هل باتت الضوضاء إدمانا ؟

هل باتت الضوضاء إدمانا ؟

في الفترات الزمنية الماضية كنا نعيش في بيوت شعبية ضمن بيوتات الحارة الشعبية ، حيث الهدوء التام الذي لا يؤثر على حياة الفرد وراحته وبنائه السيكولوجي ، فالممرات كلها أزقة شعبية لا تمر منها السيارات ولا المعدات الثقلية ولا يوجد بها ورش صناعية ولا غيرها ، ولذلك كنا ننام ملء أعيننا بلا ضجيج
ومع مرور الأيام وتوفر المال بدأت الرقعة العمرانية في التوسع ، واستحدثت الكثير من مخططات الأراضي ، وفتحت القروض العقارية مما جعل السكان يخرجون إلى تلك المخططات ببناء عمارات وفلل حديثة
لكن كان حظ البعض أنه سكن على مشارف الشوارع الكبيرة ذوات الحركة المرورية الكثيفة ،
وغيرهم كان بجوار بعض الورش الصناعية ، أو المطار ، أو خلاف ذلك ، وهنا كان لابد لهؤلاء من التعرض للضجيج
والحقيقة أنهم عانوا كثيرا في بداية سكناهم من أثر الضجيج ، ثم ما لبثوا حتى تعودوا على ذلك وألفوه ، فهل أدمنوا ذلك الضجيج ؟ ،
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أصبحوا حين يسافرون إلى أماكن هادئة يعانون من الأرق ،
والمثال الأقرب إلى ذلك أجده في نفسي ، فمنطقتنا حارة جدا في فصلي الصيف والخريف ومعتدلة في الربيع والشتاء ، ولذلك لا نستغني عن تشغيل مكيفات الهواء في كل الفصول
وحين نذهب إلى منطقة عسير ( أبها ) ونسكن في شقق مفروشة لا توجد بها مكيفات لعدم الحاجة إليها فإننا لا نستطيع النوم بسهولة في الليلة الأولى ، ذلك لأننا تعودنا على هدير تلك المكيفات فلا ننام إلا على أصواتها ، ومعنى ذلك أننا مدمنون على ذلك الصوت وتلك الضوضاء ، أضف إلى ذلك هناك من كبار السن في أسرتي كانوا لا ينامون إلا على صوت المذياع ؛ ليبيت يهرف بما يحتويه من برامج وهم مستمتعون بنومهم ، وبنفسي لاحظت بعض الأصدقاء ــــــ حديثا ـــــ يتركون
جهاز التلفزيون يعمل كي يستغرقون في نومهم ، فهل نستطيع تسمية ذلك بالإدمان ؟ .
لي صديق باع مسكنه الواقع على شارع رئيسي خوفا على أطفاله من حركة السيارات المسرعة ،
ثم اشترى مسكنا في أحدى الأحياء الهادئة ، وأتاني بعدها بليلتين شاكيا عدم تأقلمه مع الوضع الجديد وأنه يعاني من الأرق بسبب السكون المطبق على الحي ، قلتُ له : أبشر بعزك يا صديقي
لك عليَّ أن أشتري لك صفيحتين معدنيتين فارغتين وأستأجر عاملين ليضربا عليهما بعمودين من حديد
بكل قوتهما حتى يحدثوا تحت مسكنك أكبر ضجيج وضوضاء عرفته البشرية
ونم يا عزيزي قرير العين .
وسلامتكم
***

للمزيد من مواضيعي

 

أديبنا السامق الجميل الغيث
لا أدري من أين تستحضر هذا الكم التساؤلي ماشاء الله ( أيدي على الخشب ) على رأي ستي رحمها الله
من شب على شئ شاب عليه من تعود على أمر لايستسيغ غيره ولو زين بأجمل بقاع الأرض حسنا وجمالا وهدوء كما تفضلت
وهناك أمر آخر سيدي الفاضل
طباع البشر إستحالة وضعها في بوتقة واحدة فلكل واحد منا طقوس مختلفة في كل مناحي الحياة
في المأكل والملبس وفي العادات ومنها عادة الصوت العالي والضجيج ربما تفضل أن تستمع إلي
ماتحب بصوت هادي غيرك بصوت عالي وآخر بسماعات أذن حتى في النوم إستحالة أن تغفل عيني
مثلا وهناك ضوضاء وآخر عكسي وهكذا صعب القياس أو الحكم في مثل هذة الأشياء
أحييك وروعة فكرك وقلمك عندما يخلق معاني تهكمية ساخرة من أوضاع غريبة المولد والنشأة
سلمت والنبض
مودتي وإحترامي

محمد عبدالله ,الغيث معجبون بهذا

هو التعوّد والروتين وهيكلية الظروف والظروف المحيطة في آن ..

دمتَ برُقيّ نبضٍ وفكر أيها الغيث النبيل

محمد عبدالله ,الغيث معجبون بهذا

🍃 طرح شيّق وجميل وتساؤل في محله دفعني للبحث في مواقع الانترنت عن تفسير علمي لهذة الظاهرة العجيبة … وبالفعل وجدت ضالتي فيما يصطلح عليه بـ "الضوضاء البيضاء" حيث أثبت الأبحاث العلمية أنها تساعد على النوم والاسترخاء.

وفي الختام أتوجه لأديبنا الانيق بالشكر لطروحاته الشيقة والمفيدة ومقترحاته باستخدام الصفيح لإنتاج الضوضاء البيضاء 😂 … دمت بود وسعادة 🌷🌷

الغيث معجب بهذا

النوم بوجود الضوضاء أكيد سيؤثر صحيًا
وغريب كيف يعتادون ذلك حتى الإدمان، الإزعاج يعكر مزاجك ويمنعك من الراحة
أرى الضوضاء ليست فقط في الأصوات، ضوضاء حين يكون هاتفك مليء بالمحادثات والبرامج مثلًا
ولما أكون "بالديرة" أشكر ربي على نعمة الهدوء والسكينة التي يحتاجها الشخص من فترة لأخرى
"برغم أن الشبكة سيئة والخدمات متواضعة"

موضوع رائع، لك التقدير

محمد عبدالله ,الغيث معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي عيسي

أديبنا السامق الجميل الغيث
لا أدري من أين تستحضر هذا الكم التساؤلي ماشاء الله ( أيدي على الخشب ) على رأي ستي رحمها الله
من شب على شئ شاب عليه من تعود على أمر لايستسيغ غيره ولو زين بأجمل بقاع الأرض حسنا وجمالا وهدوء كما تفضلت
وهناك أمر آخر سيدي الفاضل
طباع البشر إستحالة وضعها في بوتقة واحدة فلكل واحد منا طقوس مختلفة في كل مناحي الحياة
في المأكل والملبس وفي العادات ومنها عادة الصوت العالي والضجيج ربما تفضل أن تستمع إلي
ماتحب بصوت هادي غيرك بصوت عالي وآخر بسماعات أذن حتى في النوم إستحالة أن تغفل عيني
مثلا وهناك ضوضاء وآخر عكسي وهكذا صعب القياس أو الحكم في مثل هذة الأشياء
أحييك وروعة فكرك وقلمك عندما يخلق معاني تهكمية ساخرة من أوضاع غريبة المولد والنشأة
سلمت والنبض
مودتي وإحترامي

مرحبا بأخي فتحي
هذه التساؤلات ألفتها منذ أن كنتُ أكتب في بعض الصحف المحلية
ورغم ما ذهبتَ إليه من أن من شب على شيء شاب عليه
إلا أن لي نظرة حول ذلك
فالبعض حتى وإن تعود على شيء فإنه يستطيع أن يغيره
حتى الإدمان الحقيقي يستطيع الفرد بقوة عزيمته التخلص منه
أما عن طبع البشر فصحيح قولك لا نتسيطع أن نضعها في بوتقة واحدة
فالناس أمزجة متعددة
شكرا يا صديقي لحضورك الجميل وتفاعلك الأجمل مع المقال
بارك الله فيك وأسعدك
ولروحك كل الجمال

محمد عبدالله ,فتحي عيسي معجبون بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدّانة

هو التعوّد والروتين وهيكلية الظروف والظروف المحيطة في آن ..

دمتَ برُقيّ نبضٍ وفكر أيها الغيث النبيل

هلا بالدانة
صدقت هو التعود
ومعنى التعود الإدمان
وهو إدامان الظروف المحيطة بالفرد
شكرا لحضورك الجميل
بوركت
وأسعدك الرحمن

محمد عبدالله معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالله

🍃 طرح شيّق وجميل وتساؤل في محله دفعني للبحث في مواقع الانترنت عن تفسير علمي لهذة الظاهرة العجيبة … وبالفعل وجدت ضالتي فيما يصطلح عليه بـ "الضوضاء البيضاء" حيث أثبت الأبحاث العلمية أنها تساعد على النوم والاسترخاء.

وفي الختام أتوجه لأديبنا الانيق بالشكر لطروحاته الشيقة والمفيدة ومقترحاته باستخدام الصفيح لإنتاج الضوضاء البيضاء 😂 … دمت بود وسعادة 🌷🌷

مرحبا بأديبنا محمد
وتظل الضوضاء ضوضاء يا محمد
تفسد على الفرد راحته وتسبب له الأمراض العصبية
مهما اخترعوا لها من أسماء
هم يقصدون بالضوضاء البيضاء تلك التي تكون في متحمل سمع الإنسان
كأصوات الأغاني والطبول والمذياع والتفلزة وهدير المكيفات
ربما لأنها ضوضاء خفيفة تعمل على تعود أعصاب السمع عليها
وينام الشخص على إيقاعها
لكن لنضرب مثلا بأصوات الطائرات لمن يسكن بالقرب من المطارات
أو أصوات الانفجارات الهالة أثناء الحروب
فهذه لا نستطيع وصفها بالضوضاء أو الضجيج الأبيض
بل بالأسود والأسود دالقاتم بعد
شكرا لجمال حضورك وتفاعلك
سعدتُ بك فأسعدك الرحمن

محمد عبدالله معجب بهذا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إلهام

النوم بوجود الضوضاء أكيد سيؤثر صحيًا
وغريب كيف يعتادون ذلك حتى الإدمان، الإزعاج يعكر مزاجك ويمنعك من الراحة
أرى الضوضاء ليست فقط في الأصوات، ضوضاء حين يكون هاتفك مليء بالمحادثات والبرامج مثلًا
ولما أكون "بالديرة" أشكر ربي على نعمة الهدوء والسكينة التي يحتاجها الشخص من فترة لأخرى
"برغم أن الشبكة سيئة والخدمات متواضعة"

موضوع رائع، لك التقدير

مرحبا إلهام
بلاشك أن الضواء تؤثر على صحة الفرد وتصيبه بعدة أمراض
وبعض الناس هم هكذا اعتادوا على ذلك
لأن نسبة التعود لديهم عالية جدا
أما حين يكون الهاتف مليء بالبرامح والمحادثات فقد نسمي ذلك
( دوشة ) بالمحلية ، وفوضى وإزعاج بالرسمية
ويبدو أن ديرتكم الأصل ناحية يسودها الهدؤ والسكينة
فيا هنا أهلها الساكنون بها
شكرا إلهامنا على حضورك الجميل وتفاعلك الأجمل
بارك الله فك ورعاك
لروحك الجمال

محمد عبدالله ,إلهام معجبون بهذا

.
.

مقال حكيــــــــــم
فيه من الواقع الكثيــــــــــر
قد يكون ذلك ونحن لا ندرك الأمر .. اعتدنا ما اعتدناه دونما إدراك ..
الروتين من مساوئ ما يجرّنا لعادات سلبية .. وقلما يكون الإيجاب فيها ..

عرض جميل ..
وخاتمة المقال أجمل
دمت للبهاء غيثنا
الوشم والتقييم والنشر مع منح المكافأة ..

محمد عبدالله ,الغيث معجبون بهذا