"بقعة ضوء" ( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص") |
( " قراءات نقدية وتحليلية للنصوص")
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||
|
|||||||||||||
قراءتي لـ( المصعد) للمهندس
في قصيدته بقية حياة، يتساءل الشاعر الفلسطيني محمود درويش:
إذا قيل لي : ستموت هنا في المساء فماذا ستفعل في ما تبقَّى من الوقتِ ؟ وهو سؤال شاق يضع الذات أمام مفترق خيارات صعبة، أفرزها تقلب رهيب مفاجئ، يقطع حاضرا متصاعدا، ويمحو ماضيا مقلقا، ويلقي بالنفس إلى المجهول. كذلك حين يقترب الإنسان من عتبات الخطر، أو تداهمه طلائعه على حين غرة. حاملة في طياتها الموت والفناء. تتبخر كل المشاريع والأحلام. ولا يتبقى سوى الحاضر المرير أو اجترار الماضي وتذكر الفرص والأمنيات الضائعة. وذلك ما يطرحه نص "المصعد" ابتداءً من العنوان الذي يهيئ ذهن القارئ، ويثير أفقه التوقعي لما يحمله من صور ذهنية مرتبطة بالضيق والارتفاع وخشية الانحشار والانحصار. والصعود يكون تقدما إلى الأعلى. وأيضا رجوعا إلى الأسفل. * ويتسم أسلوب النص بالسلاسة والتشويق، وتتعدد فيه الصور الفنية والتعابير البلاغية (يعيد ترتيب وجهه من جديد- والتوتر عنده في تصاعدٍ كتصاعد أرقام الطوابق المضيئة فوق الباب- حظه العاثر قد افتقده من جديد- وتلبسته الحيرة والهلع- تطايرت سيرته الذاتية...) كما يتنوع *بين السرد والوصف والحوار، بصوت ضمير الغائب مع التركيز على تصوير انفعالات الشخصية النفسية وتفاعلها الجسدي مع الحدث. ويطغى حضور المكان على مجريات الحدث، فيبدو فخما بعيدا المنال، ويتطلب الوصول إليه استعدادا وثقة بالنفس ( (ارتقى السلالم في ثبات ٍ) ثم في المصعد يتحول إلى حيز ضيق، يحكم قبضته على الشخصية الرئيسية، ويتحكم في مصيره. إن المصعد لم يتغير، لكن طبيعة تمثله في وعي الشخصية الرئيسية هي التي تبدلت. فهو في الأول كان وسيلة لنيل الوظيفة والارتقاء الاجتماعي، ثم أصبح فخا وسجنا تحاول الخلاص منه. كذلك الحياة الواقعية، فمنظورنا إليها وطبيعة وضعنا فيها هي ما يحدد تصرفاتنا ومواقفنا، وأحيانا *قناعاتنا وأفكارنا. أما الزمن الواقعي فقصير جدا لكنه يتمدد في نفسية البطل، ويختلط فيه الحاضر بالماضي ( أعطى تلك المتسولة درهمًا...)ويطل على المستقبل ( سيصفونه بأنه إرهابي...) وتدور القصة حول شخصيتين رئيسيتين غير نمطيتين أو جامدتين، ومرسومتين بإيجاز ودقة، وهما تتبادلان الأدوار في البناء الفني للقصة، فالبطل الذي حاول أن يبدو واثقا من نفسه ومهذبا وخدوما يتزعزع ويفقد رباطة جأشه. في حين أن مسؤول الملحقة الثقافية الذي أظهر توترا مفتعلا في البداية ينقلب إلى موقف مختلف يتسم بالصلابة. وبصفته مساعدا معاكسا حسب تعبير الفيلسوف والسيميائي غريماس يضع الشخصية الرئيسية أمام اختبار صعب يتضح أنه دعابة، إلا أنه يبرز طبيعتها التي تبحث عن الخلاص الفردي. بل إنها تظهر تصرفها السلبي بعد أن تمكن منها الخوف، بعدم محاولة مقاومة الإرهابي المفترض أوعلى الأقل إقناعه بالعدول عن فكرة التفجير.* ويعتمد النص حبكة تصاعدية ينمو فيها الحدث متسلسلا ويتأزم. ثم تأتي لحظة التنوير. لينجلي الغموص في مقطع ثاني، يدفع إلى نهاية مغلقة، كما يوظف تقنيتي الاسترجاع (الفلاش باك)والاستباق وإشارات تثير الشك والتشويق لدى القارئ (عينانخضروان متقدتان- أنت هالك هنا لا محالة...) تتسم قصة "المصعد" *بالتشويق والإثارة، ويلعب فيها عنصر المكان دورا مركزيا في بلورة الحدث وتأطيره، في اختيار موفق ومناسب لنص يركز على الجانب النفسي للشخصية الرئيسية. مهندسنا الرائع.، *قصّة لم تكتبْ لتُروى.. بل لتُشرب انسجمت جدا بتفاصيلها الرائعة وأحببت طريقة الاثارة والتشويق أبدعت في وصفك بما تملك من لغة سامقة وأسلوب رائع للمزيد من مواضيعي
المصدر: منتديات مدائن البوح |
09-21-2024, 09:15 AM | #2 |
|
رد: قراءتي لـ( المصعد) للمهندس
أ. الياسمين
قرأت تحليل قصة ( في المصعد )، قرأته جيداً .. وقفات موفقة لما يعتمل في جوانيات الشخصية الرئيسة الأولى .. وتحديداً هنا .. إن المصعد لم يتغير، لكن طبيعة تمثله في وعي الشخصية الرئيسية هي التي تبدلت. فهو في الأول كان وسيلة لنيل الوظيفة والارتقاء الاجتماعي، ثم أصبح فخا وسجنا تحاول الخلاص منه. كذلك الحياة الواقعية، فمنظورنا إليها وطبيعة وضعنا فيها هي ما يحدد تصرفاتنا ومواقفنا، وأحيانا *قناعاتنا وأفكارنا. كنتِ رائعة أختي الياسمين .. ممتنٌ لكِ هذه القراءة، والتحليل لا حرمكِ الله البهاء كل التحية |
فلســــــــــــ ( الأردن ) ـــــــــــــــــــــطين
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
في المصعد | المهندس | قناديـلُ الحكايــــا | 22 | 10-09-2024 10:35 AM |
قراءة أحمد حماد لنص القصة بارانويا للمهندس | احمد حماد | "بقعة ضوء" | 3 | 09-14-2024 11:02 AM |
قراءتي لـ( … ما قطع) أ. المهندس | الْياسَمِينْ | "بقعة ضوء" | 3 | 09-11-2024 08:09 AM |
قراءتي لـ( السؤال الخامس) للمهندس | الْياسَمِينْ | "بقعة ضوء" | 11 | 07-19-2024 10:55 AM |
قراءة الأديب أحمد حماد لقصة السؤال الخامس للمهندس | احمد حماد | "بقعة ضوء" | 8 | 06-24-2024 08:52 PM |