حين يأفل الحلم

حين يأفل الحلم

حين يأفل الحلم متعبة أنا .. وكأن الكون قد ضاق بي ذرعا وأمسى متأففا مني فلا هروب لي مني إلا إلي .. وحدي هنا في ملكوت الغياب فلا يد تربت على كتفي إلا يد الصقيع .. ولا عين تراني إلا أحداق السكون .. ولا همسة تجبر انكساري إلا همهمات الصمت . هكذا أنت أخرجتني من حقولك سنبلة يعبث الموت باخضرارها بعد أن كانت فاتنة الحقول ! تلقيني تارة هنا والأخرى هناك .. وتصنع مني بائسة على قارعة الطريق تقطع المسافة اللعينة دون أن تتقدم خطوة واحدة . يا لسخافتي حينما كنت أتدثر ببردة بيضاء وأبحث في فضاء أحمق حرف يقال له : الحاء لألحق بآخره الباء ذلك الغبي الآخر ! وما كنت أعلم أن هذا الهراء لا ينبت فوق أرض صلدة أكل الملح عليها وشرب . لماذا تجبرني أن أحترق كي أضيء قلبك المعتم أصلا ؛ لتستمتع أنت بذوباني في قاع الشمعدان وأن أسقي بساتيني بدمعي ؛ كي أحتسي خبز السعادة بريقك النتن . لا أدري كيف استطعت أن تسقط الحلم من أعالي السماوات إلى حضيض الثرى ؟ كيف استطعت أن تصنع من التضحيات خنجرا مسموما يرتد إلى خاصرتي فيمزقها إرباً إربا ؟ ألست من كنت تقول : إن ابتسامتي هي شروق فجرك الجديد ! ألست من كنت تقول : إن نظراتي إليك هي صورة الكون المصغرة التي تشاهد من خلالها حياة الخلود ! ألست من قلت : سأفرش لك قلبي بساطا ؛ لتدوسي عليه وبدلا عن ذلك دستني فاعلم إذا أنني قد خلعتُ جلبابكَ إلى الأبد وإني على استعداد لأموت من الصقيع خير من دفء قلب غير سوي . —————— سارة حصري للمدائن

للمزيد من مواضيعي