سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
على الشرفة.
؛
https://youtu.be/cHe0zRgfdWo?si=cHIOZlp7dCkv1ygf النمط، هذا أحد قوانيني في الحياة، الطريق الذي أسير فيه لمكان أتكرر عليه، اسلكه حتى ولو عرفت طريقًا مختصرًا، لا أعرف ما السبب؟! ومنها ترتيب الأكل، يجب أن يكون بنفس نظامه ولا يمكن تغيير الوجبة الأولى وهي الإفطار، حتى ولو صحيت الثانية ظهرًا، على موعد طعام الغداء، أعدل في الترتيب الزمني ولا أكسر النمط فطور، غداء، عشاء ). وغيرها من الأمور التي أجد فيها نمطًا معينًا، أهمها ما يكون في بداية يومي. مرّة أخرى أذكر بأن النمط لا يمكن كسره، فمثلا، بداياتي مع رشفات القهوة، كبداية أقوم بها في الصباح أو بداية صحياني، لا يمكن أن يسبق ذلك التدخين، ولو حتى سيجارة واحدة، بل تأتي مع الرشفات الأولى من قهوتي، ولفعل ذلك الأمر يحتاج معجزة، وما أقصده بذلك هو كسر النمط في ترتيب يومي، ليس لأني رجل مرتب، بل أنا رجل أمثل الفوضى كلها، فوضى الكون بلا أدني شك في ذلك، ما أقوم به هي أشياء وتفاصيل صغيرة أحافظ عليها. يا فتاة.. هل تدركين أنه حين يحكي رجل تفاصيله لامرأة ، وخاصة إن كانت تفاصيل سارت معه سنوت طويله من حياته، هذا يعني أمرين. إما هو رجل ثرثار لا يخفي تفاصيله عن أي سيدة يصادفها، أو أن تلك المرأة أحدثت شرخًا جسيمًا في نمط، يشكل جزءًا كبيرًا من شخصيته، وهذا ما حدث معك. أجزم أنك لا تتذكري هذا التاريخ "السادس عشر من مايو ، الساعة السادسة وثمان دقائق صباحًا". أو ربما تخمنين، وقد يصدق تخمينك، هذا التاريخ تحديًا، التاريخ الذي تم فيه كسر النمط الذي عرفت نفسي فيها أيام مضت، ، ربما تتعجبين وتعتبرين الأمر مبالغ فيه، لكني صدقًا يا عزيزتي، هذا ما حدث، هناك تشكلت بشيء جديد في حياتي، وهو قد حدث، وهو أنه في هذا الوقت من كل صباح أذهب للشرفة، والخلوة معك بسيجارة، وبنكهتك العذبة، كسيدة قدرت أن تُحدث نمطًا جديدًا في حياتي. قطعًا لا أتذمر من ذلك، بل أجد فيه متعة، لست ضد التغيير، ولست من الذين يخافوا من التغيير في حياتهم، أعرف البعض يخشى حدوث مثل هذه الأمور بحجة أن يكون في الأمر إدمانًا، معي الأمر مختلف تمامًا، فلدي فكرة أن المتع تكون وليدة صدفة عابرة، إن لم تحصل عليها قد تندم، ربما لا تتكرر ويسرقك الزمن، لتجد نفسك شخص بلا ذكريات، لا يوجد في صفحتك أي شيء، تُعيد استذكاره وتبتسم. منذ أن حصلت منك على (أنّي اصطفيك ولم أزل) ومنها يمكن أن أكون تحت بند "رجل قد وقع". ربما تبتسمين الآن وأنت هنا بين الكلمات وتقولين (بيروت سقط) ، صدقًا لا أخجل من الإعتراف، وكما يقولون، هو سيد الأدلة، نعم أنا رجل تعثر بك، أو لنقل بكيد امرأة وسقط. في الحياة أشخاص يمكن أن يعيشوا بقلوب غير مشتعلة بالشغف واللهفة، ربما يميلون للجانب الأكثر أمانًا، لا يمكن أن نلومهم، ولكن يمكن وصفهم بالضعف، أو لا يجيدون العيش تحت الضغط، بعكسي تمامًا، في خارطتي الفلكية، تتحدث عن رجل بقلب دومًا مشتعل، أو يقتله الملل. حينما أتأمل في سقوطي، أحب أن أصف الوضع بهذا الشكل، تدرين لماذا أحب ذلك؟ لأني أعتقد أني شخص قوي جدًا في السيطرة على مشاعره إتجاه أي شخص، حتى وإن ظهرت له كل العلامات والدلائل، إلا أنه يكبح جماح نفسه بقسوة، لذلك وجدت أني أسير بطريق واحد برغم أن الحياة لديها قوانينها في منحك طرق عديدة، يمكنك أن تمثل في كل دور، كمسرحية تافهة يحضرها القليل، فصرت أميل إلى أن ممارسة تلك الأدوار فيه متعة، لا يجب أن تكون الرجل القوي أو الرجل الذكي دائمًا، هذا الأمر مرهق، ولا تكن الرجل الذي لا يفلت قبضته من على قلبه، أرخها ودعه يطير ويسقط أو يقع على شجرة مثمرة، كما فعلت معك، أفسر ذلك بالسقوط الحر، من مرتفع كبير في السماء، وهناك مسافة كافية قبل الارتطام، استمتع بتلك الدقائق أو الثواني، كطائر بلا قيود ملزمة. عزيزتي أخبرتك من قبل في رسالتي الأولى أن يومي مزدحم بك، كل ساعاتي، الأفلام التي أشاهدها الأغاني التي أسمعها، الفتيات العابرات في الطريق صباحًا،، كنت أشاهد آخر مشهد من على سطح السفينة المتجهة من باريس للندن والرجل الذي يطمئن الفتاة أن لندن جميلة ويمكن أن تشق فيها طريقًا جيدًا، كان جوابها : " ليس فيها البارونة سوزان" ، وفي خيالي أن أنتقل من مدينتك التي أنت فيها لمدينة أخرى، أتخيل حالة البؤس التي سأكون فيها وأنا أسير ببطء سفينة، نحو مدينة لا تكون فيها أنتِ، الأمر مرهق، وهو يشبه تلك الأخبار التي نتلقاها وتكون سيئة، وحينها نتهالك على أقرب كرسي بجوارنا أو على الأرض. سأطرد هذه الفكرة القاتلة من ذهني، وأخلق لي مزارًا دائمًا تكونين فيه، إنها الشرفة، ففيها أختلي بك وسيجارة. اقتربي سأهمس لك بسري، أني لم أغلقها من اليوم السادس عشر من مايو، وكان ذلك صباحًا. تذكري هذا التاريخ جيدًا، فقد مرّ بقلبك رجل اصطفيتيه، ومررتِ بقلبه. 20-يونيو : بيروت. للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
10-25-2024, 12:07 PM | #2 |
|
رد: على الشرفة.
. . ؛
القدير أنيموس هناك أشخاصٌ في أعمارنا هم استثناء وحدهم القادرين على إدارة مقابض الأبواب الّتي أغلقناها فينا مُكدّسين ورائها الكثير من أشياءنا الثمينة ولا نودّ من أحد من يلمسها وإذ بهم لا يلمسونها فقط بل و أرواحنا وكلّ ما اعتقدنا أنه لن يتغير يومًا . . راقني هذا الاسترسال في الطرح طبتم |
|
10-31-2024, 09:01 AM | #3 | |
|
رد: على الشرفة.
اقتباس:
حتى وإن رحلوا يبقو عالقين بذكرى. وأنا راقني كثيرًا فكرة (مقابض الأبواب) تقديري لهذا الحضور الفخم يا سيدة ذكرى. |
|
|
10-25-2024, 12:55 PM | #4 |
|
رد: على الشرفة.
ويمكن أن تشق فيها طريقًا جيدًا، كان جوابها : " ليس فيها البارونة سوزان" ، وفي خيالي أن أنتقل من مدينتك التي أنت فيها لمدينة أخرى، أتخيل حالة البؤس التي سأكون فيها وأنا أسير ببطء سفينة، نحو مدينة لا تكون فيها أنتِ، الأمر مرهق، وهو يشبه تلك الأخبار التي نتلقاها وتكون سيئة، وحينها نتهالك على أقرب كرسي بجوارنا أو على الأرض.
وعلى الشرفة اتخيل عندما انتقل لمدينه آخرى جدا أمر مرهق الكاتب الرائع " أنيموس" شرفتك هذه نقلتنا إلى عالم آخر وماله إنعكاسات ، تثبت لوعة الفراق حين يكون كل الشكر والتقدير |
.
|
10-31-2024, 09:10 AM | #5 | |
|
رد: على الشرفة.
اقتباس:
ممنون على تواجدك هنا ودي وتقديري لك |
|
|
10-25-2024, 01:18 PM | #6 |
|
رد: على الشرفة.
.
. . أقرأ النص و أنا ابتسم رغما عني ... ربما لأني عرف هويتك لن أملّ تفاصيلك بعد الآن يا سيدي شكرا لوجودك هنا |
|
10-31-2024, 09:20 AM | #7 | |
|
رد: على الشرفة.
اقتباس:
أشعر أنك قد تعطرني برائحة الأمس البعيد أشعر أننا قد جلسنا على تلال نراقب اطلال أمكنه نحمل لها في نفوسنا ذكرى باقية في طرف ألسنتنا، دائمًا نقول عنها "كانت جميلة" وشكرًا أنك أخبرتيني، أنك كنتِ هناك. |
|
|
10-25-2024, 11:31 PM | #8 |
|
رد: على الشرفة.
.
. الله ما أروع القراءة هنا قرأت بكامل الشغف لنهاية قد تشبع الفضول لدي الطريقة في العرض والاسترسال مذهلة الكاتب أنيموس على الشرفة صعدت للخيال الذي أمطرنا بوابل دهشتك نصّك نقي جميل أنا استمتعت جدا للوشم والمكافأة مع وافر تقديري |
|
10-31-2024, 09:24 AM | #9 | |
|
رد: على الشرفة.
اقتباس:
يروق لي أن اناديك بالملكة هو مصطلح أو لفظ يليق بك. كثير من الامتنان ع تواجدك هنا. ود. |
|
|
10-28-2024, 01:01 PM | #10 |
|
رد: على الشرفة.
سكبتِ ع احرفك رَحيقا فَ جذبني إليك
يآ مروض الحرف الأنيق ,, شَعرت بـ صوتك يقودني كلمه تلو كلمه ,, وحرف يتلوه حَرف وأصوآتُ أهآتك تعزف لحنآ.. ينبثق مِن صدرِ كتوم ,, كل حرف يحمل انفاسك.. مغمس بنبضات روحك.. تأتي من بين خطوط البوح .. وتنساب في أدق تفاصيل وتنسج معزوفةً شجيةً... وتمطر الكون لؤلؤا. فجئت هنا لارتوي من معين حرفك الباذخ دمت ودام هذا الابداع فَ كن بخير وردي مع ودي — |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
على الشرفة | المعتفس | الديوان الشعبي | 22 | 10-13-2024 01:54 PM |