قراءة الكاتبة وردة لــ نص قصة قصيرة لصالح بحرق

قراءة الكاتبة وردة لــ نص قصة قصيرة لصالح بحرق

عدنا من جديد

كينونة أخرى

ملخص النص: يجلس عبد السميع لكتابة سيرة حياته، متذكرا طفولته، وكيف تحول إلى سارق، وراغبا في تجاوزها عبر خلق كينونة أخرى من خلال الكتابة.

تدور فكرة القصة حول استعادة الذكريات، واللجوء إلى الكتابة عن الصبا كمتنفس وهروب من ماض ثقيل أو واقع مُعاش، صنعته ظروف أسرية..
فهل تفلح الكتابة في التصالح مع الزمن، وفي خلق كينونات جديدة؟
وهي فكرة طرحت في العديد من الأعمال الأدبية، بل إنها تعتبر من وسائل العلاج الحديث.

عنوان النص: الكينونة هي مصدر الفعل كان، وتعني الوجود والحياة أيضا، والأخرى أحد شيئين يكونان من جنس واحد، وهما العتبة الأساسية لفهم مغاليق النص.
ويستمد عنوان النص كينونة أخرى وظيفته التحديدية والإغرائية من خلال استثارة فضول القارئ ومحفزا لمعرفة ما تطرحه الحالة الأخرى من بعد مخالف أو موازي للحالة قائمة.

أسلوب النص لابأس به، ويفتقر قليلا إلى الصور الفنية، والتعابير البلاغية، ويشوبه التكرار الكثير لبعض الكلمات كفعل كان الدال على الماضي.

يبرز الزمان والمكان بوصفهما مؤثرين فاعلين في النص، حيث أن انتقال الشخصية الرئيسية من مكان مغلق (الغرفة) إلى مكان مفتوح (الشارع) بصخبه يجسد الذكريات في أدق صورها، أما الزمان فممتد يتنقل بين الحاضر والماضي، ويظهر أيضا في النهاية عبر مساءلة البطل له.

حضور المطر يرمز إلى التطهير ويواكب عملية كتابة السيرة الذاتية، فهو يتوقف في الليل بعد انقطاع البطل عن استعادة الذكريات من خلال الكتابة ونزوله إلى الشارع، الذي هو استحضار عاطفي لمرحلة الطفولة عبر الوقوف في محطاتها القديمة.

تبدو الشخصية الرئيسية والتي نتعرف عليها من بعض أوصافها الجسدية والنفسية والسلوكية، متناسقة مع حبها للكتابة والفكر ( الأوراق والأقلام المتناثرة- الصلعة- البنطال الفضفاض- الغليون- يحب الكتابة)
وتحضر شخصية الأخ ياسر من خلال وصف أعمالها ( كان يلعب القمار- وكثيرا ما كان يسرق متاعي ويكذب على أبي…)
وتستمد الشخصيات الأخرى حضورها المختصر للتعبير عن طفولة عبد السميع المضطربة التي غيرت براءته( الأب اللطيف- الإخوة الفاسدون- غياب الأمر المبكر)
يستعمل الكاتب تقنيتي الاسترجاع لاستعادة أحداث من الماضي، وإضمار للزمن والأحداث
( وأمي رحلت باكرا- ولكن لشيء خفي- وأن سوءا ينتظرني- شعرت بالسوء الشديد وبكيت)

النص أقرب إلى المشهد منه إلى قصة بعناصر مكتملة، ويشكو من عدم تماسك الحبكة نوعا ما ، وأيضا بحاجة إلى إبراز التعبير بصورة فنية ممتعة أو مبتكرة عن فكرة الرغبة في التغيير واستبدال ماض مرتبك أو وواقع ناتج عنه بوجود جديد تخلقه الكتابة.

هذه هي قراءتي لكينونة أخرى
سلمت أخي صالح وإلى المزيد من السرد الشيق

للمزيد من مواضيعي