طرفة ابن العبد

طرفة بن العبد

‎طرفة بن العبد، هو شاعر عربي جاهلي
‎من شعراء الطبقة الأولى، من إقليم البحرين التاريخي،
‎وهو مصنف بين شعراء المُعلقات ،
‎بعد أن أتممت قراءة كل مايتعلق به جاءت هذه الأبيات
‎علّ وعسى تنال ذائقتكم



‎أفق من رجام أنت فيه وجلمدِ
‎وخبِّر: أبعد الموت غاوٍ ومهتد؟!

‎وقل لي: أكان الموت، موتَ نهايةٍ
‎أم أنّ حياةً خلفه سوف تبتدي

‎تحدثت عن سفر الحياة وأننا
‎إذا ما قضينا، فالقضا ذاك سرمدي

‎وأنت فتىً دون الثلاثين قد مضى
‎وقلبك للدنيا، وكاساتها صدٍ

‎فهل أنت من بعد الرّحيلِ مجند لا
‎تلاشيا في وادي الفناء المبدد

‎أم أنّك باقٍ في النعيمِ تعبُّ من
‎عطاءٍ كريمٍ في رحاب مخلّدِ

‎سؤال قديم: حيّر الناس والنهى
‎ومازال حتى عصرنا في تجدد

‎" ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى
‎وأن أشهد اللذات.. هل أنت مُخلدي؟"

‎"فإن كنت لا تسطيع دفع منيتي
‎فدعني أبادرها بما ملكت يدي"

‎وقد ضل هذا الخلق أكثره يرى
‎بأنا بُعَيْدَ الموت، من غير ما غَدِ

‎ولكنّ أهل الكتبِ يعتبرونه
‎هو الجسر يُفضي للبقاء المؤبدِ

‎هُمومٌ وأحلامٌ تمور وعاصفٌ
‎من الفكر في أفياء طقس مُلبّدِ

‎أتينا ونمضي دون أدنى إرادةٍ
‎ونحيا ولا ندري مساءً أنغتدي؟

‎فتى العبد لو قد عشت عمرًا لقدتنا
‎إلى عالم الأسرار من غير مقود

‎لصحت بأعلى الصوت: هيا جميعكم
‎سأكشف عن علمٍ بصدري مؤكد

‎نهوّل أمرًا لا نعي نحن كنهه
‎وننسج ثوبًا من خيال ونرتدي

‎ونخشى من المجهول من بعد موتنا
‎فيأتي لنا من شاء صيدًا فيصطدِ

‎يعذبنا في عالم هو قادم
‎إذ نحن كذبناه أو لم نؤيد

‎فتى العبد، أبدعتَ القوافيَ يافعًا
‎فجاءت بيانًا كالجُمان المنضَّد

‎يضيفون للبحرين إسمك إنما
‎" لخولةَ أطلالٌ ببرقة ثَهمد"

‎"ستبدي لك الأيام ما كنتَ جاهلًا
‎ويأتيك بالأخبار: مَنْ لم تزوّد"

‎معلقة سارت كما الصبح والضحى
‎بها نهتدي طول القرون ونقتدي

‎تألق فيها البحر والرمل، فانجلت
‎بلون أصيل، فيه نفح التجدد

‎وخاطبت فينا العقل والقلب إنما
‎بهذين نعلو بالبناء الموطّدِ

‎ومن كتب الشعر الرفيع فإنه
‎سيبقى لآماد وأبعدِ أبعدِ

‎لأنّ القوافي صورةٌ تعكس الألى
‎وأحوالهم في الجمع أو في التفرُّدِ

‎تسطّر ما حاز الأوائل قبلنا
‎وما بلغوه من تلادٍ وسؤدد

للمزيد من مواضيعي