سعيد

سعيد

لامد طويل ظل سعيد يبحث عن الشي ولايجده منذ تقاعده في الجمارك وهو يحلم بالسفر السفر ليس إلى جهة معينة ولكنه السفر فقط من أجل السفر هنا يشعر سعيد بأنه قد اخلص لذاته وأخذت تدفعه احلام عديدة إلى الانسلاخ من واقعه هذا إلى واقع حر جديد ويعتقد دوما ان حياة جديدة ستكتب له هناك وفي ذلك اليوم الذي عزم فيه على السفر ودع أقاربه وأصدقائه كان يوما شاقا في حياته وهو يوضح لهم سر الرحيل وكانت تواتيه إجابات مبهمة ودواع غير حقيقية ودوما كانت تبرز له المدينة كغول يفترس أمنياته وكانت صور السفن في ميناء الجمارك تشكل سبل الرحيل الجديدة إلى مبتغاها وكان قد أنهى زيارة عمته ولم يتبقى معه إلا جارته الأرملة فتحت له الباب واستمعت إليه وهو يقول:
_ لعل هذا اليوم هو آخر يوم اراك فيه سأرحل يابدرية سأرحل
_ والى أين سترحل ياسعيد
_لا اعلم ولكني سأختفي عن كل شي كان يعرفني
_ ولم تفعل ذلك
_ جميع الناس يسافرون انا الوحيد الذي لم اسافر كم من السفن أقلعت من الميناء وحملت أناس مسافرين
_ هل هناك أمر ما تود أن تسافر من أجله
_ اتصور ان إنسانا ما من مكان ما من العالم ينتظرني لذلك اقول لك وداعا واطلب جوارب الصوف التي تحتفظين بها
_ هل ستسافر إلى جهة باردة
_ ربما
_،اشعر ان هناك شئ ما يخيفك الخوف قد يدفعنا إلى المجهول.
وخرج سعيد من منزل جارته يمشي في دروب تحثه على الرحيل من وطن مشنوق في ذاكرته.

للمزيد من مواضيعي

 

.
.

خسارة لم يكن له من اسمه نصيب من السعادة
سعيد وليس بسعيد ...
قصة جميلة ..
هكذا الحياة لا تعطينا بقدر ما نريد ...
شكرا لأدبك وحضورك ...
الوشم
والتقييم
والنشر مع مكافأة الطرح

أسِيف معجب بهذا

)




سرد بطل
أستمتعت بالمشهد للنهايه ..

دمت