ظِلال وارفة ( المنقولات الأدبية والمواضيع العامة ) |
( المنقولات الأدبية والمواضيع العامة )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
مفهوم السعادة الحقيقي
لإسلام والسعادة
السعادة: هي شعور داخلي يراه الإنسان بإحساسه بالرضا وبانشراح للصدر مع طمأنينة قلبيه وسرور بالنفس. إن مفهوم السعادة يختلف من شخص إلى آخر، ولكنَّ الشعور الايجابي والإقبال النفسي مشترك لدى الغالبية، وذلك لاشتراك الجميع بإدراكات الحواس الفطرية وعوامل الاستقبال النفسي والانفعالي في المجمل، مع وجود تفاوت في درجة الاستقبال للإيحاء وما يقابله من ردود انفعالية شعورية لدى الإنسان. والسعادة مُصطلح نسبي، ونستطيع القول بأن تعريفها الحقيقي مرتبط بتعريف الإنسان كفرد لها، من ملازمة الشعور الحاصل من خلال تجربة أو استشعار بالرضا في الأَمر الذي يَرتبطُ بهْ ويكون عندهُ ذو بال، ولا ينحصر الأمر بالمادية البحتة، أو المعنوية المجردة، أو غير ذلك، فكل إنسان قد يرى أمراً له فيه سعادة لانطباعٍ احتوته نفسُهْ، أو منفعة متحصله وقعتْ. ولكنها لغيره قد تكون ليست كذلك، فكلٌ ينظر ويدرك بزاوية مختلفة، مع وجود تماثل وتقابل في كثيرٍ من الأوجه، وهذا مما يجعل الأكثرية يتشاركون في الميل والسعادة لأحوال مشتركة توجِد السعادة والرضا، وذلك لأنها في حد ذاتها أحوال ايجابية وذات نفعية على عدة أوجه. و أما المفهوم الإسلامي للسعادة فكان أشمل، وذو نظره مثالية مطابقة للواقع ألإيجادي والشرعي لهُ، وكنتاج لأداء التكاليف، فلم يقتصر المفهوم على المنفعة المجردة، والحياة المادية، والشعور الموافق للتحصيل، لأنها مرحلة آنية مؤقتة، فالإسلام بيَّنَ أن الإنسان يكون في رحلة خَلقه على مرحلتين مرحلة الحياة الدنيا، ومرحلة الحياة الآخرة، والإسلام أراد التحصيل الإجمالي للسعادة في الدارين بشكلها الجزئي في الدنيا – وتأتي جزئيتها من عدم الديمومة ومما قد يعتري الإنسان من أحوال تطرأ عليه فتجعله في تفاوتٍ في أمره، أو ما قد يصيبه من أمر يعود عليه، لّما كانت داراً للمرور وللاختبار- فهي لم تجمع الكمال للإنسان في نواحيها أو بكل ما فيها إلا ما كان من عند الله الحكيم العليم... ففي أمر الدنيا: أتى الإسلام بالضوابط والشرائع التي تكفل السعادة للإنسان، فالإطار الشرعي العام محيطٌ به إِحاطة تجعله في دائرة من الطمأنينة، والاستشعار العالي بالرضا، وعلو الذات، لما كان فيه من التزام بالمنهج، وتحكيم للشرائع، ورُقيٍ في السلوك والمعاملات في نفسه كفرد وفي علاقته مع الآخرين، والذين انضبطوا هم أيضاً بنفس الضابط الشرعي، فكانت الدائرة التكاملية حين إذ حافظةً للجميع وموجدة للسعادة في النتاج والشعور العام، ويكون ذلك واضحاً ومتزامناً برؤيتنا لارتفاع معدل السعادة وارتقاء الحالة الكلية للأفراد مع معدل الالتزام والتحاكم القلبي والانفعالي للشرائع الحكيمة، ولا بد أن نذكر هنا أنَّ إدراك الإنسان لذاته عن حقيقة أمره وسبب وجوده وحسن مآله، والذي وضحه الإسلام وبيَّنهُ بصورةٍ مثالية، قد أوجد ذلك الاستقرار العام والطمأنينة الفعالة، وذلك كله يكون مصاحباً لحركاته وانفعالاته ومسير حياته، وبشكل ايجابي في نفسه وعلى غيره. أما بالنسبة للآخرة: فهنا يبرز المفهوم الحقيقي للسعادة وماهيتها بنظر الإسلام. فالسعادة الحقيقية هي السعادة الدائمة، التي لا يشوبها نقص، ولا يخالطها كدر، ولا يرافقها عِلَلَ، وهي الممتدة بلا انتهاء، بكمال وجمال بلا فَناء، وتلك لا تحصل إلا برضا الرحمن، ودخول الجنان، وهي المطمعُ الحقيقي والثواب الأجزل، وهي وعد الرحمن لعبادة المؤمنين حين يلقاهم، وبالنعيم المقيم في جنته برحمته يجزيهم، فهناك السعادة الحق، والجمال الحق، والثواب الحق. وهنا ندرك أينَ السعادة الحقيقية، وكيف هيَ، ونتيقن أنَّ مفتاح الباب لتلك السعادة يكون بالنجاح في مرحلة الدار الدنيا، وذلك بالامتثال لمنهج الله وتنفيذ أوامره وتحكيم شرعه، فتلك هي نظرةُ الإسلام الأكمل ومفهومِهِ الأشمل. *** للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مفهوم المعرفة في القرآن الكريم | بُشْرَى | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 13 | 02-25-2024 03:04 PM |
من هو الشيطان الحقيقي لنا؟ | واجدة السواس | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 19 | 07-25-2022 04:13 PM |
مفهوم الصحة الإنجابية | بُشْرَى | الصحة والجمال،وغراس الحياة | 6 | 06-19-2022 04:50 PM |
مفهوم التناص الأدبي | أنين ليل | المكتبة الأدبية ونبراس العلم | 14 | 04-18-2021 08:32 AM |
الشرف الحقيقي | نزف القلم | الكلِم الطيب (درر إسلامية) | 9 | 03-09-2021 09:33 AM |