نفحات رمضانية ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ..) |
( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ..)
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
المحافظة على المكاسب ..
المحافظة على المكاسب…
✍ الطاعة ليست بالأمر الهين فهي ثقيلة وشاقة على النفس ، قال تعالى : " إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا " وقال سبحانه عن الصلاة : " وَإِنَّهَا - أي : الصلاة - لَكَبِيرَةٌ - أي : لشاقة - إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ " ولو لم تكن كذلك لرأيت النّاس كلهم على استقامة تامة ، ولكنهم يتفاوتون في فعلها قلة وكثرة ، والتزاماً وتركاً ، ولكن من تذكّر الجنّة والثواب هان عليه كل شاق . ومن فضل الله على عباده أن يهيئ لهم بعض المواسم لتنشط النفس في الطاعة بأسباب كثيرة ، منها : البيئة المعينة ، ومنها الزمان الفاضل ، والمكان الفاضل ونحوها . واليوم يخرج المسلمون من موسم عظيم مبارك ألا وهو موسم رمضان ، وفضله وحال الناس فيه لا يخفى ، وأريد هنا أن أذكر نفسي وإخوتي : ( بالمحافظة على مكتسبات هذا الشهر ) ففي رمضان - خصوصاً العشر الأواخر منه - نشطت كثير من النفوس ، وأقبلت على الطاعات أكثر من ذي قبل ، وهذا الأمر فرصة عظيمة للإستمرار على جزء كبير منها بعد رمضان . فالنفس الكسولة تصحّح عندها أنها غير قادرة بما رأت من نفسها من الإقبال على الخير . وتصحّح عندها إنّ بإمكانها تحافظ على الصلاة في جماعة ، وقيام جزء من الليل ، وتفريغ الوقت للتلاوة ، وتعويد اللسان على الذكر والجلوس للمناجاة ، ومخالفة شح النفس بالصدقة ، وحفظ الجوارح ونحوها من ميادين الأخير . هذا التعوّد والعمل فرصة كبيرة للإستثمار والسعي للمحافظة على هذا المكتسب . * من قال لك أنّك لا تستطيع المحافظة على صلاة الجماعة ! * من قذف في روعك أنّك لستَ من أهل القيام ! * من لبّس عليك أنّك لا يمكن أن تكون من أهل القرآن ! * من أوهمك أنّ بينك وبين الذاكرين بوناً شاسعاً ! 🌾 يامؤمن...نعم أنتَ يامؤمن - أنتَ أريد لا غيرك - أيقن أنّك : أنت المصلي . وأنت القانت . وأنت التالي . وأنت الذاكر . وأنت المطيع لربك... أيقن أنّك أنتَ العابد الحق ، والمستقيم الصدق . وأنت الذي تطمع في جنة عرضها السموات والأرض ، استثمر هذا الحال الذي كنتَ عليه ، وزد استقامة وفعلاً للطاعات . 🌱 نعم لن يكون الحال كالحال في رمضان ، ولكن استمر على الخير الذي اكتسبته فيه ، فهو فرصة عظيمة وقد تعوّدت النفس عليه . ستضعف النفس إن لم تحافظ على هذا . ستضعف عن الجماعة والصلاة في وقتها إذا تكاسلت . ستضعف عن فتح المصحف ، ستضعف عن الذكر إذا لم تستغل هذه الفترة وتحافظ على هذا المكتسب دون أن تُعطيها فرصة الكسل . ألزمها هذه الطاعات - وهي سهلة وقد كنتَ من أهلها - ⚡ ذكرّها بالأجر . ⚡ ذكرّها بأنّ هذه الطاعات هي ( الخير كله في دنياك وآخرتك ) ⚡ ذكّرها بأنّ الحياة قصيرة والموت يأتي بغتة وأنّه لن يكون مع المرء في رحلته الطويلة - والطويلة جداً جداً في قبره إلا العبادات - . ⚡استعن بالله وكن كثير اللجوء إليه . ⚡ هيئ لك بيئة صالحة ولا تُجامل في هذا . 🌴 همسة أخيرة : من كان مقصراً في رمضان بإمكانك التدارك ، فالله يُعبد في كل زمان ، وكم من أشخاص كانت استقامتهم بعد رمضان . اللهم تقبل منّا وزدنا من فضلك وإحسانك وثبتنا جميعاً على ماتحبه وترضاه . * للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|