قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
مَلِيْكَتي !
أتى إليَّ مربدَّ الوجه ، يزفر من غيظه ، وسلَّمَ وجلسَ بجانبي ، تركته بضع دقائقٍ ، ثم سألته ، ما الذي ألمَّ بكَ ، وأتى بكَ إلي على هذه الحال ؟! فقال لي دون أن ينظر إلي : أنشدُكَ الله يا أبا بسامٍ أن تجيبَ طلبي هذا ! أجبته : سأبذلُ قصارى جهدي في تحقيقه بإذن الله ! فقال : سأفضي إليكَ بحديثٍ ، وأنشدكَ الله أن تعيد صياغته ، وتنشره كما أفضيتُ لكَ به ! قلتُ له : لكَ ذلكَ بإذن الله ! بدأ حديثه قائلًا : مات أبي ! وإني والذي لا إله إلا هو ، لا أترحَّمُ عليه ، ولا أدعو له ، وأمرُّ على المقبرة فلا أُسلِّمُ عليهم ، ولا أدعو لهم ، لأنه بينهم ! عجبتُ أشدَّ العجب من بداية حديثه ، ولم أستطعْ أن أنبسَ ببنتِ شفَةٍ ! أكمل حديثه قائلًا : لم أبكِ حين وفاته ! كنتُ أقهقهُ والسرورُ يكادُ ينبجسُ من قلبي ، والأنسُ فاض حتى لو كنتُ في وادٍ موحشٍ لما أبهتُ لما أنا فيه من الأنس الذي ملأ روحي ! قلتُ له : أو ولدٌ صالحٌ يدعو له . فأجابني : أكتفي بأن أكون ولدًا صالحًا لأمي ! أما الذي نُسبَ اسمي إلى اسمه ، فلا أحفلُ ! ثم التفتَ إلي ، وقال : ما حالُكَ أنتَ بعد أبيكَ ؟! فقلتُ له : قد مضى أبي –رحمه الله- إلى جوار به ، وانقطعَ عمله إلا مما خلَّفَهُ وراءه ، وحريٌّ بنا ألا ننسى والدينا وأحبابنا مما حُثثنا عليه وأُمرْنا به ! نشر الصمتُ علينا رداءه ، فلم ننبسْ ببنتِ شفة ، وفجأةً التفت إلي وقد اغرورقتْ عيناه بالدموع ، وقال لي : والواحد الأحد أني أحبُّ أبي لولا خطأ حياته الذي اقترفه بزواجه من تلك العائلة ، وسيدلكَ فهمكَ على سبب حنقي عليه لمعرفتكَ بما يحدثُ بين أبناء الأب ! قلتُ له : أتقصدُ أنَّ تلك المرأة من تلك العائلة ، تُحرِّضُ أباكَ وتحثُّه على التقصير معكم ؟ قال : نعم ، هذا ما رميتُ إليه وعنيته ! أجبته : أبناء الأب ، أو القذفات التي قُذفتْ على فتراتٍ متفاوتةٍ ، في أزمنةٍ مختلفةٍ ، لا يُقرُّون إلا بما اندلقَ من قِنِّيْنَةِ أبيهم في خابية أمهم ، وما سوى ذلك فعدوٌ خاتلٌ ، وإن برَّ ، ورأفَ ، وعطفَ ! فلا تغتر ببشاتهم ، ومبالغتهم في المودة فسرعان ما تتبدد سحب سمائهم ، وتظهر شمسهم الحارقة فكن على حذر منهم ولا تنخدع ببسمة وكلمة فالعبرة في المواقف وديمومة الإخاء ، لا بالكلمات والتشدق ! تبسَّمَ ، وقال : ما أَذْلَقَ لسانكَ ! فابتسمتُ بدوري ، وقلتُ له : أبناء يعقوب عليه السلام ، لم تصفُ قلوبهم ، وهم أبناء نبيٍّ ، فكيف بنا نحنُ أبناء العامة ؟! أكمل حديثه قائلًا : حريٌّ ببعض أولئكَ –يقصد إخوة زوجة أبيه- أن يحلقوا لحاهم وشواربهم ، ويرتدوا العباءة –ربما لتحريضهم أبناء أختهم على إخوتهم من الأب- ، لأنهم أقرب ما يكونون إلى الإناث ، وأبعد ما يكونون عن الرجال ! وفجأة قهقه ، وقال : وأحد أبناء أولئك يحلق لحيته ! قهقهتُ بشدةٍ لدعابته التي تخلَّلَتِ الحديث الشجي ، فتساءل عن السبب ، فقلتُ له : تقصدُ أنه جمع الحشفَ إلى سوء الكيلة -حلق اللحية ، وعدم رأب الصدع بين الإخوة- وخليقٌ به أكثر من غيره أن يرتدي العباءة ! قهقه ، ثم قال : أنشدكَ اللهَ ! أن تنْشرَ الحديثَ كما أفضيتُ لكَ به ! فوعدته بذلك ، ومضى مصحوبًا بحفظ الله ورعايته ! وأنا أستعيدُ الموقف دارتْ بخلدي هذه الكلمات : أيها الآباء : إن اضطررتم للزواج من أخرى ، فاختاروا لنطفكم ، فإن العرق دساسٌ ! أيها الآباء : جبلتم على حبِّ الأبناء ، ولم يُجْبَلِ الأَبْنَاءُ على حُبِّكُم والحدب عليكم ، فإن لطفتم بهم ، وعاملتموهم بالرفق واللين ، والنصح والإرشاد من غير توبيخ وسخرية ، وتقتيرٍ عليهم مع القدرة ، أحبوكم ، وبروكم في كبركم ، ولم ينسوكم من الدعاء والصدقة والأعمال الصالحة بعد رحيلكم ، وإلا فأنتم من أَوْكَى ونَفَخَ ! وأنتِ يا زوجة الأب : قبل خلق السموات والأرض ، قسِّمتِ الأرزاق ، وقدِّرتِ الأقدار والآجال ، وإنَّ أحدًا لن يأخذ من رزق أحدٍ لقمة ، ولا من عمره ثانية ، ولا من سعادته لحظة ! فكوني عونًا لا فرعونًا ، وارأبي الصدع ، ولا تُوغري الصدور ! وحثِّي زوجكِ على العدل والمساواة ، وأبناءكِ على التوقير والمحبة ، ولا تكوني رسول شيطانٍ يزيد أوار النار ، وإيقاد جمر الحقد والبغضاء ، فما خُلِّدَ أحدٌ (كلُّ من عليها فانٍ) ، وما الدنيا إلى الآخرة إلا متاع الغرور ، وهشيمٌ تذروه الرياح ! للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
آخر تعديل عبدالعزيز يوم
06-13-2023 في 12:44 PM.
|
06-13-2023, 01:50 PM | #2 |
|
رد: مَلِيْكَتي !
.
. أعشق لغة سامقة كهذه .. روحٌ تمكث في محراب الضاد. لي عودة للوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة |
|
06-13-2023, 04:13 PM | #3 |
|
رد: مَلِيْكَتي !
الله الله يا أديبنا الراقي
عبدالعزيز قصة ممتعة وواقعية كثير وماحدث لصديقك تحدث لآخرين فالحياة بمافيه إختلافات والأسرة هم اساس المجتمع وكم من أمور حدثت بها فرقه وتشتت بين الأب واولاده وبين الزوجة وأبنائها ولا يعلمون أن لكل فعل حساب وأجر وموقع هذا الرجل الأولى آن لا يقطع والده من الدعاء مهما حدث في حياتهم فكلن منهم محاسب اذا لم يكن بالدنيا هناك اخره وقد يكون هذا الدعاء لوالده تخفيف عليه من ماحدث له قبل الوفاة الوالدين قدرهم كبير وحقهم علينا أكبر قد يحدث منهم مايزعل الأبناء بعد وفاتهم ولكن ضغوط الحياة ومثل ماتفضلت لديه زوجه غير والدته تختلف من امه في كثير من الأمور وهذا بعض الشيء وليس العامه أديبنا المتألق كان حديثك وحديث هذا الصاحب شجي ممتع وفيه من النصائح مايستحق تطبيقها والعمل بها فيها دواء وسعادة ورضا لنا ولهم أبدعت واكثر شكرا لروحك الجميلة هنا |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
06-13-2023, 05:47 PM | #4 |
|
رد: مَلِيْكَتي !
سرد لواقع مُحزن
وكم من القصص المؤلمة التي نُشاهدها في المدارس والحياة أشكرك أخي عبد العزيز على جمال الطرح الذي تطرقت إليه وفت باب من الأبواب التي أحق أن تٌناقش |
الخبرة مدرسة جيدة، لكن مصروفاتها باهظة. هاينرش هاينه |
06-13-2023, 07:10 PM | #5 |
|
رد: مَلِيْكَتي !
الشرع لم يحرم التعدد إلا أن بعض من يقدم على هذه الخطوة يجهل تعاليم الإسلام العادل والإسلام لايشرع مافيه ظلم بحق المرأة ولا يرضى بإهانتها والانتقاص من قدرها .!!
إلاّ أن الكثير من الرجال استغل التعدد وأن الشرع أجاز له ذلك فهو أكبر مهمل لواجباته الدينية أما في مسألة الزواج والتعدد هو أول المؤيدين.!!لهذه الفكرة لهوى في نفسه ..! الشرع حدد ضوابط عند الإقدام للزواج للمرة الثانية .!! ووضع شروط بما يحفظ كرامة المرأة منها الإنفاق والعدل وهذا أكثر ما تفتقده الكثير من الحالات... وديوان المظالم مليء بشكاوي نساء ضد أزواجهن المعددين ونتيجة ذلك يحدث الحقد والبغضاء والمشاحنة بين الأبناء من الزوجة الأولى والثانية وينصب الكره على رب الأسرة لأنه هو سبب هذه المشاكل وقد يكون تأثير الزوجة الثانية على الاستقرار الأسري لها النصيب الأكبر في هذا الأمر .!! مانراه الآن في التعدد يزيد تفاقم المشاكل فالكثير من المعددين اتخذوا الشرع حجة ليجدد فقط.. ويظن أن الزواج من كذا امرأة يزيده شباباً وسعادة أما بعض النساء ترضى بالزواج من معدد لتخرج من دائرة العنوسة أو لأسباب أخرى لا نعلمها .!! وتظن أنه ستكون سعيدة من هذا الزواج ولكنها ستجد نفسها سقطت في حفرة واختيارها كان بين أمرين أحلاهما مر .!! ومعروف أن الأصل في الزواج بناء أسرة صحية وليست أسرة متفككة ومريضة نفسياً.!! وما يزيد الطين بلة الكره والحقد الذي بين الأبناء وخاصة بعد موت الأب أعرف زميلة دراسة والدها جمع أكثر من زوجة وبعد وفاته الأبناء من الزوجة الأولى جبروا الأسرة الثانية والثالثة على الرحيل لتوزيع الورث ولم يمهلوا الأسرتين لتدبر أمورها .! للأسف بعض المعددين إن لم يكن جلهم ينسى الزوجة الأولى وأبنائها ويبدأ حياته من جديد مع الزوجة حديثة العهد ومن أجل ذلك الكثير من الزوجات ترفض فكرة الزواج من امرأة أخرى جملة وتفصيلاً.! والكلام يطول في مسألة التعدد فالبعض طبق الشريعة بطريقة خاطئة وماذا جنى بعد ذلك غضب الله عليه لأنه لم يطبق الشريعة بطريقة سليمة والدليل بطل القصة وكرهه الدفين لوالده الذي قضى نحبه ولم يفكر أن يدعو له بالرحمة ومع هذا لست بصف هذا الشاكي لك ظلم والده فالرحمة واجبة للوالدين حتى لو كانا ظالمبن بحق أبنائهما نص جدير بالنقاش ...شكراً لك أديبنا الرائع (عبد العزيز ) فأنت من الكتاب الذين يجيدون كتابة نص يحاكي مشاكل البيئة وكتابة الخاطرة والقصة والقصيدة لأنك تمتلك أدوات اللغة وتبحُّرك من ناصيتها كل التقدير والاحترام لك |
التعديل الأخير تم بواسطة عطاف المالكي ; 06-13-2023 الساعة 09:36 PM
|
06-13-2023, 07:25 PM | #6 |
|
رد: مَلِيْكَتي !
ولي عودة بإذن الله لأن طُلِب مني الآن تطبيق تدريب
كيف أحل قضية زوجة تشكو زوجها المعدد: والمهمل واجباته الأسرية .!! |
التعديل الأخير تم بواسطة عطاف المالكي ; 06-13-2023 الساعة 07:28 PM
|
06-13-2023, 09:30 PM | #7 |
|
رد: مَلِيْكَتي !
والله ذاب القلب
من الكمد قصة هي استنساخ لواقع يتكرر في كل مكان في الدول العربية فكأن القراءة التي كانت تشفيني.. صارت بكل جبروت تؤذيني فعلاً أشعر بالاحباط اللهم ارحم حالهم |
|
06-14-2023, 09:00 PM | #10 |
|
رد: مَلِيْكَتي !
قصة مؤلمة جدًا والذنب ليس بزوجة الأب، بل برب الأسرة "الأب" ولكن دعاءه على أبيه يستعاذ منها تقديري |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|