لا عجب أن لغتنا منعت صرف أسماء معظم الإناث. عائشة وروان ولمياء أمثلة هذا المنع الصارم من أي شكل من أشكال الصرف لأسباب تتعلق بهيبة الاسم واشتباهه بما ليس اسما وربما لأن الإناث لا يعجبهن التصرف في أشيائهن؛ خديجةُ أنثى أما خديجةٌ فصفة لأي أنثى ولدت قبل تمام الحمل ببضعة أشهر.

يخطر بذهني أحيانا أن أرتكب إثما وأصرف اسمك فاللغة تسن قوانينها على طلاب العلم وبعض المعلمين من خريجي المعاهد الذين يرتعدون من النحو والصرف. أما أنا فحبيبك إضافة إلى بعض الامتيازات اللغوية. زرت خديجةً، اشتقت إلى خديجةٍ. ألا يبدو التنوين هنا سببا كافيا للتباهي؟

خديجة. اسمك لذيذ. يبدو متكاملا ومستقلا بذاته كجسد عارٍ. ينتابني الغضب عندما أفكر في أن اسمك الممنوع من الصرف قد يكون مضافا لاسم آخر غير اسمي. خديجةُ من لا سمح الله؟ خديجتي فحسب.

ثم إن الاسم في الأساس استعارة لحظية للإشارة إلى مسمى. لم كل هذا التزمت في النداء؟ هل أحتاج حينما نكون وحيدين عالقين في لحظة من الصلاة أن أناديك باسمك أو ضمير الخطاب؟ أعتقد أن الحب المعتل الذي تعدى ضميري الإنساني والاجتماعي لن يتوقف على ضمير خطاب. أنتِ.

تعليل آخر: الضمة التي تعلو تاءك المربوطة الممتلئة كنهد لا تكفي نهدا آخر لا يقل امتلاءً أو عجرفة. ومن هنا يجوز صرف اسمك بضمتين تعلوانه كما تعلو نهديك ضمتان من النسيج المتورد المنبثق الذي يحمل كل صفات القداسة وكل أفعال الخطيئة وكل حروف الجر التي تجرني جرا فأكون عليهما وأصير تحتهما وأنا منهما وفيهما ولهما كرضيع آثم.

رضيعٌ آثم. هل تصورتِني جيدا؟

وبلا شك لن يختلط اسمك بصفة الخدج فأنت مولودة فوق الكفاية، والثلاثون عاما التي ربضت على جسدك لا تنفك تجعلك معتقة وشبقة كتاء التأنيث المستغرقة في الكحول والحشيش والمخدرات التي تسيل من أسفل ظهرك وتصب في مخيخي.

أريد منك خديجتين متطابقتي الصفات سوى أن إحداهما لا تحبني بل تحبك. سأستمتع بالمفردات الجسدية التي تصب من جسديكما المتحدين في عناق محرم ومنبوذ ومغضوب عليه في كل الأعراف. وسأحاول إعراب الحروف التي تستثار في جسديكما كأوتار كمان تنضغط تحت إصبعي القاسية. هل هي حروف وصل يصل حلماتكما الأربع أم حروف عطف من أثر خصريكما المنذبحين في العراء؟

خديجتيّ؛ ها قد أبحت لاسمك الصرف وطرحت كل المبررات ثم منحتك شدة تليق بغياب أي ترهلات تذكر في كيانك الآثم.