت فيه . -بهو الفندق مكان انعقاد الصفقة . الأحداث : الأحداث جاءت متنامية ، تتصاعد بشكل متسلسل وبمنطق زمني يقبله العقل ، من لحظة ارتباط لميس بشريك حياتها حازم ، المعاناة التي صبرت عليها طيلة فترة عيشها معه ، فكرة الإنجاب طفلة واحدة ( يدلل أنها اكتفت بها بعدما اكتشفت أمره بمحض الصدفة أن لديه عقدا تجاه كل أنثى من باب التشكيك والظنون السيئة بها . لغاية اللقاءات المرتبة مع صديقتها منى والمحامي عادل للمضيّ بإجراءاته القانونية ليخلّصها من واقعها . والمخطط الذي دبّره عادل تأرجح ما بين نيل حازم مُناه وحلمه في شراكة المصنع الذي سيبني عليه تطوير شركته الصغيرة ومستقبله التجاري . وما بين نجاة لميس من زواجها الفاشل مع من أحبته وندمت على ذلك باصطحاب طفلتها الصغيرة . _ برز ذكاء المحامي في إبرام صفقته الإنسانية العادلة بين الطرفين . العقدة والصراع : ذروة الحدث والتي تمثلت في خوف لميس من فقدان طفلتها تحت الوعيد والتهديد الذي كانت تتلقاه بعد كل شجار بينهما وبين المأساة التي يتعمد فيها إيذاءها مرارا وبقائها قيد هذا المصير ، البحث عن خلاص دون خسارة ابنتها . الشعور بالندم بعدما سيطر على كل مشاعرها وغيّب كل مشاعر الحب أمام الأمومة وأمام الظنون والتشكيك في أمرها . لا شك أنّ الكاتب هنا حاول أن يصوّر الحالة السيئة التي سيطرت على الزوجة المظلومة أمام دوافع للإيذاء كانت مجهولة ، وتم العثور عليها من خلال مذكراته المدونة قبل سنة من ارتباطهما . لميس كانت ضحيّة لشخصية مهزوزة شكّاكة ومن أهم صفات هذه الشخصية سوء الظن المستمر بالأفعال أو الأقوال التي تصدر عن الآخرين، وبدون أي حجج أو براهين مقنعة. الحذر المبالغ من الآخرين، وعدم الثقة بهم، وتوقّع الأسوأ منهم مثل الإهانة والظلم والغدر والخيانة. الحساسيّة الزائدة، وافتعال المشاكل بشكلٍ سريع وعلى أبسط الأسباب . الحل : تمثل الحل في الطريقة التي فكر فيها المحامي عادل بعقد صفقته الذكية ليحقق مراد الطرفين ( لميس وحازم مستعينا بخبرته في مثل هذه الشخصيات وما الذي يرضي غرورها ، وبلبي احتياجها الإنساني ) الحل لم يكن مألوفاً بل جاء مبتكراً وذكيّاً مظهرا حنكة الكاتب في إيجاد حلول أمام القارئ في مثل هذه المواقف . اللغة : تناوب أسلوبا السرد والحوار .. مقدمة الكاتب جاءت سردية في حديثه عن لميس وعن طبيعة شخصيتها كما جاء في العبارات الوصفية الآتية : - لم تكن (لميس) مجرد فتاةٍ جميلة، يتغزل بها طلاب الجامعة، بل إن تفوقها زاد شعبيتها حتى عند الدكاترة، الذين ما فتئوا الثناء عليها بعد كل نهاية فصل جامعي. -الليل نهار خجول، وبين سكونهِ وضياء القمر قصصٌ يرويها البشر، وتشهد عليها النجوم. -ودق السماء يثير بداخلها شجناً وحسرةً على حلمها الضائع معه، منذ أن وقعت في براثن عشقهِ، والشوق ولواعجهِ، ورفعت الراية البيضاء أمام قلبها لغة الحوار جاءت موفقة حدّ الدهشة في الانتقال ما بين قول وآخر ، دون أن يشعر القارئ بوجود فجوة انتقالية من شخصية لأخرى . جاء مفهوما واضحا سلساً متناغماً منظّما ، راعى في التنظيم الكاتب علامات الترقيم للفصل مابين قول وآخر . ( الحوار الخارجي ) هنا هندسة الحوار مشهود لها بسطوره الانتقائية ومفرداته المتقنة المناسبة في البدء وختم القول والغاية منه . (الحوار الداخلي ) يتمثّل في نفس لميس وذكرياتها التي تتناوب في نفسها كلّما حرّكها شعور الندم والألم .( حديث نفسها في التفكير الصامت كيف تتخلص من مصيرها الملعون مع زوجها حازم . التصوير الفني : متمثلاً في التشبيهات والتصوير الجمالي أظهر الكاتب مقدرته اللغوية والبيانية في الإتيان بمفردات وتعابير وتراكيب لغوية تفي بالغرض المراد إبرازه وإظهاره في وصول الأحداث لغاياتها من الحلول والنهاية . وظّف الكاتب الكثير من الصور التي أكّدت لنا تمكّنه الأدبي الخالص في مواطن كثيرة منها : - حملت طفلتها ذات الثلاثة أعوامٍ، وحقيبة سفرها، وعبراتها تتطاير مع رياح الحسرة على سنواتها البائسة معه استوقفت سيارة أجرة، وقفزا داخلها، وبكلماتٍ اعتراها الخوف والقلق . عبراتها تتطاير ( مشهد تصويري للغة البكاء لكن بطريقة أجمل من التعبير المباشر ) بكلمات اعتراها الخوف والقلق ( تصوير حالة لميس وسيطرة مشاعر الخوف والقلق متجسّدا بتعبيرها وتعثرها في الكلام . - انفرجت أساريره ( تعبير مألوف عن السعادة لكنّ الكاتب وظفّه في موضوع مناسب ويخدم الحالة التي عاشها حازم ) - صوّر التفاصيل الدقيقة في لقاء عادل وحازم في الفندق مثـــــــــــال : - ( أعرفك بنفسي .. المحامي/ عادل ) ثم اعتدل في مقعده، وبكل هدوءٍ قال له: ( أنت هنا .. من أجل الصفقة التي أرسلناها إليك قبل شهر .. صحيح ؟ ) ( بكل تأكيد .. وقد قرأت عرضكم، وحقيقة أسعدني أن اخترتم شركتي رغم صغرها .. و .. ) قاطع حديثهما اتصال هاتفي، فرفع ( عادل ) يده، وتوقف ( حازم ) عن الحديث .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أُجْمِلُ قراءاتي في إنصاف هذا النصّ الذي أعطانا أنموذجا قصصيا فاخراً من حيث اكتمال عناصره وتوظيفه للغّة العميقة ، وصفاء انسكابها . المهندس القاصّ الفاخر بنبضه الأدبي الوفير ، أشكرك على هذه الحصافة اللغوية وماكن السكب . دامت روحك وجَمُلَ فيها المكان . انتهيت بعدما غرقت بجمالها ومتعتها . بُشْرَى القّصة تجدونها على هذا الرابط https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=16216 للمزيد من مواضيعي
الموضوع الأصلي :
قراءة بُشْرَى لنص القصّة ( صفقة عادلة ) للكاتب المهندس
-||-
المصدر :
-||-
الكاتب :
بُشْرَى
المصدر: منتديات مدائن البوح |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صفقة عادلة ( قصة قصيرة ) | المهندس | قناديـلُ الحكايــــا | 10 | 10-29-2024 01:15 PM |
قراءة في رمزية المهندس | الْياسَمِينْ | مقهى المدائن | 6 | 10-05-2024 09:01 AM |
قراءة في بارانويا لـأ. المهندس | الْياسَمِينْ | "بقعة ضوء" | 4 | 09-19-2024 08:40 AM |
قراءة الكاتب المهندس لقصة ( البواب ) للكاتب صالح بحرق | المهندس | "بقعة ضوء" | 6 | 06-14-2024 06:18 PM |
قراءة الكاتبة عطاف المالكي للنص ااقصصي دمية للكاتب المهندس | عطاف المالكي | "بقعة ضوء" | 8 | 06-11-2024 11:39 PM |