{ فعاليات اليوم الوطني )
 
» أقلامٌ تشدو في حب الوطن «  
     
 


آخر 10 مشاركات قصة مثل " متجدد"       هجرتني       حومة فكر       رسالة إلى ...       نبضات ياسمينية تدل طريقها..       قصاصة ادبية ....رجل الصمت       تخاريف قلم ..!!       قل للمدائن دائمًا       الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )       متى يستقيم العود      
روابط تهمك القرآن الكريم الصوتيات الفلاشات الألعاب الفوتوشوب اليوتيوب الزخرفة قروب الطقس مــركز التحميل لا باب يحجبنا عنك تنسيق البيانات
العودة   منتديات مدائن البوح > المدائن الدينية والاجتماعية > الكلِم الطيب (درر إسلامية)

الكلِم الطيب (درر إسلامية)

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا



الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )

رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-25-2024, 09:24 AM   #171


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (02:17 PM)
آبدآعاتي » 11,407
الاعجابات المتلقاة » 1304
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع - القسوة والغلظة والفظاظة

ذم القسوة والغلظة والفظاظة
أ - مِن الشِّعرِ


1- قال أُمَيَّةُ بنُ أبي الصَّلتِ، وهو يَعتِبُ على ابنِه في عُقوقِه له:
فلمَّا بلَغتَ السِّنَّ والغايةَ التي
إليها مَدى ما كُنتُ فيكَ أُؤَمِّلُ
جعَلتَ جَزائِيَ مِنك جَبْهًا وغِلظةً
كأنَّكَ أنتَ المُنعِمُ المُتفضِّلُ
2- وقال عليُّ بنُ الجَهمِ:
يا أُمَنَّا أفديك من أُمِّ
أشكو إليك فظاظةَ الجَهمِ
قد سَرَّح الصِّبيانَ كُلَّهم
وبقيتُ محصورًا بلا جُرمِ
3- وقال الشَّاعرُ:
ومن لم يَشكُرِ النَّعماءَ فَظُّ
غليظُ الطَّبعِ لم ينفَعْه وَعظُ
لأنَّ الشُّكرَ للإنعامِ حِفظُ
ولم يَفُتِ الفتى بالعَجزِ حَظُّ
4- وقال العبَّاسُ بنُ الأحنَفِ:
وِصالُكم هَجرٌ، وحُبُّكم قِلًى
وعَطفُكم صَدٌّ، وسِلمُكم حَربُ
وأنتم بحَمدِ اللهِ فيكم فظاظةٌ
وكُلُّ ذَلولٍ من مَراكِبِكم صَعبُ
5- وقيل:
يُبكى علينا ولا نبكي على أحَدٍ
لنحن أغلَظُ أكبادًا من الإبِلِ
6- وقال الفَرزدَقُ:
أمِسكينُ، أبكى اللهُ عينَك إنَّما
جرى في ضلالٍ دَمعُها فتحَدَّرا
بكيتَ امرأً فَظًّا غليظًا مُبغضًا
ككِسرى، على عِدَّانِه ، أو كقَيصَرا
7- وقيل:
تنكَّرْتُ حالَ الصَّديقِ فبُعدُه
عني ومَحضَرُه لديَّ سواءُ
وبدَت علَيَّ من الأعادي رِقَّةٌ
ومن الصَّديقِ فظاظةٌ وجَفاءُ
8- وقال الشَّاعرُ:
وإذا رأيتُ من الكريمِ فَظاظةً
فإليه من أخلاقِه أتظَلَّمُ
9- وقال الشَّاعرُ:
فتًى لم يكُنْ جَهمًا ولا ذا فظاظةٍ
ولا بالقَطوبِ الباخِلِ المتكَبِّرِ
ولكِنْ سموحًا بالودادِ وبالنَّدى
ومبتَسِمًا في الحادِثِ المتنَمِّرِ
10- وقال آخَرُ:
وليس بفظٍّ في الأداني والأُلى
يَؤُمُّون جدواه ولكِنَّه سَهلُ
وفظٌّ على أعدائِه يَحذَرونه
فسَطوتُه حَتفٌ ونائِلُه جَزلُ
11- وقال سعدُ بنُ ناشبٍ:
وما بي على من لان لي من فظاظةٍ
ولكنَّني فظٌّ أبيٌّ على القَسرِ
12- وقال بعضُهم:
النَّاسُ كالأرضِ ومنها هُمُ
من خَشنِ الطَّبعِ ومِن لَيْنِ
فحَجَرٌ تَدمَى به أرجُلٌ
وإثمِدُ يُجعَلُ في الأَعْيُنِ

ب- من الأمثالِ والحِكَمِ


- وكأنَّه مالِكٌ لا يرحَمُ مِن بَكَى.
يُضرَبُ لمَن كانَت به قَسوةٌ .
- الغِلظةُ ندامةٌ .
- لَقِيتُ مِن فُلانٍ عَرَقَ القِربةِ.
قال: ومعناها: الشِّدَّةُ والغِلظةُ، وأصلُه مِن رَشحِ الجَبينِ كما تَرشحُ القِربةُ .
- قد سِيلَ به وهو لا يدري .
- خَرقاءُ عَيَّابةٌ.
أي: جاهِلةٌ تَعيبُ، فجَمعَت بَينَ غِلظةِ الطَّبعِ وسلاطةِ اللِّسانِ .
- رُبَّ قولٍ أشَدُّ من صَولٍ.
أي: رَبُّ كلامٍ أشَدُّ مِن إيقاعٍ، أو عارٍ أشَدُّ مِن قَتلٍ .
- طَعنُ اللِّسانِ أنفَذُ مِن طَعنِ السِّنانِ.
لأنَّ الكَلِمةَ تَصِلُ إلى القَلبِ، والطَّعنةَ تَصِلُ إلى الجِلدِ .
- أدبَرَ غَريرُه وأقبَلَ هَريرُه.
الغَريرُ: الخُلُقُ الحَسَنُ، والهَريرُ: الكَراهيةُ، أي: ذَهَبَ منه ما كانَ يغُرُّ ويُعجِبُ، وجاءَ ما يُكرَه منه مِن سوءِ الخُلُقِ وغَيرِ ذلك. يُضرَبُ للشَّيخِ إذا ساءَ خُلُقُه، وغَلُظَ طَبعُه .
- وقال بَعضُ الحُكماءِ: (صَلاحُ القَلبِ الرَّأفةُ والرِّقَّةُ، وفَسادُ القَلبِ القَسوةُ والغِلظةُ) .
- وقيل: (مِن أماراتِ الكَرَمِ الرَّحمةُ، ومِن أماراتِ اللُّؤمِ القَسوةُ) .



 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم 09-25-2024, 09:25 AM   #172


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (02:17 PM)
آبدآعاتي » 11,407
الاعجابات المتلقاة » 1304
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( الكِبَر )


 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم 09-25-2024, 10:40 AM   #173


الصورة الرمزية النقاء

 عضويتي » 302
 جيت فيذا » Jan 2021
 آخر حضور » اليوم (01:53 PM)
آبدآعاتي » 3,047,800
الاعجابات المتلقاة » 33979
 حاليآ في »
إهتماماتي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » النقاء has a reputation beyond repute النقاء has a reputation beyond repute النقاء has a reputation beyond repute النقاء has a reputation beyond repute النقاء has a reputation beyond repute النقاء has a reputation beyond repute النقاء has a reputation beyond repute النقاء has a reputation beyond repute النقاء has a reputation beyond repute النقاء has a reputation beyond repute النقاء has a reputation beyond repute
мч ѕмѕ ~
мч ммѕ ~
MMS ~
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

المئوية الثالثة  


/ نقاط: 0

النقاء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



متابعة لطرحك الكريم

شكرا وجزاك
الله خيرا


 توقيع : النقاء



هَاتِ القَوَافِيْ ، فَهٰذِيْ المَرْأَةُ الأَسْمَىٰ
أَزَاحَ رَبِّيْ بِهَا ، عَنْ مُهْجَتِيْ الهَمَّا

فِيْهَا مِنَ الحُبِّ مَا لَا شَيْءَ يَحْمِلُهُ
وَمِنْ يَدَيْهَا اِجْتَنَيْتُ الأَمْنَ ، وَالحُلْمَ



شكرآ أمير الشعراء وسيف المدائن,,


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 11:38 AM   #174


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (02:17 PM)
آبدآعاتي » 11,407
الاعجابات المتلقاة » 1304
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



الكبر

معنى الكِبْرِ لُغةً واصطِلاحًا
معنى الكِبْرِ لُغةً:

الكِبْرُ: العَظَمةُ والتَّجبُّرُ، كالكِبْرِياءِ، وقد تكبَّر واستكبر وتكابَر، والتَّكبُّرُ والاستكبارُ: التَّعظُّمُ، والكِبْرُ بالكسرِ: اسمٌ من التَّكبُّرِ .
معنى الكِبْرِ اصطلاحًا:
معنى الكِبْرِ جاء تعريفُه في حديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فقد قال: ((الكِبْرُ بطَرُ الحَقِّ، وغَمطُ النَّاسِ)) .
وقال الزَّبيديُّ: (الكِبْرُ: حالةٌ يتخَصَّص بها الإنسانُ من إعجابِه بنفسِه، وأن يرى نفسَه أكبَرَ من غيرِه) .
وقيل: الكِبْرُ هو: (استعظامُ الإنسانِ نفسَه، واستحسانُ ما فيه من الفضائلِ، والاستهانةُ بالنَّاسِ، واستصغارُهم، والتَّرفُّعُ على من يجِبُ التَّواضُعُ له) .
وقال الغزاليُّ: (هو استعظامُ النَّفسِ ورؤيةُ قَدْرِها فوقَ قَدْرِ الغَيرِ) .
وقيل: (الكِبْرُ: أن يتعظَّمَ على غيرِه أَنَفةً منه واحتقارًا له) .

الفَرْقُ بَيْنَ الكِبْرِ وبعضِ الصِّفاتِ
الفَرْقُ بَيْنَ الكِبْرِ والزَّهوِ:
أنَّ الكِبْرَ إظهارُ عِظَمِ الشَّأنِ، وهو فينا خاصَّةً رفعُ النَّفسِ فوقَ الاستحقاقِ، والزَّهوُ على ما يقتضيه الاستعمالُ: رَفعُ شيءٍ إيَّاها من مالٍ، أو جاهٍ، وما أشبه ذلك، ألا ترى أنَّه يقال: زها الرَّجُلُ وهو مزهوٌّ، كأنَّ شيئًا زهاه، أي: رفَعَ قَدْرَه عنده، وهو من قولِك: زَهَت الرِّيحُ الشَّيءَ: إذا رفعَتْه، والزَّهوُ: التَّزيُّدُ في الكلامِ .
الفَرْقُ بَيْنَ الكِبْرِ والكِبْرِياءِ والتَّكبُّرِ:
أنَّ الكِبْرَ إظهارُ عِظَمِ الشَّأنِ، والكِبْرِياءُ هي العِزُّ والمُلكُ، وليست من الكِبْرِ في شيءٍ، والشَّاهدُ قولُه تعالى: وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ [يونس: 78] . يعني المُلكَ، والسُّلطانَ، والعِزَّةَ، وأمَّا التَّكبُّرُ فهو إظهارُ الكِبْرِ، مِثلُ: التَّشجُّعِ: إظهارِ الشَّجاعةِ .
الفَرْقُ بَيْنَ الكِبْرِ والكِبْرِياءِ والعَظَمةِ:
قال أبو العبَّاسِ القُرطبيُّ: (الكِبْرُ والكِبْرِياءُ في اللُّغةِ: هو العَظَمةُ، يُقالُ منه: كَبُر الشَّيءُ، بضمِّ الباءِ، أي: عَظُم، فهو كبيرٌ وكُبارٌ، فإذا أفرَطَ قيل: كُبَّارٌ، بالتَّشديدِ، وعلى هذا يكونُ الكِبْرُ والعَظَمةُ اسمين لمسمًّى واحدٍ.
وقد جاء في الحديثِ ما يُشعِرُ بالفَرْقِ بَيْنَهما؛ وذلك أنَّ اللَّه تعالى قال: "الكِبْرِياءُ ردائي، والعَظَمةُ إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما..." ؛ فقد فرَّق بَيْنَهما بأن عبَّر عن أحدِهما بالرِّداءِ، وعن الآخَرِ بالإزارِ، وهما مختلفان، ويدُلُّ أيضًا على ذلك قولُه تعالى: "فمَن نازعني واحدًا منهما"؛ إذ لو كانا واحدًا لقال: فمَن نازعنيه، فالصَّحيحُ إذَن الفَرْقُ، ووجهُه: أنَّ جِهةَ الكِبْرِياءِ يستدعي متكبَّرًا عليه؛ ولذلك لما فسَّر الكِبْرَ قال: الكِبْرُ: بَطَرُ الحَقِّ، وغَمطُ النَّاسِ، وهو احتقارُهم، فذَكَر المتكبَّرَ عليه، وهو الحَقُّ أو الخَلقُ، والعَظَمةُ: لا تقتضي ذلك.
فالمُتكَبِّرُ يلاحِظُ ترفُّعَ نفسِه على غيرِه بسَبَبِ مَزيَّةِ كمالِها فيما يراه، والمعظِّمُ يلاحِظُ كمالَ نفسِه من غيرِ ترفُّعٍ لها على غيرِه) .
الفَرْقُ بَيْنَ الكِبْرِ والتِّيهِ:
أنَّ الكِبْرَ هو إظهارُ عِظَمِ الشَّأنِ، وهو في صفاتِ اللهِ تعالى مدحٌ؛ لأنَّ شأنَه عظيمٌ، وفي صفاتِنا ذمٌّ؛ لأنَّ شأنَنا صغيرٌ، وهو أهلٌ للعَظَمة، ولسْنا لها بأهلٍ.
والتِّيهُ أصلُه الحِيرةُ والضَّلالُ، وإنَّما سُمِّي المُتكَبِّرُ تائهًا على وَجهِ التَّشبيهِ بالضَّلالِ والتَّحيُّرِ، ... والتِّيهُ من الأرضِ ما يُتحيَّرُ فيه، وفي القرآنِ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ [المائدة: 26] أي: يتحَيَّرون .
الفَرْقُ بَيْنَ الجَبَروتِ والجَبريَّةِ والكِبْرِ:
الفَرْقُ بَيْنَ الجَبريَّةِ، والجَبَروتِ، والكِبْرِ: أنَّ الجبريَّةَ أبلَغُ من الكِبْرِ، وكذلك الجَبَروتُ، ويدُلُّ على هذا فخامةُ لفظِها، وفخامةُ اللَّفظِ تدُلُّ على فخامةِ المعنى فيما يجري هذا المجرى .
الفَرْقُ بَيْنَ العُجبِ والكِبْرِ:
أنَّ العُجبَ بالشَّيءِ شِدَّةُ السُّرورِ به حتَّى لا يعادِلَه شيءٌ عِندَ صاحبِه، تقولُ: هو مُعجَبٌ بفلانةَ: إذا كان شديدَ السُّرورِ بها، وهو مُعجَبٌ بنفسِه: إذا كان مسرورًا بخصالِها.
ولهذا يقالُ: أعجَبه، كما يقال: سُرَّ به، فليس العُجبُ من الكِبْرِ في شيءٍ، وقال عليُّ بنُ عيسى: (العُجبُ: عقدُ النَّفسِ على فضيلةٍ لها ينبغي أن يُتعَجَّبَ منها، وليست هي لها)
الفَرْقُ بَيْنَ الاستنكافِ والاستكبارِ والتَّكبُّرِ:
الاستنكافُ: تكبُّرٌ في تركِه أَنَفةٌ، وليس في الاستكبارِ ذلك، وإنَّما يُستعمَلُ الاستكبارُ حيثُ لا استخفافَ، بخلافِ التَّكبُّرِ؛ فإنَّه قد يكونُ باستخفافٍ. والتَّكبُّرُ: هو أن يرى المرءُ نفسَه أكبَرَ من غيرِه، والاستكبارُ طَلَبُ ذلك بالتَّشبُّعِ، وهو التَّزيُّنُ بأكثَرَ ما عنده .
الفَرْقُ بَيْنَ صيانةِ النَّفسِ والتَّكبُّرِ:
قال ابنُ القَيِّمِ:
(الفَرْقُ بَيْنَ الصِّيانةِ والتَّكبُّرِ: أنَّ الصَّائنَ لنفسِه بمنزلةِ رجُلٍ قد لَبِس ثوبًا جديدًا نقيَّ البياضِ ذا ثمَنٍ، فهو يدخُلُ به على الملوكِ فمَن دونهم، فهو يصونُه عن الوسَخِ والغُبارِ والطُّبوعِ وأنواعِ الآثارِ؛ إبقاءً على بياضِه ونقائِه، فتراه صاحِبَ تعزُّزٍ وهروبٍ من المواضعِ التي يُخشى منها عليه التَّلوُّثُ، فلا يسمَحُ بأثرٍ ولا طبعٍ ولا لوثٍ يعلو ثوبَه، وإن أصابه شيءٌ من ذلك على غِرَّةٍ بادر إلى قَلعِه وإزالتِه ومحوِ أثَرِه، وهكذا الصَّائنُ لقَلبِه ودينِه تراه يجتَنِبُ طُبوعَ الذُّنوبِ وآثارَها؛ فإنَّ لها في القَلبِ طُبوعًا وآثارًا أعظَمَ من الطُّبوعِ الفاحشةِ في الثَّوبِ النَّقيِّ للبياضِ، ولكِنْ على العُيونِ غِشاوةٌ أن تدرِكَ تلك الطُّبوعَ، فتراه يهرُبُ من مظانِّ التَّلوُّثِ ويحترِسُ من الخَلقِ ويتباعدُ من تخالُطِهم؛ مخافةَ أن يحصُلَ لقَلبِه ما يحصُلُ للثَّوبِ الذي يخالِطُ الدَّبَّاغين والذَّبَّاحين والطَّبَّاخين ونحوَهم.
بخلافِ صاحِبِ العُلُوِّ؛ فإنَّه وإن شابه هذا في تحرُّزِه وتجنُّبِه فهو يقصِدُ أن يعلوَ رِقابَهم، ويجعَلَهم تحتَ قَدَمِه، فهذا لونٌ، وذاك لونٌ) .
الفَرْقُ بَيْنَ المهابةِ والكِبْرِ:
قال ابنُ القَيِّمِ:
(الفَرْقُ بَيْنَ المهابةِ والكِبْرِ: أنَّ المهابةَ أثرٌ من آثارِ امتلاءِ القَلبِ بعَظَمةِ اللهِ ومحبَّتِه وإجلالِه، فإذا امتلأ القلبُ بذلك حلَّ فيه النُّورُ، ونزلت عليه السَّكينةُ، وأُلبِسَ رداءَ الهيبةِ، فاكتسى وجهُه الحلاوةَ والمهابةَ، فأخَذ بمجامِعِ القُلوبِ محبَّةً ومهابةً، فحَنَّت إليه الأفئدةُ، وقرَّت به العيونُ، وأَنِست به القلوبُ: فكلامُه نورٌ، ومدخَلُه نورٌ، ومخرَجُه نورٌ، وعَمَلُه نورٌ، وإن سكت علاه الوَقارُ، وإن تكلَّم أخذ بالقلوبِ والأسماعِ.
وأمَّا الكِبْرُ فأثَرٌ من آثارِ العُجبِ والبغيِ من قلبٍ قد امتلأ بالجهلِ والظُّلمِ، ترحَّلت منه العبوديَّةُ، ونزل عليه المقتُ، فنظَرُه إلى النَّاسِ شَزرٌ، ومشيُه بَيْنَهم تبختُرٌ، ومعاملتُه لهم معاملةُ الاستئثارِ لا الإيثارِ ولا الإنصافِ، ذاهبٌ بنفسِه تِيهًا، لا يبدَأُ من لقِيَه بالسَّلامِ، وإن ردَّ عليه رأى أنَّه قد بالغ في الإنعامِ عليه، لا ينطَلِقُ لهم وجهُه، ولا يسَعُهم خُلُقُه، ولا يرى لأحَدٍ عليه حقًّا، ويرى حقوقَه على النَّاسِ، ولا يرى فضلَهم عليه، ويرى فضلَه عليهم، لا يزدادُ من اللهِ إلا بعدًا، ومن النَّاسِ إلا صَغارًا وبُغضًا) .
الفَرْقُ بَيْنَ التَّكبُّرِ وبينَ العِزَّةِ:
الفَرْقُ بَيْنَ التَّكبُّرِ والعِزَّةِ أنَّ التَّكبُّرَ ترفُّعٌ بالباطلِ والعِزَّةَ ترفُّعٌ بالحقِّ، أو أنَّ التَّكبُّرَ: نُكرانُ النِّعمةِ وجُحودُها والتَّرفُّعَ: اعترافٌ بالنِّعمةِ وتحدُّثٌ بها .

ذم الكبر والنهي عنه
أ- من القرآنِ الكريمِ
- الكِبْرُ من أوَّلِ الذُّنوبِ التي عُصي اللهُ تبارك وتعالى بها؛ قال اللهُ تعالى مبيِّنًا سبَبَ امتناعِ إبليسَ عن السُّجودِ لآدمَ: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [البقرة: 34] .
قال الطَّبريُّ: (وهذا، وإن كان من اللهِ جَلَّ ثناؤه خبرًا عن إبليسَ، فإنَّه تقريعٌ لضُرَبائِه من خَلقِ اللهِ الذين يتكبَّرون عن الخضوعِ لأمرِ اللَّهِ، والانقيادِ لطاعتِه فيما أمرهم به وفيما نهاهم عنه، والتَّسليمِ له فيما أوجب لبعضِهم على بعضٍ من الحقِّ) .
وقال عَوفُ بنُ عبدِ اللهِ للفَضلِ بنِ المُهَلَّبِ: (إني أريدُ أن أعظَك بشيءٍ: إيَّاك والكِبْرَ؛ فإنَّه أوَّلُ ذنبٍ عصى اللهَ به إبليسُ) ثمَّ قرأ: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ [البقرة: 34] .
- والكِبْرِ سببٌ رئيسٌ في هلاكِ الأممِ السَّابقةِ؛ فهؤلاء قومُ نوحٍ ما منعهم عن قَبولِ الدَّعوةِ، والاستماعِ لنداءِ الفِطرةِ والإيمانِ، إلَّا الكِبْرُ؛ فقد قال اللهُ تعالى على لسانِ نبيِّهم نوحٍ عليه السَّلامُ: وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا [نوح: 7] .
وهؤلاء قومُ عادٍ ظنُّوا بسَبَبِ تكبُّرِهم أنَّه لا قوَّةَ أشدُّ من قُوَّتِهم؛ فقد قال اللهُ عنهم: فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ [فصلت: 15-16] .
وها هي ثمودُ من بعدِهم ينهَجون نفسَ النَّهجِ في الاستكبارِ والتَّعالي، فيردُّون دعوةَ اللهِ عزَّ وجَلَّ، ويُكَذِّبون نبيَّه عليه السَّلامُ: قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ [الأعراف: 75-76] .
وقال اللهُ تعالى عن قومِ نبيِّ اللهِ شُعَيبٍ عليه السَّلامُ: قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ [الأعراف: 88] .
أمَّا فرعونُ فقد ملأ الدُّنيا كبرًا وعُجبًا وخُيَلاءَ، حتَّى وصل به الحالُ أن ادَّعى الرُّبوبيَّةَ والألوهيَّةَ؛ قال اللهُ تبارك وتعالى: وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ [القصص: 38-40] .
- والكِبْرُ سَبَبٌ في الإعراضِ عن آياتِ اللهِ والصَّدِّ عنها؛ قال اللهُ تبارك وتعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [الجاثيَّة: 7-8] .
- وهو سَبَبٌ للصَّرفِ عن دينِ اللَّهِ؛ قال اللهُ تبارك وتعالى: سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ [الأعراف: 146] .
- وهو سَبَبٌ لدُخولِ النَّارِ؛ قال اللهُ تبارك وتعالى: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ [الأحقاف: 20] .

ب- من السُّنَّةِ النَّبويَّةِ

- عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ الله عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((لا يَدخُلُ الجنَّةَ مَن كان في قَلبِه مِثقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبرٍ، قال رجلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يحِبُّ أن يكونَ ثوبُه حَسَنًا ونَعلُه حَسَنةً! قال: إنَّ اللهَ جميلٌ يُحِبُّ الجَمالَ. الكِبْرُ: بَطَرُ الحَقِّ وغَمطُ النَّاسِ)) .
قال النَّوويُّ في شرحِ الحديثِ: (قد اختُلِف في تأويلِه؛ فذكر الخطَّابيُّ فيه وجهين:
أحدُهما: أنَّ المرادَ التَّكبُّرُ عن الإيمانِ، فصاحبُه لا يدخُلُ الجنَّةَ أصلًا إذا مات عليه.
والثَّاني: أنَّه لا يكونُ في قَلِبه كِبرٌ حالَ دُخولِه الجنَّةَ، كما قال اللهُ تعالى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ [الأعراف: 43] .
وهذان التَّأويلان فيهما بُعدٌ؛ فإنَّ هذا الحديثَ ورد في سياقِ النَّهيِ عن الكِبْرِ المعروفِ، وهو الارتفاعُ على النَّاسِ، واحتقارُهم، ودفعُ الحَقِّ، فلا ينبغي أن يُحمَلَ على هذين التَّأويلين المخرِجين له عن المطلوبِ. بل الظَّاهِرُ ما اختاره القاضي عياضٌ وغيرُه من المحَقِّقين، أنَّه لا يدخُلُ الجنَّةَ دونَ مجازاةٍ إن جازاه. وقيل: هذا جزاؤه لو جازاه، وقد يتكرَّمُ بأنَّه لا يجازيه، بل لا بُدَّ أن يدخُلَ كُلُّ الموحِّدين الجنَّةَ؛ إمَّا أوَّلًا، وإمَّا ثانيًا بعد تعذيبِ بعضِ أصحابِ الكبائرِ الذين ماتوا مُصِرِّين عليها. وقيل: لا يدخُلُ مع المتَّقين أوَّلَ وهلةٍ) .
وقال ابنُ القَيِّمِ: (فسَّر النَّبيُّ الكِبْرَ بضِدِّه فقال: الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وغَمْصُ النَّاسِ. فبطَرُ الحقِّ: ردُّه وجَحدُه، والدَّفعُ في صَدرِه كدفعِ الصَّائلِ. وغَمصُ النَّاسِ: احتقارُهم وازدراؤهم. ومتى احتقرهم وازدراهم دفَع حقوقَهم وجحَدَها واستهان بها) .
- وعن حارثةَ بنِ وَهبٍ الخُزاعيِّ رَضِيَ الله عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ألا أخبرُكم بأهلِ الجنَّةِ؟ كُلُّ ضعيفٍ متضاعِفٍ لو أقسم على اللهِ لأبرَّه، ألا أخبِرُكم بأهلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جوَّاظٍ مُستكبرٍ)) .
- وعن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ الله عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((احتجَّت النَّارُ والجنَّةُ، فقالت هذه: يدخُلُني الجبَّارون والمُتكَبِّرون! وقالت هذه: يدخُلنُي الضُّعَفاءُ والمساكينُ! فقال اللهُ عزَّ وجَلَّ لهذه: أنت عذابي أعذِّبُ بكِ من أشاء -وربَّما قال: أصيبُ بكِ من أشاءُ- وقال لهذه: أنت رحمتي أرحَمُ بكِ من أشاءُ، ولكُلِّ واحدةٍ منكما مِلؤها)) .
- و عن أبي هُرَيرةَ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهم اللهُ يومَ القيامةِ ولا يُزَكِّيهم ولا ينظُرُ إليهم ولهم عذابٌ أليمٌ: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كذَّابٌ، وعائِلٌ مُستكبِرٌ ) .
يقولُ ابنُ تَيميَّةَ: (فهؤلاء الثَّلاثةُ: اشتركوا في هذا الوعيدِ، واشتركوا في فِعلِ هذه الذُّنوبِ مع ضَعفِ دواعيهم؛ فإنَّ داعيةَ الزِّنا في الشَّيخِ ضعيفةٌ، وكذلك داعيةٌ الكَذِبِ في المَلِكِ ضعيفةٌ؛ لاستغنائه عنه، وكذلك داعيةُ الكِبْرِ في الفقيرِ، فإذا أتَوا بهذه الذُّنوبِ مع ضَعفِ الدَّاعي، دلَّ على أنَّ في نفوسِهم من الشَّرِّ الذي يستحقُّون به من الوعيدِ ما لا يستحقُّه غيرُهم) .
- وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((تحاجَّت الجنَّةُ والنَّارُ، فقالت النَّارُ: أُوثِرت بالمُتكَبِّرين والمتجَبِّرين...)) .
- وعن عَمرِو بنِ شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((يُحشَرُ المتكَبِّرون يومَ القيامةِ أمثالَ الذَّرِّ في صورةِ الرِّجالِ، يغشاهم الذُّلُّ من كُلِّ مكانٍ، يُساقونَ إلى سِجنٍ في جهنَّمَ يُسمَّى بُولَسَ، تغشاهم نارُ الأنيارِ، يُسقَونَ من عُصارةِ أهلِ النَّارِ طينةَ الخَبالِ)) .
قولُه: ((بُولَس)) فُوعَلٌ من: الإبلاسِ، بمعنى: اليأسِ، ولعَلَّ هذا السِّجنَ يُسَمَّى به ليأسِ داخِلِه من الخلاصِ.
وقولُه: ((تعلوهم نارُ الأنيارِ)) جمعُ نارٍ، ومعنى ((نارُ الأنيارِ)): هو أنَّه كأنَّ هذه النَّارَ لفرطِ إحراقِها وشِدَّةِ حَرِّها تفعَلُ بسائِرِ النِّيرانِ فِعلَ النَّارِ بغَيرِها.
وقولُه: ((طينةَ الخَبالِ)): اسمُ عُصارةِ أهلِ النَّارِ، وهو ما يسيلُ منهم من الصَّديدِ والقَيحِ والدَّمِ .
- عن ابنِ عُمَرَ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ((من تعظَّمَ في نفسِه، أو اختال في مِشيتِه، لقيَ اللهَ عزَّ وجَلَّ وهو عليه غضبانُ)) .
قولُه: ((من تعظَّم في نفسِه)) اعتقد نفسَه عظيمةً تستحقُّ من غيرِه التَّبجيلَ والتَّكريمَ .
قولُه: ((أو اختال في مِشيتِه)) أي: تبختر وأُعجِب بنفسِه فيها ، ومشى مِشيةَ المُختالِ المفتَخِرِ، وهذا كِبرٌ ظاهرٌ، فقولُه: ((تعظَّم)) هذا الكِبْرِياءُ في القلبِ ((واختال في مِشيتِه)) هذا الكِبْرِياءُ في العمَلِ في الظَّاهِرِ، ((لقيَ اللَّهَ)) يعني: يومَ القيامةِ ((وهو)) أي: اللهُ عزَّ وجَلَّ ((عليه)) أي: على هذا المتعاظِمِ المختالِ ((غضبانُ)) الجملةُ في قولِه: ((وهو عليه غضبانُ)) حالٌ من لفظِ الجلالةِ، فيقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ التَّعاظُمَ في النَّفسِ والاختيالَ في المِشيةِ إذا اجتمعا استحقَّ فاعلُهما هذا الوعيدَ، وهو غَضَبُ اللهِ عزَّ وجَلَّ .
- وعن ثوبانَ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن مات وهو بريءٌ من ثلاثٍ: الكِبْرِ، والغُلولِ، والدَّينِ، دَخَل الجنَّةَ)) .
- وعن مُصعَبِ بنِ سعدٍ رَضِيَ الله عنه قال: رأى سعدٌ رَضِيَ الله عنه أنَّ له فضلًا على من دونَه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((هل تنصُرون وتُرزَقون إلَّا بضُعفائِكم؟)) .
قال الطِّيبيُّ في معنى الحديثِ: (فيه نهيٌ عن مخالطةِ الأغنياءِ، وتحذيرٌ من التَّكبُّرِ على الفقراءِ، والمحافظةُ على جَبرِ خواطِرِهم؛ ولهذا قال لقمانُ لابنه: لا تحقِرَنَّ أحدًا لخُلقانِ ثيابِه؛ فإنَّ ربَّك وربَّه واحدٌ.
وقال ابنُ معاذٍ: حُبُّك الفُقَراءَ من أخلاقِ المُرسَلين، وإيثارُك مجالستَهم من علاماتِ الصَّالحين، وفرارُك منهم من علاماتِ المُنافِقين) .

( يتبع )



 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 11:42 AM   #175


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (02:17 PM)
آبدآعاتي » 11,407
الاعجابات المتلقاة » 1304
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع – الكبر

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ

- عوتِبَ عليٌّ رَضِيَ الله عنه في لَبوسِه فقال: (إنَّ لبوسي هذا أبعَدُ من الكِبْرِ، وأجدَرُ أن يقتديَ بي المسلِمُ) .
- وعن عليِّ بنِ رباحٍ اللَّخميِّ، قال: قال عمرُو بنُ العاصِ رَضِيَ الله عنه: (انتهى عجَبي عِندَ ثلاثٍ: المرءٌ يَفِرُّ من القدَرِ وهو لاقيه، والرَّجُلُ يرى في عينِ أخيه القَذاةَ فيعيبُها، ويكونُ في عينِه مِثلُ الجِذعِ فلا يعيبُه، والرَّجُلُ يكونُ في دابَّتِه الصَّعَرُ فيُقَوِّمُها جُهدَه، ويكونُ في نفسِه الصَّعَرُ فلا يُقَوِّمُ نفسَه!) .
- وقال الحسَنُ: (إنَّ أقوامًا جعلوا الكِبْرَ في قلوبِهم، والتَّواضُعَ في ثيابِهم، فصاحبُ الكساءِ بكِسائِه أعجبُ من صاحِبِ المِطرَفِ بمِطرَفِه) .
- وقال أبو عثمانَ النَّيسابوريُّ: (ما ترك أحدٌ شيئًا من السُّنَّةِ إلَّا لكِبرٍ في نفسِه، ثمَّ هذا مَظِنَّةٌ لغيرِه، فينسَلِخُ القلبُ عن حقيقةِ اتِّباعِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ويصيرُ فيه من الكِبْرِ وضَعفِ الإيمانِ ما يفسِدُ عليه دينَه، أو يكادُ، وهم يحسَبون أنَّهم يُحسِنون صُنعًا) .
- وقال الأحنَفُ بنُ قَيسٍ: (عَجَبًا لابنِ آدَمَ يتكَبَّرُ وقد خرج من مجرى البولِ مرَّتين!) .
- وقال محمَّدُ بنُ الحُسَينِ بنِ عليٍّ: (ما دخل قلبَ امرئٍ شيءٌ من الكِبْرِ قطُّ إلَّا نقص من عقلِه بقدرِ ما دخَل من ذلك قَلَّ أو كَثُر) .
- وسُئِل سَلمانُ عن السَّيِّئةِ التي لا تنفَعُ معها حَسَنةٌ، فقال: الكِبْرُ .
- وقال سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ لابنِه: (يا بُنَيَّ: إيَّاك والكِبْرَ، وليَكُنْ فيما تستعينُ به على تركِه: عِلمُك بالذي منه كنتَ والذي إليه تصيرُ، وكيف الكِبْرُ مع النُّطفةِ التي منها خُلِقتَ، والرَّحِمِ التي منها قُذِفتَ، والغذاءِ الذي به غُذِيتَ؟!) .
- ويقولُ ابنُ تَيميَّةَ: (الكِبْرُ ينافي حقيقةَ العُبوديَّةِ كما ثبت في الصَّحيحِ: عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((يقولُ اللَّهُ: العَظَمةُ إزاري، والكِبْرِياءُ ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما عذَّبتُه)) . فالعَظَمةُ والكِبْرِياءُ من خصائصِ الرُّبوبيَّةِ، والكِبْرِياءُ أعلى من العَظَمةِ؛ ولهذا جعلها بمنزلةِ الرِّداءِ، كما جَعَل العَظَمةَ بمنزلةِ الإزارِ) .
- قال الحارِثُ بنُ أسَدٍ المحاسِبيُّ: (الكِبْرُ عظيمُ الآفاتِ، عنه تَشعَّبُ أكثَرُ البَليَّاتِ، يستوجبُ به من اللهِ عزَّ وجَلَّ سرعةَ العقوبةِ والغَضَبِ؛ لأنَّ الكِبْرَ لا يحِقُّ إلَّا للهِ عزَّ وجَلَّ، ولا يليقُ ولا يصلُحُ لمن دونه؛ إذ كُلُّ مَن سواه عبدٌ مملوكٌ، وهو المليكُ الإلهُ القادرُ؛ فعَظُم عِندَ اللهِ عزَّ وجَلَّ الكِبْرُ ذنبًا؛ إذ كان لا يليقُ بغيرِه، فإذا فَعَل العبدُ ما لا يليقُ إلَّا بالمولى جلَّ وعزَّ اشتدَّ غضبُ المولى تعالى عليه... فيستحقُّ المُتكَبِّرُ أن يقصِمَه اللهُ عزَّ وجَلَّ ويحقِرَه ويُصغِّرَه؛ إذ جاز قَدرَه، وتعاطى ما لا يصلُحُ لمخلوقٍ...
ويستأهِلُ أيضًا المُتكَبِّرُ أن يزيلَ اللهُ عنه النِّعمةَ التي تكبَّرَ بها؛ لأنَّه لا يتكبَّرُ إلَّا بنعمةِ اللهِ عزَّ وجَلَّ...
ثمَّ مع ذلك أنَّه يستحقُّ من اللهِ عزَّ وجَلَّ ألَّا يُفهِّمَه العلمَ، ولا يُفَقِّهَه في الدِّينِ، ومن ذلك قولُه عزَّ وجَلَّ: سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [الأعراف: 146] ...
فالمُتكَبِّرُ يتعرَّضُ للمقتِ من اللهِ عزَّ وجَلَّ، وسرعةِ المعاجَلةِ بالعقوبةِ) .
- عن سفيانُ بنِ عُيينةَ، قال: (كان يقالُ: دَعِ الكِبْرَ والفخرَ، واذكُرْ طولَ الثَّواءِ في القبرِ) .
- وقال أيضًا: (من كانت معصيتُه في الشَّهوةِ فارجُ له التَّوبةَ؛ فإنَّ آدمَ عليه السَّلامُ عصى مشتهيًا فغُفِر له، وإذا كانت معصيتُه في كِبرٍ فاخْشَ على صاحبِه اللَّعنةَ؛ فإنَّ إبليسَ عصى مستكبرًا فلُعِن) .
- قال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (من وُقِيَ خمسًا فقد وُقِيَ شَرَّ الدُّنيا والآخرةِ: العُجبُ، والرِّياءُ، والكِبْرُ، والإزراءُ، والشَّهوةُ) .
- قال ابنُ المعتزِّ: (لمَّا عرَف أهلُ النَّقصِ حالَهم عِندَ ذوي الكمالِ، استعانوا بالكِبْرِ، ليُعظِّمَ صغيرًا، ويرفَعَ حقيرًا، وليس بفاعلٍ) .
- عن عُقبةَ بنِ سِنانٍ، قال: قال أكثَمُ بنُ صيفيٍّ: (ليس للمختالِ في حسنِ الثَّناءِ نصيبٌ) .
- عن هلالِ بنِ العلاءِ، قال: قال ذو النُّونِ: (من تطأطأ لَقَط رُطَبًا، ومن تعالى لَقِيَ عَطَبًا) .
- قال حاتمٌ الأصَمُّ: (أصلُ المعصيةِ ثلاثةُ أشياءَ: الكِبْرُ، والحِرصُ، والحَسَدُ) ، قال بعضُهم: (فأمَّا الكِبْرُ فقد ظهر من إبليسَ حيث أُمِر بالسُّجودِ فاستكبر حتى صار ملعونًا، وأمَّا الحرصُ فقد ظهر على آدمَ عليه السَّلامُ، حيث تناول من الشَّجرةِ؛ لكي يُخلَّدَ في الجنَّةِ، فأُخرِجَ منها، وأمَّا الحسدُ فقد ظهر على ابنِ آدَمَ، فقَتَل أخاه حتى أُدخِل النَّارَ) .
- قال الغزاليُّ: (وأمَّا العُجبُ والكِبْرُ والفخرُ فهو الدَّاءُ العُضالُ، وهو نظَرُ العبدِ إلى نفسِه بعينِ العِزِّ والاستعظامِ، وإلى غيرِه بعينِ الاحتقارِ والذُّلِّ، ونتيجتُه على اللِّسانِ أن يقولَ: أنا وأنا، كما قال إبليسُ اللَّعينُ: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [الأعراف: 12] ، وثمرتُه في المجالسِ التَّرفُّعُ والتَّقدُّمُ، وطلبُ التَّصدُّرِ فيها، وفي المحاورةِ الاستنكافُ من أن يُرَدَّ كلامُه عليه، والمُتكَبِّرُ هو الذي إن وُعِظ أَنِف، أو وَعَظ عَنَّف، فكُلُّ من رأى نفسَه خيرًا من أحدٍ مِن خَلقِ اللهِ تعالى فهو مُتكَبِّرٌ) .
- قال أكثَمُ بنُ صيفيٍّ: (لا يَطمَعَنَّ ذو كبرٍ في حُسنِ ثناءٍ، ولا الملولُ في الإخوانِ، ولا الخِبُّ في الشَّرَفِ). وقال: (آفةُ المروءةِ الكِبْرُ، وآفةُ السَّخاءِ المنُّ، وآفةُ الرَّأيِ العُجبُ) .
- (قال المأمونُ: ما تكبَّرَ أحدٌ إلَّا لنقصٍ وَجَده في نفسِه، ولا تطاول إلَّا لوَهنٍ أحسَّ من نفسِه) .
- قال الجاحظُ: (ولم تَرَ العُيونُ ولا سَمِعَت الآذانُ ولا توَهَّمَت العقولُ عَمَلًا اجتباه ذو عَقلٍ، أو اختاره ذو عِلمٍ، بأَوْبَأَ مغبَّةً، ولا أنكَدَ عاقِبةً، ولا أوخَمَ مَرعًى، ولا أبعَدَ مَهوًى، ولا أضَرَّ على دينٍ، ولا أفسَدَ لعِرضٍ، ولا أوجَبَ لسَخطِ اللَّهِ، ولا أدعى إلى مَقتِ النَّاسِ، ولا أبعَدَ مِن الفلاحِ، ولا أظهَرَ نفورًا عن التَّوبةِ، ولا أقَلَّ دَرَكًا عِندَ الحقيقةِ، ولا أنقَضَ للطَّبيعةِ، ولا أمنَعَ من العِلمِ، ولا أشَدَّ خلافًا على الحِلمِ- من التَّكبُّرِ في غيرِ مَوضِعِه، والتَّنبُّلِ في غيرِ كُنْهِه) .

آثارُ الكِبْرِ

1- الحرمانُ من النَّظَرِ والاعتبارِ:
أي أنَّ الأثَرَ الأوَّلَ الذي يتركُه التَّكبُّرُ على المسلمِ إنما هو الحرمانُ من النَّظرِ والاعتبارِ... ومَن حُرِم النَّظَرَ والاعتبارَ كانت عاقبتُه البوارَ والخُسرانَ المبينَ؛ لأنَّه سيبقى مقيمًا على عيوبِه وأخطائِه، غارقًا في أوحالِه، حتى تنتهيَ الحياةُ.
2- القَلَقُ والاضطرابُ النَّفسيُّ:
ذلك أنَّ المُتكَبِّرَ يحِبُّ إشباعًا لرغبةِ التَّرفُّعِ والتَّعالي أن يحنيَ النَّاسُ رؤوسَهم له، وأن يكونوا دومًا في رِكابِه، ولأنَّ أعزَّةَ النَّاسِ وكِرامَهم يأبَون ذلك، بل ليسوا مستعدِّين له أصلًا، فإنَّه يصابُ بخيبةِ أملٍ تكونُ عاقبتُها القَلَقَ والاضطرابَ النَّفسيَّ، هذا فضلًا عن أنَّ اشتغالَ هذا المُتكَبِّرِ بنفسِه يجعَلُه في إعراضٍ تامٍّ عن معرفةِ اللهِ وذِكرِه، وذلك له عواقِبُ أدناها في هذه الدُّنيا القَلَقُ والاضطرابُ النَّفسيُّ.
3- الملازمةُ للعُيوبِ والنَّقائِصِ:
وذلك أنَّ المُتكَبِّرَ لظنِّه أنَّه بلغ الكمالَ في كُلِّ شيءٍ لا يفتِّشُ في نفسِه؛ حتى يعرفَ أبعادَها ومعالِمَها، فيُصلِحَ ما هو في حاجةٍ منها إلى إصلاحٍ، ولا يقبَلُ كذلك نصحًا أو توجيهًا أو إرشادًا من الآخرين، ومثلُ هذا يبقى غارقًا في عيوبِه ونقائصِه، ملازمًا لها إلى أن تنقضيَ الحياةُ، ويدخُلَ النَّارَ مع الدَّاخلين.
4- الحرمانُ من الجنَّةِ واستحقاقُ العذابِ في النَّارِ:
وذلك أمرٌ بَدَهيٌّ؛ فإنَّ من يعتدي على مقامِ الألوهيَّةِ، ويظلُّ مقيمًا على عيوبِه ورذائلِه، ستنتهي به الحياةُ حتمًا، وما حصَّل خيرًا يستحقُّ به ثوابًا أو مكافأةً، فيُحرَمُ الجنَّةَ مؤبَّدًا أو مؤقَّتًا.
5- قلَّةُ كسبِ الأنصارِ بل والفُرْقةُ والتَّمزُّقُ، والشُّعورُ بالعُزلةِ:
ذلك أنَّ القلوبَ جُبِلت على حُبِّ من ألان لها الجانبَ، وخَفَض لها الجناحَ، ونظَر إليها من دونٍ لا مِن عَلٍ.
6- الحِرمانُ من العَونِ والتَّأييدِ الإلهيِّ:
ذلك أنَّ الحَقَّ سُبحانَه مضَت سنَّتُه أنَّه لا يُعطي عونَه وتأييدَه إلَّا لمن هضَموا نفوسَهم حتَّى استخرجوا حظَّ الشَّيطانِ من نفوسِهم، بل حَظَّ نفوسِهم من نفوسِهم، والمُتكَبِّرون قومٌ كَبُرت نفوُسهم، ومن كانت هذه صفتَه، فلا حَقَّ له في عونٍ أو تأييدٍ إلهيٍّ .
7- استحقاقُ غَضبِ اللهِ والتَّعرُّضُ لسَخَطِه:
8- المُتكَبِّرُ يُحرَمُ كثيرًا من العلمِ؛ قال مجاهدٌ: (إنَّ هذا العلمَ لا يتعَلَّمُه مُستحٍ ولا مُتكَبِّرٌ) .
وقال النَّوويُّ: (قد قالوا: من لم يصبرْ على ذلِّ التَّعلُّمِ بقي عمُرَه في عمايةٍ الجهالةِ، ومن صبَر عليه آلَ أمرُه إلى عزِّ الآخرةِ والدُّنيا. ومنه الأثَرُ المشهورُ عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما: ذلَلْتُ طالبًا فعَزَزتُ مطلوبًا. وقد أحسَن من قال:
من لم يذُقْ طَعمَ المذَلَّةِ ساعةً
قطَع الزَّمانَ بأسْرِه مذلولًا) .
9- المُتكَبِّرُ على من تحتَه يكونُ ذليلًا لمن فوقَه؛ قال الجاحظُ: (وشيءٌ قد قتَلْتُه عِلمًا، وهو أني لم أرَ ذا كِبرٍ قَطُّ على من دونَه، إلَّا وهو يَذِلُّ لمن فوقه بمقدارِ ذلك ووَزْنِه) .
10- المُتكَبِّرُ ينادي على نفسِه بالمهانةِ؛ قال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ الله عنه: (ما وَجَد أحدٌ في نفسِه كبرًا إلَّا من مهانةٍ يجِدُها في نفسِه) .
11- قد يؤدِّي الكِبْرُ ببعضِ النَّاسِ إلى تَركِ الجُمَعِ والجماعاتِ، أو عَدَمِ إتمامِ الصُّفوفِ إن صلَّى في جماعةٍ؛ قال الذَّهبيُّ بعد أن ذكر ما يُروى عن حجَّاجِ بنِ أرطاةَ أنَّه قال: (لا تَتِمُّ مروءةُ الرَّجُلِ حتَّى يتركَ الصَّلاةَ في الجماعةِ): (قلتُ: لَعَن اللهُ هذه المروءةَ! ما هي إلَّا الحُمقُ والكِبْرُ؛ كي لا يزاحمَه السُّوقةُ! وكذلك تجِدُ رؤساءَ وعُلَماءَ يُصَلُّون في جماعةٍ في غيرِ صَفٍّ، أو تُبسَطُ له سجَّادةٌ كبيرةٌ حتَّى لا يلتَصِقَ به مسلِمٌ! فإنَّا للهِ!) .
12- قد يؤدِّي الكِبْرُ ببعضِ النَّاسِ إلى الكُفرِ:
ذُكِر أنَّ جَبَلةَ بنَ الأيهَمِ مَلِكَ غَسَّان أسلم، فبينما هو في سوقِ دِمَشقَ -في زمانِ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ- إذ وطئَ رجلًا من مزينةَ، فوثب المُزَنيُّ فلَطَمه، فأُخِذ وانطُلِق به إلى أبي عُبَيدةَ بنِ الجرَّاحِ، فقالوا: هذا لَطَم جَبَلةَ، قال: فليَلطِمْه، قالوا: وما يُقتَلُ؟ قال: لا، قالوا: فما تُقطَعُ يَدُه؟ قال: لا، إنما أمر اللهُ تبارك وتعالى بالقَودِ، قال جَبَلةُ: أو تَرَونَ أني جاعِلٌ وجهي نِدًّا لوَجهِ جَدْيٍ جاء من عُمقٍ؟! بئس الدِّينُ هذا! ثمَّ ارتدَّ نصرانيًّا وترحَّل بقومِه حتى دخل أرضَ الرُّومِ. نعوذُ باللَّهِ من العُتُوِّ والكِبْرِ !
13- المُتكَبِّرُ (قد يحمِلُه الكِبْرُ على أن يتصَنَّعَ بما ليس عندَه من العِلمِ والعَمَلِ، والحسَبِ الشَّريفِ ونزاهةِ النَّفسِ وسلامةِ العِرضِ، وكذلك يحمِلُه على تركِ الاختلافِ إلى العُلَماءِ إظهارًا منه أنَّه مِثلُهم أو أفضلُ منهم، وأن يأنَفَ أن يتقَدَّمَ عليه غيرُه في الصَّلاةِ، كُلُّ ذلك تكبُّرًا أو خوفًا من سقوطِ منزلتِه عِندَ النَّاسِ) .

( يتبع )



 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 11:50 AM   #176


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (02:17 PM)
آبدآعاتي » 11,407
الاعجابات المتلقاة » 1304
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع – الكبر

أقسامُ الكِبْرِ

ينقَسِمُ الكِبْرُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: بعضُها أشَدُّ من بعضٍ، وإن كانت كلُّها مذمومةً، وقد ذكَر هذه الأقسامَ ابن حجر الهيتمي، فقال: (الكِبْرُ:
- إمَّا على اللهِ تعالى، وهو أفحَشُ أنواعِ الكِبْرِ، كتكبُّرِ فرعونَ ونمرودَ حيث استنكفا أن يكونا عبدينِ له تعالى وادَّعيا الرُّبوبيَّةَ؛ قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60] ، أي: صاغِرينَ. لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ... الآيَّة [النساء: 172] .
- وإمَّا على رسولِه، بأن يمتَنِعَ من الانقيادِ له تكبُّرًا جهلًا وعنادًا، كما حكى اللهُ ذلك عن كُفَّارِ مكَّةَ وغيرِهم من الأمَمِ.
- وإمَّا على العبادِ، بأن يستعظِمَ نفسَه، ويحتَقِرَ غيرَه ويزدريَه، فيأبى على الانقيادِ له، أو يترفَّعَ عليه، ويأنَفَ من مساواتِه، وهذا وإن كان دونَ الأوَّلين إلَّا أنَّه عظيمٌ إثمُه أيضًا؛ لأنَّ الكِبْرَياءَ والعَظَمةَ إنَّما يليقان بالمَلِكِ القادِرِ القويِّ المتينِ، دونَ العبدِ العاجزِ الضَّعيفِ، فتكبُّرُه فيه منازعةٌ لله في صفةٍ لا تليقُ إلَّا بجلالِه، فهو كعبدٍ أخذ تاجَ مَلِكٍ وجلس على سريرِه، فما أعظَمَ استحقاقَه للمَقتِ، وأقرَبَ استعجالَه للخِزيِ! ومِن ثمَّ قال تعالى كما مرَّ في أحاديثَ: إنَّ من نازعه العَظَمةَ والكِبْرِياءَ أهلكَه، أي لأنَّهما من صفاتِه الخاصَّةِ به تعالى) .

دَرَجاتُ الكِبْرِ

يقولُ ابنُ قُدامةَ المَقدِسيُّ: (واعلَمْ‏‏ أنَّ العُلَماءَ والعُبَّادَ في آفةِ الكِبْرِ على ثلاثِ دَرَجاتٍ‏:‏
- الأولى‏:‏ أن يكونَ الكِبْرُ مُستقرًّا في قلبِ الإنسانِ منهم، فهو يرى نفسَه خيرًا من غيرِه، إلَّا أنَّه يجتَهِدُ ويتواضَعُ، فهذا في قَلبِه شجرةُ الكِبْرِ مغروسةٌ، إلَّا أنَّه قد قطَع أغصانَها‏.‏
- الثَّانيةُ‏:‏ أن يُظهِرَ لك بأفعالِه من التَّرفُّعِ في المجالِسِ، والتَّقدُّمِ على الأقرانِ، والإنكارِ على من يُقصِّرُ في حقِّه، فترى العالمَ يُصَعِّرُ خَدَّه للنَّاسِ، كأنَّه مُعرِضٌ عنهم، والعابِدُ يعيشُ ووجهُه كأنَّه مستقذِرٌ لهم، وهذان قد جَهِلا ما أدَّب اللهُ به نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم، حينَ قال‏: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشعراء: ‏215].
- الدَّرجةُ الثَّالثةُ‏:‏ أن يُظهِرَ الكِبْرَ بلسانِه، كالدَّعاوى والمفاخِرِ، وتزكيةِ النَّفسِ، وحكاياتِ الأحوالِ في مَعرِضِ المفاخرةِ لغيرِه، وكذلك التَّكبُّرُ بالنَّسَبِ؛ فالذي له نَسَبٌ شريفٌ يستحقِرُ من ليس له ذلك النَّسَبُ وإن كان أرفَعَ منه عملًا‏.‏ قال ابنُ عبَّاسٍ‏:‏ يقولُ الرَّجُلُ للرَّجُلِ‏:‏ أنا أكرَمُ منك، وليس أحدٌ أكرَمَ من أحدٍ إلَّا بالتَّقوى‏.‏ قال اللهُ تعالى‏:‏ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [‏الحجرات‏: ‏13]، ‏وكذلك التَّكبُّرُ بالمالِ، والجَمالِ، والقُوَّةِ، وكثرةِ الأتباعِ، ونحوِ ذلك) .

مظاهِرُ الكِبْرِ

هناك مظاهِرُ وسِماتٌ تظهَرُ على المُتكَبِّرِ، في صفاتِه، وحَرَكاتِه، وسَكَناتِه، وأحوالِه وأقوالِه وأعمالِه، تدُلُّ على ما وصَل إليه من الكِبْرِ والعُجبِ بالنَّفسِ، والازدراءِ للآخَرين، ومن المُتكَبِّرين من يجمَعُ كثيرًا من هذه المظاهِرِ، ومنهم من يتكبَّرُ في بعضٍ ويتواضَعُ في بعضٍ، ومن ذلك :
- أن يحِبَّ قيامَ النَّاسِ له أو بَيْنَ يَدَيه:
وقد قال عليٌّ رَضِيَ الله عنه: (مَن أراد أن ينظُرَ إلى رجلٍ من أهلِ النَّارِ، فلينظُرْ إلى رجُلٍ قاعدٍ وبينَ يَدَيه قومٌ قيامٌ) .
وقال أنسٌ رَضِيَ الله عنه: (لم يكُنْ شَخصٌ أحَبَّ إليهم من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له؛ لِما يعلمون من كراهتِه لذلك) .
- أن لا يمشيَ إلَّا ومعه غيرُه يمشي خَلْفَه:
قال أبو الدَّرداءِ رَضِيَ الله عنه: (لا يزال العبدُ يزدادُ من اللهِ بعدًا، ما مُشِي خَلْفَه) .
وكان عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ رَضِيَ الله عنه لا يُعرَفُ من عبيدِه، إذ كان لا يتميَّزُ عنهم في صورةٍ ظاهرةٍ .
ومشى قومٌ خَلفَ الحَسَنِ البصريِّ، فمنعهم وقال: ما يُبقي هذا من قَلبِ العبدِ ؟!
- أن لا يزورَ غيرَه وإن كان يحصُلُ من زيارتِه خيرٌ لغيرِه في الدِّينِ:
رُوِيَ أنَّ سفيانَ الثَّوريَّ قَدِم الرَّملةَ فبعث إليه إبراهيمُ بنُ أدهَمٍ: أن تعالَ فحَدِّثْنا. فجاء سفيانُ، فقيل له: يا أبا إسحاقَ، تبعَثُ إليه بمثلِ هذا؟ فقال: أردتُ أن أنظُرَ كيف تواضُعُه .
- أن يَستنكِفَ من جلوسِ غيرِه بالقُربِ منه، إلَّا أن يجلِسَ بَيْنَ يديه:
قال ابنُ وَهبٍ: (جلَستُ إلى عبدِ العزيزِ بنِ أبي رُوادٍ، فمسَّ فَخِذي فَخِذَه، فنحيَّتُ نفسي عنه، فأخذ ثيابي فجَرَّني إلى نفسِه، وقال لي: لمَ تفعَلون بي ما تفعَلون بالجبابرةِ؟ وإني لا أعرِفُ رجلًا منكم شَرًّا مني!) .
وقال أنسٌ ((كانت الأَمَةُ من إماءِ أهلِ المدينةِ لتأخُذُ بيَدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فتنطَلِقُ به حيثُ شاءت)) .
- أن يتوقَّى من مجالسةِ المرضى والمعلولين ويتحاشى عنهم:
(وكان عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما لا يحبِسُ عن طعامِه مجذومًا، ولا أبرَصَ، ولا مبتلًى، إلَّا أقعدَهم على مائدتِه) .
- ألَّا يتعاطى بيَدِه شُغلًا في بيتِه:
رُوِيَ أنَّ عُمَرَ بنَ عبدِ العزيزِ أتاه ليلةً ضَيفٌ، وكان يكتُبُ، فكاد السِّراجُ يُطفَأُ، فقال الضَّيفُ: أقومُ إلى المصباحِ فأُصلِحُه. فقال: ليس من كَرَمِ الرَّجُلِ أن يستخدِمَ ضَيفَه. قال: أفأُنَبِّهُ الغلامَ؟ فقال: هي أوَّلُ نومةٍ نامها. فقام وأخَذ البَطَّةَ ، وملأ المصباحَ زَيتًا، فقال الضَّيفُ: قمتَ أنت بنفسِك يا أميرَ المُؤمِنين؟ فقال: ذهبتُ وأنا عُمَرُ، ورجَعتُ وأنا عُمَرُ، ما نقَصَ مني شيءٌ! وخيرُ النَّاسِ مَن كان عِندَ اللهِ متواضعًا .
- ألَّا يأخُذَ متاعَه ويحمِلَه إلى بيتِه، وهو خلافُ عادةِ المتواضِعين.
قال عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنه: (لا ينقُصُ الرَّجُلَ الكامِلَ من كمالِه ما حَمَل من شيءٍ إلى عيالِه) . وكان أبو عُبَيدةَ بنُ الجرَّاحِ -وهو أميرٌ- يحمِلُ سَطلًا له من خشَبٍ إلى الحمَّامِ .
وعن سُفيانَ بنِ عُيَينةَ، قال: (كان أبو سِنانٍ -ضِرارُ بنُ مُرَّةَ- يشتري الشَّيءَ من السُّوقِ فيَحمِلُه، فيأتيه الرَّجُلُ فيقولُ: يا أبا سنانٍ، أنا أحمِلُه لك، فيأبى، ثمَّ يقولُ: إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ [النحل: 23] ). قال سُفيانُ: وسَمِعتُ أبا سِنانٍ يقولُ: (حلبتُ الشَّاةَ منذُ اليومِ، واستقَيتُ لأهلي راويةً من ماءٍ، وكان يقالُ: خَيرُكم أنفَعُكم لأهلِه) .
ورأى رجلٌ محمَّدَ بنَ كُناسةَ يحمِلُ بيَدِه بَطنَ شاةٍ، فقال: هاتِه أحمِلْه عنك. فقال: لا. ثمَّ قال:
لا ينقُصُ الكامِلَ من كمالِه
ما جَرَّ من نفعٍ إلى عيالِه
- أن يميِّزَ في إجابةِ الدَّعوةِ بَيْنَ الغنيِّ والفقيرِ:
فتراه يسارعُ في إجابةِ دَعوةِ الغنيِّ إذا دعاه، ويستنكِفُ من إجابةِ دَعوةِ الفقيرِ.
- ومنها الاختيالُ في المِشيةِ مع ليِّ صفحةِ العُنُقِ وتصعيرِ الخَدِّ.
- رفضُ النَّصيحةِ، والاستنكافُ عن الحَقِّ.
- إسبالُ الإزارِ اختيالًا.
- محبَّةُ التَّقدُّمِ على الغيرِ في المشيِ أو في المجلِسِ أو في الحديثِ أو نحوِ ذلك.
- من مظاهِرِ المُتكَبِّرِ بعِلمِه المُعجَبِ به : أنَّه ينتهِرُ من يُعَلِّمُه، وإن وَعَظ عَنَّف، وإن وُعِظ أَنِف، وإن أُمِر بالحقِّ لم يقبَلْه، وإن ناظر ازدرى بمُناظِريه، وينقَبِضُ عن النَّاسِ ليبدَؤوا بالسَّلامِ، ويُسَخِّرُهم في أغراضِه، ويغضبُ على من لم يقُمْ بحوائجِه.
- ومن مظاهِرِ المُتكَبِّرِ بعَمَلِه أنَّه يحتَقِرُ من لا يعمَلُ مِثلَ عَمَلِه؛ فإن كان أجهَلَ منه قال: مُضَيِّعٌ جاهِلٌ، وإن كان أعلَمَ منه قال: الحُجَّةُ عليه أعظَمُ منها عليَّ، فينظرُ إلى النَّاسِ بعينِ الاحتقارِ والازدراءِ منقَبِضًا عنهم ليبدؤوه بالسَّلامِ ولا يبدَؤهم، ويزوروه ولا يزورُهم، ويعودوه ولا يعودُهم، ويخدُموه ولا يخدُمُهم، وإن بدأ أحدًا منهم بالسَّلامِ أو زاره أو عاده رأى أنَّه قد تفضَّل عليه وأحسَن إليه، وأنَّ مِثلَهم لا يستحِقُّ ذلك منه، ويرجو لنفسِه أكثَرَ ممَّا يرجوه لهم، ويخافُ عليهم أكثَرَ ممَّا يخافُ على نفسِه، آمنًا من عذابِ اللهِ تعالى.

أسبابُ الكِبْرِ

الكِبْرُ الظَّاهِرُ أسبابُه ثلاثةٌ :
1- سَبَبٌ في المُتكَبِّر: وهو العُجبُ، فهو يُورِثُ الكِبْرَ الباطِنَ، والكِبْرُ يُثمِرُ التَّكبُّرَ الظَّاهِرَ في الأعمالِ والأقوالِ والأحوالِ.
2- وسَبَبٌ في المُتكَبَّرِ عليه: وهو الحِقدُ والحسَدُ؛ فأمَّا الحِقدُ فإنَّه يحمِلُ على التَّكبُّرِ مِن غيرِ عُجبٍ، كالذي يتكبَّرُ على من يرى أنَّه مِثلُه، أو فوقَه، ولكِنْ قد غَضِب عليه بسبَبٍ سَبَق منه، فأورثه الغضَبُ حقدًا، ورسَخ في قلبِه بُغضُه؛ فهو لذلك لا تطاوِعُه نفسُه أن يتواضعَ له، وإن كان عنده مستحِقًّا للتَّواضُعِ، فكم مِن رَذْلٍ لا تطاوِعُه نفسُه على التَّواضُعِ لواحدٍ من الأكابرِ؛ لحِقدِه عليه، أو بُغضِه له، ويحمِلُه ذلك على رَدِّ الحقِّ إذا جاء من جِهتِه، وعلى الأنَفةِ من قَبولِ نُصحِه، وعلى أن يجتَهِدَ في التَّقدُّمِ عليه وإن عَلِم أنَّه لا يستحِقُّ ذلك، وعلى ألَّا يستحِلَّه وإن ظَلَمه، فلا يعتذِرُ إليه وإن جنى عليه، ولا يسألُه عمَّا هو جاهِلٌ به.
وأمَّا الحسَدُ فإنَّه أيضًا يوجِبُ البُغضَ للمحسودِ، وإن لم يكُنْ من جهتِه إيذاءٌ وسببٌ يقتضي الغَضَبَ والحِقدَ، ويدعو الحَسَدُ أيضًا إلى جَحدِ الحَقِّ، حتى يمنَعَ من قَبولِ النَّصيحةِ وتعلُّمِ العِلمِ، فكم من جاهلٍ يشتاقُ إلى العِلمِ، وقد بقيَ في رذيلةِ الجَهلِ؛ لاستنكافِه أن يستفيدَ من واحدٍ من أهلِ بلَدِه أو أقاربِه؛ حسَدًا وبغيًا عليه، فهو يُعرِضُ عنه، ويتكبَّرُ عليه، مع معرفتِه بأنَّه يستحِقُّ التَّواضُعَ بفضلِ عِلمِه، ولكِنَّ الحسَدَ يبعثُه على أن يعامِلَه بأخلاقِ المُتكَبِّرين، وإن كان في باطنِه ليس يرى نفسَه فوقَه.
3- وسببٌ فيما يتعلَّقُ بغيرِهما: وهو الرِّياءُ؛ فهو أيضًا يدعو إلى أخلاقِ المُتكَبِّرين، حتى إنَّ الرَّجُلَ ليناظِرُ من يعلَمُ أنَّه أفضَلُ منه، وليس بينه وبينه معرفةٌ ولا محاسدةٌ ولا حقدٌ، ولكِنْ يمتنِعُ من قَبولِ الحَقِّ منه، ولا يتواضَعُ له في الاستفادةِ؛ خيفةً من أن يقولَ النَّاسُ: إنَّه أفضلُ منه، فيكونُ باعثُه على التَّكبُّرِ عليه الرِّياءَ المجرَّدَ، ولو خلا معه بنفسِه لكان لا يتكبَّرُ عليه.
وأمَّا الذي يتكبَّرُ بالعُجبِ، أو الحَسَدِ، أو الحِقدِ، فإنَّه يتكبَّرُ أيضًا عِندَ الخلوةِ به، مهما لم يكُنْ معهما ثالثٌ، وكذلك قد ينتمي إلى نسَبٍ شريفٍ كاذبًا وهو يعلَمُ أنَّه كاذبٌ، ثمَّ يتكبَّرُ به على من ليس ينتَسِبُ إلى ذلك النَّسَبِ، ويترفَّعُ عليه في المجالِسِ، ويتقدَّمُ عليه في الطَّريقِ، ولا يرضى بمساواتِه في الكرامةِ والتَّوقيرِ، وهو عالمٌ باطنًا بأنَّه لا يستحقُّ ذلك، ولا كِبرَ في باطنِه لمعرفتِه بأنَّه كاذبٌ في دعوى النَّسَبِ، ولكن يحمِلُه الرِّياءُ على أفعالِ المُتكَبِّرين، وكأنَّ اسمَ المُتكَبِّرِ إنَّما يُطلَقُ في الأكثَرِ على من يفعَلُ هذه الأفعالَ عن كِبرٍ في الباطِنِ، صادِرٍ عن العُجبِ والنَّظرِ إلى الغيرِ بعينِ الاحتقارِ، وهو إن سُمِّي مُتكَبِّرًا فلأجْلِ التَّشبُّهِ بأفعالِ الكِبْرِ، فتصيرُ الأسبابُ بهذا الاعتبارِ أربعةً: العُجبُ، والحِقدُ، والحسَدُ، والرِّياءُ.
4- ومنها أيضًا : مقارنةُ نعمتِه بنعمةِ الآخرين، وظنُّه دوامَ النِّعمةِ وعدَمَ التَّحوُّلِ عنها، مع نسيانِ المنعِمِ.
5- الغفلةُ عن الآثارِ المترتِّبةِ على التَّكبُّرِ.

( يتبع )


 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 11:53 AM   #177


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (02:17 PM)
آبدآعاتي » 11,407
الاعجابات المتلقاة » 1304
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع – الكبر

الوسائِلُ المعينةُ على تَركِ الكِبْرِ

1- تذكيرُ النَّفسِ بالعواقِبِ والآثارِ المترتِّبةِ على التَّكبُّرِ، سواءٌ كانت عواقِبَ ذاتيَّةً، أو متَّصِلةً بالعَمَلِ الإسلاميِّ، وسواءٌ كانت دُنيويَّةً أو أخرويَّةً؛ فلعلَّ هذا التَّذكيرَ يحرِّكُ النَّفسَ من داخِلِها، ويحمِلُها على أن تتوبَ، وتتدارَكَ أمرَها، قبلَ ضَياعِ العُمُرِ وفواتِ الأوانِ.
2- عيادةُ المرضى، ومشاهدةُ المحتضَرين وأهلِ البلاءِ، وتشييعُ الجنائزِ، وزيارةُ القُبورِ؛ فلعَلَّ ذلك أيضًا يحرِّكُه من داخِلِه، ويجعَلُه يرجِعُ إلى ربِّه بالإخباتِ والتَّواضُعِ.
3- الانسلاخُ من صُحبةِ المُتكَبِّرين، والارتماءُ في أحضانِ المتواضعين المخبِتين؛ فربَّما تعكِسُ هذه الصُّحبةُ بمرورِ الأيَّامِ شُعاعَها عليه، فيعودُ له سَناؤه، وضياؤه الفِطريُّ، كما كان عِندَ ولادتِه.
4- مجالَسةُ ضِعافِ النَّاسِ وفُقَرائِهم، وذوي العاهاتِ منهم، بل ومؤاكلتُهم ومشاربتُهم، كما كان يصنعُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصَحبُه الكرامُ، وكثيرٌ من السَّلَفِ؛ فإنَّ هذا ممَّا يُهَذِّبُ النَّفسَ، ويجعَلُها تقلِعُ عن غَيِّها، وتعودُ إلى رُشدِها.
5- التَّفكُّرُ في النَّفسِ، وفي الكونِ، بل وفي كُلِّ النِّعَمِ التي تحيطُ به من أعلاه إلى أدناه: مَن مصدَرُ ذلك كلِّه؟ ومن مُمسِكُه؟ وبأيِّ شيءٍ استحقَّه العبادُ؟ وكيف تكونُ حالُه لو سُلِبت منه نعمةٌ واحدةٌ فضلًا عن باقي النِّعَمِ؟ فإنَّ ذلك التَّفكُّرَ لو كانت معه جديَّةٌ يحرِّكُ النَّفسَ ويجعَلُها تشعُرُ بخَطَرِ ما هي فيه، إنْ لم تبادِرْ بالتَّوبةِ والرُّجوعِ إلى رَبِّها.
6- النَّظَرُ في سِيَرِ وأخبارِ المُتكَبِّرين، كيف كانوا؟ وإلى أيِّ شيءٍ صاروا؟ مِن إبليسَ والنُّمرودِ إلى فرعونَ، إلى هامانَ، إلى قارونَ، إلى أبي جهلٍ، إلى أُبَيِّ بنِ خَلَفٍ، إلى سائِرِ الطُّغاةِ والجبَّارين والمجرِمين، في كُلِّ العصورِ والبيئاتِ؛ فإنَّ ذلك ممَّا يخوِّفُ النَّفسَ ويحمِلُها على التَّوبةِ والإقلاعِ خشيةَ أن تصيرَ إلى نفسِ المصيرِ، وكتابُ اللهِ عزَّ وجَلَّ وسُنَّةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكُتُبُ التَّراجِمِ والتَّاريخِ: خيرُ ما يُعينُ على ذلك.
7- حضورُ مجالِسِ العِلمِ التي يقومُ عليها عُلَماءُ ثقاتٌ نابهون، لا سيَّما مجالِسِ التَّذكيرِ والتَّزكيةِ؛ فإنَّ هذه المجالِسَ لا تزالُ بالقلوبِ حتَّى تَرِقَّ وتلينَ، وتعودَ إليها الحياةُ من جديدٍ.
8- حملُ النَّفسِ على ممارسةِ بَعضِ الأعمالِ التي يتأفَّفُ منها كثيرٌ من النَّاسِ ممارسةً ذاتيَّةً، ما دامت مشروعةً، كأن يقومَ هذا المُتكَبِّرُ بشِراءِ طعامِه وشرابِه وسائِرِ ما يلزمُه بنفسِه، ويحرِصَ على حملِه والمشيِ به بَيْنَ النَّاسِ، حتَّى لو كان له خادِمٌ، على نحوِ ما كان يصنعُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وصحبُه والسَّلفُ؛ فإنَّ هذا يساعدُ كثيرًا في تهذيبِ النَّفسِ وتأديبِها، والرُّجوعِ بها إلى سيرتِها الأولى الفِطريَّةِ، بعيدًا عن أيِّ التِواءٍ أو اعوجاجٍ.
9- الاعتذارُ لمن تعالى وتطاول عليهم بسُخريَّةٍ أو استهزاءٍ.
10- التَّذكيرُ دومًا بمعاييرِ التَّفاضُلِ، والتَّقدُّمِ في الإسلامِ:
قال اللهُ تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات: 13] .
وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((كلُّكم بنو آدَمَ، وآدمُ من ترابٍ، لَيَدَعَنَّ رجالٌ فَخْرَهم بأقوامٍ إنَّما هم فَحمٌ من فَحمِ جَهنَّمَ، أو ليكونُنَّ أهوَنَ على اللهِ مِن الجُعلانِ !)) .
11- المواظبةُ على الطَّاعاتِ: فإنَّها إذا واظب عليها، وكانت متقَنةً لا يرادُ بها إلَّا وجهُ اللَّهِ، طهَّرت النَّفسَ من كُلِّ الرَّذائلِ، بل زكَّتْها .
قال يحيى بنُ جَعْدةَ: (من وَضَع وَجهَه للهِ عزَّ وجَلَّ ساجدًا فقد بَرِئَ من الكِبْرِ) .
12- أن يعلَمَ أنَّ الكِبْرَ من أخلاقِ الكُفَّارِ وأضرابِهم، فيسعى في ألا يتخَلَّقَ بأخلاقهم؛ قال السَّمرقنديُّ: (اعلَمْ أنَّ الكِبْرَ من أخلاقِ الكُفَّارِ والفراعنةِ... لأنَّ اللهَ تعالى وَصَف الكُفَّارَ بالكِبْرِ، فقال: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ [الصافات: 35] ، وقال: وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ [العنكبوت: 39] ، وقال: إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60] ، وقال: قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر: 72] ، وقال: إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ [النحل: 23] ) .
13- أن يجتَهِدَ في ألَّا يرى نفسَه خيرًا من أحدٍ، وأن يعلَمَ أنَّ الأمرَ متوقِّفٌ على الخاتمةِ وهو لا يدري بم يختَمُ له، وينشَغِلُ بنفسِه عن غيرِه.
قال الفُضَيلُ لسُفيانَ بنِ عُيَينةَ: (إن كنتَ ترى أنَّ في هذا المسجِدِ أحدًا هو دونَك، لقد ابتُلِيتَ ببليَّةٍ عظيمةٍ!) .
وقال سُفيانُ بنُ عُيَينةَ: (من رأى أنَّه خيرٌ من غيرِه فقد استكبر؛ وذاك أنَّ إبليسَ إنما منعه من السُّجودِ لآدَمَ عليه السَّلامُ استكبارُه) .
وقال الغزاليُّ: (ينبغي لك أن تَعلَمَ أنَّ الخَيِّرَ مَن هو خيرٌ عِندَ اللهِ في دارِ الآخرةِ، وذلك غيبٌ، وهو موقوفٌ على الخاتمةِ؛ فاعتقادُك في نفسِك أنَّك خيرٌ من غيرِك جهلٌ محضٌ، بل ينبغي ألَّا تنظُرَ إلى أحدٍ إلَّا وترى أنَّه خيرٌ منك، وأنَّ الفضلَ له على نفسِك، فإن رأيت صغيرًا قلتَ: هذا لم يعصِ اللهَ وأنا عصيتُه، فلا شَكَّ أنَّه خيرٌ مني، وإن رأيتَ كبيرًا قُلتَ: هذا قد عبدَ اللهَ قبلي، فلا شَكَّ أنَّه خيرٌ مني، وإن كان عالِمًا قلتَ: هذا قد أُعطِيَ ما لم أُعطَ، وبلغ ما لم أبلُغْ، وعَلِم ما جَهِلتُ؛ فكيف أكونُ مثلَه؟! وإن كان جاهلًا قُلتَ: هذا قد عصى اللهَ بجَهلٍ، وأنا عصيتُه بعِلمٍ؛ فحُجَّةُ اللهِ عليَّ آكَدُ، وما أدري بمَ يُختَمُ لي وبم يختَمُ له؟ ...
فلا يخرجُ الكِبْرُ من قلبِك إلَّا بأن تعرِفَ أنَّ الكبيرَ من هو كبيرٌ عِندَ اللهِ تعالى، وذلك موقوفٌ على الخاتمةِ، وهي مشكوكٌ فيه؛ فيشغَلُك خوفُ الخاتمةِ عن أن تتكبَّرَ مع الشَّكِّ فيها على عبادِ اللهِ تعالى، فيَقينُك وإيمانُك في الحالِ لا يناقِضُ تجويزَك في الاستقبالِ؛ فإنَّ اللهَ مُقَلِّبُ القلوبِ يهدي من يشاءُ، ويُضِلُّ من يشاءُ) .
14- ملازمةُ الدُّعاءِ وكثرةُ التَّضرُّعِ إلى اللهِ أن يُعيذَه من الكِبْرِ.
15- تذكُّرُ أصلِ خِلقةِ الإنسانِ وما يؤولُ إليه حالُه بعدَ الموتِ.
عن أحمدَ بنِ عُبَيدِ بنِ ناصحٍ، قال: كنتُ أمشي مع أبي العتاهيةِ يَدُه في يدي وهو متَّكِئٌ عليَّ ينظرُ إلى النَّاسِ يذهبون ويجيئون، فقال: أما تراهم هذا يتيهُ فلا يتكَلَّمُ، وهذا يتكَلَّمُ بصَلَفٍ !
ثمَّ قال لي: مَرَّ بعضُ أولادِ المُهَلَّبِ بمالِكِ بنِ دينارٍ وهو يخطِرُ، فقال: يا بُنَيَّ، لو خفَضْتَ بعضَ هذه الخُيَلاءِ ألم يكُنْ أحسَنَ بك من هذه الشُّهرةِ التي قد شَهَرتَ بها نفسَك؟! فقال له الفتى: أو ما تَعرِفُ من أنا! فقال له: بلى واللَّهِ أعرِفُك معرفةً جيدةً، أوَّلُك نُطفةٌ مَذِرةٌ ، وآخِرُك جيفةٌ قَذِرةٌ، وأنت بَيْنَ ذَينِك حامِلُ عَذِرةٍ!
قال: فأرخى الفتى أذُنَيه وكَفَّ عمَّا كان يفعَلُ، وطأطأ رأسَه ومشى مسترسِلًا. ثمَّ أنشدني أبو العتاهيةِ:
أيا واهًا لذِكرِ اللَّهِ
يا واهًا له واهَا
لقد طيَّب ذِكرُ اللَّهِ
بالتَّسبيحِ أفواهَا
فيا أنتَنَ من حُشٍّ
على حُشٍّ إذا تاها
أرى قومًا يتيهون
حشوشًا رُزِقوا جاهَا) .
و(لو ذَكَر انفرادَه في القبرِ عن الأموالِ والأولادِ والحَشَمِ والأحفادِ وقد صار جيفةً قَذِرةً مُنتِنةً، لكان ذلك مانعًا له من الكِبْرِ!) .

حُكمُ الكِبْرِ
الكِبْرُ كبيرةٌ من الكبائِرِ ، وإنَّ مِن الكِبْرِ ما يكونُ كُفرًا أكبَرَ مُخرِجًا من الملَّةِ، يستحِقُّ صاحبُه الخلودَ في النَّارِ، ومنه ما يكونُ صاحبُه مرتَكِبًا لكبيرةٍ من الكبائِرِ يستَحِقُّ العقوبةَ، ومع ذلك هو تحتَ مشيئةِ اللهِ تبارك وتعالى؛ إن شاء عذَّبه، وإن شاء غَفَر له، يقولُ أبو العبَّاسِ القُرطبيُّ:
(لمَّا تقرَّر أنَّ الكِبْرَ يستدعي مُتكَبَّرًا عليه، فالمُتكَبَّرُ عليه:
إن كان هو اللهَ تعالى، أو رُسُلَه، أو الحَقَّ الذي جاءت به رُسُلُه، فذلك الكِبْرُ كُفرٌ.
وإن كان غيرَ ذلك فذلك الكِبْرُ معصيةٌ وكبيرةٌ، يُخافُ على المتلَبِّسِ بها المُصِرِّ عليها أن تُفضيَ به إلى الكُفرِ، فلا يدخُلَ الجنَّةَ أبدًا.
فإن سَلِمَ من ذلك ونَفَذ عليه الوعيدُ عُوقِبَ بالإذلالِ والصَّغارِ، أو بما شاء اللهُ من عذابِ النَّارِ؛ حتَّى لا يبقى في قَلبِه من ذلك الكِبْرِ مثقالُ ذَرَّةٍ، وخَلَص من خُبثِ كِبرِه حتى يصيرَ كالذَّرَّةِ؛ فحينَئذٍ يتداركُه اللهُ تعالى برحمتِه، ويخلِّصُه بإيمانِه وبركتِه. وقد نصَّ على هذا المعنى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المحبوسين على الصِّراطِ لمَّا قال: ((حتى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا، أُذِن لهم في دُخولِ الجنَّةِ)) .
(فالذي في قلبِه كِبرٌ، إمَّا أن يكونَ كِبرًا عن الحَقِّ وكراهةً له، فهذا كافرٌ مخلَّدٌ في النَّارِ ولا يدخُلُ الجنَّةَ؛ لقولِ اللهِ تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [محمد: 9] ، ولا يحبَطُ العَمَلُ إلَّا بالكُفرِ؛ لقَولِه تعالى: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة: 217] ، وأمَّا إذا كان كبرًا على الخَلقِ وتعاظُمًا على الخَلقِ، لكِنَّه لم يستكبِرْ عن عبادةِ اللَّهِ، فهذا لا يدخُلُ الجنَّةَ دُخولًا كاملًا مُطلَقًا لم يُسبَقْ بعذابٍ، بل لا بدَّ من عذابٍ على ما حَصَل من كِبرِه وعَلوائِه على الخَلقِ، ثمَّ إذا طَهُر دخَل الجنَّةَ) .

( يتبع )


 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 11:56 AM   #178


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (02:17 PM)
آبدآعاتي » 11,407
الاعجابات المتلقاة » 1304
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



تابع – الكبر

ذم الكبر في واحة الادب
أ- من الشِّعرِ


1- قال منصورٌ الفقيهُ:

تَتيهُ وجِسمُك من نُطفةٍ
وأنت وعاءٌ لِما تعلَمُ
2 - وقال آخَرُ:
جمعتَ أمرينِ ضاع الحَزمُ بَيْنَهما
تِيهُ الملوكِ وأخلاقُ المماليكِ
3- وقال آخَرُ:
وكم مَلِكٍ قاسي العِقابِ مُمنَّعٍ
قَديرٍ على قَبضِ النُّفوسِ مُطاعِ
أراه فيُعديني من الكِبْرِ ما به
فأُكرِمُ عنه شيمتي وطِباعي
3 - وقال آخَرُ:
كم جاهلٍ متواضعٍ
ستَرَ التَّواضُعُ جَهْلَهُ
ومميَّزٍ في عِلمِه
هدَم التَّكبُّرُ فَضْلَهُ
فدَعِ التَّكبُّرَ ما حَيِيتَ
ولا تصاحِبْ أهلَهُ
فالكِبْرُ عَيبٌ للفتى
أبدًا يُقبِّحُ فِعْلَهُ
4- وأنشَد ثَعلَبٌ:
ولا تأنفا أن تسألا وتُسَلِّمَا
فما حُشِيَ الإنسانُ شَرًّا من الكِبْرِ
5- وقال محمودٌ الورَّاقُ:
التِّيهُ مَفسَدةٌ للدِّينِ مَنقَصةٌ
للعَقلِ مجلَبةٌ للذَّمِّ والسَّخَطِ
مَنعُ العَطاءِ وبَسطُ الوَجهِ أحسَنُ من
بَذلِ العطاءِ بوَجهٍ غيرِ مُنبَسِطِ
6- وقال أيضًا:
بِشرُ البَخيلِ يكادُ يُصلِحُ بُخلَهُ
والتِّيهُ مَفسدةٌ لكُلِّ جوادِ
ونقيصةٌ تبقى على أيَّامِه
ومَسَبَّةٌ في الأهلِ والأولادِ
7- وقال آخَرُ في الكِبْرِ:
مع الأرضِ يا بنَ الأرضِ في الطَّيرانِ
أتأملُ أن ترقى إلى الدَّبَرانِ
فواللَّهِ ما أبصَرْتُ يومًا مُحلِّقًا
ولو حَلَّ بَيْنَ الجَدْيِ والسَّرَطانِ
حماه مكانُ البعدِ من أن تنالَه
بسَهمٍ من البلوى يَدُ الحَدَثانِ
8- وقال الحَيصَ بَيصَ:
فتًى لم يكُنْ جَهمًا ولا ذا فظاظةٍ
ولا بالقَطوبِ الباخِلِ المُتكَبِّرِ
ولكِنْ سموحًا بالودادِ وبالنَّدى
ومبتَسِمًا في الحادثِ المتنَمِّرِ
9- وأنشَد أبو حاتمٍ السِّجِستانيُّ لشاعرٍ:
واعلَمْ بأنَّ الذي ترجو وتأمُلُه
من البريَّةِ مسكينُ بنُ مِسكينِ
ما أقتَلَ الحِرصَ في الدُّنيا لصاحِبِه
وأسمَجَ الكِبْرَ في مَن صِيغَ مِن طِينِ

ب- من الأمثالِ والحِكَمِ


- بالأرضِ ولدَتْك أمُّك.
يُضرَبُ عِندَ الزَّجرِ عن الخُيَلاءِ والبَغيِ والكِبْرِ، وعند الحَثِّ على الاقتصادِ .
- من الدَّوِّ إلى القُرى.
يُضرَبُ لمن يتكبَّرُ وقد تواضع من هو أشرَفُ منه .
- الكِبْرُ قائِدُ البُغضِ .
- التَّعزُّزُ بالتَّكبُّرِ ذَلٌّ .
- الكِبْرُ فَضلُ حُمقٍ، لم يَدرِ صاحبُه أين يَضَعُه .
- التَّكبُّرُ على الملوكِ تَعرُّضٌ للحُتوفِ، وعلى الأنذالِ من ضَعةِ النَّفسِ، وعلى الأكْفاءِ جهلٌ عظيمٌ، وسُخفٌ .
- الكِبْرُ داءٌ يُعدي .
- الإفراطُ في الكِبْرِ يوجِبُ البِغضةَ، كما أنَّ الإفراطَ في التَّواضُعِ يُوجِبُ الذِّلَّةَ .
- ووصَفَ بليغٌ مُتكَبِّرًا فقال: (كأنَّ كِسْرى حامِلُ غاشيَتِه ، وقارونَ وكيلُ نفَقَتِه، وبِلقيسَ إحدى داياتِه، وكأنَّ يوسُفَ لم ينظُرْ إلَّا بمُقلتِه، ولقمانَ لم ينطِقْ إلَّا بحِكمتِه!) .
- وكان يقالُ: مَن عَرَف حَقَّ أخيه دام له إخاؤه، ومن تكبَّرَ على النَّاسِ ورجا أن يكون له صديقٌ، فقد غرَّ نفسَه .
- وقيل: ليس للَجُوجٍ تدبيرٌ، ولا لسَيِّئِ الخُلُقِ عَيشٌ، ولا لمُتكَبِّرٍ صَديقٌ .
- وقال بعضُهم: من أثبَت لنفسِه تواضُعًا، فهو المُتكَبِّرُ حَقًّا؛ إذ ليس التَّواضُعُ إلَّا عن رفعةٍ، فمتى أثبتَّ لنفسِك تواضُعًا فأنت من المُتكَبِّرين .
- أتيَهُ من أحمَقِ ثَقيفٍ:
وهو من التيِّهِ الذي هو الكِبْرُ، يعنون يوسُفَ بنَ عُمَرَ وكان أميرَ العِراقِ من قِبَلِ هِشامٍ، وكان أحمقَ مَن أمر ونهى في الإسلامِ، وكان قصيرًا دميمًا، وكان خيَّاطُه إذا أفضَلَ من الثَّوبِ الذي يقطَعُه له شيئًا ضرَبه مائةَ سَوطٍ، وإذا ذَكَر أنَّه يحتاجُ إلى شيءٍ أجازه وأكرمه، وكان له نديمٌ يُقالُ له عبدانُ، وكان من أطولِ النَّاسِ قامةً، وكان يوسُفُ مِثلَ عُقدةِ رِشاءٍ! فماشاه يومًا فقال له يوسُفُ: أيُّنا أطوَلُ؟ قال: فوقَعتُ في محنةٍ تحتَها السَّيفُ، فقُلتُ: أصلح اللهُ الأميرُ! أنت أطوَلُ مني ظَهرًا، وأنا أطولُ منك ساقًا! قال: فضَحِك وقال: أحسَنْتَ .
- أزهى من غرابٍ.
من الزَّهوِ، أعنى الكِبْرَ، وهو أنَّه إذا مشى يختالُ .
- أزهى من وَعلٍ.
وهو التَّيسُ الجَبَليُّ .
- أزهى من طاوُوسٍ، ويُروى: أخيَلُ من طاوُوسٍ .
- أزهى من ديكٍ. ويُروى: أخيَلُ من ديكٍ؛ لأنَّه يختالُ في مِشيتِه .
- أزهى من ذُبابٍ. ويُروى: أخيَلُ من ذُبابٍ
- أزهى من ثَورٍ. ويُروى: أخيَلُ من ثَورٍ .
- أزهى من ثَعلَبٍ. ويُروى: أخيَلُ من ثعلَبٍ.
يُقالُ: اذا عَلِقَت صوفةٌ مصبوغةٌ بذَنَبِ الثَّعلبِ أفرَطَ عُجبُه بها وشُغِل عن كُلِّ شأنِه باستحسانِه .
- أخيَلُ من مُذالةٍ، هي الأَمَةُ؛ لأنَّها تُهانُ وتتبختَرُ مع ذلك، يُضرَبُ للمُتكَبِّر وهو مَهِينٌ .
- شمَّ بخِنَّابةِ أُمِّ شِبلٍ.
الخِنَّابةُ: ما لانَ مِن الأنفِ ممَّا يَلي الخدَّ، وأمُّ شبلٍ: الأسدُ. يُضربُ للمُتكبِّرِ .
- أبْأَى مِن حنيفِ الحناتمِ.
أي: أشدُّ كِبرًا، والبَأْوُ: الكِبرُ، وإنَّما قيل له ذلك؛ لأنَّه كان لا يبدأُ أحدًا بالسَّلامِ حتَّى يبدَأَه .
- أبْأَى ممَّن جاء برأسِ خاقانَ.
وخاقانُ ملكُ التُّركِ قتَله سعيدُ بنُ عمرٍو الحرشيُّ في أيامِ هشامِ بنِ عبدِ الملكِ فعظُم أمرُه، وكثرُ فخرُه وكِبرُه حتَّى ضُرِب به المثلُ في الكِبرِ .
- وقال أعرابيٌّ: (صُنْ عَقلَك بالحِلمِ، ومروءتَك بالعَفافِ، ونَجدتَك بمجانبةِ الخُيَلاءِ، وخَلَّتَك بالإجمالِ في الطَّلَبِ) .
- وقيل: (التَّواضُعُ نِعمةٌ لا يُحسَدُ عليها، والكِبْرُ محنةٌ لا يُرحَمُ عليها، والعِزُّ في التَّواضُعِ، فمن طلبه في الكِبْرِ لم يجِدْه) .


 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
قديم اليوم, 11:58 AM   #179


الصورة الرمزية البراء

 عضويتي » 968
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (02:17 PM)
آبدآعاتي » 11,407
الاعجابات المتلقاة » 1304
 حاليآ في » الكويت
إهتماماتي  » الرياضة
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute البراء has a reputation beyond repute
 آوسِمتي الذكرى الخامسة  


/ نقاط: 0

مطر من مداد  


/ نقاط: 0

الكاتب المميز  


/ نقاط: 0

البراء متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخلاق المذمومة في الإسلام ( متجدد )



موضوعنا القادم سيكون ان شاء الله عن ( الكذب )


 توقيع : البراء






نعم ، هكذا (كلّنا) لما نريد أن نرضي الجميع "إلا" أنفسنا !
و ليتني ما أرضيت سواي !
على الأقل ، حتى أجد من يشاركني حصاد الآهات !


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 0 والزوار 18)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأخلاق أرزاق فاطمة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 14 07-16-2024 05:02 PM
الأخلاق وهائب….!!!! النقاء الكلِم الطيب (درر إسلامية) 12 02-25-2024 02:59 PM
ربيع الأخلاق بُشْرَى الصحة والجمال،وغراس الحياة 4 05-15-2023 12:50 PM
لنتصدق على فقراء الأخلاق. رهيبة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 6 09-16-2022 10:57 PM
الأخلاق وهائب المهرة الكلِم الطيب (درر إسلامية) 5 03-16-2021 10:07 PM

Bookmark and Share


الساعة الآن 02:18 PM

أقسام المنتدى

المدائن الدينية والاجتماعية | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | أرواح أنارت مدائن البوح | الصحة والجمال،وغراس الحياة | المدائن الأدبية | سحرُ المدائن | قبس من نور | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | بوح الأرواح | المدائن العامة | مقهى المدائن | ظِلال وارفة | المدائن المضيئة | شغب ريشة وفكر منتج | المدائن الإدارية | حُلة العيد | أبواب المدائن ( نقطة تواصل ) | محطة للنسيان | ملتقى الإدارة | معا نحلق في فضاء الحرف | مدائن الكمبيوتر والجوال وتطوير المنتديات | آفاق الدهشة ومواسم الفرح | قناديـلُ الحكايــــا | قـطـاف الـسـنابل | المدائن الرمضانية | المنافسات الرمضانية | نفحات رمضانية | "بقعة ضوء" | رسائل أدبية وثنائيات من نور | إليكم نسابق الوفاء.. | الديوان الشعبي | أحاسيس ممزوجة | ميدان عكاظ |




Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
 المنتدى حاصل على تصريح مدى الحياه
 دعم وتطوير الكثيري نت
مجتمع ريلاكس
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas