الأخلاق المحمودة في الإسلام ( متجدد )

تابع – الاعتدال والوسطية

الاعتدال والوسطية في واحة الأدب
أ- مِنَ الشِّعرِ

1- قال الشَّاعِرُ:
وقد عَلِمَت بنو عمرٍو بأنِّي
من السَّرَواتِ أعدِلُ ما تميلُ .
2-وقال آخَرُ:
إمامٌ منهم للنَّاسِ فيهم
أقمْتَ المَيلَ فاعتَدَل اعتِدالَا .
3- وقال زهيرُ بنُ أبي سُلْمى:
هم وَسَطٌ يرضى الأنامُ بحُكمِهم
إذ نزَلْتَ إحدى اللَّيالي بمُعظمِ .
4-وقال غيرُه:
لا تذهَبَنَّ في الأمورِ فَرَطَا
لا تسألَنَّ إن سأَلْتَ شَطَطَا
وكُنْ من النَّاسِ جميعًا وَسَطَا .
5-وقال الشَّاعِرُ:
عليك بأوساطِ الأمورِ فإنَّها
نجاةٌ ولا تركَبْ ذَلولًا ولا صَعبَا .
6-وقال آخَرُ:
فجُدْ بالتَّوسُّطِ في كُلِّ أمرٍ
إذا ما وَلِيتَ هو الأجمَلُ .
7- وقال الخطَّابيُّ:
ولا تَغْلُ في شيءٍ من الأمرِ واقتَصِدْ
كِلا طرفَيْ قَصدِ الأمورِ ذَميمُ .
8-وقيل:
حبُّ التَّناهي غَلَط
خيرُ الأمورِ الوَسَط .
9-وقال آخَرُ:
وخيرُ خلائِقِ الأقوامِ خُلُقٌ
توسَّطْ لا احتشامَ ولا اغتنامَا .

ب- من الأمثالِ والحِكَمِ

1- قيل: (خَيرُ الأمورِ أوساطُها) .
2- وقال العَسكَريُّ: (لا نعلَمُ فيما رُوِي في التَّوسُّطِ أحسَنَ من قولِ عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه: عليكم بالنُّمرُقةِ الوُسطى؛ فإليها يرجِعُ الغالي، وبها يَلحَقُ التَّالي) .
3- وقيل: (لا تَكُنْ رَطْبًا فتُعصَرَ، ولا يابِسًا فتُكسَرَ) .
4- وقيل: (الانقِباضُ عن النَّاسِ مَكسَبةٌ للعداوةِ، وإفراطُ الأُنسِ مَكسَبةٌ لقُرَناءِ السُّوءِ).
قال أبو عُبَيدٍ القاسِمُ بنُ سلامٍ: (يريدُ أنَّ الاقتصادَ في الأمورِ أدنى إلى السَّلامةِ، وكذلك هذا المثَلُ في الدِّينِ... ومنه قولُ أبي موسى في حامِلِ القرآنِ: غيرُ الغالي فيه، ولا الجافي عنه ؛ فالغالي فيه هو المُفْرِطُ في اتِّباعِه حتَّى يُخرِجَه إلى إكفارِ النَّاسِ، مِثلُ الخوارِجِ، والجافي عنه: المُضَيِّعُ لحُدودِه، والمُستَخِفُّ به.
ومن أمثالِهم في القَصدِ بَيْنَ الأمرَينِ قَولُهم إذا سُئِل عن الشَّيءِ، قال: بَيْنَ المُمِخَّةِ والعَجْفاءِ .
5- وقالت الحُكَماءُ: (عليك بالاعتِدالِ في كُلِّ الأمورِ؛ فإنَّ الزِّيادةَ عَيبٌ، والنُّقصانَ عَجزٌ) .
6- وقيل: (وعليك بأوساطِ الأمورِ؛ فإنَّ أطرافَها متفاوِتةٌ) .
7- وقيل: المُنبَتُّ لا أرضًا قَطَع، ولا ظَهرًا أبقى .
يُقالُ لمن يبالِغُ في طَلَبِ الشَّيءِ ويُفرِطُ حتَّى رُبَّما يُفَوِّتُه على نفسِه .

موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( الإعراضُ عن الجاهِلينَ )

وسوف أتناول من خلاله المحاور التالية:

أوَّلًا: معنى الإعراضِ عن الجاهِلينَ لُغةً واصطِلاحًا
ثانيًا: الفَرقُ بَينَ الإعراضِ عن الجاهِلينَ والعَفوِ عنهم
ثالثًا: التَّرغيبُ في الإعراضِ عن الجاهِلينَ
رابعًا: فوائِدُ الإعراضِ عن الجاهِلينَ
خامسًا: أقسامُ الإعراضِ عن الجاهِلينَ
سادسًا: دَرَجاتُ الإعراضِ عن الجاهِلينَ
سابعًا: مَظاهِرُ وصُوَرُ الإعراضِ عن الجاهِلينَ
ثامنًا: موانِعُ الإعراضِ عن الجاهِلينَ
تاسعًا: الوسائِلُ المُعينةُ على الإعراضِ عن الجاهِلينَ
عاشِرًا: قَصَصُ ونماذِجُ من الإعراضِ عن الجاهِلينَ.
حادِيَ عَشَرَ: أخطاءٌ شائعةٌ حولَ الإعراضِ عن الجاهِلينَ
ثاني عَشَرَ: مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ
ثالِثَ عَشَرَ: الإعراضُ عن الجاهِلينَ في واحةِ الأدَبِ