سحرُ المدائن شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا ( يمنع المنقول ) |
شهدٌ مستفيضٌ من أقداح القلب نثراً وشعراً فصيحًا
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
الـــحــب :
من كتاب هذه طفولتي : هوى فؤادي ثلاثٍ من الغيد ما حبّ قلبي من البيض غيره كنا في ذلك الحي أناساً متكاتفون متعاضدون لم تغيرنا المدنية وكنا كما كتبت في صفحات سابقة من الكتاب نلهوا من الصباح إلى المساء وفي أحد المرات رأيت صبية حباها الله من الحسن والجمال الشيء الكثير فكنت أنظر إليها فإذا نظرت نحوي غضضت طرفي وكنت أراها بين آونة وأخرى عندما تأتي لأقاربها . مضت بضع سنوات وانتقلنا من ذلك المنزل إلى منزل آخر وعلق قلبي بحب فتاتين أخريين ولم أنس الحب الأول إذ كان في الصبا وما أجمل الصبا وأحلاه . إذا هبت رياح الذكرى تمايلت أغصان الحنين وغردت بلابل الشوق ولئن طال بنا التنائي ففي القلب لوعة وفي سويدائه صبوة لا تفنيها الأيام ولا تخففها تعاقب الأعوام . ربما إذا عصفت بأعمارنا رياح الشيخوخة فاحدودبت ظهورنا وشابت مفارقنا وتجعدت وجوهنا حنت لشبابها وتذكرت من كان يذوب شوقاً إليها وبدأت تحدث أبناءها وأحفادها في ليالي الشتاء الطويلة عند موقد النار عني وعن حبي ولا خير في هذه الذكرى والحديث بعد هذا العمر الذي أصبحنا فيه على مشارف قبورنا . ليتني ما زلت طفلاً لأراها كل وقت وأمتع ناظري برؤياها وأشنف سمعي بعذب حديثها فالشوق المضطرم بين جوانحي ما زال يؤرقني وينهكني . لأجلها سهرت الليل وسامرت النجم وقرضت الشعر ولأجلها استعذبت الهجر وتلذذت بِحُرَقِه ووالذي نفسي بيده إني لأعجب من أولئك الذين يرفضون الحب ويسخرون منه وهم لم يرتشفوا من نهره ولم يكتووا بناره. أيرفضونه ويسخرون منه خشية تباريحه ؟ هي والذي نفسي بيده لذته وسعادته . أم وجلاً الهجر ؟ هو وربي لإضرام أوار الحب والشوق . أم فَرَقاً من الفراق ؟ في هذه صدقوا فهو الموت الزؤام ولكن لذة الحب وتعليل النفس باللقيا يطغيان عليه حتى وإن بددهم جحفل البين فهم يعللون أنفسهم باللقاء فأصبحوا يعيشون على طلل الذكرى وأمل اللقيا وأنعم بهذه من سعادة ولو عاش هذه اللحظات الذي يقول : مساكينُ أهلُ الحبِّ لستُ بمُشْترٍ حياةَ جميعِ العاشقيـنَ بِدانـقِ لتغير رأيه وقال بقول القائل : تشكَّى المحبُّونَ الصَّبابـةَ ليتَنـي تحمَّلتُ ما يلقَوْنَ مِنْ بينِهم وحدِي فكانتْ لنفسِي لذَّةُ الحبِّ كلُّهـا فلمْ يلقَها قبلِي محبٌّ ولا بعـدِي لعلي هنا أذكر هذا الموقف الطريف لتلك الصبية التي أحببتها في الصبا . ما الحب إلا للحبيب الأول : في ذلك اليوم من عام 1413 هـــ ولجت معامع الهوى وخضت بحار الصبابة إذْ كانت الفتاة منهمكة بالشرح وكنت سارحاً أتمعن بحسنها وجمالها ولم أعر الشرح أي انتباه . صمتت الفتاة فجأة وأغمضت عينيها نصف تغميضة وكأنها اكتشفت أن في المسألة خطأً ما فأعادت الشرح من جديد فقهت من أوله أن للدائرة قطرين وبعدها غرقت في التأمل بحسنها . أحست الفتاة أني سارح فالتفتت نحوي والتقت العين بالعين فأغضت حياءً وخجلاً فيا لذلك الجمال من جمال وذلك الحياء من حياء . كانت إحدى الفتيات التي تكبرنا سناًّ ترقب ما حدث فقالت : ما زلت صغيراً على الحب أيها العاشق الصغير . احمر وجه صاحبتي من الخجل أما أنا فلم أبال بقول تلك المتطفلة بل غرقت من جديد في التأمل فليس في كل مرة يتاح لي مشاهدة هذا الجمال الخلاب . خجلت الفتاة وتململت في مجلسها ثم اعتذرت بأنها تأخرت على المنزل ويجب الذهاب فوراً ثم ذهبت مشيعة مني بنظرات الحب والوله . مضت بنا الأيام وسار ركبها ولم أرها منذ ذلك اليوم ولم يزل بقلبي من هواها ندوب لم تلتئم . للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
08-24-2021, 08:41 PM | #2 |
|
رد: الـــحــب :
الحب تذهلنـا حقـا قدراته علـى ممارسة فعـل السعادة الدائمـة فــــي نـفـوسنا نحتاج للحب لأنه كل شيء فكـلّ الدروب تأخذنـا إليه وهو الذي يقايضنا بمـا يسر البـال وينزع عنـا غمـة الحـال تقديري وإعجابي الختم وللتنبيه ومكافأة المنتدى |
التعديل الأخير تم بواسطة نبيل محمد ; 08-24-2021 الساعة 09:09 PM
|
08-24-2021, 09:39 PM | #3 |
|
رد: الـــحــب :
الحب نعمة وهبة من الله لتصبح الحياة جميلة
فالحياة دون حب كانها أرض يا بسة لا تنبت عليها الأغصان ولا تتفتح فيها الزهور ولكي يصبح الحب جنة فلابد أن يكون القلبان متقاربين متفاهمين موضوع جميل يا أخي عبدالعزيز استمتعنا ببوحك الرائع فيه دام البيان والبنان |
علمتني الحياة أن أبني جسرا من الأمل فوق أي بحر من الأحزان
|
08-25-2021, 12:16 AM | #4 |
|
رد: الـــحــب :
هذا الحب ياسيدي
عنيف برقته لدرجة أنه يستوطن الروح لآخر الأنفاس يستشري داخلنا حتى وإن بلغنا من العمر عتيا تظل ذكراه كالرياح الموسمية تلفحنا كلما حان موعدها كان هنا تجليك رائعا حقا ياعبدالعزيز دام هذا الحرف العميق المليء الفياض تقديري الجم |
|
08-25-2021, 12:31 AM | #5 |
|
رد: الـــحــب :
..
. يا مرحبا .. يا مرحبا .. عودًا حميد وأهلًا بكاتبنا المتميز … سررت جدأ برؤيتك مبدع كالعادة .. ولا يضاهي حرفك اي حرف .. متميز .. |
- والله ما بدأتُ خصامًا ولا هجرًا، أو هانت عِشرةٌ عليّ أبدًا، لكني إن تأذَّيت اعتزَلت.
ولـ أرواحنا حق .. على العابر والمفقود .. |
08-25-2021, 12:34 AM | #6 |
|
رد: الـــحــب :
نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى..
، هذا هو الفرق بين الهوى والحب .. .. رائع ياعبد العزيز ..بلغتك الرصينة وأسلوبك الجميل المحبب تكتب بماء الورد.. طاب قلبك |
أنا مَنْ تَمَنّى العشقَ راحةَ مؤمنٍ فأتى هواهُ كما ذنــــوبِ الملّحــدِ ع. آل طلال شكرا عطاف المالكي
التعديل الأخير تم بواسطة علي آل طلال ; 08-25-2021 الساعة 01:27 AM
|
08-25-2021, 07:40 PM | #8 |
مبتدئ . |
رد: الـــحــب :
نبيل : مرورٌ أعذب من الشبم القراح .
|
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
08-25-2021, 07:41 PM | #9 |
مبتدئ . |
رد: الـــحــب :
أخي العزيز الغيث : مرورٌ أحلى من الشهد .
|
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
08-25-2021, 07:41 PM | #10 |
مبتدئ . |
رد: الـــحــب :
البنفسج : مرورٌ أعذب من أريج الكادي .
|
آيات الشكر والعرفان ، المضمخة بالمسك والريحان ، الموشاة باللؤلؤ والزبرجد والعقيان للمصممة المتفردة ودق الحروف على هذا التصميم الذي لا يُسامى !
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|