.
وإنه لـ بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة / كل السهام التي طاشت في لحظة رحمةٍ ، تكون أمامها فرصة أخرى للتعويض ، كان من الحتم أن يتم التلاعب بالوقت والأحداث وترتيب الكلمات ،
فحين نمتلك الخبرة نخسر لذة الدهشة ..!
.
.
(1) ..
تمسك بأقدام الزمن من حولك ، فيستحيل فرساً حرون في منتصف
الوثبة ، إلى الخلاص لتبقى كما تستحق ، عالقاً ما بين أرض التجاهل
البعيدة ، فالأرصفة لا تسأل المارة عن ألوان أحذيتهم ..!
(3) ..
في شرع الحب ما تفعله بِدعه ..!
كان قلبه ينام مجعداً إلى جواره ، وتخرج منه حروف كلمة أحبك ،
وحين استيقظ وجد قلبه أملسا ، ينام في جوفه وتخرج منه كلمة
أكرهك !..
تسعة أشهر ينامان معاً وينموان معاً ، ولكنهما لا يتذكران بعضهما
حين يشعران بالجوع بعد أن يولدان ، هذا برهان كاف على أن الحياة
تربي أفرادها كيفما تشاء .
(4) ..
أن الحب تبذير ، وبعض التبذير بخل ..!
قرأت في وجوه المحبين والهائمين ، أعينهم تفيض من الحب ،
لا هو يصل إلى عقولهم فـ يحييها ، ولا هو منزجر عن قلوبهم
فلا يغرقها ، ولا تطهروا به ساعة الوداع !..
الكتابة عن الحب تستلزم الخروج منه ، ومشاهدته من بعيد وتحديد
تفاصيله ، وهذا ما لا يتسنى للكثيرين ، من يكتبون عن الحب الآن ،
يكتبون للحب وليس عنه ، فالمحب ليس لديه وقتاً للكتابة عن الحب
إلا إذا .. أفتقده .
(5) ..
استحالة أن أنسى الطيور المهاجرة ، فأنني كل ما
فقدت أحداها ،
أعرفها برائحة غيابها التي لن أستطيع أن أغفر لها ،
فالوداع كلمة ليست في القاموس ، وسوف نحذفها إن وجدناها .
يحدث أن يفقد الإنسان أصدقائه مع الزمن بشكل طبيعي جداً ، مثلما
يفقد الإنسان شعر رأسه ، فلا يزداد إلا بريقا ، ولا يبقى غير صورة
فوتوغرافية أطالعها بعد سنين مع والدي ، وهو يهتف بـفرح
حال رؤية صديقه : هذا فلان .. ثم ينخفض صوته : كان صديقي ،
ثم يعلو صوته مازحاً ليخفي خيبته المزدوجة : أنظر ..
كان عندي شعر .
(6) ..
المسافة بيني وبين الشتاء ليست ببعيدة ، بضع خطوات إلى الأمس ،
أرتقي فيها ما يقارب العشر درجات على سلم الذكريات .
فالأيام متشابهة يا رفيقة ، ربما ظنناها عملات معدنية نقعت
في طلاء ، غير أنها تظهر اختلافها ، بمجرد مرورها تحت صنبور الذاكرة .
(7)..
( المرآة ) تعجبها لمعة النعم الطافحة من وجوه الأثرياء ،
لذا تصاحبهم ، تقلدهم أجمل الصور عنهم ، تجعلهم ينتفشون ،
وتؤدي عملها كما يجب .
فرعون لم يتجنى ويجني على نفسه في الوقت نفسه ، إلا حالما
وقف أمام مرآة ، جعلته يصعد مسافات كؤوده داخل روحه ، حتى ظن
أنه وصل عنان السماء ولا رب سواه ، كم كان سقوطه مريعاً
نحو الهاوية .
سيعلن الشيطان توبته حين يلقاه ، فالشيطان تاجر ماهر
يبيعنا المثلجات حتى في جهنم ..!
( المرآة ) ليست إلا امرأة مراوغة وداهية ، تصنع من أكاذيب الوجوه
تحفاً ، فـ (اللهم حسن خلقي كما حسّنت خلقي ) ، هذا دعاء خطير ،
يحولك من النظر إلى وجهك إلى النظر إلى قلبك ، يفسد عليك
الجلسة و يساعد في ترك المرآة بسرعة .
(8) ..
في داخل كلٍ منا صراعه الخاص ، في داخل كل منا مساحته الخاصة
للغرق / للتيه ، متاهة تتأهب ذاتياً لالتهام من يقترب ، هذا عذر جيد
لئلا يجد الواحد منا نفسه !..
تقودني قدماي إلى الأماكن العتيقة ، ربما قضيت هناك وقتاً طويلا ،
في محاولة استثمار قطعة من الماضي ، ولست أدري لماذا ألجأ
إلى الماضي ، كي أقدمه هدية إلى صديقة/صديق ؟!
ربما لأن الحاضر كله يتجه نحو التشوَّه !.
(9)..
ما نريده يكون ، ينوجد ، ويتخلق بانخلاق رغباتنا ، ما نرفضه ينعدم ،
ينفى ويموت بإماتة رفضنا .
كالأب الذي يحتصي حبة حلوى زائدةٍ لطفلته التي ماتت منذ عام ،
هو لن يأكلها ، وهي لن تتذوقها ، لكن ينبغي أن لا يشعر الحب
بغير وجودها .
(10)..
كلاب الشارع المسعورة لم تتعلم يوماً الأناقة مع العابرين ، فـ متى
ما وارتها الفرصة مارست شغبها ، وأناقتك لا تسعفك أن تدفع عنك
شرها ، فهي لا تعرف إلا العض ، وأنت لم تتعلم سوى أن تكون أنيقا ،
فعليك إما أن تكون مسعورا ، أو أن تتعلم هي الأناقة !..
(11)..
رب صيحة تكسبني جائزة أوسكار ، كالتي كسبها " ميل جيبسون "
في فيلم " القلب الشجاع ، ففي منتصف الحلم أوقفوني وسألوني :
من أين أتيت ..؟!
أن أزمتي معهم ليست أزمة ذهابٍ أو مجيء ، بقدر ما هي أزمة
يمكن اختصارها ، في ما أخذوه مني وما تركوه فيني .
وتبقى الحقيقة ( بطل الفيلم ) رغم كل محاولات الكومبارس
على السيطرة على الشاشة ..!
الهمس المهمل ،،
رسائل فقدت عناوينها / لن تصل ..
العرض العادي
