قطاف السنابل لـ الغيث

ek:
يا ربُّ هذي العينُ تبكي
في محاجرِ طفلةٍ
ضاقت عليها الأرضُ
فانتحبتْ
وحيدَهْ
وعلى كفوفِ الفقدِ أهمَتْ
بالدموعِ سخيَّةً
حتى استحالَ نجيعُها حُمَّى
تُرَتِلُها القصيدَهْ
يا ربُّ واجعلْ حُزنَها نهراً
من الأجرِ العظيمِ
وحفَّها برضاك يا رحمنُ
حتى تكتسي ثوبَ الرضا
والصبرِ
في المِحَنِ الشديدَهْ
يا ربُّ واملأْ قلبها رُشداً
وإيماناً
تفيضُ بهِ ينابيعُ
العقيدَهْ
فالصبرُ يا أختي البنفسجُ
كلُنا قد ذاقَ من هذي
الفواجعِ سهمَهُ
والنفسُ مؤمنةٌ رشيدَهْ
وقلوبُنا أختاهُ قد جاءتْ
مواسيةً لأُختٍ
أنبتَتْ بنفوسنا
أسمى
شمائِلَها الحميدَهْ
فوربُّ هذا الكونِ يا أختاهُ
قد ضَجَّتْ مسامِعُنا
بهذا الخطْبِ واشتعلتْ
وقيدَهْ
وكذا الحنايا حين لامسَها
أليمُ النعيِ أمسى أُنسُها
حُزناً
وآهاتٍ وجيدَهْ
طفِقَتْ تُعزي روحَكِ الثكلى
تُشاطِرُها الأسى والحزنَ
تسبِقُها العباراتُ
الشريدَهْ
حتى الأماكنَ في المدائنِ أصبحتْ
مخنوقةَ العَبَراتِ
بهجَتُها وئيدَهْ
فإليكِ جئنا يا بنفسجُ
مِثلَ قلبٍ واحدٍ
نبضاتُهُ في راحتيكِ
رِضا الحياةِ وصفوَها
نُحيي أخوَّتَنا الأكيدَهْ
جِئْنا نشاطِرُكِ المُصابَ
فكُلُّنا جسَدٌ بِكِ واحِدٌ
إن يشتكي جزءٌ
تداعى في بواقيهِ
العديدَهْ
جئنا نُعَزِّي في أخيكِ
أخٍ لنا
نَرثيهِ فقَداً من مآقينا
السهيدَهْ
جئنا نواسي قلبَكِ المكسورَ
من فقدِ الحبيبِ أبيكِ
أو نورِ الفقيدَهْ
هذا الفقيدُ أبوكِ والدُنا
جميعاً
والفقيدةُ أُمُّنا
فهو الشهيدُ رجاؤنا
وهيَ الشهيدَهْ
أختي البنفسجُ في رِحابكِ
كلُّنا لكِ إخوةٌ
إن ( شاورَتْ ) يُمناكِ
جِئنا لا نُبالي بِالمسافاتِ
البعيدَهْ
ولكِ الدعاءُ الصادِقُ
ألميمونُ
بالتوفيقِ والحُسنى
وأيامٍ سعيدَهْ

الغيث
السبت 19 / 6 / 1443هـ

..