سجين بلا قيود ..!

سجين بلا قيود ..!

أميل إلى أن الإنسان يصنع قيوده بيدية ، ويجعلها فلسفة بعقله .. وديناً بقلبه ، معتقدين أن في القيد صمتاً ..وفي الصمت سلامة وأمناً ..!!
.
وهذا يطرح سؤال قد تم طرحه سابقاً ..
هل هناك مجتمع بلا قيود ؟؟
وهل هناك حرية مطلقة ..؟؟
اعتقد أن الاجابة كانت الاستحالة ..
وهذا ما جاوب عليه كثير من الادباء ..بمناسبة ذكر الادباء ..الا تلاحظون أن الجميع أصبح أديباً ومتفلسفاً ومتحدثاً وملماً بكثير من المعارف والخبرات ..هل وجدت من يقول لا أعلم او ابحث أو انصت حتى أتعلم ...وقد أكون أنا ممن يخط هذا الحرف منهم ..!!
.
قالت لي أحد الأخوات الصغيرة في عمرها ..قد ألفت انا وزميلات لنا في الجامعة رواية ..وهي خليط من التجارب والأحداث التي شاهدناها وعاصرناها في مجتمعاتنا ..!! سالتها ..أنت تتحدثين بصيغة الجمع ..قالت نعم فقد تم تأليف الرواية من قبلنا نحن وعددنا سبعة ..وهناك مشرف تشرف على تهذيب وتنقيح الرواية ..!!
.
ماهي مرجعيتكم الأدبية والثقافية ..؟؟ لا جواب ..ماهي دراستكم بعيدة كلياً عن الأدب وفن الرواية ..ماهي ورش العمل حتى تقفزون هذه القفزة بتأليف مثل هذا العمل ..لا شيء ..فقط وجدوا باب مشرع بدون حسيب أو رقيب ..!!
.
احد الأحبة قال استحدثنا منتدى أدبي أو ملتقى أو مجتمع أدبي في إحدى التطبيقات التواصلية ..نحث الأخرين على القراءة والمعرفة والتأليف ..سالته من أنتم ؟؟
قال خليط من " الأدباء " ..مثل من !! ..سكت ..قلت طيب اعطني نبذة عن مؤلفاتهم أو اسماء نعرفهم في مجال الأدب ..سكت أيضاً ..وختمتها معه ..هل تعرف متى يكون الأنسان " أديباً " أو لمن يطلق مصطلح أديب ...شرد كثيراً بذهنه ..وغير الموضوع ..؟؟
.
قد يقول أحدكم هذا لا يشجع على شيء ..يمكن هذه مشكلة أعاني منها ...لكن أنا اتأمل ولا أريد أن اضيع وقتي مع اجتهادات أو نزوات تعتري البعض وأجد نفسي في خضم هذه المشاهد ثم أشتم واسب واعاقب هذه النفس على تصرفاتها ..
.
نعم نحن نرى ما نفعله لكننا لا نرى لماذا نفعل هذا الفعل أو هذا السلوك أو هذا النمط ..نذلك نحن نقيم الأفعال ولا نقف عند المسببات التي خلقت هذا الفعل وصنعته ..!!

ليست مشكلتي أن تالف أو تتفلسف أو تتشدق بكلمات عن ارسطو وافلاطون وسقراط والعقاد والجاحظ وكثير عزة ...بل مشكلتي ما جنيت أنا عندما تصب كل هذه الفراغات التي حفظتها على رأسي ..واقولها وعن واقع قد عشتها وعين شاهدته وفكر عاصره ولامسه ..أول ما يريد مثل هؤلاء البزوغ ..تمرد على الدين ..وعلى الصلاة وعلى الأحكام وعلى الموروث الديني بذريعة ماذا " الحرية " ..ولو سألته ماهي الحرية لم يجيب عليك ..كلما ضيقت عليه الخناق قال أنا حر ليس لأحد حق الاستجواب ..!!

في الأخير اعتقد أنني معقد كثير بقيود الارتباط والنمط السلوكي القديم وأرفض هذا الاستحداث على الفكر والأدب للصاعدين على منصاته ..!!
.
بالمناسبة ..لم أجاوب على سؤالي ..متى يكون " الإنسان أديباً " .
.
شكرا لوصولك لهذه النقطة ( .) .اخوكم .

للمزيد من مواضيعي