( فن التغافل)

لن أتجمل بالرد وأدعي أني من أصحاب فن التغافل
لأن لكل مقام مقال فالموقف يحتم علي متى أتغافل
ومتى أتغابى !!
وهناك فرق بين التغافل و التغابي
فالبشر يتمايزون فيما بينهم
وقليل جداً من يسمو بنفسه
حتى يقترب من الملائكة المجبولين
على الخير والذين لا يعرفون غيره ،
والسواد الأعظم من البشر إما يرد لك الصاع
صاعين أو يصمت ضعفاً وليس كياسة وكظماً للغيظ بمزاجه
وهناك صنف من الناس وهم قلة يميلون إلى أفعال سماوية ملائكية وتستميلهم الأخلاق فيتقنون فن التغافل ويستطيعون أن يأخذوا بحقهم بهدوء تام
وهناك من يجعجع ويرفع صوته وهو ضعيف
ولكن ينتصر عليه المفتري والظالم بقناع الطيبة الماكرة
وفي النهاية لامفر من زلات وفلتات اللسان
ومن أراد أن يعيش سليماً من الأذى فلا بد له من أن يتغافل عما
يفعله الآخر إذا كان الأمر ليس فيه مضرة ، أي
يتصنع الغفلة ويجعل نفسه كأنه لم ينتبه إلى
ما فعلوا!؟وقد قيل أن التغاضي تسعة أعشار العقل
، ويقال أنه تسعة أعشار حسن الخلق..
وأن الكيِّس العاقل، هو الفطن المتغابي
ولكن إحرص أن تكون غافلاً عن الحق والسكوت عنه
وكن متغافلاً عن سفاسف الأمور
التي لاتستحق البحث في تفاصيلها غير المرغوبة
المهم عن نفسي أكره التغافل عمن يريد أن يستغفلني فبعض البشر
لاينفع معهم إلاّ المواجهة المباشرة(( والعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم ))
يعني هناك تغافل في أمور تحرج الشخص وتوقعه
في الخجل من نفسه كالطالب الذي تفوه
بألفاظ غير لائقة وتصرف المعلم بالتغافل وهذا تصرف تربوي
وما يمنع لو هذا المعلم واجه المخطئ وعلمه
أن ماقام به من تصرفات لاتليق بطالب علم
والأهم مقالة تربوية بامتياز
ودي وتقديري لك
والأهم من المهم
كن متغافلاً ولا تكن غافلاً
وكن متغابياً ولا تكن غبياً

هادي علي مدخلي ,إحساس السكون معجبون بهذا