خلف َ النوافذ ِ

خلف النافذة كان خيالك يتراءى لي بضيابية مُقيتة..
كنت أراك تسقي حديقة الأزهار ، تلوح للمارة بابتسامة مشرقة
يغبطون من يستيقظ لها وبها كل صباح
تحمل قط جارتنا العجوز والضائع منذ البارحة لتعيده إليها
وبدلا من أن تشكرك توبخك من جنونها..
لكنك تضحك

خلف النافذة دهشة

وطفلة تتكئ على يد جدتها تتعثران بطوار الأيام

الطفلة لا تدرك معنى فوات المستقبل والجدة تخشى قضاء ماض

أرى قسمات وجهك تعانق زجاج نافذتي..

خلف النوافذ،
أعرت ابتسامتي لنسمة طريدة بين الفصول
كان موطنها دوما حديقة بيتنا القديم
ومنذ سافرت بي الحدود
والنسمة بلا وطن..

رياح تهب ذات نسيم معطر.بزهر الليمون مع قطرات الندى
دائما هناك ما يدعوني للتأمل خلف النوافذ..

../

أغلقنا النوافذ ..
فمن أين تأتي رياح الحنين هذه؟!

سأهرب من فوضى الحياة
أجلس فوق غيمة خجولة
أهز قدماي وأشاهد بؤس العالم البغيض
هنا ..
حيث القمر يضيء
والليل يحمل حكايات السهر
معك أيها الوحيدُ كأنا ..