قناديـلُ الحكايــــا يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح.. ( يمنع المنقول ) |
يعدو الربيــع بعد الربيــع ويكبر البوح..
( يمنع المنقول )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
وأد طفولة
✍ " وأد طفولة "
عندما عاد مازن من المدرسة، وجد في انتظاره، قرده الصغير أمام الباب الخشبي. قذف بربطة كتبه خلف الباب، وأخرج من بنطاله المتآكل، كرة صغيرة مطاطية. أخذ القرد يتقافز مبتهجاً لدى كل رمية. أحس الطفل بالتعب من جراء اللعب، جلس مستندا إلى الحائط، ومخاطه يسيل من منخره. بينما ظل القرد يدحرج الكرة. سحب ظهره من على الحائط ونهض واقفا، استعدادا لمغامرة جديدة، فشقاوته تجعله مندفعاً في سلوكه وتصرفاته. حملَ نسناسه على ظهره، متجاوزا الطريق المعبدة إلى طريقٍ متربة. كان الطريق منحدرا ومهجورا، حيث لا صوت ولا ضجيج. على الجانب الآخر توجد مقبرة. تذكر تقاسيم أمه وهي توبخه دائما، وتنعي عليه أنه لايذاكر. رحلتْ قبل أن تخبره من هو والده ....! وكل ما سأل.. قيل له أن أبيه توفى قبل أن يولد!. وصلا إلى سفح الجبل. حيث أصبح بإمكانه أن يرى مدى اتساع السماء والأرض. بينما ظل القرد المسكين، يزيل الغبار من عينيه الصغيرتين. أحس مازن بالجوع، فركل حجراً بطرف حذائه المهترئ، وظل يرقبه وهو يتهاوى ويصغر شيئا فشيئا حتى تلاشى...! واصلا السير إلى يسار الجبل حتى بلغا أشجارا داكنة و متداخلة. رمى بجسده المرهق تحت ظل شجرة كبيرة، وظل شاردا بفكره، ومندمجاً في كل هذه الأشياء التي يراها، غير شاعر بغياب رفيقه...! حينما كان مستغرقا في أحلام اليقظة، سمع خشخة، وإذ يلمح حيّة تطل من بين الحشائش...! نهض على الفور وملأ يده بحفنة من التراب قذف بها اتجاه الحية. فلم تحرك ساكنا..! انتابت الرعشة أرجله الصغيرة، وأصبح غير قادر على حماية نفسه. تراجع للخلف، وانتزع حجراً صلداً، ودون أن يدري كيف هوى به على رأس الحية!؟ سكن كل شيء، واجتاحه الذعر وهو لا يصدق ما حدث. فجأة، ظهر القرد بيده موزتين خضراوتين!. أكلاها بسرعة، وغذى السير ودقات قلبه تتسارع. كلما ابتعدا عن المكان، كلما زاد شعوره بالاطمئنان، حتى أدركا البيت. وجد جدته نائمة، ارتمى بين أحضانها، وغط في نوم عميق...! محمد علي مدخلي فعالية صدر الغمام للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح
|
10-23-2022, 11:31 AM | #2 |
|
رد: وأد طفولة
يامراحب يامراحب بالعطر
انشرح صدر الغمام بطلتك ياكاتب الرقي دومًا محمد مدخلي صباحنا سعيد بحرفك ياه قصة عشتها بخيال مرتب ماهذه الطفولة الا بريق خطف به لمكان ما يستكن ويعيش بعض الخيال جميل سردك يامحمد مدخلي إحساسك هنا شعرنا بدفء وحنان الطفولة والتعب الذي حمله بالرغم من سنه الصغير بعض الأطفال من صغرهم يعيشون بشقاء قسمة بالحياة رائع بكل المعاني والسرد الأنيق سعدت بطلتك وحرفك الكبير لاعدمتك شكرا لروحك الجميلة هنا |
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
10-23-2022, 11:33 AM | #3 |
|
رد: وأد طفولة
يرفع للفعاليه وشكرا لك
|
هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,, |
10-23-2022, 09:46 PM | #4 |
|
رد: وأد طفولة
.
. قد قرأتها من زاوية أخرى .. ليس وأداً وإنما صور طفولة تحاول أن تطفو على سطح الحياة قبل أن تغرق بهموم أكبر من ثيابه.. وجه الطفولة هذا يعيش تفاصيله مع نفسه وكثيرٍ من التأمل بينه وبين ما تمليه عليه شقاوته .. سيمنحه حضن الجدة قوة أعظم ودفئا أوسع في نفسه ويخرج للطبيعة بطفولة أكبر من عمرها. كاتبٌ وقاصٌ ماكن في لغتك وتسلسل سرديتك شكرا لبهائك وننتظرك كثيرا .. أهلا تليق بكلّك |
.
. يا بلسماً في الحب لك الروح ساخية دم سالماً يا قرّة قلبي بصحة وعافية #أبي |
10-24-2022, 10:43 PM | #5 |
|
رد: وأد طفولة
ما أصعب أن تبدأ حياتك
لاتعرف من أباك فاقداً لأمك في بداية العمر حتّى لو كبر الأبناء حقيقة يظلون يبحثون عن الحقيقة حتّى لو صاروا تحت الثرى .. لقطة موجعة صغتِها ببراعة أستاذ محمد تحاياي وتقديري |
|
10-25-2022, 12:43 AM | #6 |
|
رد: وأد طفولة
الحرمان هو وأد في حد ذاته
كيف بمن حٌرم والديه وحُرم معرفة الحقيقة وحٌرم معرفة موقعه من قاموس التصنيف البشري قصة جميلة ترسم نظرة نلمسها حقيقة في تعامل المجتمع مع مثل هذه القضايا محبتي |
الخبرة مدرسة جيدة، لكن مصروفاتها باهظة. هاينرش هاينه |
05-13-2023, 11:40 PM | #10 |
|
رد: وأد طفولة
يا هي قصة تصف هالة الحرمان والضياع
قدم فلم يجد من يستقبله هام على وجه فلم يلحق به من يبحث عنه خاف فلم يجد من يحميه جاع فلم يجد من يطعمه حتى مصدر المعلومات لم يجد من يخبره ولكن هناك بارقة الأمل في قرده وحضن جدته أولى الكاتب إحساس مرهف بالطفولة فحافظ على مشاعرها وسلامتها ورعايتها بكل ما تعنيه الإنسانية أسلوب السرد ممتع والتدرج في الأحداث متسلسل ورغم تصاعد التراجيديا إلا أن الختام كان دافئ ومقنع |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|