الموضوع: منفى الحالمين
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2021, 07:23 PM   #79


الصورة الرمزية مريم
مريم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل :  Sep 2021
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 22,946 [ + ]
 التقييم :  121278
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: منفى الحالمين




أهلاً محمد ..
أعدتَ لي مشهداً على طريق البحر، كنتُ مع صديقاتي نحتفل بخطوبة إحداهن، على مقربة منا كان يجلس رجلاً عجوزاً وزوجته، كان يحاول أن يشعل لها سيجارة وبفعل الهواء سرعان ما تنطفىء.. فما كان منه إلا أن أمسك عكازه ومال عليها حتى كاد أن يسقط وهو يداري الهواء بيده لاشعال السيجارة -في شدة كهولتهم ولا يستغنون عنها- المهم أن صديقتي صبا صاحت: وشخصٌ يحبني، يشعل لي سيجارتي في الستين.. قولوا آمين يا بنات 🌿
إحداهن ردت: هو حيكون ليكي نفس
أنا قلت: تفتكري حنعيش لحد الستين؟
وما أن التفتُ إليهن إلا وعيونهن تكاد تقفز لتغتالي
صاحت بي صبا: قنبلة تفاؤل أنتِ ارحمينا واسكتي
.

كأن العيون على الرصيف بعد الستين تقول، أنتَ قبطان الشّاطىء الوحيد، ورمل الشّاطىء حارّ ولاسع، وأنا أريد أن آتي معك، خذني معك لأغفو تحتّ الغيم، فوق خشب السّفينة مهما كان قاسيًا، حيث لا مكان آمن أكثر منه.
بالاهتمام والاحتواء والتفاهم ثمّ بالمحبّة، يمضي العمر بخفّ الريشة، ولولا المحبّة التي أساسها الثلاثة ما كان لنا أن نكون.

جدي لم يعش بعد جدتي طويلاً، بين وفاته ووفاتها أربعين يوماً، أخبروني حينها أن روحه معلقة بروحها فأبت أن تستمر في حياة لم يكن له أثرٌ فيها.
هذا الالتصاق والاندماج فوق كل المسميات، ورغم ما واجهوه من حجارة متناثرة على الطريق بل هي أشد وأقسى إلا أن الاستمرارية غلبت، كل ذلك وتأتي مريم لتقول: لا أؤمن بالبشر !!



٭٭٭


على الهامش المنفي:
ثمّة قصيدة تشبه الرّصاصة
ولكنها تعتمد على قائلها
قد تقتلك وقد تنقذك من موتٍ يداهمك!




 
 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"





رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47