الموضوع: منفى الحالمين
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-2021, 08:30 PM   #56


الصورة الرمزية مريم
مريم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 504
 تاريخ التسجيل :  Sep 2021
 أخر زيارة : 09-01-2023 (12:33 PM)
 المشاركات : 22,946 [ + ]
 التقييم :  121278
لوني المفضل : Cadetblue


افتراضي رد: منفى الحالمين







في هذه اللحظات أفكر :
ما الذي يمكنني كتابته؟ لم يعد الأمر مرتبطًا بهذه " الآن" الكلمة التي تشغلني بما يحدث فيها.. أصبحتُ متورطة في كلِّ اللحظات التي مرت بنا -نحن الذين نكتب على باب الله كما يقولون- وتلك التي سوف تمر. أعني كل لحظة : الأمس، الآن، وغداً. وأنتَ تخاطب قلوبنا وعقولنا يا محمد في آن واحد، تشاركنا لحظات عشتَ تفاصيلها بحلوها ومُرها، تجعلنا نعيشها هنا في منفى الحالمين لتصبح جزءاً منا، لأنها تشبهنا أو ربما هي نحن !
عصراً استطعتُ النوم بعد تعب من الاستيقاظ المتواصل، تركتُ الهاتف وتركتُ نفسي بداخله ونمت.
الآن أجلس بصحبة ألحان " كمال الطويل" موسيقى تصويرية من فيلم المصير. مدتها دقيقتين وخمسة عشر ثانية، ولأن مدتها قصيرة جعلتها تلفُّ حول نفسها، تبدأ وتنتهي ثم تبدأ من جديد. أفعل ذلك كثيراً عندما أرفض الخروج من الحالة التي أدخلتني فيها الموسيقى.
أتعرف أنني حين أكتب أسمع صوت الآلة الكاتبة، وصوت المطر والقداحة، وأرى غيمة كبيرة من الدخان، وفنجان كبير من القهوة.. المهم أصلًا في يدي الآن كوبًا من النسكافيه السادة من دون سكر..




سطورك الصباحية يا محمد كانت تشبه ضربة الفأس، جعلتني أبحث في جعبتي عن صور طبيعية بسيطة لحياة تشبه ما كتبت.
يا إلهي ..
- ما هذه الظروف، وكم مرّ بنا الزمن؟
- وما الذي نتكبده كل يوم كي نرسم البسمة على شفاه أمهاتنا الصابرات وآباءنا المتعبين ؟
شيء ما دفعني لأضع قبلة فوق جبينهما، وأنا أتذكر ..
أتعلم كلنا كنا نُسأل هذا السؤال بالمدرسة : ماذا يعمل والدك؟ وبعد سماع هذه المهن:
رائد بالقوات المسلحة
موظف بالبنك
مدير لا أعرف ماذا
كانت تخرج من فمي مثل رصاصة :
أبي يعمل نجاراً يعملُ في ورشة صغيرة وبسيطة لأحدهم مزروع أمامها شجرة توت كبيرة والله أني كنت مدمنة على رائحة يده أدس وجهي فيها وأشم رائحة الغراء والخشب وأنتشي..

"حلم الأطفال قطعة حلوى، و ذاك طفل يبيع حلمه! -نجيب محفوظ.

الولد الصغير الَّذي يخرُج مِنْ الصباح إلى المساء لأجل أن يُوفر الطعام لأمه دُون الحاجة لأحد، الولد الَّذي يرجع إلى المنزل، خائباً، جائعاً وَفمه مُر، كان يخرُج كل يوم بعربته ليبيع الحلوى، الحلوى الَّتِي لَمْ يَذُقها يوماً !
لكن من زاويةٍ أخرى ..ذاق حلاوتها ألف مرةٍ مع كلِّ دعاءٍ من قلبِ أمه. وعلى خلافهم كانت أحلامنا دائماٍ كتب !




من الهامش المتواضع :
جميلونَ
رغمَ انكسارِ المرايا
تقاطعِ أصواتنا في الطريقِ
ورَغمْ تثاقل أقدامنا
والتواءِ القلوبْ !

جميلونَ
رغمَ الذئاب
التي في الدروبْ
ورغمَ اسودادِ الثلوجِ
التي لا تذوبْ

جميلونَ
نشبهُ وجهَ الصباحِ
وقد أبهرَ الكونَ
حينَ يسرّبُ أنوارهُ
في الثقوبْ !


مساؤك الخيرات دوماً وأبداً
عدْ محمد حاملاً معكَ حكايا الأمل


 
 توقيع : مريم







"قويةٌ كحرب، ناعمةٌ كسلام"




التعديل الأخير تم بواسطة مريم ; 10-24-2021 الساعة 10:07 PM

رد مع اقتباس
 
1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47