عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-14-2021, 02:22 AM
*قلادة طهر..! غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 177
 تاريخ التسجيل : Nov 2020
 فترة الأقامة : 1269 يوم
 أخر زيارة : 06-24-2022 (12:21 AM)
 المشاركات : 4,159 [ + ]
 التقييم : 15495
 معدل التقييم : *قلادة طهر..! has a reputation beyond repute *قلادة طهر..! has a reputation beyond repute *قلادة طهر..! has a reputation beyond repute *قلادة طهر..! has a reputation beyond repute *قلادة طهر..! has a reputation beyond repute *قلادة طهر..! has a reputation beyond repute *قلادة طهر..! has a reputation beyond repute *قلادة طهر..! has a reputation beyond repute *قلادة طهر..! has a reputation beyond repute *قلادة طهر..! has a reputation beyond repute *قلادة طهر..! has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]


افتراضي من مذكرات فتاه..!











مذكرات فتاه..!


مدخل/
على لسان إحداهن/
من الخياااال


قبل سنتين من الان تقريبا تم ابلاغي بعمل عملية
قلب مفتوح لوالدتي لانسداد اغلب الشرايين
وتم حجزها مباشره عند دخولها المشفى
بالطبع اسبوعان وانا بـ انهيار تام يصعب وصفه
في انتظار ذاك الموعد المُحدد للعملية
وكانت والدتي لديهم بالمشفى طوال الاسبوعان
في العنايه القلبيه حتى يتم تنظيم السكر لها وجميع
علاماتها الحيويه التي تزايدت اضطراباً
خوفاً وقلقاً
عشت أقسى لحظات حياتي
رافقتها تاركة كل شئً كرهت كل شئً
من تواصل وبشر ونوم وأكل
لولا أن البعض منها يغلبني كـ النوم
وما ادراكم بذاك النوم......
النوم على كرسي وبدون فراش بحكم ممنوع في
غُرف العناية القلبية
أي شئٍ لايخص المريض
والبرودة تجمد لأنها عناية
وانا لا اتحمل البرودة حتى تسببت لي بمرض مزمن حتى هذا اليوم لازلت في صراع معه
مرت الأيام
وكل لحظاتي أنظر لوجه أمي وعيناها اخاف أن أفقدها
لأن نسبة نجاح العملية كانت غير كبيرة
لكن لابد منها فـ أمي دخلت بالاسعاف بحالة
متأخرة لأنسداد أغلب الشرايين

برد وجوع وخوف وعدم توفر مكان نوم وبكاء مستمر
لمدة اسبوعان ودون أحد اتبادل معه
الجلوس عندها فـ أنا وحيدتها

حتى دون ذاك القلب والسند
الذي أشتكي له تلك الحرقة التي بقلبي
كان كل هذا كفيل بأن اغادر الحياة قبل
يوم العملية المنتظر
وبين هذا وذاك
ودون استسلام مني والدعاء والقرأن والتوكل بالله
وبعض الأقارب ودعواتهم
تقويت بالله ثم بالصبر ولكن كانت عيناي
على عينا أمي وهي تحت الاجهزة

تراقب النبض وكانت عيناها للسقف بشكل مستمر
و تراقبني بصمت وكأنها تخاف تركي مثل خوفي أنا
أن أفقدها
ومرت الأيام والأيام
وكانت الليله التي تسبق العملية
كانت أطول ليلة بالعمر
مرت الساعات وكأنها سنوات
أختلط فيها بكائي ورجائي ودعائي بإنهياري التام
وكأن الثلاثة عشر يوم السابقه بكل مافيها من وجع وأنتظار قد
اجتمعت في هذه الليلة
يصعب وصف الموقف
ويصعب وصف الشعور
لأن من أترقب موعد العملية لها هي أمي
هي السند بعد الله هي روحي بجسد آخر هي الحياه
بكل ماتحمل هي وحيدتي وأنا وحيدتها
أخذت أتحرك بالممر الخارجي ذهاباً وإياباً
أسمع أصوات الأجهزة
من جميع الغُرف والتي كانت مختلطة
بين رجال ونساء
وعند باب كل غرفة أجد شاب او فتاة او اأم او او

وكلهم بترقب
و قلق ولكن مع تفاوت القوة والوجع والحالة
البعض منهم يمنح القوة والبعض يقدم مساعدة والاخر يشد على يد الغير

واقترب الفجر وعم الهدوء في تلك الساعات المتأخرة
الا من اصوات الممارسين الصحيين او الأجهزة الطبيةأو

انين المرضى
بات قلبي بفزع كلما أقترب الصباح
أمتزج بين خليط فرح وحزن
خوف ويقين دعوات لاتنقطع

أنارت الشمس الكون ولكن أظلمت بقلبي من شدة الفزع
نظرات امي موجعة واليمة

كانت وكأنها توصيني وكأنها تُخبرني شيئاً لا اعلم ماهو
صمتها تلك الليلة كان أشبه بمدينة خالية من ساكنيها
بعد حرب خلفت الدمار بشوارعها وانزلت الرعب
بـ أحياءها

نظرت إليها في محاولة للقوة منها أو أن أمنحها قوة
ولكن كلانا يكاد يسقط من المعارك الداخلية


أصوات اقدام تفترب
وكأنه هجوم مُرعب
كانت الساعة الفاصلة
لأخذ أمي
نظرت الي والدموع تنحبس بعيناها
و أنا أقاوم تلك النظرات حتى أحسست
أنها ثواني
وأفقد ثباتي
قاومت بشدة لم أمر بها من قبل
تم الترتيت وتحضيرها لكل شئ
قبلتها وأنا لا أرى ماحولي من هول الوجع داخلي
أبتسمت لها ابتسامة اعلم انها

رُسمت رسما لم تستطع أن
تُخفي ماخلفها من غصة
أرتميت بأحضانها وكأني أرجوها الأ تغيب عني
لحظات وأمي تبتعد عني وانا خلفها بُخطى لا تكاد حملي

تذكرت شريط من الأوجاع
قد مررنا به سوياً تذكرت وصول شقيقتي داخل تابوت بين الامتعه لثلاث أيام
وهي ذات العشرين ربيعاً

التفت على صوت أرجعني لأمي وهي بين أيديهم
في ممر طويل

حتى وصلت إلى أن تم منعي من المواصلة

أنفجرت بصوت سمعه كل المارة
صراخ ببكاء بأنين وحشرجة
تم سحبي الى الغرفة المجاورة

وأُغلق الباب بيني وبينها
جلس اخي بجانبي وكأنه ينتظر مثلي هذه اللحظات
غرقنا ببكاء
أخرج مابداخلي من تراكم الأيام السابقة

مُنعت من البقاء داخل المشفى وتم إخراجي
وكادت روحي أن تخرج

مرت عشر ساعات
من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً
خرجت أمي
ولازال منعي من الذهاب مستمر
مرت يومان حتى تستقر حالتها

ومرت ايام أُخرى وأيام حتى عادت للحياة وعادت روحي بعودتها

وكانت المفاجأة المؤلمة والتي كدت أن أفقد عقلي بها
أمي لاتعرفني اااه ما أصعبه من شعور

هي تمر بفترة نسيان مؤقت
ظننت أنها دائمة

تُصيب البعض ممن يمرون بعمليات كُبرى او خوف شديد
أمي فقدت الذاكرة مؤقتا

اكتفي فالكلام يطول عن هذه التجربة الموجعة

مخرج/
للكلام بقية
ولكن بين صفحات ذاكرتي فقط ..!
قلادة..!
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : من مذكرات فتاه..!     -||-     المصدر :     -||-     الكاتب : *قلادة طهر..!





 توقيع : *قلادة طهر..!

العاطفة الرثة تُفسد أناقة العقل ..!


آخر تعديل *قلادة طهر..! يوم 12-14-2021 في 02:27 AM.
رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47