قراءتي لـ( لستُ أبهة ) أ. بشرى

قراءتي لـ( لستُ أبهة ) أ. بشرى

القصة على على الرابط هنا ..
https://www.boohalharf.com/vb/newrep...treply&t=17148
للعشق لعنة تستعصي على منطق العقل وتتجاوز حدود الأقوال والرغبات، فهي كالنار المتقدة القرب منها قد يحرق ويؤلم والبعد عنها يلسع ويوجع، والقلب التائه والمصدوم من سكون وتلاطم أمواجها المتقلبة، والمصاب بدائها المستشري في الروح والبدن، يقاوم ليتخلص من حيرته وضياعه بين خيارين أحلاهما مر، عاجزا أحيانا ومدركا لقلة حيلته. فالشفاء من بعض حالات الحب قد يكون مستحيلا، كما عبرت عنه ببراعة في " فتافيت امرأة " للشاعرة الكويتية الكبيرة سعاد الصباح:
أنا في حالة حب…ليس لي منها شفاء
وربما كان في الاستسلام لنزعات القلب حلا وراحة للنفس المعذبة بتباريح الهوى وجمراته المضطرمة، كما يرى الشاعر اليمني عبد الله البردوني في قوله:
ما ضرني لو حملت الحب ملتهبا يميت قلبي كما يهوي ويحييه
فالحب للعاشق هو الموت والحياة، والحب الذي ينتهي ليس حبا حقيقيا كما يقول أرسطو، وقد يبدو الشاعر مصيبا في نظرته وفلسفته العاطفية، إذ أن الخيار صعب رغم إصرار اللسان وتأكيد الكلمات بتكرارها كما في عنوان النص وبدايته، فليس من السهل تجاهل ذكريات القلب وموسيقاها، وإن جفت ينابيعها في جسد حكاية العشق المتشعبة.
ولا تردد نبضات الغرام الممتزجة بصوت المحبوب المقيمة بشغاف القلب، والطامحة للتفلت من زوايا العزلة، يغري بالركون إلى منزلة وسطى في مفترق طريق الحياة.
وحين تتكور لعنة العشق وتنمو كجنين يلتصق بالروح والجسد، وتتغذى من العواطف المضطربة والأحاسيس المتقلبة، تتمزق النفس الحائرة المعذبة، وتتجاذبها الرغبة بين البقاء في شقاء والرحيل لبدء حياة جديدة أو استعادة أخرى سابقة. وهو اختيار بين الانغماس في جنة الحب وجحيمه، أو الرحيل بحثا عن حرية محتملة يُنزع فيها رداء العشق وتقطع أوتاره رغم المغريات وبقايا الذكريات إيثارا للسلامة، كما قال نجيب محفوظ:
أغلق النافذة التي تؤذيك مهما كان المنظر جميلا.

للمزيد من مواضيعي