قراءتي لـ( … ما قطع) أ. المهندس

قراءتي لـ( … ما قطع) أ. المهندس

هنا الومضة القصصية على هذا الرابط
https://www.boohalharf.com/vb/showth...917#post359917

قراءتي لومضتك ….. ما قطع

تختلف القراءات وتتنوع للنص الأدبي الواحد. وقد يشتط القارئ أويتساهل *في تأويله. لكنها تظل على العموم تجربة وجدانية يشارك فيها الكاتبَ شعوره وأفكاره. ومن ثم فإن الغرض من الإبداع الأدبي ليس الغموض في حد ذاته، وإنما جمالية الغموض الملغمة بالشحن الدلالية المتجددة. لذا يحرص الأدباء على زرع إشارات في نصوصهم لتقوم بإرشاد المتلقي ليفجر المعاني ويقتحم بحر الدلالات.
*
إن عنوان النص البادئ بالنقط والمنتهي بعلامة تعجب يحمل دلالة الاستغراب. ويشير إلى نتيجة أخيرة لا يهم ما قبلها. ما دامت هي الغاية. وذلك ما يثير حيرة المتلقي ويفتح الباب على مصراعيه لفيض من التأويلات. قد تتفق مع مراد الكاتب أو تختلف، إذ أن القراءة هي عملية تفاعل وإنتاج جديد للعمل وفق رؤية المتلقي. تحقق الهدف الأساسي وهو المتعة والفائدة.
وإن قصر النص وإيجازه الشديد، واعتماده على أسلوب المراوغة اللغوية، يضع أمامنا العديد من الاحتمالات.
فقد تكون ما نافية لفعل القطع الحقيقي أي البتر . أو مجازية بمعنى أنه لم يقطع الوصال.
وقد تكون ما موصولة وتستبدل النقط ب" لأجلها" مثلا. وقطع بمعنى ضرب في الأرض أو اجتازها.
والقَصاص بفتح القاف من معانيه تتبع الأثر. كما في قوله تعالى في سورة الكهف: { فارتدا على آثارهما قَصصا} ومنه جاء مصطلح القصة. في حين أن القِصاص بكسر القاف يرد كثيرا بمعنى المعاملة بالمثل في العقوبة كقوله تعالى في سورة البقرة { ولكم في القِصاص حياة يا أولي الألباب}
*
فالرهبة التي أصابته من فقدانها. دفعته إلى تتبع أثرها والبحث عنها، حتى ذهبت يده. فكان ذلك بمثابة عربون حب يقدمه قربانا لأجلها.
أو أن الوصال لم ينقطع لأن الخوف من فقدانه. جعله يقتص من يده التي أساءت إليها. فالمهم بالنسبة إليه هو بقاء الاتصال العاطفي رغم الانفصال الذي وقع لطرف من جسمه. في مفارقة تنتصر للحب المعنوي على الجسد المادي.
وفكرة قطع جزء من الجسد كتعبير عن *الولاء أو الحب أو تكفيرا عن ذنب أو خطأ، نجدها في *ممارسات بعض *الجماعات كمنظمات الياكوزا اليابانية.

للمزيد من مواضيعي

 

اهلا بالجمال
نص وقراءة تحليلية
متعة وقمة على قمة
حفظكما الله

هادي علي مدخلي ,المهندس معجبون بهذا

أ. الياسمين

أكثر من مرة قرأت التحليل، وزاوية الرؤيا عندك لومضتي ( .... ما قطع ! )
استمتعت جداً بهذا التحليل، وإلمامكِ .. وإن تكرر حدوثه لمرات ومرات، فإن الشكر واجب والامتنان حاضر.

أنا أشكركِ جداً لوقتكِ الثمين هنا ..

وأعلم بان الإفصاح من لدن الكاتب وشرحه لنصه هو خطأ .. لا يجب أن يقع فيه الكاتب..

لكنني _ إن أذنتم لي - سأفصح عن كواليس هذه الومضة .. إن جاز التعبير


هذه الومضة مكثفة ومركزة، وتطرح فكرة معينة.
خشية أن يفقد / ها/ ؛ / قصاصاً / قُ طِ عَ تْ / يده
إنما يخشى المرء الفقد لغرضٍ أو لعزيزٍ يرغب به، يخاف عليه ،أو يتمناه بشدة.

استخدام الضمير الغائب إنما يكون للتعظيم أو التحقير.
استخدمت الضمير الغائب هنا في ( يفقدها ) لأظهر تعظيمها عند صاحبها، فماذا فعل .. ؟
ثم الفاصلة المنقوطة، التي تعني السبب والمسبب.
قُطِعتْ يده

لم أكتفِ بأن أترك حقيقة الفعل (قطع) ، وألقيت بمفتاحي ( قصاصاً )، لأقود القارىء إلى استنتاج بديهي ( تقطع اليد في حالة السرقة، وليست أي سرقة، بل إن السرقة رافقها تهديد، فليست كل السرقات تقطع بها اليد عقاباً )، للتعبير عن الضرورة / الحاجة .
وهذا دليل الحاجة الماسة للمال ..

أترك هنا للقارىء أن يبحر بخياله ..

يفقدها .. ربما ابنته التي تحتاج إلى علاج أو أمه أو أو ..

العنوان توقفت عنده طويلاً ..
ما قطع ..!

( ما ) هنا اعتبرتها ( نكرة موصوفة ) لجملة محذوفة تقديرها ( ومن الخوف/ الحب/ الحاجة ) ما قطع ..
على سياق ومن الحب ما قتل. أي هناك نوع من الــ ( سمه ما شئت) يقطع يد صاحبه.
وربما اختياري للعنوان كان غامضاً .

كل التحية

هادي علي مدخلي معجب بهذا

الياسمين تميزت
بالبحث عن الجواهر
الثمينة داخل كل نص
وإبرازها للقارئ
كما يبرز الصائغ
أحجاره الكريمة
في أرقى مكان
هُنا وجدت رمز عطاء وسخاء
ويستحق المهندس البارع
هذه الاطلالة منك
شكري وتقديري
مع المكافأة

المهندس معجب بهذا