المكتبة الأدبية ونبراس العلم ( الدروس التعليمية والتربوية ) |
( الدروس التعليمية والتربوية )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
رواية لوعة الغاوية
بين يدي الآن رواية للكاتب والروائي عبده خال
بعنوان ( لوعة الغاوية ) سأشرع في قراءتها من هذه الليلة وقبل اقتنائها كنت قد اطلعت على قراءة انطباعية من الأستاذ وليد الكاملي نشرت في صحيفة عكاظ بتاريخ السبت / 12 / شعبان / 1439 هـ السبت 28 أبريل 2018م وإليكم هذه القراءة كما أتت في مصدرها : لوعة الغاوية وليد الكاملي أحب دائماً وبعد قراءة كل رواية أن أكتب عنها. وما أكتبه حتماً ليس نقداً علمياً فأنا لست متخصصاً في ذلك وفي المقابل حتماً ليس تطبيلاً لكسب ود الكاتب، ولا أدري لماذا نخندق الأمور هكذا ونضعها في خنادق التطبيل والتزلف و و و... عموما «ما علينا». الرواية التي انتهيت منها الآن هي «لوعة الغاوية» للأستاذ عبده خال، وما زلت حتى الآن - لحظة كتابة هذه الكلمات - أسأل نفسي عن النّفس الكتابي الذي يحمله عبده خال الذي بدأ روايته هذه بإهداء خاص لقلبه الذي أنهكه راجياً منه أن يقبل اعتذاره وأظن أن الإهداء هنا لم يأتِ صدفة أو أنه جاء لقاء ظرف ما بقدر ما هو - حسب اعتقادي - إيحاء لكل قارئ بأن يعتذر لقلبه بعد هذه الرواية الممزوجة بالكثير من الأفراح التي لم تفارقها الأحزان. لوعة الغاوية التي دارت أحداثها ما بين مدينة جدة والقرى النائمة على الشريط الحدودي مع دولة اليمن تفرد ببطولتها «مبخوت» الذي لم يلقَ نصيباً من اسمه فحظه أسود؛ ولذلك عاش جل حياته إن لم يكن كل حياته يتدحرج من خسارة إلى هزيمة متكئاً على قلبه الأبيض الذي تجلى في «حنيته» المفرطة التي كادت تعرضه للموت - في أحد فصول الرواية - وذلك بسبب خوفه على طفل «حوثي» انتهى به إيمانه للانضمام إلى كتائب القتال التي تحارب وطنه على الشريط الحدودي حيث اضطر «مبخوت» للانضمام إليهم حين كان يبحث عن عشقه في جبال صعدة. والحب إجمالاً كان هو البطل الخفي لهذه الرواية حيث إنه كان حاضراً في كل الفصول كما لو أنه محور حياة وليس مجرد قصة عابرة. كمخرج سينمائي شرعت أقرأ الرواية وأتخيل تجسيدها على أرض الواقع وكم شعرت أنه من السهل جداً أن تتحول «لوعة الغاوية» إلى فيلم سينمائي «سعودي» خاصة وأن عبده خال حاول هذه المرة أن يكون بعيداً عن الإيحاءات الجنسية التي تتردد كثيراً في رواياته، بل إنه أبدى حساً وطنياً جميلاً تجلى في الأجزاء الأخيرة من الرواية التي أيضا كان الحب فيها بطلاً عظيماً لمعشوقة أعظم تتجلى في الوطن وترابه الذي وقف أبناء القرية يداً بيد مع قوات حرس الحدود يدافعون عنه بكل حب وحمية. طبعاً، كان من الواضح والجلي أن عبده خال الذي ترك الشريط الحدودي «مسقط رأسه» وانتقل إلى مدينة جدة للعيش هناك استفاد كثيراً من إدراكه بتفاصيل الجغرافيا وسيسيولجية الحياة في كل مكان ورد في الرواية؛ ولهذا أبدع في تصوير المشاهد إبداعاً ليس غريباً على «خالنا عبده». بيد أنني وقفت أمام مشهد شعرت أن الراوي الذي بدا أنه درس كل شيء قبل الكتابة نسي أن الأعمى يعتمد كثيراً على حاسة اللمس وأنه - حسب ظني - لن تنطلي عليه فكرة قطعة لحم على أنها جزء من جسد أنثى، وكأني بخال يمارس الغرائبية التي تقوم على «رسم القاص تفاصيله رسماً موغلا في البساطة والألفة مما يزيد من حدة الاصطدام بالغريب والمستحيل الحدوث حين يجاوره ويتداخل فيه» كما هي الواقعية السحرية حسب ميجان الرويلي وسعد البازعي في دليل الناقد الأدبي. وهذه حتماً رسالة أدبية توحي بأن المألوف الذي نراه ونحياه فيه قدر كبير من الغرابة. لعبت الذكريات دوراً مهماً في الرواية لكنها أفضت بعض الشيء إلى «التكرارية» وبالتالي طول الرواية الذي لا يتوافق مع عصرية القارئ الذي أثار غضبه زيادة أحرف موقع التواصل «تويتر» من 140 حرفاً إلى 280. ولا أظن أن أهمية القارئ بوصفه أحد أركان العمل الإبداعي تغيب عن روائي بحجم خال. بكل أمانة أغبط عبده خال على روحه الكوميدية التي لم تخلُ منها الرواية حيث يكفي أن يخطر ببال الكاتب أن يختلق كذبة - على لسان إحدى شخصيات الرواية - كمشاركة تنظيم القاعدة في الحرب وهو يظن أن الملا عمر يعمل قائد حافلة لدى أسامة بن لادن. هذه الروح لا يكتب بلغتها إلا «متمرد لذيذ» كعبده خال. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قراءة حول رواية الأمير لواسيني الأعرج | سارة | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | 8 | 07-05-2024 12:15 AM |
"صداع بالقلب" .. رواية قصيرة | أحمد عدوان | قناديـلُ الحكايــــا | 18 | 05-16-2024 06:09 PM |
إصدار رواية .. طائر الكريرية للروائي على المعشي… | النقاء | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | 3 | 07-02-2023 06:47 AM |
رواية مدافن الموت | بُشْرَى | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | 9 | 08-13-2022 02:19 AM |
إصدارات أدبية ( لوعة الأمس ) للأديب والمؤرخ الغيث | الحكيم | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | 19 | 06-11-2022 08:44 PM |